jeudi 23 juin 2016

يا أهل تاونات تيمموا

 يا أهل تاونات تيمموا

بقلم المودن أحمد

 لبس  احميدو جلبابه و تيمم صعيدا طاهرا...بعدما بحث عن ماء يغتسل به من جنابته الثالثة، فلم يجد ما يروي به عطشه...
إتجه باكرا نحو المدينة لحضور جلسة بالمحكمة...
خرج في " أغشيبش " من منزله ليأخذ مكانا قرب سائق سيارة نقل قروي يرى الأرض تجري من تحت أقدامه بها...و بين الفنة و اﻷخرى يصعد الغبار ليزيد شعره شيبا...
كانت الحافلة تنتظر بالمحطة...توجه إليه "الكريسون " و خاطبه :
- " أفين غادي الشريف ؟ أرا ايلا عندك ش بكاج "
رد احميدو بغضب:
- "عندي الباكور ماشي الباكاج ! "
- أراها أعمي فيناهي هاد الباكور؟ ...
ابتسم احميدو و هو يتذكر أيام الخير...كان أهل البادية يحملون معهم الزيت و التين و الخضر و الفواكه...كان الماء موجودا في العيون و السواقي و الآبار...أما اليوم فلم يعد احميذوا يجد ماء  " لوضوئه الكبير" !!!
وصلت الحافلة إلى قنطرة الورتزاغ...رأى ماء مخزونا في سد كبير...تمنى لو توقفت الحافلة...يريد أن يغتسل...فقد قال له الفقيه أنه له بكل خطوة سيئة...
ابتسم...و هو يقول مع نفسه " كم سيكون قد اجتمع علي من سيئة عندما أصل إلى فاس ؟!!!"
في مدينة فاس قصد نافورة و شرب منها...كان الماء يتلألأ مختلطا بأضواء لم يعرف مصدرها...شم الماء و تنفس الصعداء ...كاد يقسم أنه ماء الجبل...
قصد احميدو امرأة تخرج من سيارة فخمة، وبيدها سلسلة كلب صغير خرج للتو بعدها...حاول أن يسأل المرأة عن موقع محكمة الإستئناف...لكنها تهربت منه واضعة يدها على أنفها، وهي تردد " إيييخخخخ  أبلادكم ليس بها ماء!؟" .
أجابها بذكاء " عندنا سد كبيريل سيدتي، به ماء و فير ولكنهم يأخذونه لوجهة مجهولة...  قيل أنهم يسقون به سهول سايس و الغرب و قريبا الحوز...ماءنا في مسابحكم و نافوراتكم و منازلكم...و نحن نتيمم!"
وبينما هو يعبر عن مكنوناته ، حام حوله الكلب الصغير عدة مرات، نظر الى جلبابه الصوفي الأسود ثم رفع رجله و سقى...

#حركة_عطشانين



 
                               

dimanche 19 juin 2016

بوادي غفساي : السكان يشربون ماء ملوثا.

بوادي غفساي : السكان يشربون ماء ملوثا.

بقلم المودن أحمد 

يتذكر احميدو يوم انقطع الماء لمدة طويلة بالمدينة التي هاجر إليها ...و لما عاد فتح صاحبنا الصنبور ليصادف ماء أصفرا به بقايا خبز استهلك قبل أيام _ حشاكم _ ...حينها قيل للساكنة أنه و قع اختلاط بين الماء الصالح للشرب  وماء الصرف الصحي أو ما يسميه أهل المدينة بالواد الحار...
من يومها كره احميدو ماء الأحياء الشعبية ، ليبقى ذاك المذاق عالقا بذهنه، حتى بعد إصلاح الخلل...
عاد احميدو لباديته بنواحي غفساي بعد سنوات ، و هو ينشد الماء العذب و السواقي الجارية و العيون و الآبار ذات الماء البارد...
عاد بسيارته القديمة ، التي ألفت المدينة، ولا عهد لها بكل هذه الحفر التي فرضت عليه ان يسير ببطء، مما أدى لسخونة المحرك ، إلى درجة كاد يحترق...استهلك ما بحوزته من ماء ، لكنه لم يفي بالغرض...
قصد بئرا قريبة ، فلم يجد بها سوى بضعة ضفادع تستغيث...ثم مشى طويلا ليجد بئرا أخرى لكنها جافة !!!
مر من أمامه بدوي ، فسأله عن بئر بها ماء، فأجاب البدوي ساخرا :" في هذا الدوار اطلب الخبز و لا تطلب الماء..."
وأخيرا تبرع عليه سائق سيارة بقنينة ماء...أكمل بها المسير...أثارت انتباهه قنوات ممتدة على طول الطريق يصلها مربع إسمنتي تخرج منه " جعبة على شكل نصف دائرة ، مكتوب عليه " ONEP "
وصل إلى الجبل،و هو يحلم بأن يرى بلدته كما تركها ذات يوم ...عيون و سواقي ، جداول و ضايات...ففاجئه منظر الحمير المحملة ببراميل فارغة...ووجوه أطفال شاحبة ...طيور قليلة بمناقير مفتوحة...بهائم تتدلى من أفواهها ألسنة يابسة...
إنه العطش، ولا حديث سوى عن العطش...
وصل إلى مدشره...كل من له بئرا أغلقها بإحكام ، سواقي جافة ، عيون بلا ماء...
حل ضيفا على أهله...مدوه بكأس ماء...ليشم به رائحة كريهة !!!
استغرب للأمر ، فجاءه الجواب : الماء ينتقل من المراحيض إلى الآبار...فقرب كل منزل يحفر السكان حفرة و يغطونها لتصرف فيها مياه المراحيض...ومع الأيام يبحث ماء هذه الحفر عن منفذ...ليصل الرحم بماء الآبار و العيون...بل حتى السواقي و الخنادق لم تسلم من التلوث، فالناس يلقون بالحفاظات في كل مكان...
تساءل احميدو عن جدوى تلك القنوات التي صادفها في طريقه و عن دور مؤسسة ONEP...
تساءل مع نفسه":  لماذا يمتد هذا السد الكبير إلى حدود الورتزاغ،و الناس عطشى ؟ 
لماذا سكان إقليم تاونات مهملون منسيون محگورون؟ 
لماذا لا ينعمون بماء هبط من البادية والجبل ليستفيد منه أهل المدن و السهول؟! 
من المسؤول الحقيقي عن عطش و محنة  سكان بادية غفساي؟
حمل احميدو أسئلته و رجع للمدينة ...
بعد شهور قرر أناس كثيرون الإلتحاق به بعدما غيروا رسومات كانت على علامة توجد عند مدخل إقليم تاونات برسومات أعمق و أصدق دلالة .
مع تحيات : المودن أحمد من غفساي.
 #حركة_عطشانين





vendredi 17 juin 2016

تاونات: مدينة " الزرواطة"

تاونات: مدينة " الزرواطة"

بقلم المودن أحمد

يحكى أنه في عهد الإستعمار كان أهلنا بالجبال يتعرضون للضرب من دون ذنب...يكفي أن تنظر للمخزني الذي يعمل مع المستعمر،" ليقفزك" بركلة أو ينهرك كما تنهر الكلاب و القطط بالبادية...
كان المستعمر يزرع ثقافة الخوف في آجدادنا و آبائنا...
وجاء الإستقلال...ذهب الإستعمار و بقي الخوف...
ورثناه كما ورثنا الزلط ...
بل حتى المخزن ورث نصيبه...
لقد ورث سياسة الضرب و القمع لأتفه اﻷسباب...نعم انتقلت إليه عدوى زرع الخوف بشتى الوسائل في نفوس البدويين...لقد بنى لهم في مخهم مدرسة الخوف...عوض أن يبني مدارسا للتعليم ...
هذا الكلام فجرته بداخلي طريقة تعاطي المخزن مع اعتصام نساء بسيطات بعمالة تاونات...
الحل اﻷسهل إذن لمشاكل المواطنين هو "الزرواطة "!!!
فقد ثبت علميا أنها ترسل ذبذبات تؤثر على مخ المعتصم فيودع معتصمه....
لو أن الخليفة المعتصم كان حيا ﻷبادوه بسهولة...فالزرواطة تثني كل معتصم...
نساء يعملن ب 2 فرنك...و لا يتوصلن بها...جلسن يثرثرن قرب عتبة المخزن في انتظار حل لهمهن...فجاء الحل الجاهز :"الزرواطة ".
أتذكر و أنا صغير جدا...أن أبي عايرته امرأة...و أهانته...فكضم غيضه و قال لها " عندك الزهر جيتيني مرا "
ومن يومها اعتقدت أن الرجل عليه ألا يضرب كائنا ضعيفا بالفطرة إسمه "امرأة " ...حتي جاء عصر " الفرنسيس" الجدد ليؤكدوا لي أن المساواة بين الرجل و المرأة يجب أن تكون حتى في الزرواطة ...
قلت مع نفسي على اﻷقل اعطوهن نصيبهن من الزرواطة على قدر راتبهن الذي لا يتجاوز السبعمائة درهم...
فنظر إلى أحد الوزراء وقال: " إذا كانت الزرواطة على قدر الراتب...فكم سننال منها نحن؟!


mercredi 15 juin 2016

انتفاضة الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

انتفاضة  الحمير العطشانة ببلاد جبالة و شراكة و الحياينة.

بقلم ابن المقفع التوناتي.

انتهى ابن المقفع من ترجمة كتاب كليلة و دمنة لينتبه بعد نشره الى أن فقرة سقطت سهوا من الكتاب، و قد وقف علي في المنام و كلفني بأن أنشر ما سقط سهوا من كتابه، و ذلك على مسؤوليته الخاصة...
كان زائري في المنام يلبس جلبابا و عمامة هي أقرب إلى الرزة الشرقاوية، كان يركب حمارا عليه قرب ماء مصنوعة من جلد الماعز تماما كتلك التي كان يستعملها بعض الگرابة بسوق أحد بني زروال إلى عهد قريب...
مدني بقلم ودواية مليئة  بالصمغ البني القاتم ...ثم قال لي : " اكتب " 
...كان يا مكان...في عهد بن عطشان، عين يسقي منها أهل الدوار...يأتون إليها من كل صوب و حدب راكبين الحمير و البغال، بعدما جفت الآبار و ذاب جليد وعود المسؤولين بجلب الماء الصالح للشرب و مد قنواته...
التقت الحمير و البغال بالعين التي أصبحت كسوق يومي يلجه البدويون...وبينما غرق الناس في صراعهم من أجل ملإ براميلهم بالماء، انفرد حمار مدبور الظهر بباقي الحمير و البغال و خاطبهم قائلا: 
_ يا معشر الحمير و البغال، ألا ترون أننا نقاسي يوميا و نحن نحمل أثقالا ، و لا نشرب من محتوى القرب و القارورات و البراميل إلا ما تفضل به أولياء أمرنا...؟ ألا يمكننا أن نغير هذا الوضع، فنشتكي أمرنا للمسؤولين عن الرفق بالحيوان، على الأقل كي نشرب كما تشرب الخيول بالسهول؟ 
" حرنطت " الحمير بشكل جماعي معلنة موافقتها و مساندتها لطرح الحمار المناضل، صاحب فكرة الشكاية...
ولم تكتف هذه الحمير برد فعلها الطبيعي هذا بل حملت ما فوق ظهرها من براميل و بدونات ، و قصدت دار حاكم الإقليم شاكية باكية ومستنكرة هذا الإهمال المتعمد و الظلم الممنهج، خاصة و أن البلدة بها سد كبير و كثيرا ما يزورها بعض الحمير الزردي في موسم الإنتخابات، فيأكلون التبن و الشعير ثم يخطبون و يعدون و يثرثرون و ينجحون ، فيندثرون ...و بعد خمس سنوات يعودون فيأكلون و شربون ثم ينجحون...و البلدة لا يتغير حالها...لذا فقد قرر الحمير رفض نقل الماء، و على البشر أن يجد حلا لنفسه، و أن يتكلف بمنحها ما يكفيها من الماء ، و إلا فإنه سيتم اعتصام جميع الحمير أمام مقر حاكم البلدة إلى أن يحل المشكل..مع رفض التعامل مع الحمار الزردي ...
احسست بالعطش فقمت من منامي و أنا أتحسس أذناي ، أفوقهما عمامة ابن المقفع، أم هما أذناي حمار ...كان العرق يتصبب علي...فقلت مع نفسي من أين لي بالماء لتعويض العرق،  و أنا الآن بهذه الصحراء المسماة " تاونات"؟؟؟!!!
_ ملحوظة :  أكد لي ابن المقفع أن المقصود بالحمير في هذا النص الحمير الحقيقية و ليس كناية عن بشر. فللبشر فمه ليعبر و يحتج لدى منظمات الرفق بالبشر...
مع تحيات صديقكم المودن أحمد.


mardi 14 juin 2016

مذكرات التجاني الحلقة 80 " بين جبل زلاغ و جبل ودكة

مذكرات التجاني الحلقة الثمانون 80 

" بين جبل زلاغ و جبل ودكة " 

 بقلم المودن أحمد

استأنس التجاني بجو المدينة فلم يعد يجد صعوبة في زيارة الأحياء البعيدة عن مسكنه، بل و أصبح عضوا نشيطا بدار الشباب ضمن جمعيته التي قررت تنظيم رحلة لمنخرطيها الى جبل زلاغ مشيا على  الأقدام.
اجتمع حوالي الثلاثين شابا و طفلا، و انطلقوا في رحلتهم الإستكشافية لجبل كان التجاني يمر بقربه و هو بحافلة الغزاوي عند سفره...
أناشيد و ضرب على " البنادر " و " التعارج" ، و حماس لا مثيل له، رغم أن المسار كان طويلا و شاقا بين باب الگيسة و جبل زلاغ...
ما أن و صل الزوار إلى أسفل الجبل حتى تكررت أحداث جبل تازغدرة، إذ بدأ الرعاة يدحرجون الأحجار من أعلى الجبل في اتجاه المستكشفين الشباب...و لكن أبناء أحياء كريان الحجوي و البورنيات، الشارة، و بن دباب كانوا أذكى، إذ تفرقوا و أحاطوا بالجبل ثم حاصروا الرعاة و بدأوا في تسلق الجبل، وعند و صولهم إلى القمة لم يجدوا سوى الغنم، كما لو أن الجبل قد ابتلع الرعاة!
كان المنظر رائعا و ساحرا...فعلى مرآى العين تبدو فاس أكبر مما تصورها التجاني...بل و تراءت له مدينة صفرو والقرية و ...و جبل و دكة أيضا، أو ربما هكذا خيل له...
جلس على صخرة كبيرة، فعادت به الذكريات إلى يوم صعد صحبة جدته إلى قمة جبل ودكة...يومها جلس على صخرة تطل على أفرط د النجوم...تلك الضاية التي نسجت حولها حكايات و خرافات كانت جدته تتفنن في حكيها...هو لم ينسى ذاك " العياع " الذي رددته جدته يومئذ...
لم يخرج التجاني من شروده سوى دخان نار أشعلها زملاءه لتسخين الأكل ...اتجه  نحوهم و أمسك بتعريجة، مررها فوق النار و هو يمسح على جلدها و يضرب ضربات تجريبية ، ثم افتتح بعياع جبلي مقلدا  جدته، لتنطلق بعدها الفرجة في مزيج بين الفن الجبلي ، الشركي، الحياني، و الجامعي...ليرد التجاني على " الهيت " بالگناوية ، ثم سرعان ما انقلب جو الفرجة الى جو من الضحك و السخرية، لا لشيء ، سوى لأن الشاب الجبلي انتبه للنار و هي تكاد تخمد، فخاطب  طفلا قائلا: " دني أولدي ديك أصفطان باش دزند النار " 
لكن الطفل لم يفهم شيئا و كأن التجاني قد خاطبه بالصينية...فابتسم الأخير ردا على سخرية زملائه، و قام بنفسه بدفع العيدان إلى الأمام لتشتعل النار من جديد...
وهنا اكتشف التجاني أنه لم يتأقلم بعد مع واقعه الجديد...
وإلى حلقة قادمة إن شاء الله مع تحيات صديقكم المودن أحمد
في الحلقة القادمة ...التجاني بتعريجته ضمن مجموعة موسيقية متخصصة في تنشيط أعراس أبناء الفقراء...و أول حضور له يصادف صراع أهل العروسة مع أهل العريس...

الفرجة والضحك مضمونين...إن شاء الله.
 
                               

lundi 13 juin 2016

ذكريات رمضان: " حريرة المزاليط "

 ذكريات رمضان: " حريرة المزاليط "

بقلم المودن أحمد

استغرب التيجاني و هو يرى سيارة الشرطة تقف غير بعيد من بيته، يترجل منها شرطيان ثم يناديان باسمه!!!
 نزل من شقته و اتجه صوبهما و هو يتساءل عما ارتكبه من جرم يجعل الشرطة تطلبه في النصف الثاني من الليل!
التحق بسيارة الشرطة ليجد جاره هناك ...
جار التجاني هذا رجل مزاجي و فريد من نوعه...لا يكلم أحدا...يدخن سيجارة  " كازا " بكثرة ...ويعاني من اضطرابات نفسية ألزمته المكوث بمستشفى الأمراض النفسية قبل سنوات...
كان  يوما حارا من أيام رمضان...سمعت زوجة التجاني صراخا بالطابق الرابع حيث يسكن الجار " العربي "...إنها زوجته تستغيث و تردد بأعلى صوتها : " وعتقوا الروح أعباد الله " ...
لم يهتم التجاني بهذا الأمر، فقد اعتاد على صراع هذا الجار و زوجته منذ حل شهر رمضان...حتى أصبح الأمر عاديا لدى قاطني العمارة...
اشتد الصراخ...و تعالت أصوات النجدة من طرف الجارات...فتوجهن عند التيجاني يطلبن تدخله...رفض في البداية ، لكن أمام بكاء الأطفال المحتجزين بساحة الحرب...توكل على الله و قرر التدخل...كان الباب محكم الإغلاق...الصراخ يشتد...الأطفال يستغيثون و يبكون...الزوجة تتبادل الضرب مع زوجها و تستغيث...ثم سمع صوت أشياء تتكسر بالمطبخ...بل و دوي ارتطام طنجرة الضغط مع  الحائط لتتوقف صفرتها عن الدوران...
بدأت الجارات تدقن على الباب بعنف ، ثم شاركهم التيجاني في محاولة فتح الباب خاصة بعدما بدأت رائحة الغاز تتسلل للخارج...
فتح العربي الباب ليجد التجاني في المقدمة، فهجم عليه، ليشتبك الإثنان و يتبادلا اللكمات...
المهم تمكن التجاني من التغلب عليه و انقاذ الأطفال و الزوجة من اختناق وشيك...كانت الحريرة في كل مكان...بقع على الحائط وأخرى على الفراش...الحمص متناثر هنا و هناك...أواني مكسرة ...أطفال متذمرون يبكون و يستنجدون بالتجاني...
خرج الجار العربي و أخذ معه بنتين صغيرتين ، و انصرف لوجهة مجهولة ...و بعدها بدقائق نودي لصلاة المغرب ليعود كل و احد لشقته، بعدما قدمت الجارات الأربعة فطورا للجارة المنكوبة و أبنائها  و ساعدنها في تنظيف البيت و إعادة ترتيبه...
لم يعد الجار العربي رغم حلول الظلام ...بل و دخل الليل في نصفه الثاني دون أن يرجع...
حوالي الثانية صباحا فوجئ التجاني بشرطيين يناديان عليه...ذهب معهما لسيارتهما ليجد جاره العربي هناك...
سأله أحدهم عن سبب اعتداءه على جاره العربي و طرده إياه من منزله صحبة بناته...فابتسم التجاني و هو يجيب :
_" ياسيدي أنا فقط تدخلت لفض نزاع هذا الرجل مع زوجته ليهاجم علي، فدافعت عن نفسي...و لتتأكد من كلا مي اسأل زوجته و الجيران "
تمت المناداة على الزوجة لتؤكد كلام التجاني...و هنا جره الشرطي بعيدا ليخبره أن دورية الشرطة كانت تقوم بجولة بالمدينة لتفاجئ بهذا  الجار جالس صحبة بناته  بمكان مظلم...ولما سألوه عن سر تواجده هناك ، أكد لهم أن جاره اعتدى عليه و طرده من بيته...وهذا سبب قدومهم في هذا الوقت المتأخر من الليل، ليختم الشرطي كلامه بنصيحة على شكل ترهيب :
_ " في المرة القادمة إذا رأيت أحدا يقتل الآخر ، فغير الطريق..."
طأطأ التجاني رأسه و عاد لبيته حزينا...ليعم الصمت بالعمارة...
يوم غد و بالضبظ قبل آذان المغرب بساعة علا صراخ من جديد " و عتقوا الروح أعباد الله..."
ابتسم وهو يتذكر نصيحة الشرطي و غضبه...

 
                                                                    

samedi 11 juin 2016

ما معني " أصفط "؟

ما معني " أصفط "؟

سيطل عليكم التجاني بمذكرته الثمانون، و التي تتضمن مصطلحات جبلية بدأت تنقرض و منها كلمتي" دني " بكسر و شد النون ، و "أصفط " ؟ .
و أود أن أخبر أصدقائي أنني أقترب رويدا رويدا من مرحلة الطبع، على أن يكون ذلك إن شاء الله في جزئين : 
الجزء اﻷول سيشمل مرحلة 1971 إلى حدود 1993
و الجزء الثاني من 1994 إلى ....
أعلم أنه ينتظرني عمل آخر و هو التنقيح و التصحيح و الترتيب و هو أمر ليس بالسهل، سأحتاج فيه لمساعدتكم و نصائحكم... 
لكن قبل ذلك دعونا نعرف معنى" دني "و " أصفط " ، فما معنى الكلمتين؟
 
                                       

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا