mardi 8 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...- القصة الكاملة -

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...

--- الجزء الثاني ---

تسائلت الأم عن سر قدوم اﻷغنام لوحدها فلم تجد جوابا...فقالت مع نفسها ربما ذهب ليلعب مع أقرانه...
أدخلت ماشيتها إلى الحضيرة و تفرغت لتهيئ الطعام...
بعد صلاة العشاء عاد اﻷب...فخاطبته زوجته وهي تخفي وساوسها:
- عبد الحي لم يأتي بعد...وحدها اﻷغنام جاءت ...
فرد عليها بهدوء وثقة :
- اﻷطفال يحبون اللعب كثيرا...ربما هو يلعب مع أقرانه...
نادت اﻷم من الباب بصوت مرتفع:
- عبد الحي ...أااااعبد الحي...
لم يجبها أحد...ثم نادت على أخيه محمد الذي يكبره بسنتين...
حضر محمد وأخبرهم أنه لم يرى عبد الحي منذ الصباح...
شيء ما زعزع قلب اﻷم ولكنها صمدت...
طلبت من ابنها محمد أن يعطي خبزا للكلب، ودخلت في متاهة اﻹحتمالات صحبة زوجها...فجأة عاد محمد مضطربا و هو يصرخ:
- الكلب غير موجود يا أمي!!!
حمل اﻷب مصباحه و بدأ يطوف على منازل الدوار يسأل أبناءهم عما إذا كانوا قد شاهدوا عبد الحي خلال هذا اليوم...
الجواب الوحيد الذي كان يتلقاه: " والله مشوفتو أعمي..."
كان ليل الشتاء أكثر ظلمة...زادت من قتامته سحب سوداء حجبت ضوء القمر...و كلاب تعوي على غير عادتها كالذئاب...
كانت ليلة اﻹنتظار...انتظار قدوم عبد الحي وانتظار الفجر...
في الصباح تفرق سكان الدوار في الغابة...يبحثون عن أثر أو دليل وهم ينادون بأعلى صوتهم : " عبد الحي ...آااااااعبد الحي..."
حوالي الساعة العاشرة رن هاتف اﻷب...حدثه رجل يدعى عبد الرحمان أنه سمع نباح الكلب، وعندما حل بالمكان فر اﻷخير بعيدا...وعند بحثه وجد سلهام عبد الحي وحذاءه...
بسرعة حضر اﻷب واﻷم وسكان المدشر الى عين المكان، وكلهم لهفة لمعرفة سر اختفاء الطفل...
كان المكان عبارة عن خندق فيه عشرات الحفر، منها المغطاة ومنها المكشوفة...اقتنع اﻷب أن إبنه يوجد بإحداها...لكن كيف لهم أن يعرفوا!
وعاد الكلب لنباحه...وبالضبط فوق الحفرة التي شهدت غرق عبد الحي، وكأنه يسهل مأمورية الباحثين عن المفقود...
بسرعة أمسك أحد الشبان حبلَ دلوِِ و نزل إلى أسفل البئر...في حين بدأ الناس يعزون الحاج محمد الذي فاضت عيناه حزنا وألماََ...
كان الناس يطلون على الشاب المتطوع وهم يتسائلون:" أَمَنْدْرَا ؟ أَمَنْدْرَا؟"
فكانت المفاجئة...صوت الشاب يخرج من البئر مدويا:
-إنه لازل حيا...عبد الحي لازال حيََّا ...جُرُّوا الحبل...ساعدوني لأصعد...
لقد كان عبد الحي محظوظا إذ سقط بالبئر وفي نفس الوقت سقط معه بعض الحطب الذي كان يغطي البئر...فتمسك به إلى أن حل الفرج...
حمدا لله وإلا لكان التحقيق سيبقى مفتوحا ككل التحقيقات السابقة... خاصة وأنه ليس هناك سوى شاهد وحيد لا يتكلم...
ملحوظة:
القصة تبقى مجرد انذار لكل حفاري الحفر...وآخذي الرشوة والأجر...والصامتين من المسؤولين الذين غَرَّقُوا الحيوان و البشر...
 
              
                                                                

lundi 7 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...



 
                                                                         

dimanche 6 novembre 2016

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة!

 قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

استغرب العم احميذو وهو يستمع لخطبة الجمعة كيف أن الخطيب يقرأ ورقته دون شرح أو تفسير على غير عادته!
بل أنه ردد عدة مرات عبارة " الفتنة نائمة، لعن الله من أيقضها"...
ومن كثرة التكرار فقد حفظ احميذو هذه الجملة حتى أصبح يرددها لا إراديا مع نفسه...
صلى الناس وقصد كل واحد بيته...إلا احميذو قرر أن ينفرد بالفقيه ليشرح له معنى هذه الجملة التي كررها دون أن يشرحها بالدارجة كما جرت عادته في كل خطبة جمعة...
كانت إجابة الفقيه مقتضبة :
- هذه خطبة من وزارة اﻷوقاف...عمت الفتنة حسب ما يقولون...
مر يوم الجمعة وجاء السبت، لكن احميذو أصبح أكثر ترديدا لجملته بل وزاد خوفه حينما أكد له الحاج علال أن البلد مهدد بالفوضى كما هو عليه الحال في سوريا و ليبيا و اليمن!!!
بعد صلاة الظهر أصبح احميذوا يحدث الصغير و الكبير عن الغد المظلم الذي يهدد البلد إذا استمرت المسيرات المطالبة بالحقوق، مستشهدا بحديث الحاج علال...
قصد احميدو مجموعة من الشبان يمسك كل واحد منهم بهاتفه فخاطبهم :
- ما الجديد يا شباب.؟ فقد سمعنا أن الفتنة قد عمت...
نظر إليه أحد الشبان باستغراب ثم سأله:
- بالله عليك يا عمي احميذو ماذا تملك أنت حتى تخاف من الفتنة؟!...عندك حمارة و نعجتين و نوالة...وتخاف من الفتنة!...هههههه
ضحك باقي المتكئين على حائط المسجد، مما شجع الشاب على اﻹسترسال في حديثه:
-الفتنة يا عمي احميذو هي أن يسيطر اﻷغنياء و السياسيون على خيرات الوطن لوحدهم...الفتنة هي أن يصبح الظلم عادة و القهر هواية و فرض المزيد من الضرائب أسهل حل...الفتنة يا عمي كلمة يخيفونا بها لأنهم يخافون على أملاكهم ومناصبهم...

فجأة التحق الحاج علال بالجماعة...ودون وعي منه ردد على مسامعهم : " الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها..."
فرد عليه العم احميذو :
- الهم همك يا حاج علال...أنت الذي تملك شاحنات و تستفيد من مقالع الرمال...مع منصب...أما أنا فلا أملك سوى حمارة و نعجتين...ونوالة.

jeudi 3 novembre 2016

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

بقلم المودن أحمد.

الكثير من المغاربة لا يعطون أهمية لموضوع خطير يهدد مستقبل أبنائنا...إنه التوظيف في سلك التعليم بالتعاقد...
يعني أن تعمل معنا عامين...إيلا عجبتنا نعاودو معاك الكونطرا ...معجبتيناش، ارجع للبطالة!!!...هههه...
المشكلة هي إيلا عجبتينا في العامين اﻷولى و عَوَدْنَا معاك العقد...طبعا انت غادي تْوَلَّفْ...و غادي تخطب وتتزوج...و تشري دارك بالكريدي ...ومن بعد الكونطرا الثانية مبقيتيش عاجبنا!!!
إيوا كيف غادي تدير مع المرا و الدراري و الكريدي؟!
لب المشكل ليس هو هذا...بل الخطير هو أنهم يطلبون أصحاب اﻹجازة حتى و إن كان سنهم 47 سنة...وهذا يعني أنه سيتقدم للمبارة مرشحون حصلوا على اﻹجازة في بداية التسعينات...و إن نجحوا في المبارة، سيلتحقون مباشرة بالتدريس !!!!
ما هذا الغباء؟!
أنا على سبيل المثال عمري 45 سنة حصلت على اﻹجازة سنة 1993 شعبة التاريخ و الجغرافية...لو نجحت سَأُدَرِّس اﻹجتماعيات...
والله لن أكذب عليكم لم أعد أفرق بين طارق بن زياد و عقبة بن نافع! ههههههه
بل أنا في حاجة لمن يعيد تدريسي!!!!
النماذج التي تشبهني كثيرة...و ستكون هي الحل لو رفض اﻷساتذة المتدربون اﻹلتحاق بالمبارة ، و حينها لنستعد لصلاة الجنازة على التعليم بوطننا...
على ما يبدو إذا أنشأ العاطل دكانا بسيطا سيكون مستقبله أكثر أمانا من ولوج هذه المغامرة التي تكبله بإمضاء التزام يحمل كل معاني الإستعباد...
بصراحة بدأت أفكر في مستقبل بناتي و قررنا أنا وزوجتي إعادة تدريسهم بالمنزل...على أن نجد لهن عريسا و لو بالكنطرا ما دام هذا البلد بدأ يقتل في أبنائنا حتى القدرة على الحلم...
سألت إحدى بناتي :
- ماذا تريدين أن تصبحي لما تكبرين؟
 فأجابت ببراءة :
- أريد أن أصبح عروسة...
فقلت مع نفسي : ونعم اﻹختيار...
مع العلم أنها كانت تحلم دائما أن تكون أستاذة...
 
 
                                                                                            

mercredi 2 novembre 2016

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

أحيانا نقول كلمات جبلية - ونحن خارج منطقة جبالة - فيَسْخَرُ الآخرون منا بل قد يضحكون ...كلماتنا تبدو لهم غريبة و غير مفهومة.
سأسألكم اليوم عن معنى " طَرْحَا " ...كأن يقول أحدهم : " ضْرَبْهَا لْكَرْشْهَا وْ طَرَّحْهَا"...أو " البقرة طَرْحَتْ "...
جارتي قالت لي : " واش زعما طَرْحَتْ الخبز ؟!!! "
فضحكت كما ضحكت ...

مع العلم أن المفردة تستعمل للدلالة عن أشياء أخرى كأن يقول أحدهم : " مْشِينَا للعرس و طَرَّاحْنَا فخيرات ربي "
 وأنتم ما قولكم؟
 
                                                                  

mardi 1 novembre 2016

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي إقليم تاونات.

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي، إقليم تاونات.

 المودن أحمد من ودكة بتاونات



قبل شهرين كنت أتجول بجبل ودكة، فأثارت انتباهي حفر عميقة منها ماهو مغطى و منها ما هو عاري و منها ما هو في طور الحفر...تساءلت مع نفسي: 
- ألا تشكل هذه الحفر و الآبار خطرا على الأطفال و الحيوانات خاصة اذا امتلأت بماء الأمطار؟
- هل إدارة المياه و الغابات لا علم لها بما يقوم به السكان من أعمال حفر فوق أراضي الدولة؟
-هل القائد و المقدم و الشيخ و الباشا و العامل و رئيس الجماعة لا يعلمون بهذا الخطر الذي يهدد البشر و الحيوان ؟!


حملت أسئلتي و كذا صور هذا الترامي الخطير على أراضي الدولة ، و رجعت لحال سبيلي بعدما نصحني كل من طرحت عليه فكرة التشهير ب " حفاري القبور" ، بنصيحة واحدة وهي : " دخل سوق راسك ، ماشي شغلك "
لكن حينما حدثت فاجعة غفساي، رجعت إلى تلك الصور لأكتشف أنه هناك تساوي في مستوى الخطورة، وربما أن الأمر أفضع لأن تلك الآبار متقاربة و مغطاة تماما كتلك الحفر التي تستعمل في الحروب !!!


المهم ها أنا أريح ضميري و أنشر هذه الصور لِحُفَرٍ تمتد على طول الشريط المحادي للطريق الرابطة بين باب مَرَّاكْلُو وسوق ثلاثاء المشاع...و أخطرها توجد بمكان يدعى " القصيبات " ...فاللهم إني قد بلغت...حتى لا يقول المسؤولون أنهم لم يكونوا يعلمون...



 
المرجو منكم مشاركة هذا التنبيه لعل من يهمهم أمر سلامة البشر و الحيوان يتحركون ويغمرون هذه الحفر ، و شكرا.

 
                               

احتجاج أم فتنة؟...

احتجاج أم فتنة؟

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

سمعت صراخا بدربنا...ثم امرأة تنادي بأعلى صوتها و هي تنظر إلى أعلى مخاطبة كل القاطنين بالطوابق العليا:
- إيوا هبطوا الرجال...فاينكم...الوحلة غ فالطلان من السراجم...
أحسست و كأنها تخاطبني...فقررت النزول إلى الشارع، لأستطلع الأمر و " أثبت رجولتي "...
كان اﻷمر يتعلق بدعوة للإحتجاج على تردي اﻷوضاع اﻷمنية بحي باب السيفر بفاس...
أطلقت العنان لعيني لتراقب...و لأذناي لتسمع ما لذ و طاب من كلام ساقط، تفنن بعض السكارى في إسماعه للحاظرين في تحد سافر لكل القيم واﻷخلاق...فلم يحترموا لا شيخا ولا امرأة و لا أب مع أبنائه...
هؤلاء السكارى تعودوا على المرور كل ليلة بدربنا و إسماعنا آخر اﻹبداعات في فن السب و استعراض السيوف و الكلام الساقط...ورغم مناداة المواطنين على اﻷمن الوطني فإنه يتأخر في الحضور ...وبالتالي يعطي فرصة لهؤلاء المتهورين ليستعرضوا عضلاتهم وخبثهم...
ضاق الناس ذرعا فقرروا تنظيم مسيرة إلى مديرية اﻷمن...وهذا هو الغرض من صياح تلك المرأة...
اجتمع الناس وكثر الهرج ...ولما قررنا القيام بمسيرتنا بدأت اﻹنقسامات....
فريق يقول بأن القيام بمسيرات يعتبر فتنة...
وفريق ذهب إلى أن كتابة شكاية للوالي مع إمضاء كل سكان الحي هو الحل اﻷمثل...
وفريق ثالث فضل أن تتم مواجهة السكارى والدخول غي صراع مباشر معهم...
فجأة أطل أحد المنحرفين ليقصده متزعم الفريق الثالث...حاول ضربه فتدخل الناس...لكن الرجل الضخم لم يتراجع إلا بعد أن جاءت امرأة فجرته وهي تقول :
- والله وما دخلتي بحالك عيلا شبعت فيك صقل هاد الليلة...
صدمت وأنا أسمع هذا الكلام...وزادت صدمتي حينما رأيته ينصرف إلى بيته...و ابتسمت حينما عرفت أن المرأة المهددة ليست أمه بل هي زوجته...
جرى السكير نحو بيت أهله ليحمل سلاحا أبيضا...نظرت حولي، فوجدت قليلا من النساء تتوسطهن امرأة مسنة وهي تقول:
- لا تنزلوا بعد اليوم للدرب فتجمعكم هنا فتنة...


 
                               

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا