samedi 30 avril 2016

فلوسي...فلوسي، أو حينما يصطدم الجبلي بحماته.

فلوسي...فلوسي، أو حينما يصطدم الجبلي بحماته.

بقلم المودن أحمد من ودكة بني زروال تاونات.


سمع التجاني دقا على بابه...سأل عن الطارق فإذا هو " ولد المغانة " جاء يطلب وساطة التجاني لحل مشكلته مع  زوجته " طاهرة "...كان المسكين "مكربشا"،مقطع الثياب، ينطبق عليه المثل الشعبي " أدقول فلث للطيور"...
طلب التجاني من زوجته نبيلة مرافقته الى دار " ولد المغانة " لمحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه...
ولد المغانة شاب عنيد جدا اشتهر بعناده منذ طفولته...لذا لقبه أصدقاءه بهذا اللقب الطريف...تزوج بطاهرة في أواخر الثمانينات بالبادية حيث كان راعيا للماشية بها...وبعد سنتين من زواجه هاجر إلى مدينة فاس...اكترى بيتا صغيرا بأحد أحيائها الهامشية، ثم اشترى عربة يطوف بها المدينة يوميا ليبيع الخضر...
كان أكبر مشكل يعاني منه هو مطاردة القوات المساعدة له...ولكن رغم ذلك فقد كان يحصل على مدخول يومي محترم سمح له بأداء الكراء و نصيبه من استهلاك الماء و الضوء...و الباقي كانت طاهرة تتكلف بجمعه ل" دواير الزمان"...رزق ولد المغانة بطفلة ثم بثانية ثم بولد...غير مسكنه مرارا...درس اﻷبناء و البنات...وكافح إلى أن حصلت الكبيرة منهن على شهادة الباكالوريا...
لم يعد نصف الشقة يكفي للأسرة التي أصبحت تتكون من خمسة أبناء، وأب و أم ينامان غير بعيد عن عيون اﻷطفال...
كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام رغم بعض المشاكل البسيطة التي لا يكاد يخلو منها أي بيت...
ذات يوم اقترحت الطاهرة على ولد المغانة فكرة شراء شقة صغيرة...وافق الزوج على الفور فقد أنهكه الكراء و الرهن...ولكن المشكل الذي صادفهم هو عدم كفاية ما جمعوه من نقود لشراء الشقة...
اقترحت الزوجة أن تطلب قرضا من أمها، فأكيد لن ترفض طلبهم، خاصة و أن ولد المغانة له مرتبة خاصة عند حماته "أمي السعدية" ...
وفعلا كان له ما أراد فقد توصل بالمبلغ ثم اشترى شقة..بل و غير مهنته ليعمل مساعدا لرصاص ثم حارسا ليليا لإحدى الإقامات ثم مياوما...ثم عاطلا عن العمل...
وبدأت شكوك الزوجة تكبر يوما بعد يوم...إذ أصبحت تتهم الزوج بأنه يخبأ النقود بالبنك على غير عادته!!!
ثم جاءت أمي السعدية تريد نقودها فاعتذر لها بكونه يعمل يوما و يجلس يومين...وقد كان هذا الرفض بمثابة إعلان للحرب...
بدأت الحرب "بالمعيور" لتنتقل للتشابك باﻷيدي...ثم الضرب المبرح ثم "الكوميسارية"...
حاول الزوج طرد زوجته من المنزل فقالت له : " اخرج أنت إنها دار أمي..."
كان الزوجان يتخاصمان أمام أعين اﻷبناء و الحماة...لتتدخل الفتاتان ذات يوم لمساندة أمهما فأكل ولد المغانة ما يأكل الحمار...بل أنهن جاهدن فيه بالعصي و اﻷظافر ليرسلوه عند التجاني "مكربشا مدغدغا " وكأنه "فلت للطيور"
ذهب التجاني صحبة زوجته الى حيث يسكن "ولد المغانة"...وعند وصولهم،طلب من الزوج البقاء في الخارج كي لا يفسد عملية إصلاح ذات البين...
وبداخل المنزل كان الكل مستعدا بعصاه معتقدين أنه الزوج جاء مهاجما...استعمل التجاني كل دهائه لتلطيف الجو و أقنع الفتاتين أن ما فعلا يعتبر عقوقا للوالدين...فبكيتا...كما ساهمت زوجة التجاني في تهدئة الزوجة...ثم تم النداء على الزوج...و بعد ثلاث ساعات من اﻷخذ و الرد ، عقد الصلح...
قام التجاني مودعا ليفاجأ بأمي السعدية تفسد كل شيء صارخة بأعلى صوتها :" فلوسي... فلوسي...أنا بغيا فلوسي..."
لتبدأ الحرب من جديد...تدخل الجيران و المارة...
فتسلل التجاني وزوجته فارين حتى لا يصابا بإبريق طائش أو يد مهراز من دون طيار...
بعد أيام قالت نبيلة لزوجها التجاني :
- ما رأيك يا عزيزي لو بعنا منزلنا و اشترينا منزلا جديدا أكبر من هذا؟
فأجابها مستفسرا: " و لكن ثمن منزلنا لن يكفي لشراء منزل أكبر...

فقاطعته :
- لا تشغل نفسك سأطلب من أبي أن يقرضنا...
ليقف التجاني بعدما كان جالسا و هو يقول :
-شوف الله يرحم الوالدين أنا مفيا ميتكربش من وجهي وما عندي صحة باش نكول الزلاط ..."
فتبادلا الإبتسامة و حمدا الله على منزلهما المتواضع...
ملحوظة :
_ المغنان أو المغانن أو المعكس = العنيد المتشبث برأيه حتى وإن لم يكن على صواب.
_ كربش = خدش بالأظافر.
_ فلث للطيور = ؟؟؟



                                                         

الصورة لنا و التعليق لنا ولكم

الصورة لنا و التعليق لنا ولكم

حينما لا نتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب تكون النتائج كارثية ...حين لا نختار الصديق المناسب...حين لا نختار الزوجة المناسبة...حين لا نختار المسكن المناسب والجيران المناسبين ...حين نضع ثقتنا في من لا يستحقها...و حين لا نأخذ الإحتياط اللازم قد يكون مصيرنا هو مصير هذه الزاحفة التي أخطأت الإختباء ليكون مصيرها أن أصبحت مجرد هيكل عضمي محنط...فلنأخذ العبرة من أخطاء غيرنا...
طبعا هذه الخاطرة هي مقدمة لقصة واقعية سأسوقها لكم قريبا...لكي نأخذ منها العبرة...
و لكن قبل ذلك ما هو تعليقكم على الصورة؟






                                           

vendredi 29 avril 2016

استفتاء... ماذا تختارون؟

استفتاء... ماذا تختارون؟

بجعبتي ثلاث قصص و مذكرات مختلفة شكلا ومضمونا :
1- التجاني و الصدقة بالعلم ...قصة تكشف النقاب عن سبب عثور التجاني على النقود الضائعة بكثرة ...
2- هو صديقها وهي حبيبته...مذكرة تحكي إحدى مغامرات التجاني أواخر التسعينات عندما اختلط الحب بالاعجاب والصداقة بالرغبة...
3- فلوسي فلوسي...قصة اجتماعية تحكي عن جبلي" معكس " في صراع مع زوجته و بناته...
إذن ماذا تختارون ؟


لا تنسوا أن رأيكم يهمنا، واختياراتكم تسمح لي بتحديد ميولات قرائي...ومن كان منكم بخيلا فليكتب فقط رقما من اﻷرقام الثلاثة وشكرا.


                                                                        

أريد أن أصبح عروسة

قصة اليوم قصة وشمن قصة ...

سألت إحدى بناتي " ماذا تريدين أن تصبحي في المستقبل ان شاء الله؟
فأجابتني :" أريد أن أصبح عروسة " 



حلل و ناقش!!!!!








            
                                                   

jeudi 28 avril 2016

وراء كل عظيم امرأة، ووراء كل أحمق امرأة

قصة قصيرة: وراء كل عظيم امرأة، ووراء كل أحمق امرأة

بقلم المودن أحمد

توصل التجاني بخبر نزل عليه كالصاعقة...لقد تم ايداع صديقه "السعيد " بمستشفى اﻷمراض العقلية...
لم يتقبل التجاني الخبر، فهو يعرف صديقه جيدا...شاب أربعيني يعمل بشركة و متزوج منذ عشر سنوات...يعيش في سعادة تامة جعلت الناس يلقبونه ب" السعيد "...رزق من زوجته " الضاوية " بولد و بنت...
حمل التجاني قفته و ذهب ليزور صديقه...

بقاعة اﻹنتظار أثار انتباهه أن أغلب الحمقى الذين يأتي بهم أهلهم للمستشفى هم رجال و شباب!!!
ثم جيئ "بالسعيد" و هو يضحك و يقول بصوت مرتفع :"أيها الناس اعلمواأنه وراء كل أحمق امرأة...وراء كل مسخوط الوالدين امرأة...وراء كل حشايشي امرأة..ووراء كل شمكار امرأة..."
لم يستطع التجاني إخفاء ضحكته و هو يرى صديقه يقلد خطيب الجمعة، ليعانقه و هو يقول مداعبا:
-" ما بك يا هذا تركناك وأنت موظف بشركة لنجدك الآن فقيها...فما خطبك؟!"
فأفرغ " السعيد " قلبه قائلا :
" كنت ياصديقي بأسعد حال مع الضاوية الى أن انقطع الضوء فجأة
، فلم أعد أرى شيئا...أثقلت كاهلى بطلباتها...مرة تريد تغيير المطبخ...و مرة تريد تغيير الصباغة ومرة الثلاجة...و مرة المنزل بكامله...تشك في وفائي وتقسو على أبنائي إن مالوا نحوي...تحب المال أكثر مما تحبني...لقد أصبحت بالنسبة إليها مجرد بطاقة بنكية...أفسدت علي حياتي...ما أن ألج المنزل حتى تبدأ شكاياتها...بدأت أهرب للمقهى فتبعتني بمكالماتها...بل أنها بدأت تهينني...تخيل أنها قالت لي " صمت شهرا و فطرت على ضفدع" ..."
لم يكن التجاني ليقاطع صديقه السعيد فهو في لحظة بوح...لذا أعطاه الفرصة ليفرغ مكنون قلبه...
"...تخيل يا صديقي التجاني أنها قالت لي " أنا مزدقت راجل مزداقت ولاد..." و هي التي كانت تقول لي قبل الزواج " اذا لم
أتزوج بك فسأنتحر..."...لم أشعر بنفسي إلا و أنا هنا بالمستشفى و قد قيل لي أنهم وجدوني ألقي خطبة وسروالي مبلل بالب..."حشاك "..."
وهنا قاطعه التجاني سائلا إياه:
-"وما هو نوع العلاج الذي تتبعه هنا؟"
-"إنهم يلقنونني طيلة اليوم هذه الحكمة " وراء كل عظيم امرأة " -" وهل حفظتها؟"
- " نعم حفظت: وراء كل أحمق امرأة...وراء كل مسخوط الوالدين امرأة...وراء كل شمكار امرأة " وكلما جاؤوا بنزيل جديد حفظت شيئا جديدا..."
- هل هذا هو العلاج الوحيد هنا؟
-لا بل يعطوننا أقراصا لنهدأ و ننام...و البارحة أعطوا لكل واحد منا دمية...
-وماذا فعلتم بدماكم ؟
وهنا يبتسم
" السعيد " وهو يرد :
- لقد طلق المتزوج منا دميته...وتزوج العازب منا دميته و بعدها شتتنا الدمى إلى أشلاء وأقمنا لهن جنازة جماعية...رحمهن الله...
فجأة علا صوت ممرض ينبه إلى انتهاء الزيارة...فودع التجاني صديقه و خرج ...ليجد نفسه يقول " وراء كل أحمق امرأة...وراء..."


                                           

mercredi 27 avril 2016

التجاني و الكّاورية...حينما انهزم الشيطان

 التجاني و الكّاورية...حينما انهزم الشيطان 

بقلم المودن أحمد


 فوجئ التجاني و هو يلج عمله الجديد بشيئين مهمين...من جهة لا علاقة لما درسه مع نوع عمله...و من جهة ثانية لغته الفرنسية ضعيفة جدا جعلت زميلاته في العمل يسخرن منه و هو ينطق حروفها كمن يبتلع عظما...
دفعته عزة نفسه ليتعلم لغة موليير ابتداء من أبجديتها...إلى أن شهد له مديره بأنه أصبح فرنسيا لغة و هيئة...
مع اﻷيام بدأ التجاني يشارك في المنتديات الفرنسية، وركن التعارف مع اﻷجانب، فتعرف على الكثير من الشقراوات...ولكنه لم يتعدى أبدا حدود الصداقة العادية و الخالية من كل اﻷحاسيس و الرغبات...فللتجاني زوجة تثق فيه، يحبها و تحبه وله أبناء، بل و اﻷجمل من هذا أنه عاهد الله مع نفسه ألا يخون زوجته...
مرت اﻷيام و السنين على هذا الحال إلى أن تعرف على إمرأة فرنسية متزوجة...تطورت صداقتهما بسرعة فأغرقته بالهدايا و المال، لا لشيء - حسب قولها -سوى لأنها تحب مساعدة الناس الفقراء وكذا لأن التجاني ملأ حياتها...فزوجها كائن وجوده يساوي غيابه...بل أنها تحب كلبها أكثر مما تحب زوجها...
" كاترين " تتحدث مع التجاني باستمرار على " اﻹميسن"، وتهاتفه كل يوم ، بل و تتحدث مع زوجته " نبيلة " ، فأصبحت بالتالي صديقة العائلة...
وأخيرا قررت "كاترين" مغادرة فيلتها الشاسعة بضواحي باريس لتحل بفاس لرؤية أصدقائها بالمغرب...
قبل سفرها بعثت "الكّاورية " المال الكافي للتجاني من أجل كراء شقة مفروشة و سيارة لمدة أسبوع مع الإحتفاظ بما تبقى من " بقشيش" لصرفه على اﻷبناء...
كانت فرحة التجاني عارمة وهو يلج مطار فاس سايس منتظرا صديقته...و أخيرا حطت الطائرة...بدأ يبحث عنها وسط الشقراوات...لتفاجئه ب:
"Cou cou Tijani, je suis là"
ثم عانقته بقوة، لتتسلل روائح باريس إلى أعماقه...ثم انطلقا إلى الشقة المفروشة بالمدينة الجديدة بفاس...

فتحت كاترين حقيبتها لتمتع التجاني بهادايا ثمينة ومتنوعة ثم طلبت منه استدعاء زوجته...
حلت نبيلة بالشقة فانتشر أبناؤها كاكجراد يلتهمون كل ما صادفوه من حلويات و شكولاتة، و أفرغوا العطر على ذقونهم...لتكرمهم كاترين بعشاء بمطعم فخم...
قام التيجاني - بإيعاز من زوجته - بتوديع صديقته الفرنسية ، إلا أنها صرخت:
-" Oh non! impossible que je reste ici toute seule! j'ai peur..."
شرح التجاني لزوجته أن كاترين ترفض البقاء لوحدها، لأنها تخاف...فوافقت على بقاء التجاني مع صديقتهما، لأنها لم تحمل معها مستلزمات المبيت...
ذهبت نبيلة و بقي التجاني و حده مع كاترين...اعتذرت له عن الغياب للحظة  كي تستحم، لتخرج عليه بقميص نوم لا يخفي سوى ما شاءت كاترين أن تخفيه، ثم سألته بلطف :
- أنا بحاجة لقنينة " ويسكي" هل يمكنك أن تحضرها لي؟
اضطرب التجاني و هو يجيب :
- أنا لا أعرف أين تباع...لكن سأسأل حارس فندق قريب...
أحضر الحارس القنينة و أخذ نصيبه من الكعكة مع الثمن...
مسكت كاترين القنينة و أحضرت كأسين، ثم ملأتهما إلى النصف...و التجاني يراقب في صمت...تناولت كأسا و قالت له :
- خذ كأسك سنشرب نخب صداقتنا...
فتلعثم التجاني و بدأ يبحث عن اﻷعذار :
- أنا لا أشرب الخمر، لأنه حرام في ديننا و مضر بالصحة ووو...
فأزاحت قطعة قماش رقيقة كانت تخفي ما تبقى من لحم رجليها المغطى و هي تقول ممازحة :
- اشرب...فربما يزداد و زنك فأنت نحيف جدا...
فرفض التجاني رفضا باتا، لتضرب كأسها بكأسه ثم شربت اﻹثنان معا.

 استمرت في شربها و ثرثرتها...فتظاهر التجاني برغبته في النوم ليتسلل إلى غرفته و يغلقها خلفه بالمفتاح و ينام...
يوم غد قاما بزيارة إلى المدينة القديمة...وفي اليوم الثالث زارا إيفران و أزرو...و بعده صومعة حسان بالرباط...ثم بني ملال...

 كما قامت نبيلة بدعوة كاترين لتناول كسكس بمنزل التجاني...ثم اتجه الجميع بعدها  لمتجر مشهور فاشتروا كل ما أثار انتباههم...في حين كانت كاترين تؤدي و تبتسم...
في اليوم السابع طلبت كاترين من التجاني زيارة مدشره المتواجد بجبل ودكة...كانت رحلة رائعة ... الجو ربيعي...الطبيعة خلابة...رجال الدرك متسامحون...شيء واحد أزعج كاترين، وهو حالة الطريق التي لم تكن تصلح سوى لسياقة الدواب...
قضى الصديقان يوما رائعا بجبل ودكة، أغدقت خلاله كاترين العطايا على عائلة التجاني ليعودا بعد العصر إلى فاس...
جلس التجاني على يمين صديقته الأجنبية التي تكلفت بسياقة السيارة عند العودة إلى فاس...وعند حلول الظلام و بالضبط بين تيسة و فاس...بدأت تمرر يدها على فخضيه...فابتلع ريقه بعدما رأى منسوب الذكورة يرتفع فيه...ليقول مع نفسه :" أيما الحبيبة وكيف بنقي دبا مع هاد المفلسة... يا يما ..." ..."
فكر كثيرا قبل أن يزيح يدها بلطف...فعم صمت رهيب...حمد التجاني الله و شكره...إلا أنها سرعان ما عادت بيدها إلى ما هو أخطر، وهنا انفعل التجاني فألقى بيدها على مبدل السرعة، فاستعطفته قائلة:
- pourquoi tu fais comme ça? Tu ne me trouve pas belle, ni attirante ?
فرد عليها بعدما استجمع قوته:
- اسمعي سيدتي...فعلا إنك جميلة و جذابة، لكن ديننا لا يسمح لنا بخيانة زوجاتنا...فعليك أن تعرفي أنه حتى خروجي معك وانفرادي بك حرام...لقد فعلت كل هذا لأني أعتبرتك صديقة العائلة كلها...لكن يبدو أنني أخطأت...
فانقطع الكلام إلى أن وصلا الى الحي الذي يسكن فيه التجاني ثم قالت له :
"يمكنك النزول و اﻹنصراف، سأعود للشقة لوحدي،لست بحاجة إليك..."
دخل التجاني إلى بيته و حكى لزوجته ما حدث له، ثم حاول اﻹتصال بكاترين ليتأكد من و صولها، لكنها لم ترد...و يوم غد كذلك لم ترد ...فذهب ليطمئن عليها لكنه اكتشف أنها سلمت المفاتيح لصاحب الشقة و سافرت...
انقطع الإتصال نهائيا لمدة سنة كاملة...
ذات يوم جمعة توصل التجاني برسالة نصية من كاترين تقول" عزيزي التجاني أشكرك ﻷنك كنت السبب في دخولي للإسلام...لقد أسلمت منذ شهر على يد شيخ هنا...لذا أنا بحاجة لكتب دينية...كما أخبرك أنني
خصصت لك و لأولادك منحة شهرية...أيضا سأتكلف بمصاريف دراسة بنتك هنا بفرنسا إن شاء الله...و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
كاترين "


                                                                       

التجاني و الكّاورية - الجزء الأول -

التجاني و الكّاورية  - الجزء الأول -

بقلم المودن أحمد

فوجئ التجاني و هو يلج عمله الجديد بشيئين...من جهة لا علاقة لما درسه مع نوع عمله...و من جهة ثانية لغته الفرنسية ضعيفة جدا جعلت زميلاته في العمل يسخرن منه و هو ينطق حروفها كمن يبتلع عظما...
دفعته عزة نفسه ليتعلم لغة موليير ابتداء من أبجديتها...إلى أن شهد له مديره بأنه أصبح فرنسيا لغة و هيئة...
مع اﻷيام بدأ التجاني يشارك في المنتديات الفرنسية، وركن التعارف مع اﻷجانب، فتعرف على الكثير من الشقراوات...ولكنه لم يتعدى أبدا حدود الصداقة العادية و الخالية من كل اﻷحاسيس و الرغبات...فللتجاني زوجة تثق فيه، يحبها و تحبه وله أبناء، بل و اﻷجمل من هذا أنه عاهد الله مع نفسه ألا يخون زوجته...
مرت اﻷيام و السنين على هذا الحال إلى أن تعرف على إمرأة فرنسية متزوجة...تطورت صداقتهما بسرعة فأغرقته بالهدايا و المال
، لا لشيء - حسب قولها -سوى لأنها تحب مساعدة الناس الفقراء وكذا لأن التجاني ملأ حياتها...فزوجها كائن وجوده يساوي غيابه...بل أنها تحب كلبها أكثر مما تحب زوجها...
" كاترين " تتحدث مع التجاني باستمرار على " اﻹميسن"
، وتهاتفه كل يوم ، بل و تتحدث مع زوجته " نبيلة " ، فأصبحت بالتالي صديقة العائلة...
وأخيرا قررت "كاترين" مغادرة فيلتها الشاسعة بضواحي باريس لتحل بفاس لرؤية أصدقائها بالمغرب...
قبل سفرها بعثت "الكّاورية " المال الكافي للتجاني من أجل كراء شقة مفروشة و سيارة لمدة أسبوع مع الإحتفاظ بما تبقى من " بقشيش" لصرفه على اﻷبناء...
كانت فرحة التجاني عارمة وهو يلج مطار فاس سايس منتظرا صديقته...و أخيرا حطت الطائرة...بدأ يبحث عنها وسط الشقراوات...لتفاجئه ب:
"Cou cou Tijani, je suis là"
ثم عانقته بقوة
، لتتسلل روائح باريس إلى أعماقه...ثم انطلقا إلى الشقة المفروشة بالمدينة الجديدة بفاس...
وللقصة بقية قريبا جدا... 
  
                                                                     

mardi 26 avril 2016

قريبا...مذكرة : التجاني و الكاورية


قريبا...مذكرة :التجاني و الكّاورية ...

تخيلوا معي جبليا قحا...يقرر زيارة بلدته صحبة أجنبية تعرف عليها عن طريق اﻷنترنيت...

عند العودة من جبل ودكة حدث ما لم يكن بالحسبان...

جاء في المذكرة :"...جلس التجاني على يمين صديقته الأجنبية التي تكلفت بسياقة السيارة عند العودة إلى فاس...وعند حلول الظلام و بالضبط بين تيسة و فاس...بدأت تمرر يدها على فخضيه...فابتلع ريقه بعدما رأى منسوب الذكورة يرتفع فيه...ليقول مع نفسه :" أيما الحبيبة وكيف بنقي دبا مع هاد المفلسة... يا يما ..." ..."

طبعا أكيد أن هذه المذكرة لن تكون كمثيلاتها...فماذا تتوقعون أن يفعل التجاني و هو أمام امرأة أغرقته مالا و هدايا وووو ؟

lundi 25 avril 2016

مستشفى غفساي أو قنطرة العبور نحو مقابر فاس

مستشفى غفساي أو قنطرة العبور نحو مقابر فاس

بقلم المودن أحمد من ودكة غفساي بتاونات.

كان التجاني يقضي عطلته السنوية بجبل ودكة كعادته كل سنة، و إذا بمناد ينادي في مكبر صوت المسجد أنه هناك شخص بين الموت و الحياة بالغابة يسبح في دمه...هرع أهل الدوار الى عين المكان و كان ذلك بين العصر و المغرب...نقلوه إلى المدشر ثم اكترى أهله سيارة من نوع مرسديس 207 لتنقل "عمي عبسلام" الى مستشفى غفساي...
قرر التجاني التسلح بآلة تصويره و جهاز التسجيل ثم مرافقة الضحية صحبة عشرة من أبناء المدشر...كان هم السائق همين، الخوف من أن يموت عمي عبسلام بسيارته في الطريق، و تفادي الحفر التي أصبح يحفظ بشكل جيد موقعها و عمقها و طولها وعرضها...
و صلت السيارة قرب مستوصف جماعة ودكة لتتوقف سانحة الفرصة لأحد أبناء عمي عبسلام ليتأكد إن كان بالمستوصف أحد، فعاد و هو يقول : " هذا مختص فقط بالتلقيح و وسائل منع الحمل..."
ارتفعت ظحكات القوم حين قال أحد الرجال: " مخصهمشي نولدو...الفرخين ديالنا قباحين يمكن...هههه"
ثم عم صمت رهيب بعد أن انتبه المرافقون لعدم رضى أبناء الضحية ...
وصل الركب إلى غفساي بعد آذان المغرب...بوابة المستشفى و إسمه يغريان، مما جعل التجاني يتوقع أن الرحلة ستتوقف هنا.
دق أحدهم في الباب ليطل ممرض مستفسرا عن حالة المريض،ثم استطرد قائلا بعد فحصه بأنامله و عينيه:
-"حالته حرجة جدا...كسور عميقة برأسه...الطبيب غير موجود...من اﻷفضل أن يتم نقله إلى المستشفى الجامعي بفاس...كل ما يمكننا أن نفعله هو تمكينكم من سيارة إسعاف...لكن قبل ذلك يجب إخبار الدرك ".
لم يتم إعطاء أي إسعافات أولية للضحية بدعوى عدم و جود الآلات و اﻷدوات و العنصر البشري المناسب...
وجاء الدرك أخيرا...وجهوا أسئلة للضحية فأجاب بكلمات غير مفهومة...
فطلبوا أحد أفراد عائلة "عمي عبسلام" للإجابة عن أسئلتهم...سمع التجاني هنا كلاما أرغمه على محاولة تسجيل الحوار...شك فيه الدركي، فجر إبن الضحية بعيدا الى حدود بريد المغرب المقابل للمستشفى...
عند عودة الولد سأله التجاني عن فحوى الحديث فأجابه : " لقد سألني إن كنت أشك في شخص ما...ثم طلب مني "تدويرة " لكي يكون المحضر في أحلى حلة...فأعطيته 300 درهم هذا كل ما كان بجيبي..."
تحركت سيارة اﻹسعاف أخيرا نحو مدينة فاس حاملة "عمي عبسلام" بجلبابه الملطخ بدمه الذي جف فوق شعره ووجهه...في حين رجع باقي المرافقين الى المدشر.
وفي طريق العودة شرح العربي كيف أن زوجته توفيت وهي تلد بالمستشفى...أما لحسن فكان حزينا وهو يحكي كيف أن أمه أصيبت بشلل نصفي نتيجة صعوبة إيصالها في الوقت المناسب للمستشفى لإسعافها بعد فقدانها للوعي...
كثرت الحكايات...ثم توجه أحدهم بسؤال للتجاني :
-"لماذا لا يهتمون بالصحة في غفساي ياأستاذ؟
فيجيبه:" إنهم لا يعترفون بوجودنا...ولا يعرفوننا سوى في اﻹنتخابات...إننا ننتمي للمغرب الغير النافع...فقد قال وزير الصحة أن كل ما ينقصه بالنسبة لغفساي هو الوعاء العقاري..."
وهنا سأل أحدهم شيخا جالسا بقربه:
-" عمي علي شنو هاد الوعاء العقاري؟"
فأجابه الشيخ :" أنا أولدي أنعرف غ الزيت البلدية و النوار دقرقور..."
فجأة رن هاتف أحدهم ...انه أحد أبناء الضحية يتصل من فاس ...هناك خبر عاجل يقول...
                    
                                                  

dimanche 24 avril 2016

يلاه نحتشو ...كما كان يفعل التجاني

يلاه نحتشو... كما كان يفعل التجاني 



كلمة " نحتشو " يعرفها البدويون أكثر من أهل المدن، و هي من اختصاص النساء عادة، و لكن التجاني قام بعملية " الحتيش " بنفسه كما هو مذكور في الحلقة 76 , فما معنى هذه الكلمة إذن، و كيف و جدتم المودن في هذه الصورة و هو يقلد التجاني؟


                                            

samedi 23 avril 2016

الحلقة 76 : حينما رفض البرغوث الهجرة إلى مدينة فاس

مذكرات التجاني  الحلقة : 76

حينما رفض البرغوث الهجرة إلى مدينة فاس

                      بقلم المودن أحمد 

أحس التجاني بأن شيئا ما تغير فيه...فهو يعتقد أن كل فتيات المدشر ينظرن إليه، بل أصبح أكثر اهتماما بهندامه و تسريحة شعره التي تفرض على شعيراته الرجوع الى الوراء حتى و لو اقتضى الأمر حمل المشط بجيبه...لكن رغم إحساسه بالإفتخار كونه أصبح طالبا جامعيا، إلا أن ذلك لم يمنعه من وضع البردعة و الشواري فوق حمارته ثم الإنطلاق إلى الحقل لجمع الحشائش و العشب أو ما يسميه أهل الدوار ب" الربيع " ...ليستمتع بروعة الطبيعة، و خرير المياه، وزقزقة الطيور...وما ما أن يجمع كومة من العشب حتى يضعها على حمارته ثم يركب و مذياعه الصغير بيده...
هدوء تام و سكينة تجعل من العطلة فرصة للإبتعاد عن ضجيج المدينة...ابتعاد لم يدم سوى أياما قليلة، إذ قرر أخوه " خلوق " الهجرة إلى المدينة بشكل مفاجئ مخبرا أباه أنه اكترى بيتا مساحته خمسة و عشرون مترا مربعا، وأنه سيرحل بعد يومين...
قطع التجاني إذن عطلته الدراسية ليعود إلى فاس...فقد شهد صباح الأحد تجمع الأحباب و الجيران في لحظة و داع كانت أشبه بجنازة...بكاء و دعاء، و شبان يحملون سريرين و برمة و طنجرة سوداء و إبريقين أحدهما من دون يد...الزوجة جمعت ملابسها في "باليزتها " التي جاءت بها معها يوم زفافها، و الزوج جمع جلابيبه و ثيابه في " خنشة " صنعت أصلا لتوضع بها قوالب السكر...
وضع " الرحيل " بالشاحنة و غطي بمجموعة من البطانيات الصوفية التي مال لونها إلى الأصفر من كثرة الإستعمال ...ليرسو التجاني فوقها، في حين ركب أخوه و زوجة أخيه قرب السائق...
تحركت الشاحنة لتبدأ عملية ضبط التجاني لتوازنه فوق منقولات غير مرتبة و شاحنة مهترئة و طريق إما أنها تلد الحفر، أو أن الحفر تتناسل مع بعضها ليلا لتلد نهارا...
رغم كل  هذا استسلم التجاني لنوم عميق ، لم يستيقظ منه إلا بعد أن تسللت أشعة الشمس الحارة لجسده النحيف...نظر حوله ليجد نفسه بقنطرة الورتزاغ...قنطرة من حديد اعتلاه الصدأ تشهد أن الإستعمار بنى مشاريعا عجز عن بنائها المتعاقبون على تسيير المغرب بعد استقلاله...
ارتفعت الحرارة أكثر و ارتفعت معها سرعة الشاحنة، ليبدأ البرغوث في القفز  فوق البطانيات ومنها الى الأرض و كأنه يرفض الهجرة من موطنه الأصلي...استمرت عملية القفز  الجماعي للبرغوث الى حدود "سوق أحد بوشابل " حيث توقفت الشاحنة ليرتاح السائق قليلا...و هنا توجه التجاني عند أخيه ليقول له ممازحا : 
_" لقد صدرنا ما يكفي من البرغوث للحياينة و شراگة " 
ضحك الثلاثة بالدموع، ثم استانفت الرحلة ، ليصلوا إلى فاس قبل آذان العصر بقليل.
وجد التجاني نفسه بحي شعبي هامشي في طور البناء، لأن أغلب ساكنيه تم ترحيلهم من حفر و غيران تحت الأرض كانت تتواجد قرب فندق المرينيين و بن زاكور و باب الگيسة...خليط من شراگة و الحياينة و جبالة وولاد جامع يشكلون فسيفساء بشري يصعب التأقلم بين مكوناته...
يوم غد ذهب " خلوق " إلى " الجوطية " فاشترى خزانة و طاولة و سريرين خشبيين مستعملين...وضع فوقهما " بونجتان " ليؤثث بالتالي بيته الذي يشترك في مرحاضه مع جار آخر...
نام الزوج و الزوجة بأمان على ناموسيتهما المركبة من سريرين منفصلين...و على بعد مترين منهما و بنفس "البيت" نام التجاني على " بونجة " وجد راحته فوقها...
أطفأ المصباح و غط الكل في نوم عميق ، ما عدا التجاني...فقد أحس بشيء يعضه!!!
تساءل مع نفسه :" كيف يحدث هذا و قد رأيت البرغوث يقفز الى أن انقطع أثره ؟!!!"
نفذ صبره فنادى على أخيه مستنجدا :
_" أخاي...خاي...وحد الهام أيعضني "
_" انعس أصاحبي هداك غ البرغوث " 
يرد خلوق مطمئنا التجاني...
ثم يشتد العض و الحك و استبدال النوم على الجنب الأيمن بالأيسر ، ثم الأيسر بالأيمن...و لا شيء تغير ، لييهتف التجاني مستغيثا :
_" أخاي ...نشعل الضو نشوف شنو هاذ الهام ؟" 
_ يلاه شعال نشوفو..." 
و ما ان أضاء المصباح حتى بدأت حشرات غريبة مملوءة البطن بالدم حتى بان احمرارها، تسرع للإختباء...مسك التجاني واحدة منها و تساءل :" شنو هاد السخط ؟"
فرد خلوق مستغربا: " مينعراف لمولاه " 
فكر قليلا ثم اهتدى إلى حل...دق في باب جاره ثم سأله عن إسم الحشرة ، فأجابه بأنه " البق " ، و أنه جاء في الخشب المستعمل، لذا عليهم ألا يطفئوا النور لتفادي هجومه...
ابتسم التجاني و هو يقول : " هربنا من البرغوث طحنا فالبق " 
و إلى مذكرة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد من ودكة بتاونات.
#أحمدالمودن

vendredi 22 avril 2016

استفتاء: أي مذكرة تختارون؟

استفتاء 

بجعبتي ثلاث مذكرات  احترت في أمر نشرها...لكل واحدة هدف و مغزى مغاير للأخرى ...أريد اختياركم و سأنشر المذكرة التي ستنال أكبر قدر ممكن من طلباتكم ، فإليكم بموجز للمذكرات الثلاث: 
_ الأولى : حين رفض البرغوث الهجرة إلى مدينة فاس ( رصد لهجرة البدويين الى المدينة خلال بداية التسعينات ،
_ الثانية : التجاني و الگاورية ...مغامرة التجاني مع فرنسية ليجد نفسه وجها لوجه أمام الخيانة الزوجية ...
_ الثالثة : المفتش التجاني يسقط أخطر عدل موثق نصاب ...
اختاروا ما تشاؤون ، و ستجدون التجاني في الموعد ...
رأيكم يهمنا كثيرا و يسهل علي معرفة تطلعات أصدقائي بخصوص ما أكتبه .
و لكم جزيل الشكر مسبقا...


                                     

قصة التجاني مع بنت مسؤول كبير

مذكرات التجاني : " قصة التجاني مع بنت مسؤول كبير "

بقلم المودن أحمد 

كان التجاني حديث العهد بالزواج فقد اختار زوجته عن اقتناع و حب و عاهد الله ألا يخونها...
لكن حدث أن استدعت إحدى جاراته زوجته " نبيلة " لحفل زفاف بنتها...ثم تمت المناداة على التجاني ليقوم بتصوير الحفل...فهو يملك آلة تصوير متطورة ستجعل الجارة تستغني عن استدعاء مصور الحفلات...
بدأ الحفل الذي كان خاليا من الرجال باستثناء التجاني الذي كان يقوم بين الفنة و الأخرى برقصات صحبة زوجته لإبداء الفرحة لجيرانه بزفاف بنتهم...
و حدث أن كانت هناك امرأة سمينة غريبة عن الحي، تبدو عليها أثار الغنى الى درجة  أغرقت يديها و عنقها في أساوير ذهبية، و بصحبتها بنت جميلة جدا كاسية عارية...
كانت الجارة " رقية " تقدم ضيفتها بافتخار لكل النسوة قائلة :" هذه زوجة المسؤول الفلاني الذي يسير المدينة الفلانية...إنها صديقتي..."
اهتم التجاني بتصوير كل صغيرة و كبيرة، إلى أن فوجئ بأنامل رقيقة تدق على قفاه برفق...ثم تخاطبه ذات الوجه الجميل بصوت عذب :
- " اسمع أنت...أريد أن أرقص معك، هل لديك مانع؟ "
فيتراجع التجاني  الى الوراء و هو يقول :
-" ألا سماحلي منقدرشي، أنا مزوج ، و المرا ديالي مدحبشي"
فطمأنته قائلة :
- " لا تخف، سأتكلم مع زوجتك "
غابت قليلا ثم عادت و معها " نبيلة " زوجة التجاني التي طلبت منه آلة التصوير ثم أمرته بمبارزة الفتاة...
توجهت إبنة المسؤول الكبير إلى الحضور و قالت :
-"لقد أعجبت برقصة هذا الشاب، لذا أريد مبارزته، فعليكن أن تشجعن الأفضل رقصا، مفهوم؟".
زغردت النسوة ، و صفقن، ثم بدأت موسيقى شعبية بإيقاع خفيف...انطلقت الفتاة كالسهم ، في حين و قف التجاني جامدا و هو يتذكر " بلوطته " بالبادية و التي لم ينل منها سوى نظره إليها و هي ترقص...
توجهت الفتاة للتجاني قائلة :" مالك خفتي من مراتك ...هههه"
أحس التجاني بالإهانة فأعطى لساقيه و يديه الفرصة لإمتاع الجمهور برقص سريع يتماشى مع إيقاع الموسيقى...لكن حصل ما لم يكن بالحسبان...فقد " هاجت " الفتاة ، فأطلقت شعرها و فتحت صدفتي فستانها ثم مالت برأسها الى الخلف...فإذا بجبلان يطلان ، و كأنهما جبلي توبقال و تدغين يتعانقان...
نظر التجاني إلى زوجته و كأنه يريد حلا...في حين بدأت النسوة يتفوهن بكلمات ساخرة و يتغامزن و يضحكن...
أزال التجاني نظارتيه...لتفادي سقوطهما بسبب العرق المتصبب و كذا لكي لا يرى هذا " الخير " الذي فاض ، و الذي لا عهد له به...ثم استرسل في رقصة سريعة جعلت النسوة ينادين باسمه مشجعات و مقتنعات بانتصاره...
فجأة سمع الجميع صوت اصطدام عنيف بالخارج...خرج الصغير و الكبير ليفاجؤوا بزوجة المسؤول تخرج من سيارتها و هي سكرانة بعدما صدمت عمود الكهرباء ليسقط و يغرق الحي في ظلام دامس...
عاد كل فأر لجحره...في حين انصرفت زوجة المسؤول الكبير و بنتها تاركات أهل الحفل يكملونه بالشمع...
وما أن اجتمعت النسوة حول العروس حتى بدأ القيل و القال ، و قد استفتحته أم العروس قائلة :
-" صاحبة السيارة صديقتي، و هي زوجة مسؤول كبير ، يتحكم في مدينة بأكملها، وبالمنزل تتحكم فيه زوجته...بل يغسل لها رجليها.ههههه"
فتنفجر النسوة ضحكا ، لتستفسر إحداهن :
-" و كيف كتديرلوأمي رقية ؟ أنا بعد راجلي بحال الشبة العاصية، ولكن كلها و زهرو... "
ثم تقاطعها أم العروس :
-" أودي شمن زهر ، راه مكينشي ش فقيه اللي مكتعرفوشي...فلوس الرشاوي داوهم الفقها و الشراب...هههه"
وهنا توجه التجاني إلى زوجته :
" إيوا يالله بحالنا و لا خصك تعرفي العنوان دالفقيه؟ "
فتبادلا الابتسامة وودعا أهل الحفل...لتبدأ محاكمة التجاني على رقصاته و نظراته ...ليقول لزوجته مهددا:
-" و الله و مسكتني من الصداع حتى نعطيك بشي صاني".

و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع بتاونات.
ملحوظة: أصاني في اللهجة الجبلية يعني صفعة على الخد و يقال أيضا طرشة و تصرفيقة و تمرميقة او اطاريش...
 

jeudi 21 avril 2016

ما معنى كلمة أصاني ؟

ما معنى كلمة أصاني ؟


سيطل عليكم صديقكم التجاني بمغامرة طريفة من مغامراته مع بنت مسؤول كبير...
داخل هذه المذكرة التي تعج بالمستملحات يوجد مصطلح جبلي و هو  " أصاني " ...
هذه المذكرة لن تكون مجانا...بل عليكم إعطاء المعنى الصحيح لكلمة " أصاني " للتوصل بهذه المذكرة ...                 
 فما عساه يكون المعنى؟              


                                          

mercredi 20 avril 2016

مذكرات التجاني " متدير يداك فغيران، ميعضوك حياي "

مذكرات التجاني حلقة لأخذ العبرة فقط

" متدير يداك فغيران، ميعضوك حياي"

كان للتجاني جار طيب جدا...ولهذا الجار زوجة مرحة و طيبة بل و صديقة لزوجة التجاني...
في كل مرة يطل فيها من النافذة يصادف التجاني زوجة صديقه بالباب و قد بدأ بطنها ينتفخ يوما بعد يوم...
انتظر بطل قصتنا يوم ولادة الجارة بفارغ الصبر...فهو سيحتفل و يطرد الهم و الغم و يأكل الجاج المحمر...و الحلويات بأنواعها خاصة إن كان المولود ذكرا...فلجاره بنتان و ينتظر ولي العهد بشغف...
ذات مساء سمع التجاني زوجة جاره تنادي عليه بصوت عال:" و اعتاق السي التيجاني أعتاق "
قفز من مكانه خوفا على جارته التي هي بمثابة أخت لزوجته...وجد نساء و فتيات حولها، ثم طلبوا منه حملها إلى المستشفى قصد الولادة، خاصة و أن زوجها " الجيلالي " يعمل بالليل و لا يمكنه الحضور...
كان المولود ذكرا كما تمناه أبواه...و كم كانت فرحة الجيلالي وهو يعرف الخبر...فأقسم أن يذبح خروفان يوم "السابع " و و و...
انتظر التجاني أسبوعا كاملا ليفاجأ بتأجيل الحفل أربعة أيام بعد السبعة، لكي يتمكن كل اﻷهل و الحباب من الحضور...
إلا أنه تقرر ذبح الخروفان في اليوم السابع و اﻹحتفاظ بهما في المجمد إلى اليوم الحادي عشر...
تابع التجاني عملية الذبح و السلخ على أنغام " عيساوة " ليتم دفنهما في المجمد...
ليلة نفس اليوم السابع هذا سيقرر الجيلالي الأحتفال مع أصدقاءه على أحد أطراف المدينة يحتسون الخمرة و يمرحون...
أما التجاني فلم ينل من الخروفين سوى صورتهما و هما معلقين يقطران دما...
غدا صباحا سيفاجأ التجاني بزوجته تهمس في أذنه:" نوض نوض السي الجلالي داوه البوليس "
و جاء الخبر اليقين...لقد تم اعتقال الجلالي بسبب وفاة أحد المشاركين في جلستهم ليوم البارحة...
نعم لقد ضرب أحدهم اﻵخر بحجر لرأسه...
فتوفي على الفور...
اعترف القاتل بالمنسوب إليه...و تمت إعادة تمثيل الجريمة...الجيلالي ليس هو القاتل و رغم ذلك لم يطلق سراحه!!!
استفسر اﻷهل عن السبب، خاصة و أنه لم يبقى لحفلة السابع سوى يوم واحد، فاكتشفوا أن التهمة هي عدم التبليغ...
الجيلالي لازل مقبوضا عليه...الخروفان بالمجمد راقدان...و التجاني يرثي حظه التعيس...
قالت له زوجته مؤنبة:" افعل شيئا ما يا تجاني فلك معارف كثيرون..."
فأجابها " متدير يداك فغيران ...ميعضوك حياي...أنا مقلتلوشاي يمشي يسكر و يخلي مراتو نفيسة "
( للإشارة فقط فكلمة حياي هي جمع حية عند بعض جبالة، أي أفعى )
ولكم تحيات صديقكم المودن أحمد من بني زروال بتاونات.


                                                        

lundi 18 avril 2016

قصة قصيرة : عندما يموت الحب

قصة قصيرة : عندما يموت الحب

 بقلم المودن أحمد

لم يكن احميذو يتوقع أنه بعد عشرين سنة من الزواج و الحب سيلقى هذه المعاملة القاسية من زوجته...
 جلس المسكين غير بعيد عن منزله متكأ على صخرة باردة و هو يعيد شريط ذكرياته...فقد اختار "طامو " من بين العديد من الفتيات اللواتي تعرف عليهن...خاصة و أنه كان زير نساء ...
 اختارها لطيبوبتها و أناقتها و مستواها الدراسي...و لأنها تنتمي لأسرة غنية...و اﻷهم من هذا أنها تحبه بجنون ...
 قبلت على مهره الذي لم يتعدى ثلاثة آلاف درهم...و جاءته من باديتها عذراء عفيف...
 قابل احميذو حبها بوفاء منقطع النظير، و إخلاص سبقته توبة...لأن احميدو كان كثير الحبيبات و المعشوقات...حتى أنه لم يعد يميز بين الحب و اﻹعجاب و العشق و المتعة...
 مع توالي السنين أحب احميدو طامو بجنون...فعاشا سعيدين...فرخا أولادا و بنات...و تحسنت أحوالهما...
 ذات يوم قالت طامو لاحميذو:

 - " لماذا يا زوجي العزيز لا نشتري منزلا بالمدينة، ندخر فيه نقودنا...ويسكن به أبناؤنا ليتابعوا دراستهم؟! 
لم يتأخر احميذوا في تلبية الطلب...بل أنه سجله في إسم زوجته نظرا لانتهاء تاريخ صلاحية بطاقته الوطنية...
 سكن اﻷب و اﻷم مع أبنائهم بالمنزل الجديد ليبقى منزل البادية خاصا بالعطل... تأقلم الزوجان مع جو المدينة...فكثرت صديقات طامو...بل أنها أصبحت تطلب من زوجها شراء منزل أوسع بحي نقي و لو اقتضى اﻷمر أخذ قرض من البنك...
 أحس احميذو بشيء ما يهدد سعادته...فزوجته أصبحت تطوف بنفسها أزقة المدينة بحثا عن مسكن جديد...في حين كان احميدو يراقب و يعارض بهدوء مدعيا سعادته و قناعته بمسكنه المتواضع... و حدث أن جاءت أم احميذو عند إبنها...قضت عنده عدة أشهر بسبب مرضها...فتغيرت تصرفات طامو التي كانت فيما قبل تفعل المستحيل لإسعاد "للا السعدية " مدعية أنها تثير اشمئزازها بأنفها الدائم السيلان!!!
اضطر احميدو أن يعيد أمه إلى البادية لتعيش مع زوجها الهرم ...ثم عاد إلى المدينة على وجه السرعة... و كل أمله أن يجد زوجته أفضل حالا...
حل بالمنزل، فدق على الباب بلطف منتظرا ابتسامة طامو، لكنها أطلت عليه من النافذة و هي تردد: " صبحاتو لله " ثم فتحت الباب و قصدت المطبخ لتفادي رؤيته...
كان أبناءه ينظرون إليه بحسرة و كذلك هو...عم صمت رهيب كسرته طامو بصوتها الغليض:
- " لماذا عدت ؟ ألم أطلب منك أن تبتعد عني و عن أبنائي ؟! "
لم يرد عليها احميدو بل اكتفى بلعن الشيطان و مراقبة رد فعل أبنائه أمام تسلط زوجته التي لم يرقها صمته لتهجم عليه بكلام أكثر احتقارا:
- اسمع...أريد نصيبي من المال الذي جمعناه معا، و دع لي منزلي و أبنائي و انصرف...و ابعث لي مصروف أبنائك كل شهر...
و هنا سينطق احميذو مستفسرا:
- " وكم تريدين أن أبعث لك شهريا ؟
- المخزن هو من سيحدد ذلك ...
ترد عليه طامو و اللعاب يتطاير من بين شفتيها...
دخل احميدو إلى غرفة النوم و جمع ملابسه و أغراضه بحقيبة ثم خرج على الجميع و جلبابه على كتفه...نظر إلى أبنائه فتزعزع كيانه ثم أكمل الخطو إلى الباب، فقال و هو يذرف الدموع :
" و داعا أبنائي...سأعود لأراكم و..."
لكن طامو قاطعته:
-" سير مشيا بلا رجعة...معنداك فين ترجاع الدار داري ...و الدراري بغيين يبقاو معيا"
و هنا و ضع احميذو حقيبته بالباب و رجع الى وسط المنزل و خاطب زوجته :
" اسمعي يا طامو التي نست أصلها وماضيها...إن كنت صبرت معك، فمن أجل أبنائنا...وإن كنت تحملت إهاناتك، فلأني كنت أحبك...ولعلمك فقط فالمنزل منزلي و قد حولته إلى ملكيتي بواسطة الوكالة التي أمضيتها لي يوم كتبنا عقد البيع...و هاهي نسخة من العقد الجديد ...لكن لا تقلقي فأنا سأهديك هذا المنزل...و معه هذا الشيك بمبلغ خمسين ألف درهم كنصيب لك فيما جمعناه معا...و لكن اسمعي جيدا ما سأقول
...إذهبي فأنت......"
حمل حقيبته و خرج، ليفاجئ بابنه الأكبر يلتحق به و هو يردد : " سأذهب معك يا أبي...انتظرني سأذهب معك عند جدي ..."
عاد احميدو إلى الدوار فاستحيى أن يدخله بالنهار...و عند حلول الظلام دق في باب أبيه الذي فقد بصره منذ سنين...فسأل الحاج عبد الله عن الطارق ، فيجيبه احميذو :
" أنا ابنك يا أبي...أنا احميذو عدت ﻷعيش معك و مع أمي...لقد انتهى كل شيء مع طامو..."
فأجابه الحاج عبد الله:
" لا تيأس يا ولدي...و لكن أتمنى أن تكون قد تعلمت ألا تكتب دارا في إسم زوجتك و ألا تجعلها تقودك كما تقود العجوز الحمار...و

ألا تشركها في سر...و ألا تطيل المكوث إلى جانبها اليوم كله..."
عاد احميذو إلى أرضه و اشتغل بالفلاحة، ثم تزوج بامرأة بدوية وفرخ ذكورا و إناثا...إلى أن فوجئ يوما باستدعاء من المحكمة...
 
                             


vendredi 15 avril 2016

شد الصف معانا الشريف

مذكرات التجاني ،حلقة طائشة 

بقلم المودن أحمد

شد الصف معانا الشريف.


يتذكر التجاني أن الأقدار فرضت عليه العودة إلى غفساي لجلب عقود ازدياد لتجديد بطاقته الوطنية...كان الفصل صيفا و الحرارة تتعدى اﻷربعين...و كل الناس على عجلة من أمرهم يريدون قضاء مآربهم بأقصى سرعة...
و قف التجاني في آخر الصف وراء سبعة رجال ينتظر دوره...فجأة مر رجل ضخم، على رأسه " ترازة " و " شاكوش " به منتوجات محلية، أمام الجميع و دخل مباشرة عند الموظف ليطلب منه انجاز ستة عشر نسخة من وثائقه...
نظر الواقفون بالصف إلى بعضهم البعض دون أن يتكلم أحدهم...و على و جوههم امارات الغضب و الأسف...
تقدم التجاني إلى اﻷمام قريبا من الموظف، بعدما فتح جهاز تسجله،ليخاطب الرجل: 
- " الشريف شد معانا الصف، راحنا قبل منك..." .
أراد الرجل أن يجيب ولكن الموظف طلب منه السكوت ثم خاطب التجاني :
-" و مالك أنت بواحدك فيك الفز نحيا مهاد الناس كلهم، شنو كيحرقاك ". 
ابتسم التجاني و هو يرد :
-" احنا مواطنين بحال بحال...و ثانيا هاد الشي كاين غ فهاد اﻷرض...فبلاد الناس كلشي كيشد الصف..." 
و ضع الموظف اﻷوراق التي بيده و اقترب من التجاني مهددا:
-" اسمع السي...فالمدينة كيقولولكم سير منهنا ساعة عاد ولي...و لكن مكين باس..." 
توجه لأول شخص بالصف وأخذ منه اﻷوراق ثم طلب منه الرجوع بعد ساعة ، و نفس الشيء فعله مع من يليه ....إلى أن وصل إلى التجاني...أخذ منه دفتر الحالة المدنية وسجل عدد النسخ المطلوبة ثم قال له " عد في المساء " ...
عرف التجاني أن الموظف ينتقم منه...فأجاب : 
-" أنا لن أذهب من هنا حتى آخذ أوراقى...الساعة تشير الى العاشرة...و أمامي ستة أشخاص فقط، فلماذا سأعود في المساء؟ " .
ازداد غضب الموظف ليقول :" عد غدا...لا يمكنني انجازها اليوم ..."
ثم تحداه التجاني بأن جلس على اﻷرض معتصما، ومخفيا جهاز تسجيله...
و هنا دخل الموظف في حالة هستيريا و غضب جعلته يتحدى التجاني قائلا:
- " أشوف السي...و الله ويجي محمد....لصوبتلك هاد عقود اﻹزدياد...و متقصرهاش..." 
هنا أخرج التجاني جهاز تسجيله ليتأكد إن كان يسجل فعلا..ثم قال :
- " أنت متأكد مما تقول ؟!!!...و خا يجي .....؟
فيؤكد الموظف كلامه:
- "أياه كنقولها و نعودها، وخا يجي محمد..." 
و بسرعة البرق جاء عنده موظف كان يراقب من بعيد ليهمس في أذنه....
ثم انفجر صاحبنا :
-" ليقصرهاش...يسجل ولا ينفرع كاع..."
هنا " أخرج المفتش التجاني " آلة تسجيله و خاطب الموظف بأدب : 
- " سأخبرك سيدي أنني سأرفع بك دعوى لدى و كيل الملك الآن...و حجتي هي هذا التسجيل..." 
خرج التجاني من اﻹدارة ليتبعه سرب من الناس يرجونه و يستعطفونه...فلم يهتم بهم ليتجه إلى محكمة غغساي...و في الطريق قرر الإتصال بأحد أبناء مدشره الذي يعمل بنفس الجماعة ليستشيره، وقد كان في عطلة، فطلب منه الصديق التريث قليلا...
بعد دقيقتين رن هاتف التجاني...إنه صديقه يطلب منه العودة حالا إلى الجماعة، وأن كل وثائقه جاهزة...
عاد التجاني ليجد وثائقه كما طلبها ومعها وثيقة إضافية لم يطلبها...حاول أن يؤدي ثمن الطوابع فقال له رئيس الموظفين :
-" حشومة...الوجوه بحالك مكيخلصوش التنابر" 
فابتسم التجاني و خرج ...
أراد أن يستمع للتسجيل من جديد ليكتشف أنه لم يسجل شيئا...و إلى حلقة قادمة مع تحيات المودن أحمد

                                                                            

jeudi 14 avril 2016

مذكرات التجاني. الحلقة 14. من سرق خروف العيد؟

مذكرات التجاني. الحلقة -   14 " من سرق خروف العيد؟ 

 بقلم أحمد المودنمن المشاع ودكة تاونات


وصل الركب الى دوار المشاع ، فقفز التجاني من فوق بهيمة الكحواشي شاكرا إياه على معروفه ، الا ان هذا الأخير فاجئ التجاني بسؤال غريب " واش بباخ باع الحولي لي كان ناوي يعيد به او مزال؟"
" الحولي ديانا باقي مع الغنم ...أيبات معها في الزريبة..." يجيب التجاني دون ان يكلف نفسه عناء البحث عن سبب طرح الكحواشيلسؤاله....ولكن اهتمامه انصب حول العيد، إذ لم يبقى له سوى عشرة أيام بالتمام والكمال...
وضع التجاني بعض قطع الحلوى و " فانيد حمو " في جيبه وانطلق الى المنزل ليكرم بها إخوانه...وما ان أطل من الباب حتى كانت الأسئلة جاهزة من لدن الأم والإخوان " شكون قتل موسى؟ كيف وقع ؟جاو جدارمية؟ "
فيرد عليهم مستهزئا : " موسى قثلو فرعون ...هههه..." يظحك الجميع لأنهم يعرفون أن فرعون هو من مات...
عاد التجاني الى غنمه ...وعينه على خروف العيد الذي يتبختر وسط الأربعين نعجة حوله...
تمر الأيام سريعة ...العيد يقترب ...التجاني يبيت الليل عند جدته...منزلها من ثلاث غرف طينية ، أما الجزء الرابع فأغلق بسياج من الخشب يسمى " الزرب " ...وسط هذا المربع يسمى " الزريبة " و فيها تبيت الغنم ...
لم يبقى للعيد سوى يوم واحد..جاء المساء ...حمل التجاني الأكل من منزل أبيه واتجه نحو بيت جدته كما جرت العادة ...أكل ما تيسر صحبة جدته ثم نام و غرق في أحلامه...
فجأة سمع لغطا ونباح كلاب مسترسل ...شعر بخوف شديد...احتمى بصدر جدته واطلق العنان لأذنيه ...
" شكون هداك ماشي بديك الحولي ألولاد؟...أحطو الشفار ..." كان صوت عمنا محمد التلنحاجي كافيا ليشجع التجاني على القيام باطلالة من ثقب في الباب الخشبي مستعينا بضوء القمر ، ثم ليفتحه بعد ان امرته جدته بذلك....
وكانت المفاجئة ...لقد تمت سرقة خروف العيد من الزريبة ليلة العيد ...وتم القفز به فوق " الزرب " ... إلا أن تواجد العم محمد الذي يعاني من مرض الضيقة وبالتالي فهو ينام خارج بيته غير بعيد عن الزريبة أفسد الخطة على اللص... ففر الأخير وفر الخروف أيضا...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال


                                                                    

mercredi 13 avril 2016

مبروك الزيادة

 مبروك الزيادة 

بقلم المودن أحمد

 

نمت على غير عادتي باكرا...كان الجوع قد رسم منعرجات أمعائي واضحة على جلد بطني...فأنا فقدت الشهية منذ اليوم الذي أهين فيه اﻷستاذ أمام عيني...صحيح أنني لست أستاذا و لا متحزبا و لا أبو أستاذ ولا ولا ولا...و رغم ذلك فقدت الشهية !!!
ورأيت في منامي- والقلم مرفوع عن النائم حتى يستيقض- أن شخصا يسميه الناس " السي أبو زيادة " يطوف قرب نجار ويجمع المسامير...وبعد حين أخذ من أناس ضعاف مالا ...ثم اشترى خشبا...ثم أخذ من نفس الفقراء مالا فاشترى مطرقة...ثم لجأ الى قبة ...وأعلن أمام النائمين بها أنه مجرد رجل آلي صنع على يد "أصحاب الحال" في بداية الثمانينات...ليكون حائطا قصيرا يلقون من خلفه الزيادات... كما أنه اكتشف مؤخرا أنه خدع بضرب اﻷساتذة اعتقادا منه أنهم كباقي الفقراء...لذا فهو سيصنع نعشا كبيرا له ولمن معه، وذلك أمام أعين النائمين...
وضع
" السي أبو زيادة " تسبيحه...وزرواطته...وحمل المطرقة...تخيله النوام قاضيا ...و إذا به يصنع لنفسه نعشا...حاول صانعوه ان يثنوه عن قراره ، فلم يتراجع...
اجتمعوا بسرعة و قرروا أن يعوضوه فورا برجل آلي آخر يمكنهم التحكم فيه عن بعد...
ثم حل ضباب كثيف داخل القبة ...وبعده تسلل شعاع كتب على حائط القبة :" بلاغ....لقد تم سحب المرسومين...وتكريم اﻷساتذة المتدربين بمنحة مناسبة...لأنه تبين أن الخلل الحاصل في ميزانية الدولة لا تأثير لقضية الأساتذة عليه...إذ يكفي أن يتقيأ تمساح واحد ما ابتلعه أوما هربه، ليعود الماء لمجراه..."
- فيق فيق فيق
قفزت من فراشي على صوت زوجتي تنهرني بعنف و هي تردد : "فيق فيق فيق".
سألتها مستغربا : " ياك لباس؟ "
فردت علي : " مبروك الزيادة ".
‫#‏أحمدالمودن‬

                                                                

mardi 12 avril 2016

مذكرات التجاني. الحلقة 13 المسمن

مذكرات التجاني الحلقة 13

بقلم احمد المودن. من المشاع، بني زروال

                " المسمن "


فوجئ التجاني بشخص ضخم يسيل منه دم كثير ، وهو يضرب شابا نحيلا بحذائه ، في حين تجمهر الناس حولهم ، ولا أحد تدخل ...اعترض حبل خيمة الرجل الضخم ليسقط بعدها بقوة ،لم يتمكن بعدها من النهوض...كبرت بركة الدم تحت صدره، ليلفظ انفاسه الأخيرة ، ثم صرخ احدهم بقوة : " موسى مات... موسى مات..."
بعد دقائق اصبح السوق كالخلاء...بحث التجاني عن أبيه فلم يجد له أثرا.ثم جرى كبقية الناس عائدا الى الدوار وهو يتساءل : " لماذا قتل موسى ؟ ...ومن يكون القاتل؟
إلتحق بفوج من الهاربين...كان من بينهم "الكحواشي"...شاب اشتهر بالدوار بكثرة الكذب والسرقة ...تظاهر التجاني بالعياء وهو يتبع بغل الكحواشي ...رق قلب الأخير لحال التجاني فاستوقف بهيمته قرب صخرة و أطلق العنان لسخائه وكرمه طالبا من التجاني الركوب خلفه...ثم استرسل في حديث مع امرأة كانت تركب على بهيمة تسير أمام بهيمته...
" موسى كان يلعب القمار مع قاتله ...لكن لم يرقه ان يخسر كثيرا امام الفتى التينزي الهزيل...وهكذا تم رفع سقف القدر المراد ربحه الى درجة ان خسر موسى كل ما كان بجيبه ...فقرر ان يقامر بحذاءه...لكن التينزي رفض...فغضب موسى وشرع في ضرب الفتى الهزيل بحذاءه...فسل التينزي سكينا صغيرا وطعن موسى في قلبه...إلا أن الأخير لم يعبأ بالجرح ولا بالدم الغزير ، واستمر في ضرب غريمه الى أن تعثر في حبل " قيطون " ليسقط دون أن ينهض أبدا..."
يتوقف الكحواشي قليلا ثم يكمل سرده لحكاية موسى والتينزي...
" لقد كان موسى مغرورا ومتسلطا...لقد احتقر التينزي ، فنال جزاءه..."
لم يكن التجاني ليعطي كثيرا من الإهتمام لرواية الكحواشي، لأن شهرة كذبه يضرب بها المثل...ولكنه كان مهتما بحركات المرأة المصاحبة لهم...كانت تكشف عن ساقيها حينا ، وتغمز بعينها حينا آخر...بل وتطلق ظحكات ترد صداها أشجار الغابة ...تطور الحديث ليصبح غزلا، بل ان الكحواشي و محدثته اتفقا على مقابل تجاوز المائة ريال...مع تحديد مكان اللقاء وموعده...إلا أن المرأة سرعان ما انتبهت لوجود ذاك الفتى الأشقر المختفي وراء ظهر الكحواشي...فنبهت الأخير قائلة: " عاندك ديك الطفل يقولها ..."فرد الكحواشي مطمئنا :" هداك راه موس ، متخفيش منو "
أحس التجاني بالفخر وهو يسمع مدح الكحواشي له...لكن سوالا غريبا ظل يراوده ... لماذا سيلتقيان بعد آذان العشاء قرب " غابة السيد"؟
سؤال فرخ اسئلة أخرى كثيرة ..." بما ان المرأة لها زوجها فلماذا ستلتقي برجل يسكن بحومة اخرى؟"
يتسائل التجاني مع نفسه....بل رجع به تفكيره الى سن الرابعة من عمره حين جاء أبوه بامرأة متزوجة بفقيه مهاجر لتعوض أم التجاني الهاربة الى بيت أبيها بعد خصام عنيف...التجاني لا يتذكر سوى أن تلك المرأة هيأت لهم فطورا " بالمسمن"...ولكنه اليوم وهو يتجسس على الكحواشي ، وجد بداخله سؤالا رهيبا ...هل جاء أبوه بالمرأة فقط من اجل "المسمن"؟؟؟؟؟
وللقصة بقية انشاء الله

                                                            

صورة اليوم: مظاهرة الخرفان المهملة

صورة اليوم: مظاهرة الخرفان المهملة

أهملونا حتى بان الاهمال على صوفنا و أجسادنا النحيفة...هذه مطالبنا العاجلة...ولا تلومونا فنحن - حسب اعتقادهم - مجرد نعاج و خرفان جاءت من الجبال لتتظاهر...
ما هو تعليقكم ؟

 

dimanche 10 avril 2016

التجاني والإضراب الذي صنع التغيير بالمغرب


   مذكرات التجاني حلقة من دون رقم مؤقتا

               بقلم المودن أحمد

              التجاني والإضراب الذي صنع التغيير بالمغرب.


 التاريخ 14 دجنبر 1990.
المكان : مدينة فاس.
 انتشر خبر سريع بين الطلبة مفاده أنه سيكون هناك إضراب يوم 14دجنبر دعت إليه بعض النقابات...والإضراب في قاموس التجاني يعني عدم الدراسة ، حسب ما تعلمه في غفساي... في طريقه الى ملحقة الحي الجامعي بعين قادوس فوجئ ببعض الشباب يفرقون مناشير تدعو للإضراب...كان ذلك يتم بطريقة سريعة حتى لا يثيروا الإنتباه...
عرف التجاني من خلال إحدى المناشير أن نقابتين كبيرتين هما اللتان دعتا للإضراب ، الكنفدرالية الديموقراطية للشغل و الإتحاد العام للشغاليين بالمغرب...كان ذلك يشبه المناشير التي تفرق في فاتح ماي...كان هذا مساء يوم 13 دجنبر.
يوم غد صباحا قرر التجاني الذهاب إلى الجامعة بظهر المهراز ليفاجئ بعدم و جود أي حافلة، مع فراغ الشارع من المارة...ثم عاد لملحقة الحي الجامعي...
حوالي التاسعة و النصف قرر الذهاب عند أخيه خلوق الذي هاجر من البادية ليكتري بيتا بعين هارون...و بمجرد و صوله الى منطقة بن دباب بدأت الحافلات تطوف فارغة بالشارع ، لكن لا أحد يلجها...و هنا سمع شابا يقول لآخر :" هدوك راهم الحنوشة ( بوليس سري ) اللي كيسوگوها..."!!!
فجأة بدأ أطفال يقذفونها بالحجارة...ثم تمر الحافلة مسرعة ليكسر زجاجها ، فتغيب لتأتي حافلة أخرى فارغة إلا من السائق فيستمتع الأطفال بقذفها بالحجارة... اتخذ التجاني مكانا آمنا ليستمتع بهذه المناظر التي لا عهد له بها... بعد ساعة ظهر شباب ملثمون، و بدأوا يفتحون المحلات التجارية مستعينين ب" بنسات " و كان ذلك بمنطقة بن دباب ، كانت المحلات مغلقة عن آخرها باستثناء محل تجاري كبير واحد يمتلكه رجل ذو لحية كبيرة ، حاول أن يغلقه بسرعة لكن الشبان فاجأوه ليقتحموه...
أثار انتباه التجاني أن الشبان الملثمين لم يكونوا يأخذون شيئا بل كانوا يقذفون بالسلع باتجاه المتواجدين خارج المحلات!!!!!!!!
كثر الناس بالشارع الرئيسي لبندباب، فخاطبهم أحد الشبان : " يلاه تبعوني " توجه الجميع الى البنك الشعبي فكسروا بابه و اقتحموه...كثرت الفوضى و السرقة في غياب تام للأمن !!!
 قرر التجاني الرجوع الى عين قادوس ليفاجأ بشباب يسوقون جرافة قيل أنهم كانوا يريدون فتح السجن المدني ، و هنا بدأ إطلاق الرصاص الحي ، كان الضحايا يسقطون الواحد تلو الآخر في منظر يشبة الحرب الأهلية...ففر التجاني قاصدا منزل أخيه بعين هارون، و في الطريق صادف قدوم شباب بسيارة ترفع علما أبيض و بها شخصا مجروحا كانوا يريدون إيصاله إلى مستشفى إبن الخطيب ليتم القبض عليهم جميعا و تعنيفهم. فر التجاني في اتجاه آخر ، و حيثما صادف مطاردة يغير الإتجاه...مر أمام محل الحاج " بولحية " فوجده لازل مغمى عليه...ليستقر به المقام عند أخيه خلوق... حكى له ما رأت عيناه من جثث و قمع، فصعدا الى سطح المنزل...كان صوت الرصاص يسمع من بعيد، في حين أعمدة الدخان تتصاعد من أحياء باب الفتوح و بن سودة و ظهر المهراز و مناطق متفرقة بفاس...ثم ظهرت طائرات الهليكوبتر تحلق فوق رؤوسهم فخافا و عادا الى البيت ليصادفا نشرة الأخبار ... المذيع يقول أن الأحداث خلفت وفاة متظاهر واحد!!!
قرر خلوق أن يخرج صحبة زوجته ليستطلعا ما يحدث...و في المساء عادا بأخبار تقشعر لها الأبدان...الرصاص الحي و الجثث و الناس ينهبون المحلات التجارية بل والفنادق...
يحكي خلوق و هو يلهث من كثرة الجري: " ذهبنا الى فندق المرينيين الذي أحرق بعد أن نهب الناس محتوياته...ثم رأينا العسكر يطلق الرصاص بعشوائية و يعتقل دون تمييز بين متظاهر و مخرب و لص و إنسان عادي يسير في الطريق..."
وبدأت أخبار تدور بين الجيران عن كوارث ومجازر حقيقية ببن سودة و باب فتوح ، اعتقالات بالجملة خاصة في صفوف الطلبة بظهر المهراز ... مع العلم أن الجامعة كانت قلعة نضال حقيقية تحت سيطرة القاعديين مع تواجد خفيف للطلبة الإتحاديين و كذا التابعين للتقدم و الإشتراكية... وخبر آخر يفيد باقتحام قوات الأمن للمنازل بحثا عن المسروقات...
صباح الغد قرر التجاني الذهاب إلى الحي الجامعي ليتفاجئ بأسرة و أواني و أفرشة وووو...مكتوب عليها إسم فندق المرينيين ملقاة بالأزقة والشوارع... كان الحزن يخيم على المدينة و العسكر يرابطون بكل شارع...وبقع الدم بكل مكان مع آثار الحرائق حيثما ولى المرء وجهه... وبالجامعة عرف التجاني أن الطلبة القاعديون تعرضوا لتنكيل مقصود، خاصة وأنها كانت تفرخ المناضلين الذين كان أغلبهم بدويون أو من مدن أخرى غير فاس... والى حلقة قادمة من مذكرات التجاني

                                                       

#‏أحمدالمودن‬

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا