vendredi 25 novembre 2016

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

بقلم المودن أحمد

 طلبت مني زوجتي أن نقسم منزلنا البسيط إلى قسمين...
استغربت من طلبها معتقدا أنها مجنونة أو ناقصة عقل...
فألحت على الطلب لأسألها عن سر هذا " البلان " الجديد...لأكتشف أنها ذكية جدا...و أنني أغبى خلق الله!
زوجتي تقترح أن نخصص الصالون لتدريس التلاميذ بالمقابل...
سخرت من أم أبنائي و أنا أشرح لها أن المدارس العمومية هي المخصصة للتدريس...
ابتسمت زوجتي و هي تسألني :
- ألم تقرأ أخبار أمس؟ ألا تعلم أن التعليم سيصبح بالمقابل...اقرأ هذا الخبر...
مسحت نظاراتي و قرأت" المجلس اﻷعلى يؤشر على إلغاء مجانية التعليم الثانوي و العالي"...
و أخيرا عرفت أنني تزوجت بامرأة نابغة!
وداعا لمجانية التعليم الجامعي و الثانوي و قريبا سينضاف اﻹبتدائي...
وهذا يعني أن اﻷغنياء فقط  وذوي الدخل المرتفع هم من سيُدرِّسون أبناءهم؛ أما محدودي الدخل و الفقراء فسيعملون على إغراق البلد بالمنحرفين والأميين...
هم لا يعلمون أنهم سيصنعون قنابل موقوتة قد تقلب الأوضاع و تبعثر أوراق الحكومة و راعيها صندوق النقد الدولي الذي يعطي اﻷوامر خلف الستار...
إنهم يضيقون الخناق على الشعب ليحكموا وحدهم و يلتهموا خيرات هذا الوطن دون حسيب أو رقيب...لأنهم اكتشفوا أن وعي الشعب يسحب البساط من تحت أرجلهم...و لكنهم ربما لا يعلمون أن الجاهل و اﻷمي أخطر مائة مرة من المثقف...
اعلموا أيها المنضرون، الساكنون في أبراجكم، أنكم تشحنون البؤساء بالبارود...والقضاء على حقوق الضعفاء بالتدريج قد يكون لعبا بالنار...فحذاري من النار و البارود...

 
                               

mardi 22 novembre 2016

وقف حمار الشيخ في العقبة

خاطرة: وقف حمار الشيخ في العقبة

بقلم المودن أحمد

بصراحة أنا لم أكن أعلم سوى شيئا واحدا ورثته عن أبائي و أجدادي، و هو أن استهلاك التين أيام الشتاء فيه فائدة كبيرة...
سقطت الأمطار، و لله الحمد، فقلت مع نفسي لماذا لا أستهلك القليل من قوت الأجداد لأعيش التجربة بنفسي، وأتأكد من نتائجها...
كانت طرية و " معسلة " ...سوادها ككحل فوق رموش عروسة في يومها الاول...
أكلت منها حتى ثملت...و هنا خطرت ببالي جملة سبق أن درستها في الابتدائي خلال السبعينات " وقف حمار الشيخ في العقبة..."
في الحقيقة لقد نسيت حيثيات و ظروف تواجد هذه الجملة بمخيلتي...
حاولت أن أتخيل لماذا و كيف...وعن ماذا قيلت...لأجد نفسي بالرباط أتسائل ككل المغاربة:
- الانتخابات مرت ونوبر قريبا سيودع بعدما ودعنا أكتوبر...فأين هي الحكومة يا مسؤولي الوطن؟...البرلمانيون - مساكن - عاطلون و يأخذون أجرهم تماما كما تفعل الدول المتقدمة مع عاطليها...
والحمد لله على نعمة التين...فما ان استهلكت بضع حبات اضافية حتى جاء الجواب :
- وقف حمار الشيخ في العقبة...  

 
                               

samedi 19 novembre 2016

مستملحات احميذو: "أيطيرو فيها "

مستملحات احميذو: " أيطيرو فيها "

بقلم المودن أحمد

وأخيرا أصبح احميذو مرجعا جبلياً يعود إليه سكان الحي كلما استعصى عليهم فهم كلمة أو جملة ذات نسق جبلي قح...
أقسمت له زوجته بأغلظ اﻷيمان لو أنه تحدث مع إحدى بنات الجيران فإنها لن تشتري له التين أبدا، ولن تطهي له البصارة مرتين في اﻷسبوع كما جرت العادة ...
هي تعرف أنه قد يصبر لأي عقاب إلا هذا...فالبيصارة تجري له في الدم و كأنها نيكوتين لابد منه...أما التين فيعطيه قوة و حيوية تعجز عن تحقيقها أغلى اﻷدوية...
اليوم وجد نفسه أمام حالة مستعجلة فاحتار في أمره...
بنت الجيران تدق في الباب و تصرخ :
- عمي احميدو...أرجوك ما معنى " مْعَلاَشْ " m3alach ؟
فتح الباب مقدار سنتمترين ورد لها السؤال:
- ما سياق الكلمة يا فتاة ؟
فأجابته و هي تتنفس بصعوبة :
-محماد...ذاك الشاب التوناتي الذي يدرس معي بالجامعة، اتصل بي وطلب مني أن نلتقي لننجز ببعض التمارين معا...ولما اقترحت عليه اللقاء بحديقة جنان السبيل فاجئني بسؤال قائلا :"مْعَلاَشْ ؟" ...فما معنى "مْعَلاَشْ "؟...
ابتسم احميذو وهو يجيب:
 - انه يسألك عن وقت اللقاء يا فتاة...يعني " فوقاش...امتا...شمن ساعة ؟...
أغلق الباب وعاد إلى زوجته ليثبت لها احترامه لقراراتها، ذلك أنه لم يفتح الباب كاملا رغم أن الفتاة كانت تريد الدخول...
غضبت زوجة احميذو المدللة ...فسألها مستغربا :
- ياك لباس؟!
فردت عليه و الدمع ينهمر من عينيها و كأنه زيت زيتون فوق بيصارة دافئة:
- إنك تشرح للجيران فقط...أما أنا فلا تهتم بي رغم أني لا أفقه لهجتكم!
- لا يا نور عيني لو أردت أن أحضر لك معجما جبليا لأحضرته، فأنت كل شيء بالنسبة إلي...امري...
يحاول احميذو برده هذا أن يلطف الأجواء ويدفعها لطرح سؤالها...و فعلا أفرجت عما يدور بخلدها:
- أتتذكر ذاك الدكتور الذي ذهبنا عنده إلى مختبره بوسط المدينة؟
- نعم إنه صديقي حسن...
- لقد كان يتحدث مع شخص ما في الهاتف فسمعته يقول له " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " فما معنى هذه الكلمة؟
ابتسم احميذو وهو يعيد نطقها بزهو:
- " أيْطِيرُو فِيهَا" الحبيبة ديالي هي كيتخاصموا...
ابتسمت زوجة احميذو وهي تقول :
- يعني كيدابزو ؟...سبحان الله دكتور درس في فرنسا سنين عديدة و لزال يقول " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " !!!
- تماما يا عزيزتي...
يؤكد احميدو مضيفا:
- ياك الحبيبة أنا صْبِيبَحْ ...عمري مَاطِرْتْ فيها معاك ؟
 
                               

mercredi 16 novembre 2016

مذكرات التجاني الحلقة 85 " ذكريات من الزمن الجميل "

مذكرات التجاني الحلقة 85

" ذكريات من الزمن الجميل "

بقلم المودن أحمد

كانت سعادة التجاني كبيرة حينما أمره أبوه بطلب البغل من العم الطيب...فقد عرف أنه سيكون يوم درس الزرع بالبيدر المطل على دار الحبيبة...
- سيكون يومُ حُبٍّ و حَبٍّ...
هكذا اعترف التجاني لنفسه وهو يقتلع نبتة " العطاسة " لتحنيك "النادر " بما اجتمع من روث البقر...
حمل لفافة العطاسة ومر على دار العم الطيب...جرَّ البغل بعدما شكر صاحبه ، ثم قفز فوقه و أمر بصوت عال:
- أرا زيد أرا...
وما أن دخل العم الطيب إلى بيته حتى نزل التجاني عن البغل و ربطه،  فقصد دالية  وملأ حِجْرَهُ عنبا، ثم عاد لقيادة البغل...
اشتدت حرارة شمس الظهيرة، فاجتمع اﻷب و اﻷبناء  وربطوا البهائم لتبدأ عملية الدرس...
يمسك خلوق بالحبل ويبدأ بالقول :
- باسم الله وتوكلنا على الله...أرَّا دور أرَّا...
تجد البهائم صعوبة في تخطى "غُمور" الزرع الذي يُلقي به التجاني و المجاهد و اﻷب من "أَفَشْقَارْ "باتجاه البيدر...ولكن باستعمال خلوق " للمْصيوطة " تتخطى البغال الحواجز لتتساوى جنبات "الدَّرْسَة " ...حينها فقط يمسك التجاني بالحبل وهو يردد بزهو:
- عايد عايد عايد
ولأنه يحق لمن يمسك بحبل القيادة أن يرفع صوته إلى درجة أن يسمعه كل سكان المدشر، فقد كان التجاني ينظر الى دار الحبيبة و يخاطب البهائم :
- على لطراف الحبيبة على لطراف...
وكأنه يرسل لها رسالة عبر الأثير...فيكون جوابها على الفور بالقاء اطلالة من شرفة منزلها...
يتناوب الحاضرون على المسك بحبل البغال في حين يدفع الآخرون التبن بالمذرة ومنهم من "يشطب " ما تناثر من زرع وتبن بشطابة من العطاسة اليابسة.
ينتهي الشوط الأول، فيتناول الأب و اﻷبناء ما جاد به مطبخ اﻷسرة من شاي و خبز و زيت...وبعدها يتم قلب "الدرسة "...ثم تكرر عملية الدرس...
اﻷب وحده من يملك حق إعلان نهاية العملية...إذ ما أن ينطق بجملته المحبوبة "صافي راها طابث " حتى يبدأ الشباب في جمعها على شكل تلة...
الشمس تقترب من مغربها و الرياح غربية...إنه الجو الناسب لتصفية الزرع...
يغيب اﻷب للحظات ليؤدي صلاة المغرب بالمسجد الذي تحيط به البيادر من كل جهة...فيغتنم الشباب الفرصة للدعابة و السخرية وذكر المستملحات و هم يُصَفُّونَ بالمذرات إلى أن يُعزل التبن الكثيف وتطل حبات القمح، وهم يغتنمون هبوب الرياح التي تنقطع من حين لآخر...
حين يمر شخص قرب البيدر يخاطب الشبان قائلا :
الله إيعاون ألولاذ ...الله يحضر البركة و يقوي العشور...
مباشرة بعد مجيء اﻷب " يتعقل" اﻷبناء ويطبقون قرارات اﻷب التي تأمر باستعمال اللوح عوض المذرة...
حمل عبد السلام "لامبة " للإضاءة...فالمفروض إنهاء العملية ليلا ما دامت الحبوب قد أصبحت ظاهرة...
يستمر اﻷبناء في عملهم دون كلل، و بين الفنة و الأخرى يتدخل اﻷب لينهر أحدهم لأنه دخل إلى البيدر بحذائه...
صمت رهيب يسود وقت ملإ اﻷكياس...
سأل التجاني أباه عن سر هذا الصمت و هما يحملان الحبوب إلى المنزل، فأجابه بثقة :
- باش كتحضر البركة...

 
                               

mardi 15 novembre 2016

مفردات جبلية في طريق الإنقراض: تَحْنِيكْ النَّادَرْ

 تَحْنِيكْ النَّادَرْ

سيطل عليكم التجاني بحلقة جديدة من مذكراته ...
حلقة تتضمن مفردات جبلية عديدة أغلبها في طريق الإنقراض...
لذا ولكي نسهل على بعض القراء الذين لا يفهمون اللهجة الجبلية، بما فيهم الجيل الجديد، مأمورية فهم محتوى المذكرة؛ أطلب من أصدقائي اﻷعزاء مساعدتنا في شرح هذه الكلمات التي سترد في المذكرة :
- تحنيك النادر
- الدَّرْسَة
-العطاسة
- أفشقار
- المْصيوطة
- الغْمُور دالزراع
- المَذْرَة
-طابَثْ الدَّرْسَة.
وشكرا لكم مسبقا.
 
                               

lundi 14 novembre 2016

قصة قصيرة "وداعا للزلط "

وداعا للزلط 

قصة قصيرة أغلب أطوارها واقعية 

بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات

عاد احميذو من رحلة بحثه عن عمل حزينا مهموما...فمنذ حصوله على شهادته وهو يدق اﻷبواب و يشارك في المباريات...ويضع طلباته بعدد من الشركات...دون جدوى...
ركب دراجته العادية و انطلق في رحلة العودة إلى البيت الصغير الذي يكتريه بحي شعبي بمدينة فاس...إقترب موعد أداء الكراء والماء و الضوء، و جيوبه فارغة إلا من دريهمات يحركها لتصدر صوتا يؤنسه...
قرر أن يبيع دراجته...هذا هو الحل اﻷخير...أحلامه تتكسر بهذا البلد الذي لا يعترف بالفقراء و البسطاء...
من كثرة ذهابه و إيابه بين مسكنه و المدينة الجديدة بحثا عن العمل، فقد أصبح يقود دراجته دون وعي و لا انتباه...و كأنها أصبحت تعرف الطريق مثلما تعرفها حمير البادية...
عند منتصف الطريق رأى حافظة نقود على الأرض...لم يصدق عيناه !
أوقف دراجته...حمل الحقيبة و انطلق...كانت مملوءة ...إنها حقيبة نساء صغيرة...حجمها يوحي بذلك...
أوقف الدراجة مرة ثانية و أسندها على جانب الطريق، ثم قصد كرسيا إسمنتيا حيث سيفتح حافظة النقود...و كانت المفاجئة...الحقيبة مملوءة عن آخرها بأوراق من فئة مائة و مائتين درهم...بالإضافة لبطاقات وأوراق دُوِّنَتْ عليها أرقام كثيرة...
كانت فرحته لا توصف...هذه نقود كثيرة ستحل مشاكله الحالية و سيحتفظ بالباقي...
على طول ما تبقى من الطريق كان احميذو يخطط للطريقة المناسبة لصرف هذه النقود...
لما وصل إلى بيته أعاد عدَّها ثم أخفاها داخل السرير، و قرر التخلص من البطاقات و الوثائق الأخرى...
وثائق تحدد هوية صاحبة المحفظة بوضوح...جميلة...حي الزيتون...الرقم ...الزنقة...مكناس...
وعلى ورقة عادية وجد أرقام هاتف ﻷشخاص أكيد أنهم من معارف صاحبة المحفظة!!!
رويدا رويدا بدأت الوساوس والشكوك تنتابه: " أحلال أم حرام هذا المال؟..كيف هو حال صاحبته اﻵن؟...والكراء و الماء و الضوء...كيف السبيل لأدائه إذا أعاد النقود لصاحبتها؟!
و لكنه سرعان ما يتذكر حاجته الماسة للمال فيقرر الاحتفاظ بهذه النقود الكثيرة و التي لا عهد له بها...
احتار احميذو في أمره...بل قضى ليلة بيضاء لم يعرف فيها للنوم معنى...
يوم غد قام  باكرا وقصد أقرب هاتف عمومي...طاف على أغلب الأرقام الهاتفية ليتمكن أخيرا من التواصل مع قريب لصاحية المحفظة...
حوالي الساعة الواحدة زوالا جاءت المرأة الى حيث سقطت منها المحفظة...مد لها احميذو أمانتها و طلب منها التأكد من محتواها...
عدت المرأة خمسمائة درهم ثم قدمتها له قائلة :
- خذ هذه البركة...اشرب بها قهوة...
الا أن احميذو كان له رأي آخر ...فقد رفض أخذ ما أعطته...اعتذر لها بلطف ثم ودعها...و قد سمعها تردد:
- الناس بحالك أخويا قلال...
في الطريق وجد دموعه تنهمر...احساس غريب سيطر عليه للحظات...
بعد ثلاثة أيام حمل له ساعي البريد رسالة لا عهد له بمثلها...فتحها بسرعة...
لم تصدق عيناه حروفها"...يسرنا أن نخبركم أنه قد تم قبول طلبكم...."
سجد لله حامدا و شاكراياه...ثم ابتسم و هو يقول : " وداعا للزَّلْطْ "    

                  
           
                                                                                

vendredi 11 novembre 2016

التجاني و البوطاغاز

مذكرات التجاني - حلقة مستدركة -

" التجاني و البوطاغاز "

بقلم المودن أحمد

عاد التجاني إلى المنزل منهوك القوى، فقد كان المفضل قاسيا و هو يوجه له ركلاته في أقسى لعبة يمارسها الأطفال فيما بينهم...إنها " ركيلة "...
انتظر عودة أبيه من سوق أحد بني زروال، لكنه تأخر كثيرا ...و ما أن أذن الفقيه السي أحمد لصلاة العشاء حتى كان مكان النوم جاهزا...بطانية مفروشة على الأرض و أخرى كغطاء رغم برودة الجو ...وحده الشيميني يبعث بدفئه لمن حوله...التحق الأطفال بأماكنهم، في حين بقيت الأم تنتظر عودة الزوج من السوق...
وأخيرا نبحت الكلبة...نباحها القصير يعني أن القادم من الأهل...و فعلا جاء الأب...قام الأطفال وهم يصرخون :
- بابا جا...بابا جا...
تم انزال " الشواري "  عن البغلة ، ليحمل كل طفل شيئا من المشتريات ...أرگاز ...السردين...الحلوى بالقرابط...ملابس مستعملة ..." كوردة " و سكة للحرث...ثم قارورة زرقاء غريبة لا عهد للأسرة بها....
حمل التجاني القارورة ليقرأ حروفا كتبت عليها: بوطا غاز !
طلب الأب من الأطفال التنحي جانبا، في حين تكلفت الزوجة بقلي الحوت...
دفأ الأب أنامله الباردة ثم قام ليركب رأس البوطاغاز ...و بين الفنة و الأخرى كان يضيف الحطب للمدفئة...
أعناق الأطفال تشرئب لترى هذا الشيء العجيب الذي تفوح منه رائحة الغاز رغم تركيب الرأس بمكانه...طلب الأب من الزوجة أن تأتيه بصندوق الوقيد الذي أشعلت به الكانون، ففعلت ثم جلست بقرب الزوج لتكتشف طريقة الإستعمال...
فجأة امتدت النار لأسفل " الكسكاس " ...فصرخ الجميع ...كانت صرخة الأم صادمة للتجاني و إخوانه:
- والعداو أعباد الله البوطة بدطرطق فينا ....
قذف الأب قنينة الغاز إلى " المستحام " لكنها ظلت مشتعلة ...أفرغ عليها الماء فلم تخمد نارها...
في هذه اللحظات كانت الأم تحمل أبناءها إلى الخارج الواحد تلو الآخر ...في حين كان الأب يجرب كل شيء...
وجد التجاني نفسه ملقى به في " أمجري " و بجانبه المجاهد والحساين و كانهم قد ألفي بهم من الطائرة...
عادت الأم بعد رمي آخر طفل بالخارج لتجد زوجها يبتسم وهو يمسك بالقنينة ملفوفة في بطانية مصنوعة من الصوف...
أحكم إغلاقها من جديد ، ثم طلب من زوجته صندوق الوقيد، ولكن الأخيرة " أنزلت عليه العار " طالبة منه تأجيل إشعالها إلى يوم غد...
نام الجميع بالداخل...وحدها قنينة الغاز قضت الليل بالخارج...في حين كان التجاني يستغرب لشجاعة أبيه...متسائلا صحبة اخوانه عن مصير السمك الذي لم يتم قَلْيُه بعد...

وإلى مذكرة قادمة بحول الله.
مع تحيات المودن أحمد من المشاع بغفساي.
  
                                                                          

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا