vendredi 29 juillet 2016

أيها المسؤولون، أيها البرلمانيون...طرق بني زروال تستغيث


أيها المسؤولون، أيها البرلمانيون...طرق بني زروال تستغيث 

بقلم المودن أحمد من المشاع




لو سألنا أحد برلمانيي منطقة غفساي عن الطريق الرابطة بين غفساي و الرتبة (P5313)، أو بين غفساي وودكة ( P5302)، فبما عساه سيجيبنا؟!
ها قد اشرفت الولاية على نهايتها، و أعتقد أنه من حقنا، كمواطنين أن نحاسب منتخبينا و برلمانيينا، لنعرف ما تحقق على عهدهم ، على الأقل ليطمئن قلبنا و نقول أن هذه العملية، التي يرصد لها المسؤولون موارد بشرية و مادية مهمة لتتم بنجاح، لها مغزى و نتائج تستحق أن يتخاصم من أجلها المتخاصمون و يتسجل في لوائحها المتسجلون،  و يتشتت على إثرها شمل الدواوير و القرى و العائلات...
سأسأل منتخبينا و برلمانيينا و مسؤولينا من أصغرهم إلى أكبرهم : ألم تمروا يوما من هذه الطريق التي تتعثر فيها البهائم قبل السيارات؟!
ألم تحسوا و أنتم تقطعونها أن أجسادكم تتمايل خلف المقود و كأنكم تسوقون حمارا بثلاثة أرجل ؟!
إذا كانت بني زروال بأطرها و مثقفيها و منتخبيها و برلمانييها لم تستطع أن تبلغ أصحاب القرار بأنه هناك طريق اندثر منها الإسفلت و تناسلت بها الحفر كتناسل أموال المفسدين بهذا البلد...فما معنى الإنتماء لهذا الجزء المهمل من هذا الوطن؟!
هل الميزانيات تغيب و تنعدم فقط عندما يتعلق ببوادي بني زروال المنسية؟!
هل الحل الوحيد الذي بجعبة الدولة هو " الترقاع " ؟!
الجماعات تدعي قلة الإمكانيات، و أن ما تتوفر عليه من مال لا يكفي سوى لأداء مستحقات موظفيها، بالإضافة لمشاريع بسيطة...
المندوبية الجهوية للتجهيز ربما لا تعلم أن  تلك الطريق التي أنشأت منذ سنين ، قد أصبحت في خبر كان!!!
وسائل الإعلام الوطنية زارت المنطقة عدة مرات، فأخبرت المشاهدين أنه تم التبرع بالجلابيب و الأفرشة، و لم تخبرهم بما قاساه طاقمها و هو يقطع هذه الطريق " المحفرة " !!!
إننا نؤكد كأبناء المنطقة و كمتضررين أن هذه الطريق في حاجة لميزانية مهمة تسمح بتوسيعها و إعادة تبليطها بالكامل مع فتح سواقي اسمنتية على رصيفها و تمتين الجنبات بسلاسل صخرية لمقاومة عوامل التعرية و انجراف التربة، و أن يكون ذلك تحت إشراف مهندس " نزيه " ، و دراسة مسبقة من طرف مختبر جيولوجي يحدد نوع التربة و مدى مقاومتها للإنزلاقات كما حدث في دوار تسوفة...مع تتبع العملية كلها من طرف لجنة محايدة و نزيهة ، حتى  لا يتم اقتسام المزانية ، لأن المجتمع المدني فقد الثقة نهائيا، وهذا يروج على كل لسان.
هذه مجرد اقتراحات من غيور على بني زروال عامة و على منطقة ودكة خاصة لما تحتويه من خيرات طبيعية تستحق الإهتمام و الإستغلال الإيجابي...لأن المخيم مثلا لا يمكن أن يكون له معنى و الطريق على هذا الحال...كما أن جبل ودكة لا يمكن أن يعرف مشاريع خاصة ضخمة، و الطريق على هذا الشكل...
و المواطن بالمنطقة  لا يمكن أن يحس أنه كباقي مواطني هذا البلد ، والطريق على هذا الشكل...
فرحمة بمواطنيك أيها الوطن...فنحن كذلك مغاربة و موقعنا على الخريطة بجماعة ودكة دائرة غفساي إقليم تاونات بالمغرب،فزوروا موقعنا لتتأكدوا..

طلب بسيط من كل غيور :
شاركها مع غيرك، فأكيد ذات يوم سيصلهم صراخنا و معاناتنا.و شكرا
Partager SVP...  un jour ils vont  savoir notre souffrance...et merci 



  
                                               

jeudi 28 juillet 2016

نكتة من بني زروال " علال المراق "

نكتة من بني زروال " علال المراق "

بقلم المودن أحمد من المشاع

قرر مواطن زروالي يدعى " احميدو السلاك " أن يهجر السياسة و السياسيين، فاتخذ من صخرة منبسطة على جانب الطريق معتكفا له...
وينما هو جالس يتأمل جمال الطبيعة و يستمتع بوحدته، رأى شخصا قادما نحوه...
قرر المعتكف أن يتفادى حتى السلام مع القادم، خاصة و أن إسمه يغني عن معرفته...إنه "علال المراق"...طاف بعدة أحزاب واليوم يساند مرشحا للبرلمان...
فكر احميدو بسرعة، ثم اهتدى لفكرة ذكية...
خلع جلبابه ووضعه على اﻷرض وبدأ يصلي من دون وضوء ولا تيمم...
مر علال المراق فوجده غارقا في صلاته و انصرف...
لما أحس احميدوا بأن علال قد يكون ابتعد، قرأ التشهد وسلم بجهر قائلا :" السلام عليكم "
رد عليه علال المراق من خلفه: " وعليكم السلام و رحمة الله ...
رأيتك من بعيد فقررت أن أملأ عليك خلوتك...هل في علمك أن مرشح " المزمار " قد أعطى لزبانيته مبلغ 5000 درهم لكي يتحركوا ؟!...أليست هذه حملة قبل اﻷوان ؟!...إن زبانيته اليوم يفرقون الدوار...الكل يدعي أنه يفقه في السياسة..."
لم يرد عليه احميدو الذي تظاهر بالإستغفار، بل مسح بيديه على الصخرة وتيمم ثم قال بصوت مرتفع : " باسم الله ، بنية صلاة النوافل إن شاء الله...الله أكبر ...الله أكبر..."
 
                 
                                                         

lundi 25 juillet 2016

حتى القطط تبهدلت ببني زروال !

حتى القطط تبهدلت ببني زروال ! 

بقلم المودن أحمد من ودكة ببني زروال.

كنت في ضيافة أحد أقاربي ببني زروال...فمر من قربنا قط أشعث الشعر...بارز العظام...بطنه ملتصق بظهره...يموء بصعوبة...
دخل القط تحت طاولة اﻷكل رافعا ذيله و كأنه يطلب صدقة...كنت أراقب حركات القط و في نفس الوقت أتخيل ردة فعل أصحاب الدار...
فجأة نطق حكيمهم قائلا :" أبعدوا عني هذا القط، إني أرى فيه شهر مايو"
ضحك الجميع... و ضحكت معهم ، و الحقيقة أني لم أعرف معنى هذه الجملة التي أثارت كل هذا الضحك...
انفردت بأحد أقربائي و سألته :
- لماذا ضحكتم على كلام "الحكيم " رغم بساطته ؟!
فأجابني و كأنه كان ينتظر الفرصة لإفراغ قلبه:
- أغلب الناس هنا يصرفون كل ما جمعوه من مال ، كمقابل لبيعهم للقنب الهندي و الحشيش، خلال موسم الحرث...وما أن يحل شهر أبريل و ماي  حتى تجدهم أفقر الفقراء...يتعاملون بالدين مع الدكان في انتظار المحصول القادم...الكيف لم يعد مصدر غنى ، لقد انعكس هذا على المستوى المعيشي للسكان،و على الحيوان أيضا...
يوم غد جمعت ملابسي و قررت الرجوع لحال سبيلي فقد أحسست بجوع، بعدما خرج الناس لحقولهم،  فلم أجد سوى خبزة يابسة نبهني إليها قط أشعث استعصى عليه إدخال أنيابه فيها...فاستعان بالمواء طلبا لمن يساعده...فأكرمت نفسي بها و أكرمته بجزء منها بعدما أذبته في مرق البطاطس و اليقطين... 
وفي الطريق تساءلت مع نفسي : 
" أهذه هي بني زروال التي يسجنون أهلها بتهمة زراعة الكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!"

 
                                                                   

dimanche 24 juillet 2016

مذكرات التجاني، حلقة مستدركة : " سرقوا لي نعلي يا أستاذ "

مذكرات التجاني، حلقة مستدركة : "  سرقوا لي نعلي يا أستاذ "

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي


فوجئ التلاميذ بصراخ أستاذ الفلسفة وهو يطالبهم بالعودة جميعا للقسم بعد انصرافهم آخر الحصة...استغربوا جميعا من تصرف الأستاذ الذي بدت عليه أمارات الغضب، خاصة و أنه اشتهر بصرامته ، بل حتى ملامحه تجعلك تحكم عليه بأنه فيلسوف ألقي به في غفساي...شعر أسود رث و منسدل، ولحية كلحية سقراط...
ولج التلاميذ من جديد القسم، فوجدوا التجاني يحاول إخفاء رجليه الحافيتين بين أرجل الطاولات...ودون تردد بدأ الأستاذ في إلقاء محاضرته في الأخلاق و التربية، متهما أصحاب هذا التصرف الطائش "بقلة العقل"...
كان للتجاني نعل مصنوع من البلاستيك أو ما يسمى بالصندالة...و لأنه كان يحب مداعبة نعله عن طريق إزالته من رجليه فقد تاه النعل بعيدا عنه كما تاه هو مع ديكارت و نظريته التي تدعو للشك في كل شيء...
التجاني أيضا شك أن حديث تلميذ و تلميذة، يجلسان خلفه، فيه رائحة عشق ، فقد كانت تصل أسماعه كلمات حلوة لا عهد له بها...
التلميذ من أبناء غفساي، و التلميذة بنت أحد أعيانها المعروفين...جميلة و رقيقة، إسمها وحده يكفي لتتيه في أمنياتك و آمالك و أحلامك...
قرر التجاني أن يكتشف حركاتهما بعدما أحس أن تهمة العشق ثابتة عليهما، لكن الشاب كان يستعمل إبرة بركاره فيىخزها في ظهر التجاني قائلا: " شوف ليماك قدامك".
نسي التجاني أمر النعل،  و أعطى الفرصة لأذنيه ليلتقطا ما جادت به قريحة الشاب من معسول الكلام، بل و لم يعد يعرف حتى موضوع الدرس...فخلفه فيلم غرامي مثير ...
انتهى الدرس فبدأ التلاميذ يخرجون تباعا...بحث التجاني عن نعله فلم يجده!!!
أثار انتباه الأستاذ منظر التجاني و هو يبحث تحت الطاولات، ثم سأله:
_ ما بك يا هذا ؟!
_لقد سرقوا نعلي يا أستاذ..."
وبخ أستاذ الفلسفة التلاميذ، ليتسلل أحدهم بعد ذلك خارج القسم...وبعد بحث و سط العشب و الأشواك التي كانت تحيط بأقسام ثانوية الإمام الشطيبي، عثر على النعل و حمله للتجاني الذي أقسم ألا يزيل نعله بقسم ما دام يدرس بغفساي.
و إلى حلقة قادمة بحول الله مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

                                 
                                      

قنبلة " الكيف " الموقوتة بغفساي أو الإستعمار الجديد .

قنبلة " الكيف " الموقوتة بغفساي أو الإستعمار الجديد .

بقلم المودن أحمد من غفساي بتاونات.

حينما حارب أباءنا و أجدادنا المستعمرين الفرنسي و الإسباني، كانوا يعتقدون أنهم يصنعون لنا " استقلالا " سنعيش به مرفوعي الرؤوس في ظل الحرية و الرفاهية ووو...
خرجت فرنسا و خرجت إسبانيا و بقيت قنابلهم مزروعة على الحدود التي فصلت الإستعمارين...و لتاكيد  الوحدة و الإستقلال سمح " أصحاب الحال " بانتقال زراعة الكيف من كتامة إلى المناطق المجاورة و سهلوا مأمورية انتشار هذه الزراعة، و ذلك حتى يتم الإستفادة من مساعدات الإتحاد الأوربي كمقابل لمحاربة الكيف و محاصرة تجار المخدرات، على اعتبار إقليم تاونات من بين الأقاليم التي ينتشر بها الكيف! 
فكم سمعنا خلال التسعينات من شعارات رنانة " كتنمية أقاليم الشمال ، و ووو..." و لكن لا شيء قد حدث على أرض الواقع...لنجد أنفسنا أمام واقع متشابك : رقعة زراعة الكيف كبرت...الدولة تدعي محاربته...القاء القبض  على أباطرة المخدرات الكبار...محاصرة تجارة الحشيش بالداخل و على الحدود...هبوط صاروخي لأثمنة كل المنتوجات التي لها علاقة بالكيف...المواطن الزروالي أصبح بين سوطين إذن ، الفقر و المتابعة القضائية . 
و مع الأيام أصبحنا نحس أننا مستعمرون من جديد مستعمرون داخل بلدنا...لا نخرج من جحورنا كفئران مطاردة، و إن خرجنا فعلينا إخفاء هويتنا حتى لا يتم القبض علينا، فالتهمة جاهزة: " زراعة القنب الهندي " 
إن هذه التهمة أخطر من القنبلة التي تركها المستعمر بأرضنا...فعلى الأقل " قنبلة المستعمر " لم تنفجر و لم تصبنا بسوء...أما قنابل " زراعة الكيف" الموقوتة و التي تفجرها السلطة متى تشاء و حيثما تشاء فقد جعلتنا نحس أن المستعمر أرحم من مسؤولينا...


                                 

samedi 23 juillet 2016

قراءة في روبرتاج دوزيم حول مشكل العطش بإقليم تاونات.

قراءة في روبرتاج دوزيم حول مشكل العطش بإقليم تاونات.

بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات.


أهم ما في الربورتاج هو ماقالته مقدمة الأخبار " ...و لا حل في الأفق، مع تعثر مشاريع تزويد هذه المناطق بالماء الشروب "
المذيعة تداركت الأمر قائلة : " فقط حلول مؤقتة توفرها السلطات المحلية عبر عمليات لتوزيع الماء "
و كتعليق على قولها نتساءل أين كانت السلطات خلال شهر يونيو و بداية يوليوز؟! و أين كانت دوزيم نفسها ؟!
ثم ألم تنتبهوا للدور الرائد للسكان و الجمعيات المحلية في توفير الماء للمواطنين من خلال حفر الآبار أو العيون، أو ترميمها و بناء السقايات أو فتح الآبار الشخصية في و جه الساكنة دون مقابل ، كما حدث بالنقلة و المشاع و عين باردة على سبيل المثال لا الحصر؟!
أيضا نتسائل لماذا تغاضت دوزيم عن الإشارة للمظاهرات و أشكال الإحتجاجات التي عرفتها تاونات ضد العطش؟ ولماذا لم تشر للحركة الفيسبوكية التي نسقت معها و ساهمت في ايصال معاناة السكان لأعلى مستوى؟!
بعد مقدمة المذيعة، شنف أسماعنا الصحفي الذي قام بالروبورطاج بكلمات حلوة رنانة " ...مشاريع....غلاف مالي يناهز مليار درهم...مأتي لتر في الثانية ... سد ادريس الأول..."
و هنا سنكتفي بالتساؤل :" كم سيصرف من هذا المليار درهم يا سيدي؟!
مليار درهم قد يغرق تاونات ماء...خذوا ارقامكم و اعطوا للمواطنين صنبور ماء...خذوا كلماتكم الرنانة ( مشاريع...تقوية ...توسيع...سدود...) واوصلوا الماء للناس ، فالماء يو جد على بعد كيلومترات بسد الوحدة و هو يكفي لإغراق تاونات لو كان الماء يرجع لمنبعه كما ترجعون إلينا خلال الإنتخابات...
الصحفي استعان برأي السيد المدير الإقليمي للمكتب الوطني للماء الذي لم أحفظ من كلماته سوى " هناك مشروع على سد الساهلة ...تقوية و توسعة محطة المعالجة...على سد بوهودة...تقوية و توسيع محطة المعالجة ...و محطة أخرى على سد أوسلو ..."
و كأني بالصحفي قد عرف أن مديرنا " يعرض " ما بات يحفظه ، ولأن الواقع يثبت أن العطش لا يمكن مداواته بتلاوة حلو الكلام،  فقد قاطعه ليخبرنا بالحل قائلا :
_ " ويبقى تزويد أكثر من ثلاثمائة دوار بالماء الشروب عبر شاحنات صهريجية...و ثلاثة آلاف طن أسبوعيا...اجراءات للتخفيف من العجز الحاصل  بفعل الموسم الجاف و استنزاف المياه الجوفية ".
 انتهى كلام الصحفي و انتهى دور دوزيم ...و لكن الحال سيبقى على حاله...و سينتظر الناس "  صهاريج السلطات " لتبقى التبعية والخنوع ، و يبقى العطش الى أن يستهلك المليار درهم و الذي سيصرف على قدر وعي المواطنين .
و إلى الصيف القادم حيث ستزورنا " إتم " هذه المرة لتنجز روبورطاجا عن العطش بتاونات.

ملحوظة: نرجو من كل من يوافقنا الرأي أن يشارك هذا المقال ليصل صوتنا إلى أبعد مدى...و شكرا.



vendredi 22 juillet 2016

هذا ما حدث لي اليوم مع أحد برلمانيي تاونات

هذا ما حدث لي اليوم مع أحد برلمانيي تاونات

 بقلم المودن أحمد من غفساي


و أنا أهم بالدخول لعملي أثار انتباهي شخص يحمل جميع مواصفات أحد البرلمانيين عن منطقة غفساي-القرية ...كان خارجا من مقهى مجاور لشركتنا ليودع شخصا كان بصحبته...
قررت أن أنفرد به و أبلغه معاناة ساكنة المنطقة مباشرة، عملا بالمثل القائل " الوجبة أفضل من ألف ميعاد ".
ودع البرلماني صاحبه و هم بالدخول إلى المقهى ففاجئته بسلامي واستفساري إن كان الواقف أمامي هو " السي فلان ".
رد السلام و أخبرني أنه فعلا " السي فلان"
وبسرعة سألني عمن أكون...قدمت له نفسي كشخص ثم ككاتب لمذكرات التجاني...فلم يتعرف علي...
ثم سألني " منين نتا ؟"
فأجبته : " أنا من غفساي "
وهنا تغيرت ملامحه، و شحب وجهه، فاستدركت قائلا : " أنا صديق فلان الفلاني "
(و " فلان الفلاني هذا هو كاتب الفرع المحلي لحزب البرلماني بإحدى جماعات تاونات)
وما أن ذكرت له هذا الإسم حتى مد لي يده مودعا وتصنع ابتسامة فيها من المسرح أكثر مما فيها من المودة...دون أن يسألني عن سبب اعتراض سبيله...أو إن كنت أطلب صدقة...بل أحمد الله أنني لم أكن أطلب ثمن تذكرة الحافلة للعودة إلى غفساي، كما يفعل الذين انقطع بهم الحبل.


 دخل إلى المقهى على عجلة من أمره، ربما خوفا من أن تبرد قهوته...في حين احتفظت بشكاياتي و هموم المنطقة بصدري و كفرت بالسياسة و السياسيين...بل و قررت أن أعيد النظر في علاقتي بأصدقائي المتحزبين إن كانوا من فصيلة هذا البرلماني الذي أعطاني درسا في مدة قصيرة لم تتجاوز 40 ثانية...و أكد لي أن بعض برلمانيي تاونات ربما لا يقرأون ما نكتب بالعالم اﻷزرق، أو يتظاهرون بذلك، أو أن ما نكتبه يزعجهم لدرجة أن يدفنوا الكاتب حتى و إن لم يكن قد مات بعد...أو ربما ليس عندهم وقت للاستماع لهذه الهموم مباشرة...
جلست بمكتبي المطل على المقهى أراقبه...

...يتبع....
 
                               

jeudi 21 juillet 2016

هجرة بغل من تاونات

هجرة بغل من تاونات

بقلم المودن أحمد من و دكة بغفساي


فوجئ أهل تاونات هذه اﻷيام بموجة غلاء تعرفها " زريبة البهائم " لم يشهدوا لها مثيلا...خاصة الحمير و البغال...
اغتنم اعتنم احميدو فرصة تواجده بسوق اﻷحد فقررالقيام بزيارة ميدانية إلى هذه "الزريبة " التي كثيرا ما حكى عنها التجاني في مذكراته...فكانت المفاجئة!
الحمار بثمن البغل، و البغل بثمن سيارتي أو أكثر سومة منها!
فوجئ و هو يقرأ ذاك الحزن على محيا الحمير...حزن صاحبه عزوف عن ممارسة طقوس المتعة بين الحمير كما حكى عنه التجاني ...
استغرب أكثر و
هو يرى حميرا تباع "مبردعة" و فوق ظهرها قارورات ماء، عليها لافتة صغيرة كتب عليها " حمار جاهز للسقي" ...
اقترب أكثر من الحمير فوجدها " مدبورة" و مبثورة، ألسنتها متدلية، و عظامها بارزة!!!
تساءل مع نفسه :" أأنا متواجد بتاونات بلاد السدود أم أنا في صحراء قاحلة مفقود؟!"
فأجابه بائع حمير و هو يقول: " هنيئا لك أنك مجرد زائر لزريبتنا...ارجع لمدينتك فالعطش هنا يضرب أطنابه..."
بعد أسبوع عاد احميدو إلى المدينة، و قد فاجئه منظر بغل نحيف معتصما بمدارة...هذا البغل لم يكن يختلف عن البغل الذي كان يحكم لجامه بائع البهائم الذي هنأ احميدو لكونه مجرد زائر...

لم يشعر احميدو بهذيانه و هو يردد:
- " أيها المسؤولون ارحموا الحمير و البغال...نحن في حاجة لزيرو عطش قبل زيرو ميكة...أيها المسؤولون الناس بتاونات يريدون ماء...و العاداااااااو الناس كيموتوا بالعطش........"

  
                                                        

mercredi 20 juillet 2016

فلاح يبيع الكوكايين بودكة!!!

فلاح يبيع الكوكايين بودكة!!!
بقلم المودن أحمد من ودكة  بغفساي.

لو جاءكم أحدهم بهذا الخبر، فهل ستصدقونه؟
و لو عرفتم أن هذا المواطن البسيط " المتهم" يقضي جل أوقاته بين أشجار السنديان الفليني يرعى ماشيته، لا يرجع إلى الدوار إلا عند حلول الظلام...أكنتم تصدقون الخبر؟!
في غفساي تصدق السلطة مثل هذه الأخبار و تسخر خدامها للقيام بزيارة ميدانية فيرجعون بمال وفير بعدما يسجلون في محاضرهم أنهم لم يعثروا على المشتكى به، لتبقى الشكاية المجهولة قائمة إلى أن يقل عطاءه فيتم إلقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة...
هذا هو حال سكان جبل ودكة و النواحي...شكايات مجهولة تحدد ممتلكات الشخص و محتويات منزله و معها التهمة الجاهزة " الإتجار في المخدرات و زراعة القنب الهندي " ...و بما أن كل سكان المنطقة يعيشون من هذه الزراعة، فالتهمة ثابتة إذن ، و بالتالي فكل المواطنين يشكلون مشروع " متهم مبحوث عنه "...
حاولت البحث في الموضوع فحاورت الشخص الذي توجه إليه أصابع الإتهام في هذه المصيبة التي أصابت المنطقة، خاصة و أنه يشرف على جمعية بيئية ، فأقسم بأغلض أيمانه أنه بريء من هذه التهمة!
انتقلت لأحاور مجموعة من الضحايا فأكدوا لي  جميعا أنه العقل المدبر لهذا الفعل الدنيء...بل و هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك متهمين السلطات و خدامها بالتواطئ و تشجيع هذا السلاح الفتاك الذي زرع الرعب في نفوس المواطنين!!!
تخيلوا معي أن أحدهم خسر إثنى عشر مليون سنتيم مقابل خروجه من الورطة التي سببتها له " شكاية مجهولة " قيل أنها انتقام بسبب انتخابات 2015...
أما الذين خسروا ما بين مليونين و خمسة ملايين فأعدادهم في ارتفاع مهول...
قد تكون غنيا ، فتصبح بين عشية و ضحاها فقيرا، و السبب شكاية مجهولة تختم بمكالمة هاتفية تدعو المتهم إلى حمل ما يمكن حمله، و الإتجاه إلى " الشانطي " لتسليم ما يحمله " لأصحاب الحال " ليتم تأجيل القبض عليه...ومن رفض إعطاء " الإتاوة الضخمة " يتم تفتيش منزله، ثم التأكد مما يزرعه بحقوله...حتى و إن كانت تلك الحقول محاطة بأخرى مليئة بالقنب الهندي، في ملك مواطنين آخرين...
الغريب في الأمر أن هذه الشكايات لا تحرر إلا ضد أناس " أغنياء " أو أناس يمارسون السياسة داخل أحزاب معروفة...
ففي رأيكم من يكون مصدر هذه الشكايات المجهولة؟
ومن يشجعها، أو يستفيد منها ؟
وما هو السند القانوني الذي تنبني عليه ؟
وما هو الحل الناجع لمثل هذه الأمراض الإجتماعية- السياسية التي جعلت من ودكة سجنا كبيرا أغلب سكانه يشكلون مشروع "متهم مبحوث عنه"؟
ملحوظة : أنا هنا لا أتهم أحدا و لكني أتساءل كأي مواطن يربطه ما يربطه بتلك الربوع المهملة من الوطن.
                       

                            .

mardi 19 juillet 2016

خدعتني حبيبة - قصة قصيرة -

خدعتني حبيبة

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد



حبيبة شابة ظريفة، بدوية تحمل جميع معالم الشقاء فوق جبينها، ورغم ذلك فهي تضحك و تبتسم لجيرانها كما يبتسم الشوك للورد...
ابتسمت لي حبيبة و هي تسمع شروطي في عملية بيع و شراء تتم ليلا على ضوء القمر:
- " اسمعي يا حبيبة أريد " ببية " سمينة، صغيرة السن، ليس ببطنها بيض، ولا هي "حضانة " فوقه...فعندي ضيوف كرام أسنانهم تتهشم لأبسط عضة..."
ابتسمت حبيبة و هي تقودني إلى شجرة تين ارتمت فوقها "دالية" فغطتها بالكامل، ثم سحبت كائنا أسودا يضرب بجناحيه و هي تقول:
- هذه "ببية " سمينة صغيرة تصلح للضيوف، لن تجد أفضل منها..."
جاء أصدقائي، فرحبت بهم بعدما عجزت سيارتهم عن الوصول إلى بيتنا، فالطريق عندنا لا تصلح سوى للدواب فقط...
تكلف أهلي بطهي " ببية " في حين خضنا نحن في السياسة...فتحدث بعضنا عن صدق نوايا الحزب الذي ينتمي له، واتهم البعض الآخر اﻷحزاب بأنها تبيع الوهم و تخدم مصلحتها فقط، في حين دافع أحدنا باستماتة عن أن بلدنا به أشخاص وليس به أحزاب...
أما أنا فما كان يشغل بالي فهو " ببية "...فقد أثارني غياب الريش من بطنها، ولولا ابتسامة حبيبة لما كنت ذبحتها...
حمل أهلي العشاء للضيوف، أكلوا البصل ليزيحوا الغطاء عن " ببية " كان لحمها أسودا، و عظامها تكفي لتشييد قنطرة ببوادينا المعزولة...
كنت في كل مرة أنظر لفم صديقي خالد، فأحسب أسنانه، ثم أحمد الله أنها في مكانها ثابتة...
عجزت عن إزالة جلد يكسو فخضا، فاستعنت بالأنياب...كنت أحاول تشجيع المجموعة على اﻷكل رغم اهتزاز أسناني...
المفضل يلحس اللحم بلسانه و كأنه يتغزل به، و محمد يستعين بالمشروبات الغازية لهضم ما ابتلعه...أما باقي البدويين فكانوا أكثر شراسة...
سألت إحدى النساء عن " ببية " فقالت لي ساخرة :
-"أتقصد جدتك ؟!"
خدعتني حبيبة إذن...

 فقررت أن أقول لضيوفي ،لدرء الحرج، أنني إنما أردت أن أعطيهم مثالا واقعيا عن اﻷحزاب ببلادنا...فكلهم في اعتقادي يشبهون حبيبة...
وقفت عند الباب لأعبر لهم عن هذا اﻹحساس، فوجدت أغلبهم يغط في نوم عميق...و حده المفضل كان يسمع كلامي ويدافع عن نفسه ومبادئه...كنت أتمنى أن يحصل نفس الشيء مع الجميع...فدفاعهم عن نفسهم يجعلني بمنأى عن هجومهم...
بعد يومين من لقائنا تجرأ أحدهم وقال :
-" بطني تؤلمني...أعتقد أن " ببية " هي السبب..."
فقلت له كما قال رئيس حزب معروف:
" شبع الفرخين لحام ، يقولولك د الحمير " ...
و هكذا قالت لي حبيبة حينما عاتبتها...ووعدتني بأن تبيع لي زيتا."بلدية " خالصة في المرة القادمة...

 
                                           

lundi 18 juillet 2016

عائد من ودكة

عائد من ودكة

أن تعيش أسبوعا بعمر شهر، و تلتقي بأصدقاء لم يكونوا سوى أسماء فيسبوكية مستعارة حينا و حقيقية أحيانا، فهذا قد يجعلك سعيدا إلى درجة الإفتخار...
فهل أفتخر بأنني اكتسبت أصدقاء فعليين أوفياء إلى درجة التضحية ، أم أفتخر لأن " مذكرات التجاني" فتحت لي الباب لمعرفة أناس ما كنت لأعرفهم أبدا  لولا ذاك " المشاكس التجاني " الذي حاولت ترويضه في المذكرات؟!
لا أخفي عليكم أنني اشتقت لكم، بل وأتمنى لو أتيحت لي فرصة اللقاء بكم جميعا...
كما لا أخفي عليكم أن جبل و دكة يبقى معلمة طبيعية رائعة جدا، لكنها لم تكتشف بعد حتى من طرف أبنائها...و سأغتنم الفرصة لأشكر أصدقائي الأعزاء : العاطفي المفضل، خالد التسير، خضرون محمد على زيارتهم لي بودكة ، حيث قضينا لحظات رائعة جدا، و كذلك أشكر الصديق مصطفى الشفقي و كذا السي عبد اللطيف حمامو على مساندته لكل " تجانيي " المنطقة ، بالإضافة لتواضعه الذي يشهد له به الجميع...
حملت لكم معي سحرا أخضرا من قلب ودكة، فمتعوا أعينكم بخضرة ودكة و هي تستعد لاستقبال شهر غشت...لكن للأسف الشديد، فليست كل دواوير ودكة خضراء كجبلها، بل هناك أيضا عطش و طريق محفرة و ووو....
ولكم ألف تحية

 
                               

dimanche 3 juillet 2016

وداعا للميكة و مرحبا بالقزدير

وداعا للميكة و مرحبا بالقزدير 

بقلم المودن أحمد


سمعت،  و الله أعلم ، أن أهل الحال يريدون القضاء على"  الميكة "!!!
هي الميكة فعلت شيئا قبيحا ، لا قدر الله ، حتى يقضوا عليها كما قضوا على قدرتنا الشرائية أم ماذا ؟
مسكينة خالتي ارحيمو ، لن تجد بعد اليوم ميكة " لتسرول " أبناءها...
نعم، فنحن الفقراء نحتاج الميكة كثيرا...نغطي بها البراريك و نحمل فيها المشتريات، و نضع فيها الأزبال...فما البديل إذن؟!
بل قد نحتاجها فيما هو أخطر...فأنا أتذكر أن عروسة ببلدتنا كانت " مغمورة " ...و المغمورة لا يحق لها أن تخرج من البيت لمدة سنة أو أكثر...  عروستنا هاته لم تجد بدار زوجها مرحاضا...فكانت تضع " زبلها "   بالميكة وتقذف به وراء الدار ، فكان نصيبي ذات يوم ميكة مليئة بمادة مصنوعة من الخبز، تجلطت فوق رأسي و أنا في طريقي إلى المدرسة...
و اليوم إذا أراد مسؤولونا أن يقذفوا " زبلهم " علينا ، ففيما سيضعونه؟!
و ما أكثر " زبلهم " منذ وصلوا إلى سدة الحكم...بل لعل أقبح "ميكة بها زبلهم " لطخت رأسي و أنا كبير ،  كانت إحياء ضريبة السيارات القديمة...و ما تلاها من غلاء و خوصصة لكل شيء، إلى أن وصل الأمر إلى قطاعي التعليم و الصحة...
ألم يكن من الأفضل القضاء على " عين ميكة " التي يعاملون بها قرانا و بوادينا النائية حيث الفقر و العطش يضربان أطنابهما ؟
ألم يكن الأجدى محاربة التلوث الحقيقي في الأخلاق، و الذي تساهم فيه قنواتهم و مهرجاناتهم ؟
المهم إن كان القرار لا رجعة فيه، فنحن نطلب منهم تعويض الميكة بالقزدير...فهم " مقزدرون " ، و هذا سيسهل مأموريتهم في هذا الإنتقال البيئي التاريخي من " التمياك " إلى" التقزدير" ...

                             
                                       

مذكرات التجاني الحلقة الواحدة والثمانون _81 _ "بين الجامعة و الدجاج "

مذكرات التجاني الحلقة الواحدة والثمانون  _81 _

"بين الجامعة و الدجاج "

بقلم المودن أحمد

عاد التجاني صحبة أصدقائه من جبل زلاغ، ليتفرغ للدراسة و التحصيل...
بعد أيام زار دار الشباب ليمارس هوايته المفضلة...و هنا سيصادف خبرين مفاجئين...فقد أخبره صديقه عبد الكبير بأنهم ينوون تنشيط حفل زفاف لشاب فقير يسكن بحي باب السيفر.
أما الخبر الثاني فهو مفاجئة حقيقية لم يحلم بها التجاني قط في حياته....
حل اليوم الموعود...حمل كل فرد من المجموعة آلته و اتجهوا إلى دار  عبد القادر...شاب أسمر  في الثلاثين من عمره، يبدو خجولا جدا،  إذ تراجع إلى الخلف سانحا الفرصة لأمه و أخواته للترحيب بالفرقة الموسيقية الشابة.
التجاني يحمل " تعريجته " على كتفه ، ابراهيم بيده  " دربوگة " ، عبد الكبير  يمرر يده على ظهر البنطير في حركات تسخينية...و"  الكرز " يسخن بنديرا ثانيا...و الشفاح " يجمع أنفاسه لينفثها في نفار طويل...
وحده التجاني كان مترددا...رغم رائحة الدجاج التي ملأت المكان...
اجتمع المدعوون...و بدأ " الجوق " في تقليد عساوة ...النساء يرقصن على كل الإيقاعات...لديهن عطش كبير للنشاط و المرح ...كادت امرأة بدينة أن تكسر رجل التجاني بعدما عفست عليه  و هي ترقص!
أدى ابراهيم كل الأغاني التي يحفظها...في حين يكتفي الآخرون بالرد عليه، ثم يختمون كل أغنية ب " ياو هادي ساعة مباركة فاش تلاقينا..."
ازدادت السهرة تشويقا بدخول رجال و شيوخ سحبوا من الشباب بناديرهم ليطربوا الحضور بالهيت...
كانت فرصة للتجاني و زملائه ليرتاحوا قليلا...و يتناولوا الشاي و الحلويات ...
حوالي الواحدة صباحا ساد صمت رهيب...ثم كثر القيل و القال...كان أهل العروسة أكثر اضطرابا ...يصعدون  و ينزلون بالسلالم، فتوسوس الواحدة منهن في أذن الأخرى ...ثم تلا ذلك هرج و خصام في الطابق الرابع...
كان الحفل مقاما بسطح المنزل، بحيث تمت تغطيته بالكامل بالبلاستيك مع إحكامه بوضع قنينات ماء على الأطراف ، كي لا يطير الغطاء...
اشتدت حدة الصراخ لتنقلب إلى قذف و سب سرعان ما تطور إلى تشابك بالأيدي و تبادل الضرب بالصحون و الأكواب ...فجأة مرت قنينة ماء من فئة خمس لترات غير بعيد من رأس التجاني و كأنه صاروخ أرض- جو... 
هرب الحاضرون و أفراد الجوق...في حين اختبأ التجاني ببيت ضيق به طنجرة كبيرة يطل من تحت غطائها دجاج محمر كثير...
تمنى لو كان بإمكانه أن يحمل معه واحدة منه و ينصرف سالما...لكن هيهات فالحرب تزداد ضراوة ومن لم يضرب بإبريق يضرب ب "طاوة"...
تسلل التجاني و هو يمسك بتعريجته فوق كتفه، لعلهم يعرفونه فلا ينال عقابا، فسلك بسلام ، وما أن ولجت رجلاه فضاء الدرب حتى ركض قاصدا منزل أخيه " خلوق" الذي لم يكن يبعد سوى بأمتار عن دار العرس...
يوم غد حاول التجاني معرفة سبب تلك الحرب التي ضيعت عليه عشاءه و نصيبه من مقابل احيائه للحفل...فقيل له بأن أهل العروس جاؤوا بدم كذب...
وإلى حلقة قادمة و التي ستحمل تفاصيل مثيرة للمفاجئة الثانية ...
مع تحيات المودن أحمد .

                                       

samedi 2 juillet 2016

حينما يشتاق الذئب لتاونات

حينما يشتاق الذئب لتاونات

بقلم المودن أحمد

أطل الذئب من ربوة القبة و الحكم...
على موطن العطش والهم والغم...
قال شعرا كدم جرح بالفم :
اشتقنا لك يا تاونات و اشتقنا للغنم...
خراف و كرسي ذاك الحلم...
كذب نفاق خداع، لا يهم...
الكرسي لي لحم و المقعد شحم ...
لأهلك القنب و للكلاب العظم ...
اشتقنا لك يا تاونات و اشتقنا للغنم...
" أصوات" خرافك حليب دسم ..
و أنا رضيع عن الحليب لا ينفطم...
......


 
                               

vendredi 1 juillet 2016

حكايات من تاونات : القادوس و الفئران

حكايات من تاونات : القادوس و الفئران 

بقلم المودن أحمد من غفساي

كان من عادة التجاني ألا ينام إلا بعد أن يحكي لبناته إحدى" الخرافات "التي كانت جدته تتحفه بها كل ليلة قبل أن تنام  و تتركه ينتظر التتمة...
ذات ليلة ثارت البنات ضده :"كفى خرافات يا أبي نريد أن نسمع شيئا واقعيا "
فكر قليلا ثم أطلق العنان للسانه :
" كان يا ما كان في حديث الزمان، مجموعة من الفئران من سلالة التجان، تبحث عن حقيقة العطش بالدليل و البرهان، بإقليم السدود و المرجان ، إقليم تاونات يا فلان، حيث الهم و الغم بالأطنان، و الشعار هو النسيان ...
قررت الفئران أن تفتح ثقبا بالقادوس الممتد بالحقول، لعلها تفوز بشربة ماء، تروي بها عطش الصيف الحار...
تم حفر الثقب، و لكن الماء لم يخرج منه كما توقعت الفئران!!!
تسائلت فيما بينها و قالت: " قادوس من دون ماء ؟! هذا أمر غريب!!!...في أي أرض نحن ؟ أصحراء هي أم أن الماء تم تحويله لأرض غير موطنه؟ "
أطل فأر من تلة و قال :" يا معشر الفئران ، إني أرى ماء كثيرا بسد كبير ، هنالك غير بعيد عن القادوس..."
كثرت الأسئلة بين الفئران، فوصل الخبر إلى أعلى مركز القرار...ليأتي الجواب الشافي و " المنطقي " :
_ " الماء مادة سائلة من طبيعتها الجريان من الجبال نحو السهول...و من الصعب تغيير هذه النظرية العلمية " المنطقية "
...
اعتقد التجاني أن بناته نامتا فقرر الإنسلال إلى بيت النوم ...و لكن إحداهن فاجئته:
_ و من الذي اكتشف أن الماء لا يصعد إلى الجبال يا أبي ؟
_ إنها وزيرة الماء يا بنتاه ...
.......
 في الصباح فوجئ التجاني ببنته تضع حذاء كبيرا في رجليها ...سألها :
_ ما هذا يا فتاة ؟
 فردت وهي تملأ قنينة ماء:
_ أريد أن أكبر بسرعة، لأصبح و زيرة للماء فأنقل الماء للبوادي و الجبال...فالماء يمكن أن يصعد حتى و إن كان سائلا...بل يمكن أن يصبح بخارا و غيوما...يكفي أن تريد الوزيرة ذلك...
 

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا