mercredi 28 septembre 2016

نوادر من تاونات - الحمارة و الحملة الانتخابية -

نوادر من تاونات - الحمارة و الحملة الانتخابية -

بقلم المودن أحمد من المشاع

يحكى أنه كان لرجل توناتي حمارة نحيفة لها أذنان " مسبوطتان "، لسانها يخرج من فمها سهوا، شعرها أشعث...تتحرك بصعوبة لكبر سنها و تعبها...و لم يكن يشفع لها سوى جحشها الصغير الذي لم يفطم بعد...
قرر صاحب الحمارة التخلص منها و بيعها بعدماعزلها عن جحشها...
في الصباح الباكر قصد السوق و باعها لأول شخص "ساومه " ، و قد كان وسيطا محترفا و تاجرا في الدواب...مجمل القول باعها بأبخص ثمن وودع زرببة البهائم ليشتري مستلزماته من السوق...
وعندما امتلأ السوق قرر العودة إلى رحبة البهائم رغبة منه في شراء حمارة صغيرة السن و قوية البدن...
أثارت انتباهه حمارة رشيقة و أنيقة، أقسم بائعها أنها تحرث الأرض و تحمل اﻷثقال و تطوي الطريق طيا...و أنها صغيرة السن و حسنة الطالع...بل أنها ولدت بداره و كبرت على" يديه " ...
مسك التوناتي الحمارة محاولا الركوب عليها " فحنقزت " كالغزالة...
أعجب صاحبنا بها و أقسم أن يشتريها مهما كان الثمن...و فعلا كان له ما أراد و بثمن يضاعف ثمن حمارته الأولى ثلاث مرات...
عاد التوناتي إلى منزله فرحا مسرورا وما أن أقترب من باب داره حتى ركضت الحمارة نحو اﻹسطبل ...أسرع خلفها حتى لا تهرب منه و هي لازلت " في الروداج " لتحدث المفاجئة الثانية...فقد وجد الجحش يرضع في أمه باﻹسطبل، ليكتشف أنه خدع...

لقد باعوا له حمارته بعد أن أخرجوها لواد قرب السوق، ومشطوا و حلقوا شعرها اﻷشعث، وقلموا حوافرها وزودوها بأربع صفائح، ثم أشبعوها ضربا حتى أصبحت تقفز-ألما - بمجرد وضع اﻷصبع عليها!!!
هذه الحكاية تذكرتها و أنا ألقي نظرة على برامج اﻷحزاب المتنافسة بإقليم تاونات...
فقد وجدت ماحدث للحمارة هو ملخص لعملية تزيين للبرامج القديمة التي لم تأتي بجديد للمنطقة...
فماذا تغير بك يا غفساي؟
وأنت أيتها " القرية " التي خرجت مساندة و مهللة للمرشحين ؟
و أنت يا " تيسة " أولم ينخر عظامك العطش على غرار باقي مناطق تاونات ؟
نحن لا يهمنا كم سؤالا طرحتم و لا كم شعرا كتبتم و لا كم نوما نمتم...و لكن ما يهمنا هو كم طريقا أصلحت، و كم مدرسة،  مستوصفا، مستشفى شيد...وكم مشكل ماء حلتم ...و كم وقفة إلى جانب المتظاهرين و قفتم...وكم شيئا ملموسا تحقق على أيديكم؟؟؟؟
أما إن كانت حجتكم هي أن دور البرلماني هو التشريع ومراقبة الحكومة...فكفانا من الشعارات التي تزينون بها حمارتكم...عفوا حملتكم...وكفانا من : " من أجل...و من أجل... و من أجل..."
كفانا من : " سنفعل و سن...و سن..."

الجحش الصغير استطاع تمييز الحمارة المزينة...و هو المسكين يرضعها اﻵن...فافهموا ما شئتم من نصنا...فوالله ما خرجت حروف الحكاية إلا حزنا و غيرة على منطقة مهملة احتضنتنا و نحن صغارا...وعشقناها و تألمنا لحالها و نحن كبارا.


  
                                                 

lundi 19 septembre 2016

مغامرات عمي علال المرشح - الحلقة : 5

مغامرات عمي علال المرشح

سلسلة ساخرة بقلم: المودن أحمد من المشاع بتاونات

الحلقة 5 " محنة عمي علال "

التفت الى زوجته التي كانت تعد محتوى " الشكارة " وقال :
- " الضاوية خصني نخطب..."
وقبل أن يكمل جملته ، كانت يداها الغليضتين تحكمان خنقه....

تخلص من قبضتها بصعوبة ليبسط لها الأمور بعدها، مؤكدا أنه إنما يريد نصائحها بخصوص فن الخطابة وسط جمع من الناس...فابتسمت له وهي تقول:
- حسابلي باغي تديرها ونتا مزال حتى منجحت و الله حتى نجيفك...أما إيلا كان على الخطبة الأمر ساهل...خصك تشرب الزيت قبل متبدا تهدر، و تتخيل نفسك إنسان قاري...و كتار من الكصاعي ديال كسكسو...راه أغلب الناس كيسمعو بكرشهم...
وهنا تنفس الحاج علال الصعداء و هو يردد:
- خسارة مقاريش...
أعاد عمي علال شريط ذكرياته اﻷخيرة...حينما حضر لقاء لتقديم البرنامج الإنتخابي للحزب...كلمات كثيرة لم يفهم معناها، فكيف سينقلها للمواطن و يقنعه بها؟!
هاجر النوم عيناه...تذكر كيف بدأ منافسوه الحملة مسبقا سواء بحضور الدوريات الرياضية أو الأعراس و الجنازات...
يجب أن يفعل شيئا يثير به اﻹهتمام لشخصه...
اقترح عليه أحد الشباب المنتمين للحزب إنشاء صفحة له على الفايسبوك...و نصحه آخر بالتدخل لدى الدرك لإطلاق سراح أحد مزارعي القنب الهندي...
وفعلا قام بما استطاع إليه سبيلا...فنشر مساندوه الخبر و أضافوا له توابلا عديدة تمجد كرمه ووقوفه الى جانب المواطنين في السراء و الضراء...
رغم كل هذا لم يقتنع عمي علال بعد بقدرته على ربح الرهان...فأمامه حملة انتخابية...و " الشكارة " ينقص محتواها يوما بعد يوم ...كما أن الكل " يحلبه " حلبا حيثما حل و ارتحل...
ولكي يرفه عن نفسه قرر القيام بعمليات حسابية ليعرف كم سيجني من الخمس سنوات القادمة لو كتب له النجاح...ثم كم سيكون تقاعده لو عاش مثلا مائة سنة؟...و لو عاش مثلا مائة و عشرين سنة فكم سيكون مجموع العائدات...
شغلت اﻷرقام عمي علال فنام بجلبابه الصوفي...ناسيا أنه صلى الشفع و الوتر و لم يصلي العشاء...
و إلى حلقة الغد إن شاء الله.
 
                                                    

vendredi 16 septembre 2016

عيداﻷضحى بالمدينة - لهذا انتحر الخروف -

عيداﻷضحى بالمدينة - لهذا انتحر الخروف -

بقلم المودن أحمد

صدقوني أنني أعيش بالمدينة منذ 1990...متزوج و مقيم و أعمل بها...و لكني عند كل عيد أضحى أسافر إلى البادية و أقضي العيد هناك ...
بل أنني لشدة تشبثي بهذه العادة ، فقد حصل أن ذبحت خلال السنة الماضية خروفا لزوجتي بالمدينة ثم و دعتها هي والخروف و قصدت بيت أمي حيث يوجد قوم يأكلون لحم العيد في حينه...
هذه السنة فرضت علي ظروف العمل أن أقضي العيد بالمدينة...و ياليتني لم أقضيه...
قبل العيد بأيام بدأت الأبقار و الأغنام تفرض و جودها بالصوت و الصورة...فيتباهى الناس بحجم الخروف ، و بكونهم سيضمون إليه بقرة ...و آخرون يحملون خرافهم الصغيرة على أكتافهم و يلجون الحي ليلا خوفا من شماتة الجيران...
أحد الجيران اشترى بقرة و لم يجد لها مرقدا فربطها بنافذة الطابق السفلي ثم افترش بقربها ووضع وسادة و نام...و في كل مرة كانت تخطأ رأسه بسنتيمترات و هي تفرغ روثها و....
يوم العيد كان مأساة حقيقية...و جدت بنتي وهي تبكي بركن البيت...سألتها عن سر حزنها فقالت لي مستعطفة :
- أبي لا تذبح خروفنا إنه لطيف جدا...
شرحت لها ما استطعت، ﻷقتنع في اﻷخير أنني ولدت شاعرة...
قمت بجولة في حينا فرأيت أشياء غير إنسانية...خراف تذبح أمام أعين بقرة ...رجال يستعرضون سيوفهم أمام اﻷضاحي...دم يجري أمام أعين و أرجل خرفان لم تذبح بعد...ثم دخان رؤوس تحرق، و أزبال مشتتة تجمع ما يفرح له الناموس قبل البعوض...
وقد كان الحدث اﻷكثر مأساوية هو قفز خروف من سطح منزل ذي خمسة طوابق ليسقط على أسلاك كهربائية فيحترق بالكامل...
عدت لبيتي وذبحنا خروفنا...حاولت أن أطرد حزني فتصنعت اﻹبتسامة أمام أبنائي...و بعد السلخ و أكل الكبد...قامت زوجتي بقطع الخروف و تحويله إلى مجموعات لحمية ...ثم أخرجت كيسا كبيرا به عشرات اﻷكياس الصغيرة...ملأتها عن آخرها ووضعتها بالمجمد و قدمت لي تقريرا مفصلا عن عدد اﻷكياس وعدد الشهور التي حكم بها على اللحم ليقضيها في سجنه البارد...
سألتها عن سر هذا التقسيم...فقالت لي أنها لا تقبل أن تشم رائحة الشواء عند الجيران خلال شهر يناير أو فبراير...في حين لا تجد هي ما تشويه...
والغريب في اﻷمر أن جميع زوجات إخواني و كذا جاراتنا و جاراتهن، فعلن نفس الشيء و كأنهن يساندن زوجتي في طرحها...
و هكذا اقتنعت أنا كذلك - رغما عني - بطرحها و أنا ألعن صانع المجمد و مبتكر الكهرباء...ووجدت ضالتي في تذكر أيام العيد بالبادية حينما أكلنا خروفا في يومي العيد اﻷولين ثم ذبح أبي رحمه الله خروفا ثانيا في اليوم الثالث...
يؤسفني أن أطل كل يوم على لحم خروفي و هو يعاني من البرد القارس في حين أكتفي أنا بأكل السلاطة مع قطعة لحم واحدة فيما يشبه " الريجيم "... و أنتظر بلهفة حلول الضيوف لدارنا ليفرج عن لحم خروف العيد و لو بكفالة...
المهم هذا هو العيد و إلا فلا!!!

 
                               

jeudi 15 septembre 2016

مغامرات عمي علال المرشح - الحلقة : 4

مغامرات عمي علال المرشح

سلسلة ساخرة بقلم: المودن أحمد من المشاع بتاونات

الحلقة 4  " التزكية و عيد الأضحى "

 دون أن يفكر عمي علال في راحته...ركب سيارته ثم اتجه نحو معصرة زيتون...ملأها عن آخرها ببدونات الزيت البلدية و انطلق قاصدا الدار البيضاء... سيحج اذن الى فيلا الأمين العام للحزب...
---------------------------------
لم يجد عمي علال صعوبة في إقناع اﻷمين العام للحزب بأنه اﻷصلح و اﻷكثر شعبية...في حين اكتفى مضيفه بإعادة " الخاوي " من البدونات إلى عمي علال طلبا للمزيد ....فطمئنه وودعه ممازحا " زيت وشمن زيت هدي السي علال..." .
لم تتأخر التزكية و لم يتأخر مرشحنا في دعم بعض مرشحي الحزب الجماعيين بما يساعدهم على اقتناء أضحية العيد...
ويوم العيد كان أكثر الناس زيارة للأهل و الأحباب و السكان...بل وأدى ثمن مشروبات رواد مقهى بكامله...
فوجئ عمي علال بأن الناس أصبحوا ينادونه " الحاج علال "، بل والتحق به جيش من "المساندين " الذين عبروا عن رغبتهم في إقناع الناس بالتصويت لصالحه...فعرف قصدهم و بارك لهم العيد بطريقتهم المفضلة...
الحاج علال لم يهتم لصدمة منافسه على التزكية بل اعتبر الشاب المنافس غير مؤهل لتحمل المسؤولية...
ولكي يثبت جدارته وقدرته على خدمة المصلحة العامة، سخر الحاج علال شاحناته لنقل الرمل و ملإ حفر الطرق الرابطة بين المداشر...وقد قام خدامه بهذه العملية من دون حضوره حتى لا يتهمه منافسوه بأنه يقوم بحملة انتخابية قبل الأوان...
الليل بالنسبة للحاج علال ليس كالنهار...إنه موعد تقديم الحساب "للحاجة" الضاوية...نظر إليه بحزن قائلة :
- إيوا زير يدك شويا أعلال...بزاف على هاد السخاوة...ها القهاوي ها الخرفان ها الفلوس ...هاد الشي بزاف!!! ".
نظر إليها نظرة ثعلب ماكر و هو يقول مبتسما:
-" واش عارفة شحال كيشد البرلماني فالشهر ولا لا؟! ... واش عارفة بلا القضية فيها الحصانة و التقاعد من بعد خمس سنين ؟!...أنتيا مشي بنت البيع و الشرا ...معنداك ما تعرفي فهاد الشي..."
وضع رأسه على مخدته و راح يتخيل نفسه وكأنه يخطب في جمع من الناس...نعم عليه أن يتعلم فن الخطابة...فهو سيحتاج لسانه ليبيع وعوده...هذا ما أكده له اﻷمين العام للحزب...
التفت الى زوجته التي كانت تعد محتوى " الشكارة " وقال :
- " الضاوية خصني نخطب..." 
وقبل أن يكمل جملته ، كانت يداها الغليضتين تحكمان خنقه....
...يتبع...

 
                               

vendredi 9 septembre 2016

مغامرات عمي علال المرشح - الحلقة : 3 -

 مغامرات عمي علال المرشح

سلسلة ساخرة بقلم: المودن أحمد من المشاع بتاونات

الحلقة 3  " إلى فيلا الأمين العام للحزب"

 خرج عمي علال فرحا مسرورا و قصد فرع الحزب ممتطيا سيارته الرباعية الدفع...
و في الطريق تذكر نصيحة "الجيلالي بوعروف " ( إذا كانت عندك "الشكارة " و " الشطارة " و " الحمارة " فيمكنك طلب التزكية من أي حزب شئت ...)
فإذا كانت الشكارة و الشطارة معروفتان في قبيلة بني زروال...فماذا يقصد الجيلالي بالحمارة إذن ؟...

احتار عمي علال في فك هذا اللغز ...
خطرت بباله كل التفسيرات القدحية التي تحملها كلمة " حمارة " و ما يتبعها من حمير، و لكنه لم يرتاح له بال إلا بعد أن قام بنصف دورة و عاد إلى الدوار، قاصدا منزل " الجيلالي بوعروف "
سأله دون مقدمات:
- بالله عليك أكمل تفسير المنامة...  فأنا لم أفهم ما تقصده بالحمارة في معرض نصيحة البارحة .
فابسم الجيلالي وقال:
- الحمارة يا علال هي السيارة الفاخرة فالناس هنا يهتمون بالمظاهر...و شحال ما عندك شحال ما تسوى...الكاط كاط يا علال...كي تتمكن من الوصول إلى كل الدواوير و الجبال...الطرق هناك جد رديئة و محفرة، وحدها السيارة الرباعية الدفع من تطوي تلك الطرق طيا...و أعتقد أن هذا الشرط متوفر فيك..."
قبل أن ينتهي الجيلالي من كلامه ،كان الغبار يرتفع معلنا انطلاقة عمي علال نحو الكتابة الإقليمية للحزب عوض فرع الجزب...
في مكتب يحمل فوق بابه لافتة اعتلاها الصدأ...تمجد الحزب و تبين توجهاته...كان يجلس الكاتب اﻹقليمي واضعا الرجل على الرجل...
- "أهلا و سهلا السي علال، تحية نضالية..."
هكذا استقبل عمي علال...خاصة و أنهم يعرفون بعضهم البعض بشكل جيد...
- "أمر السي علال...كينشي منقضيو؟"
- " بغيت التزكية ...بغي نترشح للبرلمان...مالي منستهلش ؟!"
-" تستاهل علاش ألا...و لكن سبقاك و حد الشاب مثقف و عندو شهادات...و عندو ميقول..."
- "شكون يكون هاد السيد فملك الله...أوالله و نتقاتلو عليها بالله...واش هي بقات فالقراية...المهم قيد لي الطلب ديالي و ماشي شغلك فالشي لاخور ..."
إنها الشطارة بلغة المصريين و الصنطيحة بلغة المغاربة...و بعدها سيأتي دور الحمارة ...
دون أن يفكر عمي علال في راحته...ركب سيارته ثم اتجه نحو معصرة زيتون...ملأها عن آخرها ببدونات الزيت البلدية و انطلق قاصدا الدار البيضاء... سيحج اذن الى فيلا الأمين العام للحزب...
يتبع...


  
                                              

mercredi 7 septembre 2016

مغامرات عمي علال المرشح - الحلقة: 2

مغامرات عمي علال المرشح

سلسلة ساخرة بقلم المودن أحمد

الحلقة 2  " علال و الضاوية "

رجع عمي علال لمنزله مهموما فقرر إفراغ محتوى صدره على زوجته " الضاوية "...جرها من يدها خلفه إلى بيت النوم ثم أغلق اﻷبواب و النوافذ...
سألته زوجته عن سر قلقه فأجابها بلغة التاجر المتمرس و هو يطلعها على محتوى "الشكارة " :
-" انظري يا عزيزتي إلى ما تحتويه هذه "الشكارة " فقد امتلأ نصفها...
أتعلمين أنه لو صرفنا ربع المحتوى، يمكننا أن نملأها بالكامل ؟"
لم تفقه "الضاوية " شيئا مما قاله "عمي علال" فعبرت عن ذلك صراحة قائلة :
-" كفى من اللف و الدوران، أنا لم أفهم شيئا من كلامك..."
فرد عليها في نفسه كاتما صوته"
-" ذلك ما أريده أنا...فلو عرفت أنت شيئا و عرف معك الشعب شيئا فلن يكون لأمثالنا وجود "
ثم نهرته زوجته لتخرجه من شروده :
- " أجيني من التالي...باراكا مدتمتم...شنو المطلوب مني أنا ؟"
- جيت نتشاور معاك باش نحصل على التزكية.
فانفجرت الضاوية:
- كنت عارفك يا الغدار بغي تديرها...و شكون هاد " زكية " اللي عمات لك العينين؟!
فهدأها قائلا:
- التزكية يا الضاوية هي أن  يسمح لي الحزب بأن أترشح باسمه لأداء الزكاة على بعض المواطنين مقابل نجاحي في اﻹنتخابات...فالزكاة علينا فرض...
فابتسمت له و أفرجت عن السنين المتبقيين بفمها:
- إذا كان اﻷمر كذلك فالله يجيبلك التسير...
انتهت جلسة علال و الضاوية الحميمية بقبلة تجريبية جمعت كل معاني النفاق مع وعد بشراء فيلا باسمها بالمدينة في حالة فوزه...كما وعدته من جانبها بالقيام بحملة له في الحمام و الأعراس و عند زيارة اﻷهل و اﻷحباب خلال عيد اﻷضحى ...
خرج عمي علال فرحا مسرورا و قصد فرع الحزب ممتطيا سيارته الرباعية الدفع...
و في الطريق تذكر نصيحة "الجيلالي بوعروف " ( إذا كانت عندك "الشكارة " و " الشطارة " و " الحمارة " فيمكنك طلب التزكية من أي حزب شئت ...)
فإذا كانت الشكارة و الشطارة معروفتان في قبيلة بني زروال...فماذا يقصد الجيلالي بالحمارة إذن ؟...
احتار عمي علال في فك هذا اللغز ...
وهذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة...
لكن قبل ذلك نريد منكم أن تساعدوا عمي علال في فك اللغز المحير ...وشكرا.
 
                               

mardi 6 septembre 2016

مغامرات عمي علال المرشح - الحلقة : 1 -

  مغامرات عمي علال المرشح

 الحلقة 1 :عمي علال  والتزكية

  سلسلة ساخرة بقلم المودن أحمد


سأطل على أصدقائي بسلسلة ساخرة قصيرة بمناسبة اﻹنتخابات، وأتمنى ألا أكون ضيفا ثقيلا عليكم ...وكالعادة رأيكم ونقدكم يهمنا كثيرا...مع تحياتي للجميع....

عندما كان خطيب الجمعة يتحدث عن فضل العشر اﻷوائل من ذي الحجة...و عن أهمية الصدقة و شراء اﻷضحيات للفقراء و اﻷرامل ...كان عمي علال يغط في نوم عميق...هو هكذا يهوى النوم في كل مجمع، حتى أصبح يضرب به المثل...
ذات يوم تهكم عليه أحدهم قائلا :
" لماذا لا تترشح يا عمي علال لانتخابات مجلس النوام...فأنت تتوفر على أهم صفة مطلوبة و هي القدرة على النوم وسط جو مليء بالصراخ..."
وكما يقال " رب ضرة نافعة " فقد فتح المتهكم عيني عمي علال على هذا العالم الذي كان يراقبه عن بعد خاصة و أنه ينتمي لحزب معروف...
خرج عمي علال
من المسجد و قصد أحد العارفين بخبايا السياسة ثم سأله:
- فدني يرحمك الله...هل أصلح لأكون نائبا برلمانيا؟"
فأجابه " الجيلالي بوعروف " :
-" إذا كانت عندك "الشكارة " و " الشطارة " و " الحمارة " فيمكنك طلب التزكية من أي حزب شئت ..."
رجع عمي علال لمنزله مهموما فقرر إفراغ محتوى صدره على زوجته " الضاوية "...جرها من يدها خلفه إلى بيت النوم ثم أغلق اﻷبواب و النوافذ...
يتبع ....
 
                               

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا