أنا كنعراف القايد
بقلم المودن أحمد من مركز المشاع بغفساي
أجدادنا وآباءنا كانوا أذكياء جدا ، بل و كانوا يتميزون بخفة دم و دعابة ونكثة...
يحكى أن رجلا زرواليا مر بالقرب من القائد بالسوق اﻷسبوعي...و لسبب ما صفعه القائد حتى رأى النجوم ساطعة في عز النهار...لكن صاحبنا لم يحزن ...بل ظل اليوم كله يضحك و يبتسم لوحده...
حينما يسأله الناس عن سر بهجته و سروره، يجيبهم بافتخار :
-" أنا كنعراف القايد..."
فيسألونه عن نوع العلاقة التي تربطه بالقائد، ليجيبهم بسعادة:
-لقد صفعني اليوم ثم قال لي "فوقاش محتاجتيني نزيدك هنا موجود " ...
هذه الحكاية لا تختلف عن واحدة أخرى حقيقية...
فقد كان لنا رجل فقير في المدشر...وكانت له بنت تعمل كخادمة ببيت قاض بالمدينة...
لم يكن الرجل يجد حرجا في القول لكل من عاداه: " و الله حتا نغرق بباك فالحبس..."
هذه الحكايات تنطبق على بعض أهل باديتنا الكئيبة...فمن يعرف البرلماني يتخيل نفسه يملك مفتاح المشاريع...ومن يبتسم له القائد يحسب نفسه يتحكم في حرية الناس...ومن يعرف رئيس الجماعة يعتقد أنه هو من يمضي على الوثائق بالجماعة و يسير آلياتها...ومن يعرف حارس الغابة يعتقد أن أمر تحرير المخالفات بيده...والطامة الكبرى هي من يعرف الدركي، فهو يعتقد أنه يحمل في جيبه مفاتيح السجن...
لكن ما يخفى على هؤلاء هوأنهم جميعا ليسوا بأحسن حال من الزروالي الذي صفعه القائد و سط السوق...