jeudi 30 juin 2016

طرائف من ودكة " متجبو متخلي اللي يجبو "

طرائف من ودكة - الحلقة الثالثة -

بقلم المودن أحمد

يحكى أنه كان بأرض ودكة رجل يحتار الناس في تفسير معنى كلامه، فيتخذون من أقواله أمثالا يتداولونها بينهم...
هذا الشخص لم يكن سوى العم احميدو رحمه الله...
حرث الناس و انتظروا المطر...فجاء متأخرا ...التربة فقيرة كساكني القرية...الأسمدة الوحيدة المتوفرة هي الغبار ( روث و بزور )...وما يزرعه الناس " شنتي و اشقالية " و ذرة...محصول ضعيف جدا جعل الناس يأكلون خبز البلوط...إنه الفقر و الجوع...
ركب العم احميدو على حمارته وقصد أرضا بعيدة كعطار يستبدل سلعته بالزرع ...قمح و شعير و فرينة...وعاد بعد أيام طويلة إلى الدوار...
حل الظلام عند مدخل المدشر...لم تعد الحمارة تميز الطريق جيدا، فانتهى بها الأمر ب "مرجة "...
غابت أرجلها في الوحل...فتوقفت...
نزل العم احميدو عن الحمارة و بدأ يخرج الرجل تلو الأخرى من الوحل...لكن الأمور لم تكن لتسير كما كان يتمنى...فما أن يخرج رجلا حتى تغرق الأخرى...
بلغ منه التعب مبلغه...فنظر إلى السماء طويلا و كأنه يناجي ربه، ثم نظر إلى الأرض وقال مخاطبا إياها :" مدجيبوا مدخلي اللي يجيبو...".
هذه الكلمات ستعيش طويلا لتصبح مثلا شعبيا...
فماذا قصد العم احميدو بجملته " متجبو متخلي اللي يجيبو "؟
سأنتظر تخميناتكم ...و بعدها سأمدكم في التعليق بالجواب الصحيح كما هو متداول بودكة.
و إلى طريفة أخرى من طرائف أهل ودكة 
مع تحيات المودن أحمد



mercredi 29 juin 2016

حركة عطشانين

حركة عطشانين 

الوطن لنا جميعا أوسع...
الماء لهم وحدهم أنفع...
هنا  الجفاف ..هنا المنبع...
هناك الري و المسبح و المقلع...
صرخ التوناتي "عطشانين" فأبدع...
بكم ، عمي، صخر لا يسمع...
غضب الحمار فأسرع...
إلى العمالة...فكان الأروع...
في قطرة ماء أطمع...
طريق معبد أوسع...
فليعد الماء إلى المنبع...
تاونات المنبع ...
تاونات المنبع...
أهدي هذه الحروف لكل تاوناتي حر ...يجري في عروقه دم حياني ، شرگي أو جبلي ...و أطلب من كل أدقائي أن يتضامنوا مع أهلنا بتلك القرى النائية حيث العطش هو حديث الساعة عندهم...نحن لا نهدف كأفراد من هذه الحملة سوى إسماع صوت أهلنا، و الهدف الأول و الأخير هو أن يستفيد أهل تاونات من مشاريع حقيقية و دائمة تجعل الماء بمنازلهم عوض أن يتعبوا أنفسهم و دوابهم بحثا عنه...
إن تغيير صورة بروفايلكم و لو ليوم واحد قد يساعدنا على إيصال الرسالة لمن يهمهم الأمر...فساندوا أهلكم بدواوير أنهكها الفقر و الإهمال و النسيان...و شكرا لكم.



 
                                                                

نوادر من ودكة - الحلقة الثانية -

 نوادر من ودكة - الحلقة الثانية -

بقلم المودن أحمد

إذا كان المرء طويل القامة يسميه أهل و دكة " جعلوق "
و جعلوقنا اليوم فيلسوف زمانه دون أن يذكره أحد...
يحكى أن شخصا كان قاصدا كتامة للعمل،تاه المسكين و لم يجد من مرشد سوى رجلا طويل القامة مهموما حزينا...
سأله :
- " الشريف الله يخليك فين كتدي هاد الطريق؟"
فأجاب عمي جعلوق برزانة:
- " اسمع يا ولدي...إذا تبعتها من هنا، فستصل إلى الماء...وإذا تبعتها من هناك فستصل إلى
الماء "
ثم ترك عابر السبيل تائها وانصرف !
احتار الرجل الغريب و ذهب ، و في كل مرة يلتقي بأحد أبناء الدوار يقول لهم : " لقد طلبت من رجل طويل القامة ارشادي فقال لي: هذه توصل حتى الماء و هذه حتى الماء "
فقالوا له : " ذاك الشخص يسمى جعلوق و هو يقصد البحر الأبيض المتوسط و المحيط الأطلسي"

فبقي الناس يضربون به المثل الى يومنا هذا.
رحم الله العم جعلوق...الذي له نادرة أخرى مع حمارته سأحكيها لكم في الحلقة القادمة.

 

                                                         

mardi 28 juin 2016

قريبا "عرس الديب " بتاونات

قريبا " عرس الديب  " بتاونات

بقلم المودن أحمد من ودكة

في الموروث الثقافي المغربي هناك حكمة متكونة من كلمتين...لكن معناها يحمل دلالات كثيرة...بل يمكنك استعمال العبارة للكناية عما تشاء من دون حرج...
فلتسمحوا لي رحمكم الله بتشبيه السابع من أكتوبر القادم بعرس الديب الموعود...
طبعا فأنتم مدعوون لعرس الديب الذي اختار إقليم تاونات غابته التي سيقيم فيها عرسه بعدما قضى مدة من الزمن غائبا بمدن أخرى...
ستكون هناك نعاج كثيرة، و غمام يحجب الرؤية، وقد يكون هناك ضباب و افتراس ، و ربما أمطار وشمس...هذا هو "عرس الديب" في الموروث الشعبي...
ستنتعش تجارة الطبالة و الغياطة و الشيخات...و ستكثر الغرامة...فالذئاب قررت أن ترقص بالسراويل تماما كما نفعل ونحن نحتفل بسروال العروسة العذراء...
سيتخاطف الصغار لالتقاط الحلوى التي يلقي بها الذئاب لمن قتلت المرارة جدار أفواههم من شدة العطش...
قريبا عرس الديب...ومن الآن سيبدأون في تسمين الخرفان، فالذئاب قد يفعلون أي شيء للفوز بالدم ...مالهم و لحيهم ...حلالهم و حرامهم...سيتخلون عن لحمهم ليهبطوا عندنا ليأكلوا معنا "الزعبول" و الكرموص وسيمشون في أسواقنا ، و يعانقون الخرفان بحرارة ...نعم دم العذارى لا يعرف قيمته إلا من جلس على الكرسي و لو لمرة واحدة فقط...
فللكرسي حلاوة كحلاوة الزبيب...تدوم في الفم حتى الموت، بل و يرثها اﻷبناء و الزوجة...
ألا تعلمون أن الذئاب أيضا يتاجرون ؟!
نعم فقد يتاجرون بالدين و بالدنيا ...المهم هو دم العذارى ...
وقد سمعت أنهم يسعون ليجلس كل ذئب على كرسيه أربع مرات على وزن أربع زوجات...
وهذا من حق الذئاب بقوة القانون طبعا...فهل اﻷغنام تسن القوانين؟!
الخرفان خلقت ليطبق عليها القانون...و لترعى اﻷعشاب إلى أن يحين "عرس الديب " .
عرس الديب هذا يبدأ بحملة ، و ينتهي بحملة ...
فأما الحملة الأولى فتتخذ من النفاق سبيلا...أما الثانية فهي الأخطر...إنها حملة استرداد ما تم صرفه في الحملة الأولى ...ثم البحث عن الأرباح و فوائد الأرباح و إفراغ جيوب الخرفان...أو ما يمكن تسميته " الرقص بالسروال " ...
فابشروا ...قريبا " عرس الديب "
مع تحيات المودن أحمد...من ودكة بتاونات.


ما معنى كلمتي : أسمسل و شطاطو ؟

ما معنى كلمتي : أسمسل و شطاطو ؟

ستحتوي إن شاء الله المذكرة 81 على كلمتين جبليتين تكادان تندثران ، هما : أسمسل و شطاطو.
فما معنى الكلمتين ؟
أصحاب أفضل الأجوبة سيكونون أول من سيحضر في " عرس الديب " ...و أنا هنا أتكلم بجد و لا أمزح.
 
    
                                                    

lundi 27 juin 2016

بوادي غفساي و كهرباء الفقراء- قصة واقعية -

بوادي غفساي و كهرباء الفقراء - قصة واقعية -

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي

لامني إخواني و قالوا لي معاتبين:
_ لما لا تقضي العيد معنا، فالهواء نقي و الخضرة دائمة و الماء عذب زلل...؟!
اعتذرت لهم بدعوى أن زوجتي تهوى أكل اللحم على دفعات...فنحن في المدينة نضع اللحم بالمجمد، و نأكله بالتقسيط ، إلى درجة قد تصل مدة الإحتفاظ بلحم العيد شهورا عدة...
طمئنوني  و قالوا:
_ لا تقلق، زرنا و معك خروفك...سنذبح خرافنا في أيام العيد الأولى...أما خروفك فسيتم ذبحه في اليوم الثالث من العيد، و هكذا يمكننا أن نحتفظ لك بثلثيه في الثلاجة ، ثم خذه معك، و هكذا نكون قد أرضينا زوجتك، و جمعنا الشمل...
أعجبتني الفكرة، فحملت أفراد أسرتي الصغيرة و الخروف و قصدت الدوار ...
كان الخروف ينظر الي باستغراب و لسان حاله يقول بعد كل هبوط في حفرة :" الله يخود فيك الحق علاش جايبني لهاد الأرض".
وصلت أخيرا بعدما أكملت عد الحفرة التسعة و التسعين بعد المائة ...و قد كان بداخي سؤال واحد:" أهذا الجزء من الوطن ينتمي فعلا إلى المغرب؟...اخشى أن أكون قد أخطأت في الطريق ، و أني الآن في موريطانيا مثلا أو أي بقعة لا يتقن مسؤولوها تعبيد الطرق...
جاء العيد...و ذبحنا خرافهم...فهاجمنا على الفرائس كأسود جائعة، و قد كان اللحم فطورنا و غذاءنا و عشاءنا...
ثم جاء اليوم الثالث، فذبحنا خروفي ...ليلتزم الأهل بوضع ثلثيه بالثلاجة، على أساس أن أعود باللحم المخزون إلى المدينة كي أرضي زوجتي...
أثار انتباهي شيئ غريب لا عهد لي به بالمدينة...فالتيار الكهربائي ضعيف جدا...مصابيح خجولة...الثلاجة لا تعمل إلا بعد العاشرة ليلا...التلفزة تنطفئ من تلقاء نفسها و تختم ارسالها بخيط ابيض يتوسطها...و كأنها تستغيث مطالبة بإقفالها إلى ما بعد فترة الذروة!!!
و حدثت الفاجعة...سقطت الأم مغمى عليها...لقد أفرطت في أكل اللحم...تم نقلها على مراحل من الدوار إلى مستشفى غفساي إلى فاس ...ليكون مصيرها الشلل النصفي ...
عاتبونا بمصحة بفاس على تأخر اسعافها...ففسرنا لهم أننا نسكن بأرض  تنتمي للمغرب الغير النافع...فأكرمونا بعشرة آلاف درهم غرامة لمبيت أمي بالمغرب النافع ، و هي جريمة يعاقب عليها القانون طبعا!
عدت إلى الدوار لنقل الزوجة و الأبناء، و ما تبقى من الخروف بالثلاجة...فكانت المفاجئة ...روائح تزكم الأنوف و ذباب كثيف حول باب الثلاجة في اعتصام مفتوح يطالب بالغنيمة...
ضاع الخروف نتيجة الكهرباء، و ضاع نصف أمي نتيجة عدم و جود إسعافات أولية أو مستوصف بالدوار، و عدم قيام مستشفى غفساي بدور آخر غير بعث المرضى إلى فاس...
عدت حزينا إلى المدينة بسبب إعاقة أمي...و زاد حزني حينما اقتحم دخان شوايات الجيران  باب منزلنا لتلومني زوجتي كثيرا...بل كرهت حتى مسقط رأسي فكان ذاك آخر عيد لها بالدوار...أما أنا فقد و جدت حلا وسطا: أشتري الخروف لزوجتي بالمدينة، و أسافر لقضاء العيد ببلدتي ، فقد سمعت أنه بسبب الكهرباء الضعيفة ، يضطر سكان الدوار  لأكل أضحيتهم بأقصى سرعة ، تماما كما تفعل الذئاب بفريستها...و قريبا ستصاب الذئاب بتأثيرات ارتفاع الكولسترول بالدم، لتصاب بالشلل النصفي كما حصل لأمي...
و على ما يبدو  فإن المخزن ذكي جدا، إلى درجة أنه يقلل من قوة الكهرباء لتنطفئ أجهزة التبريد فيأكل البدويون لحمهم دفعة واحدة فيصابون بالشلل النصفي ، وهكذا يسهل القبض على المحكوم عليهم غيابيا!!!
 
             
                                                              

dimanche 26 juin 2016

فضح المستور بمراحيض اقليم تاونات المحگور

فضح المستور بمراحيض إقليم تاونات المحگور

بقلم المودن أحمد


احميدو مهاجر يعشق فواكه بلاده، بل يأكل منها دون احتياط ولا خوف...
نزل ضيفا ببادية بغفساي نواحي تاونات، وكان الفصل صيفا...الناس يكرمون ضيفهم في هذه البلدة بأطباق متكررة من " الزعبول" أو " الهندية " كما يحلو لهم أن يسمونها...
يقوم الناس باكرا، يركبون بهائمهم و يغيبون لساعات ليعودوا بقارورات ماء  يفرغونها في براميل كبيرة ثم يعودون للبحث عن الماء من جديد...
مرت ثلاثة أيام على مقام احميدو بهذا الدوار لم يعرف فيها للمرحاض سبيلا إلا لقضاء حاجته الخفيفة...
في يومه الثالث هذا جاءه المخاض...طلب من مضيفه سطل ماء و أسرع قاصدا  المرحاض...
مده علي بسطيل به لتر ماء...و هنا كانت المفاجئة :
فقد وجد احميدو صعوبة في قضاء حاجته...ليفرج بعد نصف ساعة عن قطعة سوداء كأنها مصنوعة من الحديد أو من الگرانيت...أغلقت فم المرحاض و انتصبت فيه على شكل صاروخ ...
أفرغ احميذو محتوى السطل على " قطعة الكرانيت "، فلم تتزحزح من مكانها ، بل انبعث منها بخار و كأنها تستحم...
خرج متسللا ثم ملأ سطلا أكبر بالماء من البرميل "الخزان " و أفرغه بالمرحاض...فتشكلت ضاية صغيرة انتصب و سطها عمود الخبز و كأنه برج إيفل !!!
ثم عاد احميدوا لملإ سطل ثالث...ورابع ...
بالمرحاض يهبط الماء ويبقى البرج شامخا...أحس بورطة حقيقية...
خرج إلى فناء الدار و بدأ يفكر...يجب أن يجد حلا يحفظ له كرامته...فقرر أن يفرغ الماء من جديد، حتى و لو اقتضى الأمر إفراغ البرميل الكبير عن آخره...
و ما أن هم بملإ السطل حتى سمع صوتا ينبعث من نافذة غرفة مقابلة :
_" السي احميذو ، لا تضيع الماء، فالماء هنا كالذهب...نحن نعاني كثيرا في نقله و خزنه...أتعلم يا السي احميدو أننا هنا لا نستعمل المرحاض إلا لحاجتنا الصغرى ، أما الكبرى فنقضيها في الهواء الطلق لنقتصد الماء...إننا نعيش في صحراء حقيقية ما ينقصها سوى الرمل..."
أحس احميدو بأنه تورط فعلا...فاحمر وجهه خجلا وخرج...



vendredi 24 juin 2016

طرائف من ودكة



طرائف من ودكة بتاونات








بقلم المودن أحمد

يروى أن أرملة فقيرة كانت تسكن قديما بدوار المشاع بودكة...لها مستملحات و طرائف غريبة تدخل ضمن الموروث الشعبي المحلى، سننقل لكم إحداها ...على أساس تزويدكم بالباقي  إذا نالت اعجابكم  إن شاء الله.
ارحيمو عجوز فقيرة ، مات زوجها لتبقى وحيدة ببيت من الطين تجاوره شجرة توت كبيرة...
اقترب عيد الأضحى، فذهبت الجدة ارحيمو إلى سوق أربعاء المشاع...اشترت " جدية " _(صغيرة الماعز ) وقد يسميها أهل الجبل " ميانة " _ من شخص من بني أحمد...وهي منطقة جد بعيدة عن السوق و كذا عن دوار المشاع...
فوجئت ارحيمو بكلبة صغيرة تتبع " الجدية " ...بل و رافقتها إلى دار الجدة ارحيمو...
نامت الكلبة قرب الجدية ...و نامت ارحيمو دون أن تربط أضحيتها...و في الصباح كانت المفاجئة : لا وجود للكلبة ولا للجدية !!!
بحثت ارحيمو في كل مكان دون جدوى ...
مرت الأيام و مر العيد...و جاء يوم السوق الأسبوعي...فكانت المفاجئة : 
الرجل الذي باع " الجدية " يسأل الناس عن ارحيمو و يخبرهم أن ماعزتها الصغيرة بأمان فقد عادت صحبة الكلبة الى داره قاطعة حوالي ستين كيلومترا أغلبها غابة كثيفة!!!
أليس طريفا هذا الأمر؟! 
و إلى طريفة أخرى من طرائف أهل ودكة 
مع تحيات المودن أحمد

                                    

jeudi 23 juin 2016

يا أهل تاونات تيمموا

 يا أهل تاونات تيمموا

بقلم المودن أحمد

 لبس  احميدو جلبابه و تيمم صعيدا طاهرا...بعدما بحث عن ماء يغتسل به من جنابته الثالثة، فلم يجد ما يروي به عطشه...
إتجه باكرا نحو المدينة لحضور جلسة بالمحكمة...
خرج في " أغشيبش " من منزله ليأخذ مكانا قرب سائق سيارة نقل قروي يرى الأرض تجري من تحت أقدامه بها...و بين الفنة و اﻷخرى يصعد الغبار ليزيد شعره شيبا...
كانت الحافلة تنتظر بالمحطة...توجه إليه "الكريسون " و خاطبه :
- " أفين غادي الشريف ؟ أرا ايلا عندك ش بكاج "
رد احميدو بغضب:
- "عندي الباكور ماشي الباكاج ! "
- أراها أعمي فيناهي هاد الباكور؟ ...
ابتسم احميدو و هو يتذكر أيام الخير...كان أهل البادية يحملون معهم الزيت و التين و الخضر و الفواكه...كان الماء موجودا في العيون و السواقي و الآبار...أما اليوم فلم يعد احميذوا يجد ماء  " لوضوئه الكبير" !!!
وصلت الحافلة إلى قنطرة الورتزاغ...رأى ماء مخزونا في سد كبير...تمنى لو توقفت الحافلة...يريد أن يغتسل...فقد قال له الفقيه أنه له بكل خطوة سيئة...
ابتسم...و هو يقول مع نفسه " كم سيكون قد اجتمع علي من سيئة عندما أصل إلى فاس ؟!!!"
في مدينة فاس قصد نافورة و شرب منها...كان الماء يتلألأ مختلطا بأضواء لم يعرف مصدرها...شم الماء و تنفس الصعداء ...كاد يقسم أنه ماء الجبل...
قصد احميدو امرأة تخرج من سيارة فخمة، وبيدها سلسلة كلب صغير خرج للتو بعدها...حاول أن يسأل المرأة عن موقع محكمة الإستئناف...لكنها تهربت منه واضعة يدها على أنفها، وهي تردد " إيييخخخخ  أبلادكم ليس بها ماء!؟" .
أجابها بذكاء " عندنا سد كبيريل سيدتي، به ماء و فير ولكنهم يأخذونه لوجهة مجهولة...  قيل أنهم يسقون به سهول سايس و الغرب و قريبا الحوز...ماءنا في مسابحكم و نافوراتكم و منازلكم...و نحن نتيمم!"
وبينما هو يعبر عن مكنوناته ، حام حوله الكلب الصغير عدة مرات، نظر الى جلبابه الصوفي الأسود ثم رفع رجله و سقى...

#حركة_عطشانين



 
                               

dimanche 19 juin 2016

بوادي غفساي : السكان يشربون ماء ملوثا.

بوادي غفساي : السكان يشربون ماء ملوثا.

بقلم المودن أحمد 

يتذكر احميدو يوم انقطع الماء لمدة طويلة بالمدينة التي هاجر إليها ...و لما عاد فتح صاحبنا الصنبور ليصادف ماء أصفرا به بقايا خبز استهلك قبل أيام _ حشاكم _ ...حينها قيل للساكنة أنه و قع اختلاط بين الماء الصالح للشرب  وماء الصرف الصحي أو ما يسميه أهل المدينة بالواد الحار...
من يومها كره احميدو ماء الأحياء الشعبية ، ليبقى ذاك المذاق عالقا بذهنه، حتى بعد إصلاح الخلل...
عاد احميدو لباديته بنواحي غفساي بعد سنوات ، و هو ينشد الماء العذب و السواقي الجارية و العيون و الآبار ذات الماء البارد...
عاد بسيارته القديمة ، التي ألفت المدينة، ولا عهد لها بكل هذه الحفر التي فرضت عليه ان يسير ببطء، مما أدى لسخونة المحرك ، إلى درجة كاد يحترق...استهلك ما بحوزته من ماء ، لكنه لم يفي بالغرض...
قصد بئرا قريبة ، فلم يجد بها سوى بضعة ضفادع تستغيث...ثم مشى طويلا ليجد بئرا أخرى لكنها جافة !!!
مر من أمامه بدوي ، فسأله عن بئر بها ماء، فأجاب البدوي ساخرا :" في هذا الدوار اطلب الخبز و لا تطلب الماء..."
وأخيرا تبرع عليه سائق سيارة بقنينة ماء...أكمل بها المسير...أثارت انتباهه قنوات ممتدة على طول الطريق يصلها مربع إسمنتي تخرج منه " جعبة على شكل نصف دائرة ، مكتوب عليه " ONEP "
وصل إلى الجبل،و هو يحلم بأن يرى بلدته كما تركها ذات يوم ...عيون و سواقي ، جداول و ضايات...ففاجئه منظر الحمير المحملة ببراميل فارغة...ووجوه أطفال شاحبة ...طيور قليلة بمناقير مفتوحة...بهائم تتدلى من أفواهها ألسنة يابسة...
إنه العطش، ولا حديث سوى عن العطش...
وصل إلى مدشره...كل من له بئرا أغلقها بإحكام ، سواقي جافة ، عيون بلا ماء...
حل ضيفا على أهله...مدوه بكأس ماء...ليشم به رائحة كريهة !!!
استغرب للأمر ، فجاءه الجواب : الماء ينتقل من المراحيض إلى الآبار...فقرب كل منزل يحفر السكان حفرة و يغطونها لتصرف فيها مياه المراحيض...ومع الأيام يبحث ماء هذه الحفر عن منفذ...ليصل الرحم بماء الآبار و العيون...بل حتى السواقي و الخنادق لم تسلم من التلوث، فالناس يلقون بالحفاظات في كل مكان...
تساءل احميدو عن جدوى تلك القنوات التي صادفها في طريقه و عن دور مؤسسة ONEP...
تساءل مع نفسه":  لماذا يمتد هذا السد الكبير إلى حدود الورتزاغ،و الناس عطشى ؟ 
لماذا سكان إقليم تاونات مهملون منسيون محگورون؟ 
لماذا لا ينعمون بماء هبط من البادية والجبل ليستفيد منه أهل المدن و السهول؟! 
من المسؤول الحقيقي عن عطش و محنة  سكان بادية غفساي؟
حمل احميدو أسئلته و رجع للمدينة ...
بعد شهور قرر أناس كثيرون الإلتحاق به بعدما غيروا رسومات كانت على علامة توجد عند مدخل إقليم تاونات برسومات أعمق و أصدق دلالة .
مع تحيات : المودن أحمد من غفساي.
 #حركة_عطشانين





vendredi 17 juin 2016

تاونات: مدينة " الزرواطة"

تاونات: مدينة " الزرواطة"

بقلم المودن أحمد

يحكى أنه في عهد الإستعمار كان أهلنا بالجبال يتعرضون للضرب من دون ذنب...يكفي أن تنظر للمخزني الذي يعمل مع المستعمر،" ليقفزك" بركلة أو ينهرك كما تنهر الكلاب و القطط بالبادية...
كان المستعمر يزرع ثقافة الخوف في آجدادنا و آبائنا...
وجاء الإستقلال...ذهب الإستعمار و بقي الخوف...
ورثناه كما ورثنا الزلط ...
بل حتى المخزن ورث نصيبه...
لقد ورث سياسة الضرب و القمع لأتفه اﻷسباب...نعم انتقلت إليه عدوى زرع الخوف بشتى الوسائل في نفوس البدويين...لقد بنى لهم في مخهم مدرسة الخوف...عوض أن يبني مدارسا للتعليم ...
هذا الكلام فجرته بداخلي طريقة تعاطي المخزن مع اعتصام نساء بسيطات بعمالة تاونات...
الحل اﻷسهل إذن لمشاكل المواطنين هو "الزرواطة "!!!
فقد ثبت علميا أنها ترسل ذبذبات تؤثر على مخ المعتصم فيودع معتصمه....
لو أن الخليفة المعتصم كان حيا ﻷبادوه بسهولة...فالزرواطة تثني كل معتصم...
نساء يعملن ب 2 فرنك...و لا يتوصلن بها...جلسن يثرثرن قرب عتبة المخزن في انتظار حل لهمهن...فجاء الحل الجاهز :"الزرواطة ".
أتذكر و أنا صغير جدا...أن أبي عايرته امرأة...و أهانته...فكضم غيضه و قال لها " عندك الزهر جيتيني مرا "
ومن يومها اعتقدت أن الرجل عليه ألا يضرب كائنا ضعيفا بالفطرة إسمه "امرأة " ...حتي جاء عصر " الفرنسيس" الجدد ليؤكدوا لي أن المساواة بين الرجل و المرأة يجب أن تكون حتى في الزرواطة ...
قلت مع نفسي على اﻷقل اعطوهن نصيبهن من الزرواطة على قدر راتبهن الذي لا يتجاوز السبعمائة درهم...
فنظر إلى أحد الوزراء وقال: " إذا كانت الزرواطة على قدر الراتب...فكم سننال منها نحن؟!


mercredi 15 juin 2016

انتفاضة الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

انتفاضة  الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

بقلم ابن المقفع التوناتي.

انتهى ابن المقفع من ترجمة كتاب كليلة و دمنة لينتبه بعد نشره الى أن فقرة سقطت سهوا من الكتاب، و قد وقف علي في المنام و كلفني بأن أنشر ما سقط سهوا من كتابه، و ذلك على مسؤوليته الخاصة...
كان زائري في المنام يلبس جلبابا و عمامة هي أقرب إلى الرزة الشرقاوية، كان يركب حمارا عليه قرب ماء مصنوعة من جلد الماعز تماما كتلك التي كان يستعملها بعض الگرابة بسوق أحد بني زروال إلى عهد قريب...
مدني بقلم ودواية مليئة  بالصمغ البني القاتم ...ثم قال لي : " اكتب " 
...كان يا مكان...في عهد بن عطشان، عين يسقي منها أهل الدوار...يأتون إليها من كل صوب و حدب راكبين الحمير و البغال، بعدما جفت الآبار و ذاب جليد وعود المسؤولين بجلب الماء الصالح للشرب و مد قنواته...
التقت الحمير و البغال بالعين التي أصبحت كسوق يومي يلجه البدويون...وبينما غرق الناس في صراعهم من أجل ملإ براميلهم بالماء، انفرد حمار مدبور الظهر بباقي الحمير و البغال و خاطبهم قائلا: 
_ يا معشر الحمير و البغال، ألا ترون أننا نقاسي يوميا و نحن نحمل أثقالا ، و لا نشرب من محتوى القرب و القارورات و البراميل إلا ما تفضل به أولياء أمرنا...؟ ألا يمكننا أن نغير هذا الوضع، فنشتكي أمرنا للمسؤولين عن الرفق بالحيوان، على الأقل كي نشرب كما تشرب الخيول بالسهول؟ 
" حرنطت " الحمير بشكل جماعي معلنة موافقتها و مساندتها لطرح الحمار المناضل، صاحب فكرة الشكاية...
ولم تكتف هذه الحمير برد فعلها الطبيعي هذا بل حملت ما فوق ظهرها من براميل و بدونات ، و قصدت دار حاكم الإقليم شاكية باكية ومستنكرة هذا الإهمال المتعمد و الظلم الممنهج، خاصة و أن البلدة بها سد كبير و كثيرا ما يزورها بعض الحمير الزردي في موسم الإنتخابات، فيأكلون التبن و الشعير ثم يخطبون و يعدون و يثرثرون و ينجحون ، فيندثرون ...و بعد خمس سنوات يعودون فيأكلون و شربون ثم ينجحون...و البلدة لا يتغير حالها...لذا فقد قرر الحمير رفض نقل الماء، و على البشر أن يجد حلا لنفسه، و أن يتكلف بمنحها ما يكفيها من الماء ، و إلا فإنه سيتم اعتصام جميع الحمير أمام مقر حاكم البلدة إلى أن يحل المشكل..مع رفض التعامل مع الحمار الزردي ...
احسست بالعطش فقمت من منامي و أنا أتحسس أذناي ، أفوقهما عمامة ابن المقفع، أم هما أذناي حمار ...كان العرق يتصبب علي...فقلت مع نفسي من أين لي بالماء لتعويض العرق،  و أنا الآن بهذه الصحراء المسماة " تاونات"؟؟؟!!!
_ ملحوظة :  أكد لي ابن المقفع أن المقصود بالحمير في هذا النص الحمير الحقيقية و ليس كناية عن بشر. فللبشر فمه ليعبر و يحتج لدى منظمات الرفق بالبشر...
مع تحيات صديقكم المودن أحمد.


mardi 14 juin 2016

مذكرات التجاني الحلقة 80 " بين جبل زلاغ و جبل ودكة

مذكرات التجاني الحلقة الثمانون 80 

" بين جبل زلاغ و جبل ودكة " 

 بقلم المودن أحمد

استأنس التجاني بجو المدينة فلم يعد يجد صعوبة في زيارة الأحياء البعيدة عن مسكنه، بل و أصبح عضوا نشيطا بدار الشباب ضمن جمعيته التي قررت تنظيم رحلة لمنخرطيها الى جبل زلاغ مشيا على  الأقدام.
اجتمع حوالي الثلاثين شابا و طفلا، و انطلقوا في رحلتهم الإستكشافية لجبل كان التجاني يمر بقربه و هو بحافلة الغزاوي عند سفره...
أناشيد و ضرب على " البنادر " و " التعارج" ، و حماس لا مثيل له، رغم أن المسار كان طويلا و شاقا بين باب الگيسة و جبل زلاغ...
ما أن و صل الزوار إلى أسفل الجبل حتى تكررت أحداث جبل تازغدرة، إذ بدأ الرعاة يدحرجون الأحجار من أعلى الجبل في اتجاه المستكشفين الشباب...و لكن أبناء أحياء كريان الحجوي و البورنيات، الشارة، و بن دباب كانوا أذكى، إذ تفرقوا و أحاطوا بالجبل ثم حاصروا الرعاة و بدأوا في تسلق الجبل، وعند و صولهم إلى القمة لم يجدوا سوى الغنم، كما لو أن الجبل قد ابتلع الرعاة!
كان المنظر رائعا و ساحرا...فعلى مرآى العين تبدو فاس أكبر مما تصورها التجاني...بل و تراءت له مدينة صفرو والقرية و ...و جبل و دكة أيضا، أو ربما هكذا خيل له...
جلس على صخرة كبيرة، فعادت به الذكريات إلى يوم صعد صحبة جدته إلى قمة جبل ودكة...يومها جلس على صخرة تطل على أفرط د النجوم...تلك الضاية التي نسجت حولها حكايات و خرافات كانت جدته تتفنن في حكيها...هو لم ينسى ذاك " العياع " الذي رددته جدته يومئذ...
لم يخرج التجاني من شروده سوى دخان نار أشعلها زملاءه لتسخين الأكل ...اتجه  نحوهم و أمسك بتعريجة، مررها فوق النار و هو يمسح على جلدها و يضرب ضربات تجريبية ، ثم افتتح بعياع جبلي مقلدا  جدته، لتنطلق بعدها الفرجة في مزيج بين الفن الجبلي ، الشركي، الحياني، و الجامعي...ليرد التجاني على " الهيت " بالگناوية ، ثم سرعان ما انقلب جو الفرجة الى جو من الضحك و السخرية، لا لشيء ، سوى لأن الشاب الجبلي انتبه للنار و هي تكاد تخمد، فخاطب  طفلا قائلا: " دني أولدي ديك أصفطان باش دزند النار " 
لكن الطفل لم يفهم شيئا و كأن التجاني قد خاطبه بالصينية...فابتسم الأخير ردا على سخرية زملائه، و قام بنفسه بدفع العيدان إلى الأمام لتشتعل النار من جديد...
وهنا اكتشف التجاني أنه لم يتأقلم بعد مع واقعه الجديد...
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله مع تحيات صديقكم المودن أحمد
في الحلقة القادمة ...التجاني بتعريجته ضمن مجموعة موسيقية متخصصة في تنشيط أعراس أبناء الفقراء...و أول حضور له يصادف صراع أهل العروسة مع أهل العريس...

الفرجة والضحك مضمونين...إن شاء الله.
 
                               

lundi 13 juin 2016

ذكريات رمضان: " حريرة المزاليط "

 ذكريات رمضان: " حريرة المزاليط "

بقلم المودن أحمد

استغرب التيجاني و هو يرى سيارة الشرطة تقف غير بعيد من بيته، يترجل منها شرطيان ثم يناديان باسمه!!!
 نزل من شقته و اتجه صوبهما و هو يتساءل عما ارتكبه من جرم يجعل الشرطة تطلبه في النصف الثاني من الليل!
التحق بسيارة الشرطة ليجد جاره هناك ...
جار التجاني هذا رجل مزاجي و فريد من نوعه...لا يكلم أحدا...يدخن سيجارة  " كازا " بكثرة ...ويعاني من اضطرابات نفسية ألزمته المكوث بمستشفى الأمراض النفسية قبل سنوات...
كان  يوما حارا من أيام رمضان...سمعت زوجة التجاني صراخا بالطابق الرابع حيث يسكن الجار " العربي "...إنها زوجته تستغيث و تردد بأعلى صوتها : " وعتقوا الروح أعباد الله " ...
لم يهتم التجاني بهذا الأمر، فقد اعتاد على صراع هذا الجار و زوجته منذ حل شهر رمضان...حتى أصبح الأمر عاديا لدى قاطني العمارة...
اشتد الصراخ...و تعالت أصوات النجدة من طرف الجارات...فتوجهن عند التيجاني يطلبن تدخله...رفض في البداية ، لكن أمام بكاء الأطفال المحتجزين بساحة الحرب...توكل على الله و قرر التدخل...كان الباب محكم الإغلاق...الصراخ يشتد...الأطفال يستغيثون و يبكون...الزوجة تتبادل الضرب مع زوجها و تستغيث...ثم سمع صوت أشياء تتكسر بالمطبخ...بل و دوي ارتطام طنجرة الضغط مع  الحائط لتتوقف صفرتها عن الدوران...
بدأت الجارات تدقن على الباب بعنف ، ثم شاركهم التيجاني في محاولة فتح الباب خاصة بعدما بدأت رائحة الغاز تتسلل للخارج...
فتح العربي الباب ليجد التجاني في المقدمة، فهجم عليه، ليشتبك الإثنان و يتبادلا اللكمات...
المهم تمكن التجاني من التغلب عليه و انقاذ الأطفال و الزوجة من اختناق وشيك...كانت الحريرة في كل مكان...بقع على الحائط وأخرى على الفراش...الحمص متناثر هنا و هناك...أواني مكسرة ...أطفال متذمرون يبكون و يستنجدون بالتجاني...
خرج الجار العربي و أخذ معه بنتين صغيرتين ، و انصرف لوجهة مجهولة ...و بعدها بدقائق نودي لصلاة المغرب ليعود كل و احد لشقته، بعدما قدمت الجارات الأربعة فطورا للجارة المنكوبة و أبنائها  و ساعدنها في تنظيف البيت و إعادة ترتيبه...
لم يعد الجار العربي رغم حلول الظلام ...بل و دخل الليل في نصفه الثاني دون أن يرجع...
حوالي الثانية صباحا فوجئ التجاني بشرطيين يناديان عليه...ذهب معهما لسيارتهما ليجد جاره العربي هناك...
سأله أحدهم عن سبب اعتداءه على جاره العربي و طرده إياه من منزله صحبة بناته...فابتسم التجاني و هو يجيب :
_" ياسيدي أنا فقط تدخلت لفض نزاع هذا الرجل مع زوجته ليهاجم علي، فدافعت عن نفسي...و لتتأكد من كلا مي اسأل زوجته و الجيران "
تمت المناداة على الزوجة لتؤكد كلام التجاني...و هنا جره الشرطي بعيدا ليخبره أن دورية الشرطة كانت تقوم بجولة بالمدينة لتفاجئ بهذا  الجار جالس صحبة بناته  بمكان مظلم...ولما سألوه عن سر تواجده هناك ، أكد لهم أن جاره اعتدى عليه و طرده من بيته...وهذا سبب قدومهم في هذا الوقت المتأخر من الليل، ليختم الشرطي كلامه بنصيحة على شكل ترهيب :
_ " في المرة القادمة إذا رأيت أحدا يقتل الآخر ، فغير الطريق..."
طأطأ التجاني رأسه و عاد لبيته حزينا...ليعم الصمت بالعمارة...
يوم غد و بالضبظ قبل آذان المغرب بساعة علا صراخ من جديد " و عتقوا الروح أعباد الله..."
ابتسم وهو يتذكر نصيحة الشرطي و غضبه...

 
                                                                    

samedi 11 juin 2016

ما معني " أصفط "؟

ما معني " أصفط "؟

سيطل عليكم التجاني بمذكرته الثمانون، و التي تتضمن مصطلحات جبلية بدأت تنقرض و منها كلمتي" دني " بكسر و شد النون ، و "أصفط " ؟ .
و أود أن أخبر أصدقائي أنني أقترب رويدا رويدا من مرحلة الطبع، على أن يكون ذلك إن شاء الله في جزئين : 
الجزء اﻷول سيشمل مرحلة 1971 إلى حدود 1993
و الجزء الثاني من 1994 إلى ....
أعلم أنه ينتظرني عمل آخر و هو التنقيح و التصحيح و الترتيب و هو أمر ليس بالسهل، سأحتاج فيه لمساعدتكم و نصائحكم... 
لكن قبل ذلك دعونا نعرف معنى" دني "و " أصفط " ، فما معنى الكلمتين؟
 
                                       

jeudi 9 juin 2016

مستملحات التجاني : " الكاميرا المزورة حلال أم حرام ؟!

مستملحات التجاني  : " الكاميرا  المزورة حلال أم حرام ؟!

بقلم المودن أحمد

يمتلك التجاني سيارة متواضعة، ذاق ذرعا بمصاريفها، خصوصا و أنه لا يستعملها إلا نادرا، لأنه من هواة ركوب الدراجات الهوائية...رياضة و اقتصاد و له فيها مآرب أخرى...
استوقف سيارته مقابل بيته بزنقة وسط حي شعبي مكتض، تتعانق فيه العمارات المتواضعة كأشجار يابسة بغابة محروقة...
 غير بعيد من مسكنه يوجد موقف سيارات عشوائي يديره مجموعة من ذوي السوابق...و قد رفض التجاني ركن سيارته بهذا الموقف رغم الحاح أحد حراسه...
ذات صباح و جد التجاني سيارته كدجاجة أنهت فترة الحضانة على بيضها...لقد ثقب أحدهم ليلا العجلات اﻷربع...
استعمل التجاني خبرته في إصلاح العجلات بمزج اللصاق بلفافة السجائر ليتمكن من نفخها و الوصول عند مصلح العجلات...
 لقد أحس بتهديد خطير...فهو في مواجهة قوم مجرمين يعشقون السجن كما يعشق التجاني دراجته...
فكر جيدا في الحل ليهتدي إلى حيلة طريفة، فقد اشترى مصباحا يدويا صغيرا، ضوءه يشبه ضوء كاميرا المراقبة...واصله بخيط و ثبته في نافذة شقته بالطابق الثاني...
وأعاد سيارته إلى مكانها المعتاد...
وبسرعة البرق انتشرخبر" كاميرا المراقبة "...فقد حملته بنت التجاني لإحدى صديقاتها، لتتكلف اﻷخيرة بنقله لأمها و أبيها...و بما أن أباها صديق وفي لحراس الموقف فقد تكلف بإخبارهم...
يوم غد وجد التجاني سيارته على أحسن ما يرام ...بل أن جيرانا آخرين دأبوا على ركن سياراتهم قرب سيارة التجاني...
مرت اﻷيام ليحل رمضان...و جد العبقري الجبلي نفسه أمام تأنيب الضمير:
أليس ما يقوم به كذبا ؟
ألا يبطل له صومه و هو الذي يتخلى عن لبس نعله اﻷيسر قبل اﻷيمن خلال هذا الشهر، رغبة منه في المغفرة و الثواب...؟
فما رأي الفقهاء في هذه النازلة؟
وهل هي كذبة بيضاء أم سوداء ؟
المهم لا تخبروا صاحب موقف السيارات فذلك يعتبر نميمة...فاحذروا النميمة و الغيبة يرحمكم الله...مفينا ميوليو يتقبوا للتجاني الروايض الله ايجازيكم بخير...


                                                                                        

mercredi 8 juin 2016

مذكرات التجاني: ذكريات رمضان " المنقوبين"

مذكرات التجاني: ذكريات رمضان " المنقوبين"

بقلم المودن أحمد

يتذكر التجاني أنه كان صغيرا فأراد أن يفعل ما يفعله الكبار...نعم سيصوم مثل أبيه و أمه وإخوانه الكبار...
طلب من أمه أن توقضه عند السحور، فكان له ما أراد...
كان لصوت الطبل، وهو يوقض النائمين ايقاع خاص...لا يشبه إيقاع الطبل مع الغيضة...إنما هو لحن جنائزي يستعمله أهل الدوار حينما يموت أحدهم...
تناول التجاني " المنقوبين " و نوى الصيام ، شرب كثيرا و مضمض...و نام و هو يكاد يطير من الفرحة ...فغدا سيخبر علي و المفضل أنه من الصائمين...
في الصباح قام باكرا و ذهب ليرعى الغنم...لم يحمل زاده معه كعادته...و ما أن ابتعد عن المنزل حتى خطر بباله أمر مهم ...تساءل مع نفسه:" أيحق لي أن أبتلع اللعاب أم لا؟!"
لم يجد من يجيبه في خلوته...فحكم بما أفتاه عليه منطقه...الماء يفطر...و اللعاب سائل كالماء ...إذن فابتلاعه يفطر ...
قضى نصف يومه يبصق دون أن يسمح لقطرة لعاب بالوصول لمعدته...
أحس بعطش شديد...و غير بعيد منه كان جدول يجري صافيا عذبا ...نظر إليه...فرأى و جهه الشاحب في بركة من بركه الراكدة...
خطر بباله أن يسمي الله و يملأ بطنه فالله غفور رحيم...ولكنه تراجع...فهذا يعني أنه ليس شهما، و سيقلل من قيمته في عين أسرته، بل لن يتمكن من الجلوس معهم على طاولة اﻹفطار...
نظر إلى السماء، الشمس لا تتحرك...في  كل مرة يجدها في مكانها...يبدو أن هذا اليوم لا نهاية له!
عاد بغنمه عند الزوال...كان المنزل فارغا و كأنه مهجور...نظر إلى السماء...الشمس دائما في مكانها...
مر أمام فرن تقليدي...رأى قطعة خبز يابسة...انقض عليها دون و عي منه...و ما أن ابتلع المضغة اﻷولى حتى تذكر أنه كان من الصائمين...
نظر يمينا و يسارا...يبدو المكان هادئا...لا أثر لمخلوق هناك...توجه إلى " الديابة "...كان بها بقايا السحور...فول مدمس بارد التهمه بسرعة و من دون خبز...ثم شرب حتى ارتوى...و خرج...
عند المغرب تظاهر بالجوع والعطش...ليأخذ مكانه قرب المائدة...وما ان اجتمع الصائمون حتى توجهت الأم بسؤال للجالسين:
" معرفت شكون كلا ش منقوبين كانوا  مزالين فالديابة ؟"

                               

بطني " تقرقر"

بطني " تقرقر"

-- بقلم المودن أحمد --

ما أن وصل و قت الغذاء حتى بدأت بطني " تقرقر " و تغرغر...لقد تعودت على اﻹمتلاء عند الساعة الواحدة زوالا من كل يوم...
بل أني مدت يدي باحثا عن قنينة ماء كنت أخفيها عادة تحت مكتبي، و لكنى ألقيت بها في  القمامة تفاديا لخطأ قد يضيع علي صومي...
إنه الاعتياد على أشياء علينا أن نتخلى عنها، تماما كأطفال صغار عليهم أن يتخلون عن حليب أمهم...ولكن هؤلاء اﻷطفال محظوظون، فهم يمرون عبر مرحلة انتقالية و هي مرحلة "اللهاية " ليصلوا إلى مرحلة الخبز و الحلويات...
تتعود أعضاء جسمنا على الأكل في الوقت...ولا تتعود أعضاءنا و نفسنا على القيام بالواجبات الدينية في الوقت ...فنؤجل صلاة الظهر حتى العصر و نجمع العصر بالمغرب...و هكذا دواليك...حتى يصبح هذا اﻷمر عادة لا نجد إحراجا في تكرارها...
ها قد جاء رمضان، فأصبحنا نقفز من مكاننا و نضع كل ما بيدنا بمجرد سماع الآذان...أولسنا نحن هم أولائك الذين كانوا هنا في شعبان؟!...لا تقلقوا فأنا هنا أوجه اللوم لنفسي...
رحم الله رجلا كان يقول لنا " يجب أن يكون فوق رأسكم رجل يحمل " زرواطة " لكي تقوموا بالصلاة في وقتها..."
فاللهم أدم علينا سكينة و إيمان و تقوى رمضان في شهر فطور و بوجلايب و العيد الكبير و العاشور و شيع العاشور...
معذرة...يبدو لي أنني قديم جدا بحيث لا زلت أحسب الشهور على طريقة جدتي رحمها الله.
و تقبل الله منا و منكم.

رأي صريح و عنيف بخصوص ملتقى و دكة للعدو الريفي.

رأي صريح و عنيف بخصوص ملتقى و دكة للعدو الريفي.

بقدر ما أنا سعيد لأن غابة جبل و

دكة جمعت بين أشجارها شبابا طموحا هدفه رياضي نبيل، وهنا أقصد العدائين و المنظمين مهما كانت انتماءاتهم ، بقدر ما أنا حزين لوجود بعض الأشخاص الذين كان حضورهم هو رصد الزلات، و تعداد الأخطاء التنظيمية و تأويلها على هواهم و محاولة اقحام أي نشاط تعرفه منطقتنا في باب الدعاية الإنتخابية السابقة لأوانها...
فهل.ر على جمعيات بني زروال أن تتوقف عن كل نشاط حتى لا تسيس أنشطتهاأم ماذا؟!!
أبدي رأيي هنا كمواطن ودكي زروالي، لا منتمي و لا أميز بين أحزابنا سوى برموزها ، أما انجازاتها في المنطقة فلم تبرح مستوى الصفر في يوم ما، بل أن هذه الأحزاب فرقت الناس و زرعت الخلافات بين الإخوان و الأنساب والجيران...
واليوم هاهي العدوى تنتقل للرياضة ليتم الحكم على هذا المولود الجديد بالفشل لأن فلانا بن فلان الذي ينتمي للحزب الفلاني هو من أعطى الجائزة ...و أن فلانا نطق كلمة "الزهرة " مرتين ...و أن الجوائز أعطيت لغير أهلها....
ما هذا الهراء؟!!!!!!!!
هل في منطقتنا لا يوجد سوى المحطمون ؟...طبعا يحطمون البشر و ليس الأرقام القياسية...
نحن كأبناء المنطقة نثمن أي مجهود أو محاولة أو عمل يمكن أن يصبح ذات يوم تقليدا ايجابيا...فأحسن جائزة فاز بها جبل ودكة لأنه استضاف هذا الملتقى...و الجائزة الأخرى هي اكتشاف المواهب، و الثالثة هي اكتشاف الطفيليات التي جاءت لجبلنا الشامخ، لعلها تزاحم أشجار السنديان و البلوط...
نحن كأبناء جبل ودكة نرحب بأي نشاط يمكن أن يعرف بمنطقتنا المهملة ، ولا يهمنا من ينظمه، ونرحب بكل الأحزاب إن أرادت أن تنظم نشاطا ثقافيا أو رياضيا حتى و إن كان دعائيا ، المهم هو أن تستفيد منه باديتنا...
ولا نخاف لومة اللائمين ولا نقد الباحثين عن زلات و أخطاء الآخرين...و بالمناسبة نشكر كل المنظمين و المشاركين و الغيورين على بني زروال...و أدعو المقوضين إلى توجيه سهامهم إلى حيث يجب أن توجه...فهل حضرت التلفزة كما يحدث عندما يفرقون علينا الجلابيب؟
هل حضرت السلطات المحلية؟
هل حضرت مندوبية الشبيبة و الرياضة ؟
أم رأيتم فقط التسييس و التبخيص...؟!
إمضاء : المودن أحمد

صورة و تعليق: لنتعلم من هذه الشجرة

صورة و تعليق: لنتعلم من هذه الشجرة

وأنا أتجول بشارع المدينة أثارني حجم اﻹسمنت و اﻹسفلت بها...فلم يعد هناك مكان لغرس شجرة أو مجال أخضر إلا ما سمحت به السلطات أو هندست له ليكون أداة تجميل فقط حول النافورات و بملتقيات الطرق...
لكن هذا اليوم صادفت شيئا طريفا...شجرة تين تتحدى اﻹسمن لتنمو بين شقوقه...تساءلت مع نفسي:" أتعلم هذه الشجرة أنها بعد عام ستجد نفسها مختنقة الساق بين اﻹسمنت؟!...ثم حين ستكبر أكثر هل ستكسر اﻹسمنت و تضع مكانها رغم الضغط، أم أنها ستستسلم و تموت؟!..."
طال انشغالي بالشجرة لأجد نفسي أقارن بين حالها و حالي...فقبل سنوات كنت مثلها محاطا بالفقر و البطالة و وووو ولكني تحديت كل هذا و صنعت مكاني بهذه المدينة - و لله الحمد -  فأصبحت أعطي ثمار صبري لأبنائي تماما كما ستعطي هذه الشجرة ثمار التين إن تمكنت من تحطيم اﻹسمنت المحيط بها...
مع تحيات المودن أحمد

jeudi 2 juin 2016

حبل مشنقة مزارع القنب الهندي

حبل مشنقة مزارع القنب الهندي

بقلم المودن أحمد 

لم يكن العياشي يتوقع و هو يفتل حبل مشنقته أن ينتهي به المطاف هنا تحت شجرة زيتون وسط حقل يشبه حقله...
العياشي فلاح بدوي في اﻷربعين من عمره...متزوج و له خمسة أطفال...منهم من يتابع دراسته و منهم من انقطع عنها...
كان يعتمد الى عهد قريب على فلاحته المعاشية...يزرع القمح و الشعير ويربي الماشية...وقد كان سعيدا بحاله هذا رغم الفقر...
ولما هبت رياح القنب الهندي على دواره كما هو حال أغلب دواوير بني زروال، غير العياشي فلاحته واكتفى بزراعة القنب الهندي فقط...
كانت السنوات اﻷولى تبشر بغنى قريب...فجمع العياشي مالا بنى به منزلا...و اقترض من جيرانه و إخوانه ما يكفيه لإصلاحه...
من يومها اختل ميزانه، فأصبح في كل مرة يبيع فيها محصوله من " الحشيش " يخصص جزءا منه لأداء ما بذمته من دين.
مع مرور السنين أغلقت اﻷبواب في وجه تجار المخدرات الكبار  فانعكس ذلك سلبا على المزارعين الصغار، ليجد أفضلهم حالا نفسه لا يجد ما ينفقه خلال " عنق العام " ...
لم يكن العياشي ليخرج من هذه الدائرة، فقد ضاقت به اﻷحوال و بقيت سلعته راكدة لا أحد يسأل عنها، و هو الذى أنفق كل ما يملك خلال موسم الحرث و جمع المحصول واستخرج الحشيش من الكيف...
جاء يوم السوق فلم يجد ما يؤدي به مشترياته سوى وعودا كان يعطيها للباعة بأداء دينه بمجرد بيع " السلعة " ...و السلعة عند أهل الحرفة أشكال و أنواع، فمنها " الأولى" و "و التانية"  الزيرو....الضرسة...الطومبو اﻷول..."
كان العياشي يبدي افتخاره أمام التجار، بالسوق اﻷسبوعي، بأنه يملك ثلاث كيلوغرامات من الحشيش الممتاز و أن مصاريف كيفه من نوع "خردالة" قد أتت على ما كان يدخر...و يعدهم بسداد دينه مباشرة بعد بيع الحشيش...
لم يعد سماسرة و تجار المخدرات يزورون الدوار، و إن زاروه
يعطون ثمنا بخصا جدا...
كثرت شكاوي الفلاحين، فما عاد أحدهم يقرض اﻵخر...وهنا قرر العياشي أن يحمل حشيشه في سيارة من دون أوراق كان قد أعطاه إياها أحد تجار المخدرات مقابل كيلوغرامين من " السلعة" في السنة الماضية...
اتجه إلى كتامة، و طاف دواويرها باحثا عمن يشتري منه حشيشه...كانت السومة أضعف مما كان يتوقع، فاكتفى ببيع نصف كيلوغرام فقط كي لا يعود عند أبنائه خاوي الوفاض، في حين احتفظ بالباقي ليعود إلى الدوار حزينا مهموما...
في طريق عودته فوجئ بسيارة خفيفة متوقفة عند مدخل الدوار... وما أن اقترب منها حتى خرج منها دركيان ليعترضا سبيله...طلبا منه أوراق السيارة فأجابهم : " راها غ حراكية الشاف " .
فتشا سيارته ليعثرا على الحشيش المخبئة بإتقان تحت المقعد...ألقوا القبض عليه...و حملوه معهم صحبة الحشيش و انطلقوا عائدين إلى مخفرهم...
و في الطريق صادفوا سيارة رباعية الدفع لتاجر مخدرات معروف...حاولوا إيقافه، لكنه لم يعرهم اهتماما...فبدأت المطاردة في طريق محفرة...لكن دون جدوى...
عند مدخل المركز الحضري استوقف الدركيان سيارتهما...لتبدأ المساومة...أخبرا المقبوض عليه أنه متهم بالمتاجرة بالمخدرات و سياقة سيارة من دون وثائق...
فطن العياشي لما يهدفان إليه، فأخبرهم أنه لا يملك سوى ما عثروا عليه بجيبه من مال...وهنا قاطعه أحد الدركيين قائلا:
" لب المشكلة أننا فقدنا حشيشك خلال المطاردة...لذا سنقدمك بتهمة سياقة سيارة من دون وثائق فقط ...استعطفهما بعد ما مدهما بما كان يملك من نقود ليتم إطلاق سراحه...ثم ركبا سيارتهما و انصرفا...
أحس العياشي ب " الحكرة و الشمتة " فقصد دومة كبيرة، نزع منها ما يكفيه لفتل حبل ثم سار وسط حقل به أعشاب يابسة و أشجار زيتون...
أثارت انتباهه علبة سجائر فارغة كتب عليها " التدخين يقتل "


تسائل مع نفسه:  " إذا كان التدخين يقتل، فلماذا يسمحون ببيعه؟...و إذا كان الحشيش يقتل هو اﻵخر فلماذا لا يسمحون ببيعه مادام القتل مباحا بالتدخين!؟؟؟؟
تناسلت اﻷسئلة برأسه...ماذا سيقول لزوجته و أولاده؟...ماذا سيقول للذين أقرضوه مالا؟...و التجار !؟...وصاحب الدكان؟!!!
اسودت الدنيا في عينيه فلجأ إلى زيتونة و أوثق الحبل حول غصن عال ثم...
البقية في سطرين قريبا جدا إنشاء الله ...مع تحيات المودن أحمد. 

       
                                                                     

mercredi 1 juin 2016

قصة قصيرة "ثرثرة نساء"

قصة قصيرة "ثرثرة نساء"

بقلم المودن أحمد

أصيب احميذو يوما بحمى شديدة جعلته يلزم الفراش يوما كاملا...فشاع خبر مرضه بالحي...
اتفقت نسوة الحومة على أن يزرن بيته لتقديم الدعم المعنوي لزوجته، و الإطلاع عن قرب على حالته حتى يفزن برؤيته قبل أن يموت، فيحصل له ما حصل لجاره علال قبل أيام...فقد ودع اﻷخير الحياة تاركا و راءه زوجة صغيرة السن وطفلة لم تتجاوز الثانية من عمرها...
حملت كل واحدة من النسوة سكرا أو طحينا و قصدنا دار احميذو...ولأنه لم يكن يرغب في ثرثرتهن، فقد تظاهر بغيبوبة شاملة، فغطى وجهه و أغمض عينيه و فتح أذنيه...
 كانت النسوة يزحن الغطاء عن رأسه ويسألنه عن حاله فلا يجيب...فانتهى أمرهن إلى أنه ميؤوس منه، و أن عدوى وفاة  الرجال أصبحت سارية...
لم يكن يؤذي احميدو سوى كرم زوجته...فقد أفرغت من الزيت قنينة نصف لتر...و انتشرت روائح " المسمن "...و الزبدة البلدية...فيما يشبه اﻹحتفال الحقيقي برحيله!
ثم انضاف إزعاج آخر...فقد ارتفع صوتهن و نقاشهن وضحكاتهم الى درجة أنهن لم يحترمن وجوده و لا مرضه...
" إذا كان مثله مثل زوجي فموته أفضل من حياته..."
هكذا افتتحت "فطومة" مهرجان القيل و القال...لتؤكد طرحها "راضية " قائلة:
-" الرجال لا يحزنون على زوجاتهم، بل يختارون العروسة من بين المعزيات ".
وبسرعة البرق فتحن النار على الرجال ولم يعد حديثهن يتخطى السرة إذا علا، لتتكلم أخيرا زوجة احميدو :
-" الرجال لا ثقة بهم، ففي بلدتنا تزوج شيخ عمره سبعين سنة بفتاة في ربيعها الخامس و الثلاثين...لم يكن قد مر على وفاة زوجته خمسة أشهر...لقد أصبحت ضحكته تسمع من بعيد...بعدما كان عبوسا...أزال "الرزة " و تشبب..."
و هنا دار بخلد احميدو أمر جعله يضحك بشكل هستيري، لينكشف أمره ...

                                                                                          

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا