حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم
بقلم المودن أحمد
طلبت مني زوجتي أن نقسم منزلنا البسيط إلى قسمين...استغربت من طلبها معتقدا أنها مجنونة أو ناقصة عقل...
فألحت على الطلب لأسألها عن سر هذا " البلان " الجديد...لأكتشف أنها ذكية جدا...و أنني أغبى خلق الله!
زوجتي تقترح أن نخصص الصالون لتدريس التلاميذ بالمقابل...
سخرت من أم أبنائي و أنا أشرح لها أن المدارس العمومية هي المخصصة للتدريس...
ابتسمت زوجتي و هي تسألني :
- ألم تقرأ أخبار أمس؟ ألا تعلم أن التعليم سيصبح بالمقابل...اقرأ هذا الخبر...
مسحت نظاراتي و قرأت" المجلس اﻷعلى يؤشر على إلغاء مجانية التعليم الثانوي و العالي"...
و أخيرا عرفت أنني تزوجت بامرأة نابغة!
وداعا لمجانية التعليم الجامعي و الثانوي و قريبا سينضاف اﻹبتدائي...
وهذا يعني أن اﻷغنياء فقط وذوي الدخل المرتفع هم من سيُدرِّسون أبناءهم؛ أما محدودي الدخل و الفقراء فسيعملون على إغراق البلد بالمنحرفين والأميين...
هم لا يعلمون أنهم سيصنعون قنابل موقوتة قد تقلب الأوضاع و تبعثر أوراق الحكومة و راعيها صندوق النقد الدولي الذي يعطي اﻷوامر خلف الستار...
إنهم يضيقون الخناق على الشعب ليحكموا وحدهم و يلتهموا خيرات هذا الوطن دون حسيب أو رقيب...لأنهم اكتشفوا أن وعي الشعب يسحب البساط من تحت أرجلهم...و لكنهم ربما لا يعلمون أن الجاهل و اﻷمي أخطر مائة مرة من المثقف...
اعلموا أيها المنضرون، الساكنون في أبراجكم، أنكم تشحنون البؤساء بالبارود...والقضاء على حقوق الضعفاء بالتدريج قد يكون لعبا بالنار...فحذاري من النار و البارود...