mercredi 31 août 2016

أنا كنعراف القايد

أنا كنعراف القايد

بقلم المودن أحمد من مركز المشاع بغفساي


أجدادنا وآباءنا كانوا أذكياء جدا ، بل و كانوا يتميزون بخفة دم و دعابة ونكثة...
يحكى أن رجلا زرواليا مر بالقرب من القائد بالسوق اﻷسبوعي...و لسبب ما صفعه القائد حتى رأى النجوم ساطعة في عز النهار...لكن صاحبنا لم يحزن ...بل ظل اليوم كله يضحك و يبتسم لوحده...
حينما يسأله الناس عن سر بهجته و سروره، يجيبهم بافتخار :
-" أنا كنعراف القايد..."
فيسألونه عن نوع العلاقة التي تربطه بالقائد، ليجيبهم بسعادة:
-لقد صفعني اليوم ثم قال لي "فوقاش محتاجتيني نزيدك هنا موجود " ...
هذه الحكاية لا تختلف عن واحدة أخرى حقيقية...
فقد كان لنا رجل فقير في المدشر...وكانت له بنت تعمل كخادمة ببيت قاض بالمدينة...
لم يكن الرجل يجد حرجا في القول لكل من عاداه: " و الله حتا نغرق بباك فالحبس..."
هذه الحكايات تنطبق على بعض أهل باديتنا الكئيبة...فمن يعرف البرلماني يتخيل نفسه يملك مفتاح المشاريع...ومن يبتسم له القائد يحسب نفسه يتحكم في حرية الناس...ومن يعرف رئيس الجماعة يعتقد أنه هو من يمضي على الوثائق بالجماعة و يسير آلياتها...ومن يعرف حارس الغابة يعتقد أن أمر تحرير المخالفات بيده...والطامة الكبرى هي من يعرف الدركي، فهو يعتقد أنه يحمل في جيبه مفاتيح السجن...
لكن ما يخفى على هؤلاء هوأنهم جميعا ليسوا بأحسن حال من الزروالي الذي صفعه القائد و سط السوق...


 
                               

mardi 30 août 2016

حمار الليل والبرلمان

حمار الليل و البرلمان

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

يحكى أن أحد المرشحين للبرلمان ضربه " حمار الليل " ...
توهم المسكين بعد ضربة الحمار أن شيخا ، ذي لباس أبيض ناصع و لحية بيضاء ووجه متلألأ وكأنه البدر، قد وقف عليه وسأله:
- يا عبد الله، لو خيرناك بين أن تنفق بعض أموالك في شراء أكباش العيد للفقراء و المساكين و تفوز بكرسي بالجنة، و بين أن تنفقه في حملتك الإنتخابية و تفوز بمقعد بالبرلمان، فماذا تختار؟
لم يتردد البرلماني و لم يفكر في العرض إنما أجاب بسرعة :
-" مقعد بالبرلمان يا شيخ "
استغرب الشيخ من الجواب، معتقدا أن المترشح شديد التشبث بالدفاع عن بلدته، ثم عاد ليسأله :
-"ولماذا لم تختار المقعد بالجنة ؟!"
فرد البرلماني بثقة :
-" و لكن الجنة ليس فيها تقاعد مدى الحياة بعد خمس سنوات من جمع المال بالقبة يا شيخ و ليس فيها حصانة ..."...
ضحك الشيخ و قال :
-" أكيد ضربك حمار الليل..." 

ملحوظة: شارك ( بارطاجي ) = عقنا بكم  
 
                               

lundi 29 août 2016

مسابقة الصيد بغابات تاونات.

مسابقة الصيد بغابات تاونات.

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

يجلسون بقمة التلة حاملين بنادقهم...
يحتمي كل واحد منهم بصندوق زجاجي شفاف، وهو يرتدي بذلته اﻷنيقة ورابطة عنق تميزه عن " الحيارة"...
الحيارة يصرخون و يقنعون " الوحيش " بالإتجاه نحو اﻷعلى حيث يوجد الصيادون و الصناديق...
الوحيش الذكي يطير و يركض نحو السهول...أما الغبي فيتخذ من الجبال ملجأ...
عند منتصف النهار يتناول الحيارة غذاءهم المتكون من " كوميرة " و علبة سردين...ثم يكملون بعدها "التحيار "...
الصيادون يقصفون بلا هوادة دون أن يميزوا بين حجل و أرنب وثعلب أو حمار...
نعم... أقصد الحمار الزردي...فقد أفتى علماء القبة بأن لحمه حلال و صوته ليس من أنكر اﻷصوات...
في آخر اليوم يحمل الصياد "السخي ". مخ طرائده ثم يعلن نفسه فائزا...
يقذف بضعة دراهم للحيارة جزاء تعبهم، ويأخذ معهم صورا تذكارية ثم يهاجر بلا رجعة...و حتى و إن عاد فقد يعود في موسم الصيد القادم...
يغضب منافسوه من الصيادة و يخرجون ببيان استنكاري يدينون فيه تزويره للقرطاس و يتهمونه بالقيام بحملة " التحيار" السابقة لأوانها...
أما الحيارة و الوحيش الموالي لكل صياد فيبدأون في حرب جديدة قد تخلف جرحى أو ضحايا و قد تدوم سنين طويلة...
وهذا هو حال الصيد في غابات بلادي...


 
                               

jeudi 25 août 2016

أين اختفى رجال الدوار؟

أين اختفى رجال الدوار؟

بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات 


عمي علي رجل سبعيني فقد بصره بسبب مضاعفات مرض السكر...لقد فقده منذ سننين طويلة...و لكنه يحتفظ بذكرياته مصورة بمخيلته كشريط و ثائقي يحكيه لجيل اليوم بافتخار و زهو...
عمي علي تحفة نادرة تختزن حبا و طيبوبة و روحا مرحة، كما لو أنه يعيش في الحقبة التي كان فيها ببصره الذي خانه في شيخوخته...
قلت له ممازحا : ما رأيك يا عم علي في شباب اليوم ؟ 
أجابني ممازحا : هل العازبات أم المتزوجات ؟
قلت له : أنا أتحدث عن جيل اليوم و أقصد الذكور و ليس الإناث ...
فأجابني ممازحا : و هل في الدوار ذكور ؟! الرجال ماتوا يا ولدي...أما اليوم فأنا لا أسمع سوى أخبار النساء...و أفعال النساء و ثرثرة النساء و معيور النساء...و أتسائل مع نفسي : أين ذهب رجال بني زروال؟ أين اختفى رجال الدوار؟!  فأحمد الله أني لا أرى...فيكفيني ما بذاكرتي من عز و كرامة رجال الدوار الذين عايشتهم...
ودعت منزل العم علي و بداخلي رغبة في تحريك ماتبقى من رجولة في نفوس رجال الدوار...فلم أجد في طريقي سوى رحمة و طاهرة و فاطمة و رقية...و أخريات " يتناتفن " حول أحزاب مصنوعة من " الرغوة " و قد كانت كل واحدة منهن تدعي أن رغوتها تصلح للغسيل بل و تدوم لمدة قد تصل إلى خمس سنوات!!!
و كم كانت سعادتهن كبيرة و هن يهتفن بأعلى صوت : " لنظافة أطول استعملوا  رغوة ...". 
فتساءلت مع نفسي:" لماذا يقلن " استعملوا " عوض " استعملن " ؟!!!
وهنا تذكرت كلام العم علي...فحزنت...وبعدها ابتسمت...


                                   


                                                      

mercredi 24 août 2016

عيد مبارك سعيد قبل التجميد

 عيد مبارك سعيد قبل التجميد

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

دون وعي مني وجدت نفسي أحقد على قوم كانوا إلى عهد قريب أناسا محترمين و محبوبين لدي...
لم يكن لدي أعداء على اﻹطلاق...
كنت أحس أن كل الناس يحبونني كما أحبهم...
لم أشك أبدا في أحاسيس الناس أو تعاملهم....
إلى أن ابتلاني الله بالسياسة و السياسيين...فصنعت  لنفسي أعداء ...و صنع مني بعض أصدقائي و معارفي عدوا !!!
تغلغل الهم و الحزن لفؤادي، فأنا لا أقبل أن أعادي الناس أكثر من ثلاثة أيام ...بعدها أحمل نفسي المسؤولية في كل سوء تفاهم و أعتذر ...فأنا مجرم بالفطرة...
ذات يوم قال لي صديق عزيز أنه ربما علينا أن نجمد صداقتنا إلى ما بعد السابع من أكتوبر !!!
في البداية سخرت منه...لكن لما بدأت روائح الإنتخابات تخرج من "الطناجر " و جدنا أنفسنا مشتتين بل و "أعداء " بعدما كنا أصدقاء!!!
من جهتي لم أجد حرجا في الإبتعاد عن " الكانون " ، فأنا ليس لي نصيب في مرقة و لا زرقة ...بل و لا أنتمي لأي طنجرة...
إذن قررت أن أجمد صداقتي مع كل من يرفع " سلاحه في وجه أخيه ...أو يرفع راية "طنجرته " ...فالحمد لله الذي وهبنا طنجرة عيد اﻷضحى لنفترس كما نريد " بلا صداع الراس "...
بقي هناك مشكل بسيط يؤرقني : فكيف سأهنئ أصدقائي، المجمدة علاقتي بهم، يوم عيد اﻷضحى؟!
نتمنى أن ينوب عنا أحد النواب في طرح هذا السؤال العاجل على السلطات التي ستفسد علينا عيدنا، و ذلك بأن جعلت موعد اﻹنتخابات غير بعيد من عيد اﻷضحى...ناسية أن وسائل الذبح الحادة  عادة ما يحتفظ بها الناس كما يحتفظون بالقديد ...خاصة و أن لغة الحوار الوحيدة السائدة عندنا هي تبخيس الغير و شتمه وقمعه و فرض الرأي عليه، و هذا دليل ديموقراطيتنا ووعينا...
المهم سأغتنم الفرصة لأهنئ أصدقائي بمناسبة العيد قبل أن أجمد صداقتي أو ربما حسابي...فكل شيء يبقى واردا...


 
                               

vendredi 19 août 2016

يوميات فقيه الدوار

يوميات فقيه الدوار

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي

السي عبد السلام فقيه شاب...يحفظ القرآن عن ظهر قلب و يعمل إماما، مؤذنا و خطيبا بمسجد الدوار...
ورغم التحاقه بهذا المسجد منذ أشهر فقط، فقد تمكن من التعرف و التعارف مع أهل الدوار بسهولة، مما سهل تعرفه على همومهم ومشاكلهم...
ككل ليلة خميس يختار السي عبد السلام مواضيع خطبة الجمعة بعناية...لكن هذه الليلة حدث أمر فرض عليه تغيير موضوع الخطبة...لقد سمع لغوا و كلاما منحطا و سبا و شتما غير بعيد من المسجد...
يوم غد الجمعة لبس جلبابه و سلهامه وصعد المنبر...
حمد الله و شكره ثم غاص في موضوع الساعة بالدوار...اللسان و زلاته...فكلمة واحدة طيبة قد ترفع المرء درجات...و كلمة خبيثة قد تغضب الله و العباد...
ثم أكد على وجوب محبة الناس لبعضهم البعض و عدم الإساءة للناس جميعا ، واﻹحسان للجار و اليتيم و الفقير و الضعيف و اﻷرملة و المسنين...
ألقى نظرة على الحاضرين ليفاجئ بأن أغلبهم يغط في نوم عميق...ضرب بعصاه على المنبر ليستفيق النائمون...مسحوا عيونهم، و منهم من فتح فمه متفوها ليكسر النوم الذي يداعب جفناه...
عاد الفقيه لينصح الناس بضرورة التحلي بالصبر و التسامح...و ترك الأنانية، و قد كان يقصد هنا الفلاحين الذين يريدون سقي قنبهم الهندي من عين الدوار دون غيرهم، وما فقه قوله سوى القليل منهم...
ختم خطبته بدعاء بالهداية لأهل الدوار ثم أمر بإقامة الصلاة...
صلى الناس و خرج نصفهم بسرعة...و بينما الفقيه يستغفر الله صحبة من بقي بداخل المسجد، سمع لغطا و صراخا بالخارج:
يجب عدم كراء ماء العين...
سنكتري الماء لإسترداد ما صرفناه...
الجمعية ستكتري فائض الماء لتحسين مداخيلها وجلب ماء جديد...
أزل "التيو" من العين...سنشتكيكم للقائد...
أنتم لصوص...انتهازيون...
أنتم خربتم المدشر...أنتم...أنتم...
ثم ارتفعت حدة النقاش لتتشابك اﻷيدي...و يبدأ الشتم و القذف:
أنت حمار...أنت كلب...شفار...منافق...بركاك.......
ابتسم الفقيه وكأنه يطرد الحزن الذي اعتلى محياه، ثم رفع كفيه داعيا : اللهم اهدنا في من هديت، واعفو عنا و ارحمنا ولا تعذبنا بما فعله السفهاء منا...اللهم اهد أهل هذا الدوار و نبههم لعيبهم و لا تجعل المحاكم ملجأهم ولا السجن مقامهم...ولا جهنم مأواهم...ولا القائد مبلغ علمهم...سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين...
انتظر أن يقول معه أحدهم " آمين " فلم ينطق بها أحد...نظر خلفه فوجد المسجد فارعا إلا من المنبر و العصا و شيخ نائم...
جمعة مباركة.
 
       
                                                                

jeudi 18 août 2016

ملي كتطيح البقرة فبني زروال ...

ملي كتطيح البقرة فبني زروال ...

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي


عاشت قريتنا عطشا لم تشهد له مثيلا منذ سنين، جفت معه "عين الدوار"...
لم يهتم بحالنا لا مسؤول و لا منتخب و لا برلماني...
سقطت أمطار عاصفية، حملتها رياح شرقية، فامتلأت العين الجافة إلى النصف...
صادف ذلك اقتراب موعد الإنتخابات...
فجاءنا البرلماني القديم، و مرشحوا البرلمان الجدد، و منتخبونا ورؤساء المجالس و المكاتب ورؤساء جمعيات البيئة ووو...فأقسم كل واحد منهم أنه هو السبب في امتلاء العين بالماء ...إذ ادعوا أنهم صلوا من أجلنا و طلبوا من الله أن يرحم بلدنا الميت !!!
مرت الإنتخابات...فنجح من نجح...و عادت رياح الشرگي لتحمل معها حرارة جفت بسببها "عين الدوار" من جديد...فعطش الناس و اشتكوا...ثم اشتكت حميرهم...ولم يهتم لحالهم أحد غير الواحد القهار...
اليوم أخبرتنا إحدى الشوافات أنه هناك طريق قد يتم تدشينها انطلاقا من غفساي في اتجاه الرتبة...فكم يا ترى من راكب سيركب عليها ليدعي أنه هو من طلب من الله أن يهدي مسؤولينا الكبار و يجعلهم ينظرون بعين الرحمة للمغرب الغير النافع ؟!!!
صدق من قال:" ملي كتطيح البقرة كيكترو الجناوا "
 
 
                                                                  

mercredi 17 août 2016

يوميات " الشكام " ببني زروال

يوميات " الشكام " ببني زروال.

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد من بني زروال.

جاء مقدم الدوار يوما إلى حومة " المتهومين " ، بأحد دواوير بني زروال، و اللعاب يتطاير من فمه من شدة الغضب...توجه للسكان بعد صلاة الجمعة قائلا :
" أعباد الله أنا راني هو المقدم ديالكم...إيلا كان ش خبار فالدوار خبروني أنا اللول ، ماشي دخبرو القايد "
ابتسم "علال" و هو يسمع المقدم يتوسل دون أن يعرف " مول الفعلة " ...
أما " الفعلة " فكانت إبلاغ القائد بوجود شخصين أجنبيين قرب عين الدوار ، و قد أثار و جودهما شكوك السكان...ولما اتصل القائد بالمقدم و جد أنه لا يعلم شيئا عن النازلة...
"علال" استطاع زرع زبانيته في الدوار ، فهم يمدونه بكل جديد حتى و إن كان خارج الدوار...فالهاتف النقال يسهل المأمورية في توصله بأخبار الدوار...ولكنه لا يفي بالغرض عندما يتعلق الأمر في إيصال هذه الأخبار للسلطة...فحضوره أمر ضروري عند قيامه بدور "الشكام " ...لكن هذا الحضور ليس ضروريا عند ما يتعلق الأمر بالشكايات المجهولة، حتى يحافظ على سرية العملية، لأنه إذا افتضح أمره فقد يكون ذلك سببا في الإطاحة برؤوس مفسدة و مستفيدة من هذا الوضع الضبابي ...
توصل علال بخبر مفاده أن خصاما عنيفا حدث حول عين الدوار التي أراد أن يجعلها بقرة حلوبا لنفسه...وأنه هناك أناسا يريدون مد عين قديمة جفت بأنيوب من القناة التي تمد بقرته عفوا عينه بالماء...فلم يهدأ له بال ، بل و لم ينم ليلتها...
قام علال باكرا...ركب سيارته وقصد مكتب القائد...فهناك خبر ساخن يجب أن يوصله للقائد قبل أن يسبقه المقدم...لكنه لم يكن محظوظا، فقد ذهب القائد إلى غابة نشب بها حريق بالجبل...
انتظر طويلا دون جدوى...أحس أن خبره بدأ يبرد و لم يعد له بريقه...و لكنه قرر أن يقطع الطريق على الراغبين في الإستفادة من صبيب العين القريبة منهم...فاختار بعناية تامة أشخاصا معينين و معنيين بأمر هذه العين ليقنعهم بأن هذه العملية ستؤدي إلى النبش في القناة الموصلة للماء الوفير على عدة مستويات، مما سيؤدي إلى فوضى و غضب السكان الذين قد يمتنعون عن اعطاء أصواتهم لحزب معلوم...
اقتنع المسؤولون بهذا الطرح ليحرموا حوالي خمسين أسرة من الماء الصالح للشرب!!!
فرح علال بنجاح خطته، فرجع لسيارته ليستريح في انتظار القائد...فتح مذياع السيارة ليصادف كلاما نزل عليه كالصاعقة " ايها المستمعون الكرام يقول رسول الله (ص) : لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فاتقوا الله و اهجروا النميمة والغيبة و الإساءة إلى إخوانكم المسلمين، فلا تلبسوا الحق بالباطل، و تذكروا يوما لن ينفعكم لا مال ولا جاه و لا سلطة..."
أقفل علال المذياع ، ثم تساءل مع نفسه : لماذا أنا هنا؟ فهل أرضي الله أم أرضي
القائد؟...
ندم علال بعدما وبخه ضميره ، فأقسم بأغلظ الأيمان أن يتوب ويخدم بلدته بتفان وجد، و أن يدع طريق الشيطان...
انطلق بسيارته نحو الدوار، وكل أمله أن يصدق الناس توبته ...قصد حائط "الجامع " فلم يجد سوى مجموعة من "الشياطين" الصغار، صنعهم بنفسه...هرولوا عنده فرحين و هم يبشرونه بأنهم استطاعوا تقسيم المدشر الى فئتين : مصوتون لحزب "القالب" ، و مصوتون لحزب " الفجلة"...


ملحوظة:
القصة لا تقصد شخصا أو جماعة أو دوارا بعينه، بل هي رصد لحالة مرضية  شاذة يجب معالجتها واجتثاثها من بني زروال...
 
 
                               

مفردات جبلية " الشكام "

مفردات جبلية " الشكام "

سأقترح عليكم لاحقا قصة قصيرة تحاكي الواقع الزروالي و تنبش في مستوره، اخترت لها كعنوان " يوميات الشكام ببني زروال "
و لكي نسهل الأمر على القراء عامة نريد منكم إعطاءنا شرحا لكلمات " الشكام " و" أيشكم " و " الشكيمة " ...
واﻷهم من هذا هو ما تختزنه ذاكرتكم مع مثل هذه المصطلحات...و من منا لم يتوجه للمعلم قائلا : "أسي عبالي خبزي "؟!
 


                                                                

mardi 16 août 2016

" الشيشة " ضيف جديد يحل بدوري المشاع !

" الشيشة " ضيف جديد يحل بدوري المشاع ! 

متابعة : المودن أحمد


وكأن بلدتي الجميلة المشاع لم يكفيها ما فيها من كيف و حشيش و مخدرات لتنضاف عروسة بخرطوم لتكمل " الباهية "...
شباب يتابع مقابلات دوري المشاع، و آخرون يلعبون الورق غير مهتمين، و فصيل يشرب القهوة تحت ظلال اﻷشجار الباسقة...
أما المثير بالنسبة إلي فلم يكن سوى " الشيشة " و المثير أكثر أنني رأيت شبابا لم يدخنوا قط و قد أقبلوا عليها...


اقتربت منهم أكثر لأكتشف هذا الضيف الجديد الذي سمعت أن المسؤولين بالمدن يحاربونه و يغلقون المقاهي التي تدخن بها الشيشة...
تأسفت لهذا التقليد اﻷعمى لما يسمى " حضارة و تمدن " ...و حزنت لشباب يقتلون أنفسهم بأيديهم في مكان اجتمع فيه اﻷطفال و المراهقون ، و هو أمر خطير جدا قد يسهل إدمانهم لما يرونه من  إشهار و ادعاء المتعة أثناء تعاطي جالبي هذه اﻵفة الجديدة لباديتنا...وقد صدق من قال " مكفاهش الفيل زادوه الفيلة ".

 
                               

dimanche 14 août 2016

مذكرات التجاني الحلقة 82 " التجاني و صدام حسين "

مذكرات التجاني الحلقة 82 

          " التجاني و صدام حسين "

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي. 

كانت الجامعة تعيش على صفيح ساخن...صراع بين الإخوان و القاعديين...و عسكر مرابطين حولها ،و مظاهرات يومية...أما المناسبة فهي اقتحام الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها للأراضي العراقية بعدما كانوا يقولون أنهم سيحررون الكويت فقط من الغزو العراقي...
كان المغاربة يساندون صدام إلى أبعد فانتشرت أغنية " ازطم ازطم يا صدام احنا معاك للأمام ..." بسرعة كبيرة، كما سادت كلمات جديدة كالسكود و الباطريوط و
 و لم تكن الساحة الجامعية لتخلو من مظاهرات و حلقات يومية...
كتب التجاني قصيدة بالمناسبة مدح فيها صدام و هجا الرؤساء العرب الذين فتحوا حدودهم للجيوش الأمريكية و حلفائها...
نظم الطلبة بكلية الآداب مظاهرة ضخمة انتهت بمهرجان خطابي أشبه بحلقة...بعد تردد كبير أخرج التجاني القصيدة المكتوبة من جيبه و قصد أحد الطلاب المنظمين للحلقة...قرأها " الرفيق " ثم شطب على كلمات لها معنى ديني !!!
تقدم التجاني إلى وسط الحلقة و بدأ يقرأ قصيدته و ما أن وصل إلى البيت الذي يقول : " وسوريا أسدها ثعلب...." حتى انفجر الطلبة ضحكا ، مما رفع من معنويات التجاني ...
في المنازل و المقاهي كان الناس يتابعون بلهفة اخر أخبار الحرب رغم قلة القنوات الاخبارية...و كم كانت فرحتهم وهم يسمعون أن صدام قد أطلق صواريخ سكود نحو اسرائيل...بل و تفنن المغاربة في اخراج نكث يتذكر منها التجاني أنه يوم أطلق أول سكود ولدت كل الإسرائيليات الحاملات قبل الأوان.  
كانت معنويات الشارع العربي في قمتها إلى أن بدأ الخونة العرب يوفرون الأرض و المساندة لأمريكا و حلفائها ليخرج العراق من الكويت...ثم بدأ الحلفاء يغزون العراق بعد تدميره...ليتم إلقاء القبض على صدام حسين، و إعدامه في أسوإ عيد أضحى عاشه التجاني و جيله. 
حزنت السماء فتلبدت بالغيوم...و حين سقط المطر تخيله الناس دما...فكان طعم لحم الأضاحي نتنا و كأنه ممزوج بلحم الأبرياء الذين ذهبوا ضحية حرب كانت مدروسة و مخطط لها...
بعد أيام خرج التجاني  حزينا، فقصد حديقة جنان السبيل...جلس بالقرب من مجموعة من الشباب و هم يمزحون...فسمع أحدهم يحكي نكثة جعلته يبتسم ...فقد حكى الشاب أن امرأة دخلت إلى حمام الرجال...فمنعها أحدهم و هو يقول " هذا حمام رجال يا سيدتي " ، فردت عليه بثقة " لا عليك فقد كان هناك رجل واحد إسمه صدام حسين  و قد تم شنقه ..."
و إلى حلقة قادمة مع تحيات المودن أحمد من ودكة بغفساي.


                  
                                                                          

samedi 13 août 2016

رثاء بني زروال

رثاء بني زروال

بقلم المودن أحمد من ودكة بغفساي.



في بني زروال فقط، يحتار العقل ، و يختل توازن العاقلين و الغيورين...
في بني زروال فقط، إذا عشت عشرة أيام، يلزمك زيارة طبيب نفساني...
في بني زروال سترى الناس يبكون و يضحكون ...يشتكون و يتكبرون!!!
في بني زروال ستجد نفسك تتسائل لوحدك أسئلة غريبة :
_ كم عدد الجمعيات التي تنشط بالمنطقة ؟
_ هل فعلا هناك نشاط ثقافي يذكر يجعلنا نقر بأن أسماء هذه الجمعيات "الثقافية " تستحق هذا اللقب...فكل ما نراه هو أنشطة رياضية موسمية فقط؟!!!
ثم ماذا عن تلك الجمعيات التي تدعي حمايتها للبيئة بالمنطقة؟...فهل بالشكايات المجهولة يمكن المحافظة على الغطاء الغابوي بالمنطقة؟ هل بإزكاء الحقد و الكراهية بين السكان و تقسيمهم إلى فصائل سنحافظ على البيئة؟ أم بكراء الماء لري (...) في عز الصيف الحار و العطش، ستحل مشاكل الساكنة ؟!
أما السؤال المحير فهو: من الأجدر بالقيام بمشاريع بسيطة توفر الماء للمواطنين ،هل الجماعة أم الجمعيات؟!
و هل ضخ الماء في عين جفت، بنتها الجماعة السابقة ، من أنبوب يمر بالقرب منها ليمد عينا أخرى بالماء( تعرف فائضا يكترى ) ، يعتبر مستحيلا في عرف الجماعة الجديدة أم ماذا؟!
جلست يوما بمكتبي أتابع آلية  تابعة للمجلس البلدي بفاس  و هي تهشم أسوارا بناها أصحاب مقاهي كبيرة على الرصيف، لفتح الأخير في و جه المارة ، و لم تخف الجماعة من هؤلاء  ، كما تخاف جماعاتنا من ضياع أصوات انتخابية، أو تنقصها الشجاعة اللازمة لفرض المشاريع المفيدة للسكان!!!
في بني زروال فقط، ستجد الإنتخابات يخطط لها شهورا قبل موعدها...و ستجدها على كل لسان...و كأن ما ينقصنا نحن هو " الإنتخابات"!
في بني زروال فقط، ستجدون أناسا يقومون بدور المقدم و الشيخ مجانا...فيفرحون إذا ابتسم القائد في و جههم ، و يحزنون إن هو مر من قربهم و لم يعرهم اهتماما...و هنا أتساءل : أمات الضمير في بني زروال؟
ألا يخشى هؤلاء الله و هم يدسون الدسائس للأبرياء و يكتبون الشكايات المجهولة و يلفقون التهم للمواطنين، فيزجون بهم في السجن، أو يفرغون جيوبهم و يملأون جيوب الإنتهازيين...ناسين أو متناسين أن الله يرى و أنه من يفعل مثقال ذرة شرا يره...فيظلمون الزوجة و الأبناء الذين لا ذنب لهم؟!!!
صدقوني أنني كنت أحلم أن أرجع لبلدتي حينما أتقاعد...و لكني اليوم اتخذت قرارا بالعيش منفيا عن بني زروال ، إلى أن تعود إليها عزة النفس التي تحلى بها الأجداد و هم يقاومون المستعمر الفرنسي...
فرحمة الله عليك يا بني زروال.
ملحوظة مهمة:
أنا لا أقصد بمقالي هذا أشخاصا أو جمعيات بعينها...بل أتكلم بلغة خطيب الجمعة الذي يردد عدة مرات " عباد الله اتقوا الله في أنفسكم و أهليكم.." وو حدهم المذنبون يحسون أن الخطيب يقصدهم دون غيرهم...أما الشرفاء فيعملون في صمت و يستحيون أن يذكروا ما قدموه من خدمات ابتغوا بها وجه الله و لم يبتغوا بها الحصول على الدعم لجمعياتهم ، أو قضاء مارب انتخابية...

 
 
                               

vendredi 12 août 2016

ضحيت بصديقي من أجل حرية قلمي ...

ضحيت بصديقي من أجل حرية قلمي ...

بقلم المودن أحمد من ودكة

لأول مرة في حياتي أجد نفسي في ورطة...
إما أن أختار حرية القلم و التضحية بصديق عزيز ...أو تقييد القلم و اﻹحتفاظ بالصديق العزيز...
صديقي هذا انسان رائع ، سياسي متمرس، متحزب و مستشار نشيط بجماعته...تعرفت عليه عن طريق العالم اﻷزرق ...دام هذا التعارف عاما كاملا، ختمناه بلقاء رائع أكد لي من خلاله أنه إنسان المهمات الصعبة، بل و يمكن اﻹعتماد عليه في إيصال هموم المواطنين إلى جميع مسيري الجماعة و على رأسهم رئيسها المحترم...
وفعلا كان عند حسن ظني، فزاد حبي و تقديري له...
مع اﻷيام ظهرت أشياء لم تعجبني و تتعلق بمعارفه أو جماعته أو حزبه...قرر قلمي أن يكون جريئا و حرا في نقد ما سولت لي نفسي نقده...فإذا بوجه صديقي وطيفه يقفان أمام عيني ...فوقف القلم!
تكررت محاولات الكتابة و النقد ...فتكرر ظهور خيال صديقي وهو يخاطبني قائلا :" إيوا على الأقل حشم على وجهي "...
يوما بعد يوم يزداد إحسان و حسن معاملة صديقي لي ، فتزداد القيود حول قلمي حتى كدت أسقط في ما سقط فيه شعراء المدح...وهنا أنبني ضميري فقررت أن أبحث عن أي سبب أنهي به صداقتي مع صديق عزيز جدا و لم أرى منه ما يغضبني أبدا...بل كان طول الوقت من أروع اﻷصدقاء...
بدأت أبحث عن أي خطأ يصدر عن هذا الصديق و أحسب زلاته إلى أن جاءني بخبر أثلج صدري: لقد التقى بأحد اﻷشخاص و تحدث معه بل و أعجب بطرحه مما جعله يدافع به وعنه...
و أما هذا الشخص( تم حذف كل ما يتعلق بصفاته حتى لا نسقط في الغيبة ) 

 اغتنمت فرصة هذه الزلة الغير مقصودة من صديقي لأجمد صداقتي معه...و لو أنه لا ذنب له.
حينها فقط أحسست بحريتي ...و عادت الحياة لقلمي...
فمعذرة صديقي فأنا أعترف أمام القراء جميعا أنك لم تخطأ يوما في حقي، و أنك نعم الصديق ...و لكن قلمي انتصر على عواطفي...فضحيت بصديقي من أجل حرية قلمي الذي لا حزب له ولا رمز...بل هو يريد أن يكون في خدمة الحق و خدمة مسقط الرأس دون مقابل...فمعذرة صديقي العزيز.

 
                               

jeudi 11 août 2016

مبروك بيع السيارة

 مبروك بيع السيارة


الناس يقولون لبعضهم البعض " مبروك " حينما يشترون السيارة...
و أنا أبارك لنفسي لأني تمكنت من بيعها...
و كأنني طلقت زوجة منحوسة...
كانت تأكل مثلما تأكل زوجتي...
تتذكر المسكينة جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم المغرب...و أخبرتني أن الحكومة الحالية كانت الأسوء في تعاملها مع سيارات الفقراء باحيائها للضريبة على السيارات القديمة...
سيارتي كانت تكره كثيرا طرق بني زروال...
كما أنها طافت بي جميع أقسام المحاكم...
بل أنني بسببها قمت باطلالة على الاخرة عدة مرات...
و بالمناسبة فجميع أجدادكم يسلمون عليكم هناك...


 
                                                   

في بني زروال الأطفال يقلدون آباءهم في كل شيء - فيديو -

في بني زروال الأطفال يقلدون آباءهم في كل شيء - فيديو -



رغم صغر سن هذا الطفل، و رغم ميل الأطفال لكل ما هو تكنولوجيا حديثة...فانه اختار تقليد أبيه الفلاح تاركا " الطالبليط ". 
شاهدوا تمسك الانسان الزروالي بعاداته منذ نعومة أظافره، رغم أن " النادر" أصبح فوق السطوح !!!

 لمشاهدة الفيديو انقر أسفله:


 
  
                                    

                                                                   

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا