vendredi 25 novembre 2016

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

بقلم المودن أحمد

 طلبت مني زوجتي أن نقسم منزلنا البسيط إلى قسمين...
استغربت من طلبها معتقدا أنها مجنونة أو ناقصة عقل...
فألحت على الطلب لأسألها عن سر هذا " البلان " الجديد...لأكتشف أنها ذكية جدا...و أنني أغبى خلق الله!
زوجتي تقترح أن نخصص الصالون لتدريس التلاميذ بالمقابل...
سخرت من أم أبنائي و أنا أشرح لها أن المدارس العمومية هي المخصصة للتدريس...
ابتسمت زوجتي و هي تسألني :
- ألم تقرأ أخبار أمس؟ ألا تعلم أن التعليم سيصبح بالمقابل...اقرأ هذا الخبر...
مسحت نظاراتي و قرأت" المجلس اﻷعلى يؤشر على إلغاء مجانية التعليم الثانوي و العالي"...
و أخيرا عرفت أنني تزوجت بامرأة نابغة!
وداعا لمجانية التعليم الجامعي و الثانوي و قريبا سينضاف اﻹبتدائي...
وهذا يعني أن اﻷغنياء فقط  وذوي الدخل المرتفع هم من سيُدرِّسون أبناءهم؛ أما محدودي الدخل و الفقراء فسيعملون على إغراق البلد بالمنحرفين والأميين...
هم لا يعلمون أنهم سيصنعون قنابل موقوتة قد تقلب الأوضاع و تبعثر أوراق الحكومة و راعيها صندوق النقد الدولي الذي يعطي اﻷوامر خلف الستار...
إنهم يضيقون الخناق على الشعب ليحكموا وحدهم و يلتهموا خيرات هذا الوطن دون حسيب أو رقيب...لأنهم اكتشفوا أن وعي الشعب يسحب البساط من تحت أرجلهم...و لكنهم ربما لا يعلمون أن الجاهل و اﻷمي أخطر مائة مرة من المثقف...
اعلموا أيها المنضرون، الساكنون في أبراجكم، أنكم تشحنون البؤساء بالبارود...والقضاء على حقوق الضعفاء بالتدريج قد يكون لعبا بالنار...فحذاري من النار و البارود...

 
                               

mardi 22 novembre 2016

وقف حمار الشيخ في العقبة

خاطرة: وقف حمار الشيخ في العقبة

بقلم المودن أحمد

بصراحة أنا لم أكن أعلم سوى شيئا واحدا ورثته عن أبائي و أجدادي، و هو أن استهلاك التين أيام الشتاء فيه فائدة كبيرة...
سقطت الأمطار، و لله الحمد، فقلت مع نفسي لماذا لا أستهلك القليل من قوت الأجداد لأعيش التجربة بنفسي، وأتأكد من نتائجها...
كانت طرية و " معسلة " ...سوادها ككحل فوق رموش عروسة في يومها الاول...
أكلت منها حتى ثملت...و هنا خطرت ببالي جملة سبق أن درستها في الابتدائي خلال السبعينات " وقف حمار الشيخ في العقبة..."
في الحقيقة لقد نسيت حيثيات و ظروف تواجد هذه الجملة بمخيلتي...
حاولت أن أتخيل لماذا و كيف...وعن ماذا قيلت...لأجد نفسي بالرباط أتسائل ككل المغاربة:
- الانتخابات مرت ونوبر قريبا سيودع بعدما ودعنا أكتوبر...فأين هي الحكومة يا مسؤولي الوطن؟...البرلمانيون - مساكن - عاطلون و يأخذون أجرهم تماما كما تفعل الدول المتقدمة مع عاطليها...
والحمد لله على نعمة التين...فما ان استهلكت بضع حبات اضافية حتى جاء الجواب :
- وقف حمار الشيخ في العقبة...  

 
                               

samedi 19 novembre 2016

مستملحات احميذو: "أيطيرو فيها "

مستملحات احميذو: " أيطيرو فيها "

بقلم المودن أحمد

وأخيرا أصبح احميذو مرجعا جبلياً يعود إليه سكان الحي كلما استعصى عليهم فهم كلمة أو جملة ذات نسق جبلي قح...
أقسمت له زوجته بأغلظ اﻷيمان لو أنه تحدث مع إحدى بنات الجيران فإنها لن تشتري له التين أبدا، ولن تطهي له البصارة مرتين في اﻷسبوع كما جرت العادة ...
هي تعرف أنه قد يصبر لأي عقاب إلا هذا...فالبيصارة تجري له في الدم و كأنها نيكوتين لابد منه...أما التين فيعطيه قوة و حيوية تعجز عن تحقيقها أغلى اﻷدوية...
اليوم وجد نفسه أمام حالة مستعجلة فاحتار في أمره...
بنت الجيران تدق في الباب و تصرخ :
- عمي احميدو...أرجوك ما معنى " مْعَلاَشْ " m3alach ؟
فتح الباب مقدار سنتمترين ورد لها السؤال:
- ما سياق الكلمة يا فتاة ؟
فأجابته و هي تتنفس بصعوبة :
-محماد...ذاك الشاب التوناتي الذي يدرس معي بالجامعة، اتصل بي وطلب مني أن نلتقي لننجز ببعض التمارين معا...ولما اقترحت عليه اللقاء بحديقة جنان السبيل فاجئني بسؤال قائلا :"مْعَلاَشْ ؟" ...فما معنى "مْعَلاَشْ "؟...
ابتسم احميذو وهو يجيب:
 - انه يسألك عن وقت اللقاء يا فتاة...يعني " فوقاش...امتا...شمن ساعة ؟...
أغلق الباب وعاد إلى زوجته ليثبت لها احترامه لقراراتها، ذلك أنه لم يفتح الباب كاملا رغم أن الفتاة كانت تريد الدخول...
غضبت زوجة احميذو المدللة ...فسألها مستغربا :
- ياك لباس؟!
فردت عليه و الدمع ينهمر من عينيها و كأنه زيت زيتون فوق بيصارة دافئة:
- إنك تشرح للجيران فقط...أما أنا فلا تهتم بي رغم أني لا أفقه لهجتكم!
- لا يا نور عيني لو أردت أن أحضر لك معجما جبليا لأحضرته، فأنت كل شيء بالنسبة إلي...امري...
يحاول احميذو برده هذا أن يلطف الأجواء ويدفعها لطرح سؤالها...و فعلا أفرجت عما يدور بخلدها:
- أتتذكر ذاك الدكتور الذي ذهبنا عنده إلى مختبره بوسط المدينة؟
- نعم إنه صديقي حسن...
- لقد كان يتحدث مع شخص ما في الهاتف فسمعته يقول له " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " فما معنى هذه الكلمة؟
ابتسم احميذو وهو يعيد نطقها بزهو:
- " أيْطِيرُو فِيهَا" الحبيبة ديالي هي كيتخاصموا...
ابتسمت زوجة احميذو وهي تقول :
- يعني كيدابزو ؟...سبحان الله دكتور درس في فرنسا سنين عديدة و لزال يقول " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " !!!
- تماما يا عزيزتي...
يؤكد احميدو مضيفا:
- ياك الحبيبة أنا صْبِيبَحْ ...عمري مَاطِرْتْ فيها معاك ؟
 
                               

mercredi 16 novembre 2016

مذكرات التجاني الحلقة 85 " ذكريات من الزمن الجميل "

مذكرات التجاني الحلقة 85

" ذكريات من الزمن الجميل "

بقلم المودن أحمد

كانت سعادة التجاني كبيرة حينما أمره أبوه بطلب البغل من العم الطيب...فقد عرف أنه سيكون يوم درس الزرع بالبيدر المطل على دار الحبيبة...
- سيكون يومُ حُبٍّ و حَبٍّ...
هكذا اعترف التجاني لنفسه وهو يقتلع نبتة " العطاسة " لتحنيك "النادر " بما اجتمع من روث البقر...
حمل لفافة العطاسة ومر على دار العم الطيب...جرَّ البغل بعدما شكر صاحبه ، ثم قفز فوقه و أمر بصوت عال:
- أرا زيد أرا...
وما أن دخل العم الطيب إلى بيته حتى نزل التجاني عن البغل و ربطه،  فقصد دالية  وملأ حِجْرَهُ عنبا، ثم عاد لقيادة البغل...
اشتدت حرارة شمس الظهيرة، فاجتمع اﻷب و اﻷبناء  وربطوا البهائم لتبدأ عملية الدرس...
يمسك خلوق بالحبل ويبدأ بالقول :
- باسم الله وتوكلنا على الله...أرَّا دور أرَّا...
تجد البهائم صعوبة في تخطى "غُمور" الزرع الذي يُلقي به التجاني و المجاهد و اﻷب من "أَفَشْقَارْ "باتجاه البيدر...ولكن باستعمال خلوق " للمْصيوطة " تتخطى البغال الحواجز لتتساوى جنبات "الدَّرْسَة " ...حينها فقط يمسك التجاني بالحبل وهو يردد بزهو:
- عايد عايد عايد
ولأنه يحق لمن يمسك بحبل القيادة أن يرفع صوته إلى درجة أن يسمعه كل سكان المدشر، فقد كان التجاني ينظر الى دار الحبيبة و يخاطب البهائم :
- على لطراف الحبيبة على لطراف...
وكأنه يرسل لها رسالة عبر الأثير...فيكون جوابها على الفور بالقاء اطلالة من شرفة منزلها...
يتناوب الحاضرون على المسك بحبل البغال في حين يدفع الآخرون التبن بالمذرة ومنهم من "يشطب " ما تناثر من زرع وتبن بشطابة من العطاسة اليابسة.
ينتهي الشوط الأول، فيتناول الأب و اﻷبناء ما جاد به مطبخ اﻷسرة من شاي و خبز و زيت...وبعدها يتم قلب "الدرسة "...ثم تكرر عملية الدرس...
اﻷب وحده من يملك حق إعلان نهاية العملية...إذ ما أن ينطق بجملته المحبوبة "صافي راها طابث " حتى يبدأ الشباب في جمعها على شكل تلة...
الشمس تقترب من مغربها و الرياح غربية...إنه الجو الناسب لتصفية الزرع...
يغيب اﻷب للحظات ليؤدي صلاة المغرب بالمسجد الذي تحيط به البيادر من كل جهة...فيغتنم الشباب الفرصة للدعابة و السخرية وذكر المستملحات و هم يُصَفُّونَ بالمذرات إلى أن يُعزل التبن الكثيف وتطل حبات القمح، وهم يغتنمون هبوب الرياح التي تنقطع من حين لآخر...
حين يمر شخص قرب البيدر يخاطب الشبان قائلا :
الله إيعاون ألولاذ ...الله يحضر البركة و يقوي العشور...
مباشرة بعد مجيء اﻷب " يتعقل" اﻷبناء ويطبقون قرارات اﻷب التي تأمر باستعمال اللوح عوض المذرة...
حمل عبد السلام "لامبة " للإضاءة...فالمفروض إنهاء العملية ليلا ما دامت الحبوب قد أصبحت ظاهرة...
يستمر اﻷبناء في عملهم دون كلل، و بين الفنة و الأخرى يتدخل اﻷب لينهر أحدهم لأنه دخل إلى البيدر بحذائه...
صمت رهيب يسود وقت ملإ اﻷكياس...
سأل التجاني أباه عن سر هذا الصمت و هما يحملان الحبوب إلى المنزل، فأجابه بثقة :
- باش كتحضر البركة...

 
                               

mardi 15 novembre 2016

مفردات جبلية في طريق الإنقراض: تَحْنِيكْ النَّادَرْ

 تَحْنِيكْ النَّادَرْ

سيطل عليكم التجاني بحلقة جديدة من مذكراته ...
حلقة تتضمن مفردات جبلية عديدة أغلبها في طريق الإنقراض...
لذا ولكي نسهل على بعض القراء الذين لا يفهمون اللهجة الجبلية، بما فيهم الجيل الجديد، مأمورية فهم محتوى المذكرة؛ أطلب من أصدقائي اﻷعزاء مساعدتنا في شرح هذه الكلمات التي سترد في المذكرة :
- تحنيك النادر
- الدَّرْسَة
-العطاسة
- أفشقار
- المْصيوطة
- الغْمُور دالزراع
- المَذْرَة
-طابَثْ الدَّرْسَة.
وشكرا لكم مسبقا.
 
                               

lundi 14 novembre 2016

قصة قصيرة "وداعا للزلط "

وداعا للزلط 

قصة قصيرة أغلب أطوارها واقعية 

بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات

عاد احميذو من رحلة بحثه عن عمل حزينا مهموما...فمنذ حصوله على شهادته وهو يدق اﻷبواب و يشارك في المباريات...ويضع طلباته بعدد من الشركات...دون جدوى...
ركب دراجته العادية و انطلق في رحلة العودة إلى البيت الصغير الذي يكتريه بحي شعبي بمدينة فاس...إقترب موعد أداء الكراء والماء و الضوء، و جيوبه فارغة إلا من دريهمات يحركها لتصدر صوتا يؤنسه...
قرر أن يبيع دراجته...هذا هو الحل اﻷخير...أحلامه تتكسر بهذا البلد الذي لا يعترف بالفقراء و البسطاء...
من كثرة ذهابه و إيابه بين مسكنه و المدينة الجديدة بحثا عن العمل، فقد أصبح يقود دراجته دون وعي و لا انتباه...و كأنها أصبحت تعرف الطريق مثلما تعرفها حمير البادية...
عند منتصف الطريق رأى حافظة نقود على الأرض...لم يصدق عيناه !
أوقف دراجته...حمل الحقيبة و انطلق...كانت مملوءة ...إنها حقيبة نساء صغيرة...حجمها يوحي بذلك...
أوقف الدراجة مرة ثانية و أسندها على جانب الطريق، ثم قصد كرسيا إسمنتيا حيث سيفتح حافظة النقود...و كانت المفاجئة...الحقيبة مملوءة عن آخرها بأوراق من فئة مائة و مائتين درهم...بالإضافة لبطاقات وأوراق دُوِّنَتْ عليها أرقام كثيرة...
كانت فرحته لا توصف...هذه نقود كثيرة ستحل مشاكله الحالية و سيحتفظ بالباقي...
على طول ما تبقى من الطريق كان احميذو يخطط للطريقة المناسبة لصرف هذه النقود...
لما وصل إلى بيته أعاد عدَّها ثم أخفاها داخل السرير، و قرر التخلص من البطاقات و الوثائق الأخرى...
وثائق تحدد هوية صاحبة المحفظة بوضوح...جميلة...حي الزيتون...الرقم ...الزنقة...مكناس...
وعلى ورقة عادية وجد أرقام هاتف ﻷشخاص أكيد أنهم من معارف صاحبة المحفظة!!!
رويدا رويدا بدأت الوساوس والشكوك تنتابه: " أحلال أم حرام هذا المال؟..كيف هو حال صاحبته اﻵن؟...والكراء و الماء و الضوء...كيف السبيل لأدائه إذا أعاد النقود لصاحبتها؟!
و لكنه سرعان ما يتذكر حاجته الماسة للمال فيقرر الاحتفاظ بهذه النقود الكثيرة و التي لا عهد له بها...
احتار احميذو في أمره...بل قضى ليلة بيضاء لم يعرف فيها للنوم معنى...
يوم غد قام  باكرا وقصد أقرب هاتف عمومي...طاف على أغلب الأرقام الهاتفية ليتمكن أخيرا من التواصل مع قريب لصاحية المحفظة...
حوالي الساعة الواحدة زوالا جاءت المرأة الى حيث سقطت منها المحفظة...مد لها احميذو أمانتها و طلب منها التأكد من محتواها...
عدت المرأة خمسمائة درهم ثم قدمتها له قائلة :
- خذ هذه البركة...اشرب بها قهوة...
الا أن احميذو كان له رأي آخر ...فقد رفض أخذ ما أعطته...اعتذر لها بلطف ثم ودعها...و قد سمعها تردد:
- الناس بحالك أخويا قلال...
في الطريق وجد دموعه تنهمر...احساس غريب سيطر عليه للحظات...
بعد ثلاثة أيام حمل له ساعي البريد رسالة لا عهد له بمثلها...فتحها بسرعة...
لم تصدق عيناه حروفها"...يسرنا أن نخبركم أنه قد تم قبول طلبكم...."
سجد لله حامدا و شاكراياه...ثم ابتسم و هو يقول : " وداعا للزَّلْطْ "    

                  
           
                                                                                

vendredi 11 novembre 2016

التجاني و البوطاغاز

مذكرات التجاني - حلقة مستدركة -

" التجاني و البوطاغاز "

بقلم المودن أحمد

عاد التجاني إلى المنزل منهوك القوى، فقد كان المفضل قاسيا و هو يوجه له ركلاته في أقسى لعبة يمارسها الأطفال فيما بينهم...إنها " ركيلة "...
انتظر عودة أبيه من سوق أحد بني زروال، لكنه تأخر كثيرا ...و ما أن أذن الفقيه السي أحمد لصلاة العشاء حتى كان مكان النوم جاهزا...بطانية مفروشة على الأرض و أخرى كغطاء رغم برودة الجو ...وحده الشيميني يبعث بدفئه لمن حوله...التحق الأطفال بأماكنهم، في حين بقيت الأم تنتظر عودة الزوج من السوق...
وأخيرا نبحت الكلبة...نباحها القصير يعني أن القادم من الأهل...و فعلا جاء الأب...قام الأطفال وهم يصرخون :
- بابا جا...بابا جا...
تم انزال " الشواري "  عن البغلة ، ليحمل كل طفل شيئا من المشتريات ...أرگاز ...السردين...الحلوى بالقرابط...ملابس مستعملة ..." كوردة " و سكة للحرث...ثم قارورة زرقاء غريبة لا عهد للأسرة بها....
حمل التجاني القارورة ليقرأ حروفا كتبت عليها: بوطا غاز !
طلب الأب من الأطفال التنحي جانبا، في حين تكلفت الزوجة بقلي الحوت...
دفأ الأب أنامله الباردة ثم قام ليركب رأس البوطاغاز ...و بين الفنة و الأخرى كان يضيف الحطب للمدفئة...
أعناق الأطفال تشرئب لترى هذا الشيء العجيب الذي تفوح منه رائحة الغاز رغم تركيب الرأس بمكانه...طلب الأب من الزوجة أن تأتيه بصندوق الوقيد الذي أشعلت به الكانون، ففعلت ثم جلست بقرب الزوج لتكتشف طريقة الإستعمال...
فجأة امتدت النار لأسفل " الكسكاس " ...فصرخ الجميع ...كانت صرخة الأم صادمة للتجاني و إخوانه:
- والعداو أعباد الله البوطة بدطرطق فينا ....
قذف الأب قنينة الغاز إلى " المستحام " لكنها ظلت مشتعلة ...أفرغ عليها الماء فلم تخمد نارها...
في هذه اللحظات كانت الأم تحمل أبناءها إلى الخارج الواحد تلو الآخر ...في حين كان الأب يجرب كل شيء...
وجد التجاني نفسه ملقى به في " أمجري " و بجانبه المجاهد والحساين و كانهم قد ألفي بهم من الطائرة...
عادت الأم بعد رمي آخر طفل بالخارج لتجد زوجها يبتسم وهو يمسك بالقنينة ملفوفة في بطانية مصنوعة من الصوف...
أحكم إغلاقها من جديد ، ثم طلب من زوجته صندوق الوقيد، ولكن الأخيرة " أنزلت عليه العار " طالبة منه تأجيل إشعالها إلى يوم غد...
نام الجميع بالداخل...وحدها قنينة الغاز قضت الليل بالخارج...في حين كان التجاني يستغرب لشجاعة أبيه...متسائلا صحبة اخوانه عن مصير السمك الذي لم يتم قَلْيُه بعد...

وإلى مذكرة قادمة بحول الله.
مع تحيات المودن أحمد من المشاع بغفساي.
  
                                                                          

jeudi 10 novembre 2016

منطقة غفساي - القرية تطالب بنصيبها من العَكَّارْ

 منطقة غفساي - القرية تطالب بنصيبها من العَكَّارْ

بقلم المودن أحمد

يحكى أن بدويا من تاونات اشترى له ابنه الذي يعمل عسكريََّا بالصحراء مذياعا كبيرا...
كانت فرحة البدوي لا توصف بهذا الجهاز الذي يعلم حتى ما يجري بالهند الصينية ( لاندوشين ) ...فبعد وصلات موسيقية وعلى رأس كل ساعة كان يبث أخبارا عن الحرب في الصحراء وعن الفياضانات بالفلبين و البراكين بأندونيسيا...
كان البدوي - من شدة فرحه بمذياعه - يرفع صوته إلى أقصى حد...بل ولم ينم إلا في وقت متأخر من الليل...
في الصباح قام البدوي بجولة حول الدار ليكتشف أنه تمت سرقة ثوره اﻷسود!!!
دخل مسرعا إلى حيث يوجد المذياع...ثم بدأ يضربه عرض الحيطان و هو يردد :
- تعطيني أخبارا عما يقع بالهند ولا تخبرني بأنهم يسرقون الثور...
هذه الحكاية تنطبق على بعض المواقع المغربية وبعض المغاربة بل وكذلك بعض مرشحينا بناحية غفساي...
نتصارع حول من فاز بأمريكا و ننسى أن فقهاء اﻹرث وسماسرته و مقتسموه قد احتاروا في اقتسام حقائب الوزارات ببلادنا !
نفرح و نهلل لمؤتمر المناخ و ننسى أن غاباتنا تندثر، في حين يغتني المسؤولون عن حمايتها...إلى أن تصبح منطقتنا صحراء قاحلة...وأنهارنا ملوثة من أولاي الى ورغة ثم سبو
! 
يدافع بعضنا عن حق منطقة غفساي القرية في أن تصبح إقليما، و ينسون أنه ما يجب الدفاع عنه هو تبليط الطريق و بناء المستوصفات والمستشفيات و المدارس و ربط الساكنة بالماء الصالح للشرب...هذه الأولويات في إعتقادنا...أما تقريب الادارة من المواطنين فهذا شعار أكل عليه الدهر و شرب...فيكفينا أن الادارة تتقرب منا الى درجة أن يمتص موظفوها دماءنا بشتى الوسائل، حتى و ان اقتضى الأمر الاستعانة بالشكايات الكيدية...


 
                               

mardi 8 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...- القصة الكاملة -

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...

--- الجزء الثاني ---

تسائلت الأم عن سر قدوم اﻷغنام لوحدها فلم تجد جوابا...فقالت مع نفسها ربما ذهب ليلعب مع أقرانه...
أدخلت ماشيتها إلى الحضيرة و تفرغت لتهيئ الطعام...
بعد صلاة العشاء عاد اﻷب...فخاطبته زوجته وهي تخفي وساوسها:
- عبد الحي لم يأتي بعد...وحدها اﻷغنام جاءت ...
فرد عليها بهدوء وثقة :
- اﻷطفال يحبون اللعب كثيرا...ربما هو يلعب مع أقرانه...
نادت اﻷم من الباب بصوت مرتفع:
- عبد الحي ...أااااعبد الحي...
لم يجبها أحد...ثم نادت على أخيه محمد الذي يكبره بسنتين...
حضر محمد وأخبرهم أنه لم يرى عبد الحي منذ الصباح...
شيء ما زعزع قلب اﻷم ولكنها صمدت...
طلبت من ابنها محمد أن يعطي خبزا للكلب، ودخلت في متاهة اﻹحتمالات صحبة زوجها...فجأة عاد محمد مضطربا و هو يصرخ:
- الكلب غير موجود يا أمي!!!
حمل اﻷب مصباحه و بدأ يطوف على منازل الدوار يسأل أبناءهم عما إذا كانوا قد شاهدوا عبد الحي خلال هذا اليوم...
الجواب الوحيد الذي كان يتلقاه: " والله مشوفتو أعمي..."
كان ليل الشتاء أكثر ظلمة...زادت من قتامته سحب سوداء حجبت ضوء القمر...و كلاب تعوي على غير عادتها كالذئاب...
كانت ليلة اﻹنتظار...انتظار قدوم عبد الحي وانتظار الفجر...
في الصباح تفرق سكان الدوار في الغابة...يبحثون عن أثر أو دليل وهم ينادون بأعلى صوتهم : " عبد الحي ...آااااااعبد الحي..."
حوالي الساعة العاشرة رن هاتف اﻷب...حدثه رجل يدعى عبد الرحمان أنه سمع نباح الكلب، وعندما حل بالمكان فر اﻷخير بعيدا...وعند بحثه وجد سلهام عبد الحي وحذاءه...
بسرعة حضر اﻷب واﻷم وسكان المدشر الى عين المكان، وكلهم لهفة لمعرفة سر اختفاء الطفل...
كان المكان عبارة عن خندق فيه عشرات الحفر، منها المغطاة ومنها المكشوفة...اقتنع اﻷب أن إبنه يوجد بإحداها...لكن كيف لهم أن يعرفوا!
وعاد الكلب لنباحه...وبالضبط فوق الحفرة التي شهدت غرق عبد الحي، وكأنه يسهل مأمورية الباحثين عن المفقود...
بسرعة أمسك أحد الشبان حبلَ دلوِِ و نزل إلى أسفل البئر...في حين بدأ الناس يعزون الحاج محمد الذي فاضت عيناه حزنا وألماََ...
كان الناس يطلون على الشاب المتطوع وهم يتسائلون:" أَمَنْدْرَا ؟ أَمَنْدْرَا؟"
فكانت المفاجئة...صوت الشاب يخرج من البئر مدويا:
-إنه لازل حيا...عبد الحي لازال حيََّا ...جُرُّوا الحبل...ساعدوني لأصعد...
لقد كان عبد الحي محظوظا إذ سقط بالبئر وفي نفس الوقت سقط معه بعض الحطب الذي كان يغطي البئر...فتمسك به إلى أن حل الفرج...
حمدا لله وإلا لكان التحقيق سيبقى مفتوحا ككل التحقيقات السابقة... خاصة وأنه ليس هناك سوى شاهد وحيد لا يتكلم...
ملحوظة:
القصة تبقى مجرد انذار لكل حفاري الحفر...وآخذي الرشوة والأجر...والصامتين من المسؤولين الذين غَرَّقُوا الحيوان و البشر...
 
              
                                                                

lundi 7 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...



 
                                                                         

dimanche 6 novembre 2016

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة!

 قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

استغرب العم احميذو وهو يستمع لخطبة الجمعة كيف أن الخطيب يقرأ ورقته دون شرح أو تفسير على غير عادته!
بل أنه ردد عدة مرات عبارة " الفتنة نائمة، لعن الله من أيقضها"...
ومن كثرة التكرار فقد حفظ احميذو هذه الجملة حتى أصبح يرددها لا إراديا مع نفسه...
صلى الناس وقصد كل واحد بيته...إلا احميذو قرر أن ينفرد بالفقيه ليشرح له معنى هذه الجملة التي كررها دون أن يشرحها بالدارجة كما جرت عادته في كل خطبة جمعة...
كانت إجابة الفقيه مقتضبة :
- هذه خطبة من وزارة اﻷوقاف...عمت الفتنة حسب ما يقولون...
مر يوم الجمعة وجاء السبت، لكن احميذو أصبح أكثر ترديدا لجملته بل وزاد خوفه حينما أكد له الحاج علال أن البلد مهدد بالفوضى كما هو عليه الحال في سوريا و ليبيا و اليمن!!!
بعد صلاة الظهر أصبح احميذوا يحدث الصغير و الكبير عن الغد المظلم الذي يهدد البلد إذا استمرت المسيرات المطالبة بالحقوق، مستشهدا بحديث الحاج علال...
قصد احميدو مجموعة من الشبان يمسك كل واحد منهم بهاتفه فخاطبهم :
- ما الجديد يا شباب.؟ فقد سمعنا أن الفتنة قد عمت...
نظر إليه أحد الشبان باستغراب ثم سأله:
- بالله عليك يا عمي احميذو ماذا تملك أنت حتى تخاف من الفتنة؟!...عندك حمارة و نعجتين و نوالة...وتخاف من الفتنة!...هههههه
ضحك باقي المتكئين على حائط المسجد، مما شجع الشاب على اﻹسترسال في حديثه:
-الفتنة يا عمي احميذو هي أن يسيطر اﻷغنياء و السياسيون على خيرات الوطن لوحدهم...الفتنة هي أن يصبح الظلم عادة و القهر هواية و فرض المزيد من الضرائب أسهل حل...الفتنة يا عمي كلمة يخيفونا بها لأنهم يخافون على أملاكهم ومناصبهم...

فجأة التحق الحاج علال بالجماعة...ودون وعي منه ردد على مسامعهم : " الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها..."
فرد عليه العم احميذو :
- الهم همك يا حاج علال...أنت الذي تملك شاحنات و تستفيد من مقالع الرمال...مع منصب...أما أنا فلا أملك سوى حمارة و نعجتين...ونوالة.

jeudi 3 novembre 2016

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

بقلم المودن أحمد.

الكثير من المغاربة لا يعطون أهمية لموضوع خطير يهدد مستقبل أبنائنا...إنه التوظيف في سلك التعليم بالتعاقد...
يعني أن تعمل معنا عامين...إيلا عجبتنا نعاودو معاك الكونطرا ...معجبتيناش، ارجع للبطالة!!!...هههه...
المشكلة هي إيلا عجبتينا في العامين اﻷولى و عَوَدْنَا معاك العقد...طبعا انت غادي تْوَلَّفْ...و غادي تخطب وتتزوج...و تشري دارك بالكريدي ...ومن بعد الكونطرا الثانية مبقيتيش عاجبنا!!!
إيوا كيف غادي تدير مع المرا و الدراري و الكريدي؟!
لب المشكل ليس هو هذا...بل الخطير هو أنهم يطلبون أصحاب اﻹجازة حتى و إن كان سنهم 47 سنة...وهذا يعني أنه سيتقدم للمبارة مرشحون حصلوا على اﻹجازة في بداية التسعينات...و إن نجحوا في المبارة، سيلتحقون مباشرة بالتدريس !!!!
ما هذا الغباء؟!
أنا على سبيل المثال عمري 45 سنة حصلت على اﻹجازة سنة 1993 شعبة التاريخ و الجغرافية...لو نجحت سَأُدَرِّس اﻹجتماعيات...
والله لن أكذب عليكم لم أعد أفرق بين طارق بن زياد و عقبة بن نافع! ههههههه
بل أنا في حاجة لمن يعيد تدريسي!!!!
النماذج التي تشبهني كثيرة...و ستكون هي الحل لو رفض اﻷساتذة المتدربون اﻹلتحاق بالمبارة ، و حينها لنستعد لصلاة الجنازة على التعليم بوطننا...
على ما يبدو إذا أنشأ العاطل دكانا بسيطا سيكون مستقبله أكثر أمانا من ولوج هذه المغامرة التي تكبله بإمضاء التزام يحمل كل معاني الإستعباد...
بصراحة بدأت أفكر في مستقبل بناتي و قررنا أنا وزوجتي إعادة تدريسهم بالمنزل...على أن نجد لهن عريسا و لو بالكنطرا ما دام هذا البلد بدأ يقتل في أبنائنا حتى القدرة على الحلم...
سألت إحدى بناتي :
- ماذا تريدين أن تصبحي لما تكبرين؟
 فأجابت ببراءة :
- أريد أن أصبح عروسة...
فقلت مع نفسي : ونعم اﻹختيار...
مع العلم أنها كانت تحلم دائما أن تكون أستاذة...
 
 
                                                                                            

mercredi 2 novembre 2016

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

أحيانا نقول كلمات جبلية - ونحن خارج منطقة جبالة - فيَسْخَرُ الآخرون منا بل قد يضحكون ...كلماتنا تبدو لهم غريبة و غير مفهومة.
سأسألكم اليوم عن معنى " طَرْحَا " ...كأن يقول أحدهم : " ضْرَبْهَا لْكَرْشْهَا وْ طَرَّحْهَا"...أو " البقرة طَرْحَتْ "...
جارتي قالت لي : " واش زعما طَرْحَتْ الخبز ؟!!! "
فضحكت كما ضحكت ...

مع العلم أن المفردة تستعمل للدلالة عن أشياء أخرى كأن يقول أحدهم : " مْشِينَا للعرس و طَرَّاحْنَا فخيرات ربي "
 وأنتم ما قولكم؟
 
                                                                  

mardi 1 novembre 2016

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي إقليم تاونات.

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي، إقليم تاونات.

 المودن أحمد من ودكة بتاونات



قبل شهرين كنت أتجول بجبل ودكة، فأثارت انتباهي حفر عميقة منها ماهو مغطى و منها ما هو عاري و منها ما هو في طور الحفر...تساءلت مع نفسي: 
- ألا تشكل هذه الحفر و الآبار خطرا على الأطفال و الحيوانات خاصة اذا امتلأت بماء الأمطار؟
- هل إدارة المياه و الغابات لا علم لها بما يقوم به السكان من أعمال حفر فوق أراضي الدولة؟
-هل القائد و المقدم و الشيخ و الباشا و العامل و رئيس الجماعة لا يعلمون بهذا الخطر الذي يهدد البشر و الحيوان ؟!


حملت أسئلتي و كذا صور هذا الترامي الخطير على أراضي الدولة ، و رجعت لحال سبيلي بعدما نصحني كل من طرحت عليه فكرة التشهير ب " حفاري القبور" ، بنصيحة واحدة وهي : " دخل سوق راسك ، ماشي شغلك "
لكن حينما حدثت فاجعة غفساي، رجعت إلى تلك الصور لأكتشف أنه هناك تساوي في مستوى الخطورة، وربما أن الأمر أفضع لأن تلك الآبار متقاربة و مغطاة تماما كتلك الحفر التي تستعمل في الحروب !!!


المهم ها أنا أريح ضميري و أنشر هذه الصور لِحُفَرٍ تمتد على طول الشريط المحادي للطريق الرابطة بين باب مَرَّاكْلُو وسوق ثلاثاء المشاع...و أخطرها توجد بمكان يدعى " القصيبات " ...فاللهم إني قد بلغت...حتى لا يقول المسؤولون أنهم لم يكونوا يعلمون...



 
المرجو منكم مشاركة هذا التنبيه لعل من يهمهم أمر سلامة البشر و الحيوان يتحركون ويغمرون هذه الحفر ، و شكرا.

 
                               

احتجاج أم فتنة؟...

احتجاج أم فتنة؟

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

سمعت صراخا بدربنا...ثم امرأة تنادي بأعلى صوتها و هي تنظر إلى أعلى مخاطبة كل القاطنين بالطوابق العليا:
- إيوا هبطوا الرجال...فاينكم...الوحلة غ فالطلان من السراجم...
أحسست و كأنها تخاطبني...فقررت النزول إلى الشارع، لأستطلع الأمر و " أثبت رجولتي "...
كان اﻷمر يتعلق بدعوة للإحتجاج على تردي اﻷوضاع اﻷمنية بحي باب السيفر بفاس...
أطلقت العنان لعيني لتراقب...و لأذناي لتسمع ما لذ و طاب من كلام ساقط، تفنن بعض السكارى في إسماعه للحاظرين في تحد سافر لكل القيم واﻷخلاق...فلم يحترموا لا شيخا ولا امرأة و لا أب مع أبنائه...
هؤلاء السكارى تعودوا على المرور كل ليلة بدربنا و إسماعنا آخر اﻹبداعات في فن السب و استعراض السيوف و الكلام الساقط...ورغم مناداة المواطنين على اﻷمن الوطني فإنه يتأخر في الحضور ...وبالتالي يعطي فرصة لهؤلاء المتهورين ليستعرضوا عضلاتهم وخبثهم...
ضاق الناس ذرعا فقرروا تنظيم مسيرة إلى مديرية اﻷمن...وهذا هو الغرض من صياح تلك المرأة...
اجتمع الناس وكثر الهرج ...ولما قررنا القيام بمسيرتنا بدأت اﻹنقسامات....
فريق يقول بأن القيام بمسيرات يعتبر فتنة...
وفريق ذهب إلى أن كتابة شكاية للوالي مع إمضاء كل سكان الحي هو الحل اﻷمثل...
وفريق ثالث فضل أن تتم مواجهة السكارى والدخول غي صراع مباشر معهم...
فجأة أطل أحد المنحرفين ليقصده متزعم الفريق الثالث...حاول ضربه فتدخل الناس...لكن الرجل الضخم لم يتراجع إلا بعد أن جاءت امرأة فجرته وهي تقول :
- والله وما دخلتي بحالك عيلا شبعت فيك صقل هاد الليلة...
صدمت وأنا أسمع هذا الكلام...وزادت صدمتي حينما رأيته ينصرف إلى بيته...و ابتسمت حينما عرفت أن المرأة المهددة ليست أمه بل هي زوجته...
جرى السكير نحو بيت أهله ليحمل سلاحا أبيضا...نظرت حولي، فوجدت قليلا من النساء تتوسطهن امرأة مسنة وهي تقول:
- لا تنزلوا بعد اليوم للدرب فتجمعكم هنا فتنة...


 
                               

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا