jeudi 31 mars 2016

قصة قصيرة بعنوان: تهم الفقيه السي عبد السلام

تهم فقيه الدوار.

السي عبد السلام فقيه الدوار، شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره...حافظ لكتاب الله، ومتفقه في الدين ...رشحه سكان الدوار ليكون مؤذنا، ويؤمهم في صلاتهم...
حدث مرة ان استفاق السي عبد السلام على صوت الوعيد من أبيه: " أوالله عماركم لا تفارتوه...الناس راها كتقطع الغابة وتصغب البلاد لراسها...و نتوما غ الصلاة والنعاس..."
كلمات الأب نزلت كالصاعقة بأذن السي عبد السلام ...وهو الذي لم ينم سوى قليلا بعد صلاة الفجر...
" أنوض هز الشاقور وسير ادطوع الأرض ..." يضيف الأب ناصحا إبنه...
حمل السي عبد السلام معولا ، وضع جلبابه على قفاه ...واطلق العنان لرجليه ليغازلا سرواله القندريسي الأبيض قاصدا الغابة...
تاه السي عبد السلام بين الحقول...قبل ان يصل الى حيث حدد ابوه...شعر بحزن شديد وهو يرى ما آلت إليه الغابة...اشجار السنديان الفليني مجتثة عن آخرها وأخرى يبست بعد ان تم قص لحائها بشكل دائري...
تذكر السي عبد السلام كيف كانت الغابة عندما كان راعيا ، وكيف أصبح حالها بعد ان اصبح الناس يزرعون " العشبة" ...ولكن ليس له الإختيار...فهو دائما يوصي الناس في خطبه بطاعة الوالدين...
مسك السي عبد السلام " الشاقور " بيديه وشرع في قطع اول شجرة ...كانت خضراء ومليئة بالبلوط...
فجأة سمع صوتا ملائكيا رقيقا يقول" دعها فإنها تسبح الله مثلك " ...
توقف و استدار فلم يجد احدا...ثم عاد الى عمله ...
يتكرر نفس الصوت " دعها فإنها تسبح الله مثلك " ...توقف ونظر حوله ...لا احد ...قرأ ما تيسر من الذكر الحكيم ، ثم عاد الى عمله..
يتكرر الصوت الملائكي عدة مرات، في كل مرة ينزل بمعوله على الشجرة...
اثار انتباهه منظر طائر حزين ...يمسك بالبلوط بمنقاره ويقذفه نحو السي عبد السلام ...
اسمتمر في القطع...الشجرة تلو الاخرى ...يتردد الصوت الملائكي مرات ومرات...ثم يتحول فجأة لصوت خشن " أرا ديك الشاقور الشريف "
مد المعول لحا رس الغابة ...مصحوبا باسمه واسم ابيه وجده...
احس السي عبد السلام بحمى ودوران...ثم بدأ يردد دون توقف وبشكل هستيري " دعها فإنها تسبح الله مثلك "...
وصل بشق الانفس الى المنزل...شاع خبر في الدوار مفاده ان السي عبد السلام اصابه مس من الجن...ثم آخر يقول انه فقد عقله...امتلأ البيت بالنساء ، ثم بالرجال...اقترح كبيرهم ان يحملوه الى الولي الصالح وان يتقرب له بديك اسود...بقي الحال على ما كان عليه...حملوه يوم غد الى المستشفى الاقرب ( خمسة وثلاثون كيلومترا )...ملأ الطبيب ورقة من جهتين ...حملها أبو السي عبد السلام الى اقرب صيدلية ...فوجئ بالثمن فطلب من الصيدلي أن يعطيه ارخص دواء...
عاد المسافرون الى المنزل شرب السي عبد السلام المهدئ ...واستسلم لتفكير عميق مصحوب بترديد " دعها فإنها تسبح الله مثلك "...تذكر ذاك الطائر المشاكس...هم يسمونه " أقوج " ...عادة ما يخزن البلوط تحت الارض ليتناوله فيما بعد ...فيسقط المطر...وينبت البلوط ليصبح اشجارا...
يوم غد ...حمل السي عبد السلام فأسا وقصد الغابة وهو يردد نفس الجملة دون توقف...جمع بلوطا كثيرا و بدأ يغرسه دون كلل ...وفي كل مرة يمر أحدهم بقربه يسأله عما يغرس ،فلا يرد سوى بجملته " دعها فإنها تسبح الله مثلك "...فيرددون " مسكين حماق...".
وفجأة انتبه السي عبد السلام لنفسه إنه لا يردد " دعها فإنها تسبح الله مثلك ".
لاحظ ان طيورا كثيرة اجتمعت حوله...كانت تزقزق...ألقى السي عبد السلام بفأسه واسرع الخطو...مباشرة الى المسجد...وأذن.
تساءل الناس عن سبب الآذان في غير وقت صلاة...اسرعوا الى المسجد يستطلعون...فوجدوا السي عبد السلام على النبر ينتظرهم...ثم قام خاطبا: " ...عباد الله لا تقطعوا أشجار الغابة ، فهي تسبح الله مثلكم..."
رجع السي عبد السلام الى منزله مزهوا...فرح به أهله يوما كاملا...لكن فرحهم لم يطل ...ففي صباح يوم غد الغد فوجئت الأسرة بمنزلها محاطا برجال الدرك...ثم قبض على السي عبد السلام ...اما
التهم فهي : " زراعة القنب الهندي، وقطع اشجار الغابة ، واهانة مديرية المياه والغابات في خطبة في غير وقتها.

                                                                         

mardi 29 mars 2016

سياسة "أرفوس "

  خاطرة : سياسة  "أرفوس " بقلم المودن أحمد


قد يعتقد بعضكم أننا بصدد الحديث عن مصطلح أمازيغي على وزن "أفوس، أفوس" الذي تردده المغنية السوسية و هي ترتعد رقصا...أما الحقيقة فهي شيء آخر ، فمصطلح " أرفوس " في المعجم الجبلي يعني مزج الخبز بالمرق لغاية لا يعرفها جيل اليوم... نعم كان أجدادنا " يرفسون " الخبز اليابس في المرق ليسهل أكله...أو ليكفي الخبز القليل لعدد مهم من اﻵكلين...
الغريب في اﻷمر أن الذين يحكمون هذ البلد انتبهوا إلى أهمية " الترفاس" فرفسوا المعطلين...ثم رفسوا الشعب بزيادات قيل أنها مثل الخبز اليابس ، إذ ﻻ يمكن ترفيسها إلا في "مرقة " الشعب ليسهل هضمها...لينتهي بهم اﻷمر برفس اﻷساتذة المتدربين لأن "راسهم قاصح " و لابد من رفسه و ترفيسه من جل أن يسهل ابتلاعه و بالتالي هضمه... لكن يبدو أن جمجمة اﻷستاذ لم تكن سهلة الكسر الى درجة أن إحدى الجماجم كسرت هراوة رجل اﻷمن...و هكذا أثبتت نظرية الرفس أو كما كان أجدادنا يسمونها بأرفوس عدم فعاليتها مع جيل يميز بين الحق و الواجب و يأكل بقلمه و كتابه ... فمتى سينتبه أهل الحل و العقد إلى فشل نظريتهم؟

#أحمدالمودن

samedi 26 mars 2016

مذكرات التجاني الحلقة 73

مذكرات التجاني الحلقة 73 بقلم المودن

 أحمد نقل كل هذه الأسئلة و غيرها لصديقه عبد الله الذي أكد له أن الفتاة الفاسية قد سقطت في شباكه، و أنه عليه أن يقوم بخطوة يؤكد لها من خلالها أنه معجب بها، بل و ربما يحبها !!! تردد التجاني كثيرا في القيام بأي خطوة قد تفسد كل شيء، خاصة و أن حديثه معها لم يتعدى يوما التحية ، و طلبها لدفتره من أجل نقل ما فاتها من الدرس بحكم تأخرها المتكرر... و بعد أيام خطرت بباله فكرة ذكية جدا، فخاطب صديقه طالبا رأيه: - "لماذا لا أكتب لها رسالة، أعترف لها فيها بما يخالجني من أحاسيس و أضعها في دفتري الذي تأخذه معها قصد نقل ما فاتها؟ " استحسن عبد الله الفكرة ، بل و شجع التجاني على ٱختيار حلو الكلام و رقيقه، فالفتاة أكيد مغرمة ، حسب رأي رفيق التجاني...

 قضى العاشق الولهان ليلته يكتب و يقطع ، إلى أن اقتنع بمضمون رسالة من صفحتين، فجر فيها أحاسيسه و اعترف للفتاة بحبه الذي تعدى حب قيس لليلى، و عنترة لعبلة ...

 و جاء الغد، فكانت الأمور كما تمناها، إذ جاءت الطالبة متأخرة جدا...و عند انتهاء الدرس طلبت منه دفتره، فلم يمانع، بل أنه و ضع لها الرسالة و سط الدفتر، و بالظبط في المكان الذي ستنقل منه ما فاتها... و تفرق الطلبة بين شعاب الجامعة، لينصرف التجاني إلى مرقده منتظرا الغد و ما سيحمله من ردة فعل المعشوقة التي سقط في شباكها بالصدفة لتصبح رسما يؤثث به غرفته بالحي الجامعي ...

 لم يعرف النوم الطريق الى جفونه، فبات يبني و يهدم و يتخيل...كان متفائلا رغم خوفه، فقد توقع أن يجد رسالة بدفتره كجواب على رسالته و بها اعتراف صريح بحب متبادل...

 و جاء الغد...حل التجاني باكرا بقاعة الدرس ليحجز الكرسي لحبيبته، أما عبد الله فقد حضر لأول مرة باكرا، فهو يريد معرفة الجواب هو الآخر...

 جاءت المعشوقة ، على غير عادتها، في الوقت المناسب، سلمت للتجاني دفتره ثم جلست...لم تصدر أي حركة أو كلمة تساعد بها العاشق على معرفة ردة فعلها... بحث التجاني عن رسالته بدفتره فلم يجد لها أثرا...بل و لا أثر لجواب !!!! تناسلت الأسئلة برأسه طيلة ساعتي الدرس...هل ضاعت الرسالة قبل أن تقرأها ، أم قرأتها و لم تهتم بمحتواها؟....

 انتهى الدرس فشرع الطلبة في مغادرة القاعة... قام التجاني و عبد الله و هما بالإنصراف ، لكن الفتاة طلبت من التجاني الإنتظار...أخرجت رسالته من حقيبتها ثم مزقتها و ضربته بها لوجهه و هي تردد: _" آش هاد البهلان كاتبلي انتيا أهنا ؟" فرد التجاني و هو يرتجف :" أعتذر ....أعتذر ..." . 

انصرف بسرعة و توغل بين الطلبة و فجأة سمع صديقه عبد الله يناديه من خلفه : " عنداك... عنداك ...هاهي تابعاك..." فهرب التجاني حوالي الثلاثة أمتار قبل أن يلتفت خلفه ليجد صديقه ينفجر ضحكا...إذ لم يكن لها و جود خلفه ، بل هي مجرد دعابة خبيثة من عبد الله.

 و إلى حلقة قادمة مع تحيات المودن أحمد 

#أحمدالمودن

                                                                           

بحث ميداني حول جبل ودكة

بحث ميداني حول جبل ودكة


عندي رغبة في نشر محتوى بحث ميداني حول منطقة ودكة تقدمت به لنيل الإجازة سنة 1993 ، بحث يحتوي على حقائق تاريخية وجغرافية ...بل ووثائق يرجع تاريخ إحداها الى 1889م وجدتها مع "الكواغط دالبلاد د الوالد "...طبعا لا يمكنني ان أضيع وقتي في النشر سوى إذا عرفت أنه هناك من يريد ان يقرأ عن منطقته....

الترقاع والإنتخابات بودكة

 الترقاع والإنتخابات بودكة


رميت بحزني وراء ظهري...و قررت أن أسافر إلى مسقط رأسي، لعلي ارتاح قليلاً ...سمعت صراخا قرب حائط المسجد ...سألت شاباً عن سبب كل هذا الصراخ، فأجابني بأن الناس اصيبوا بحمى الإنتخابات ...الكل يريد أن يترشح!!!

سألني مرافقي ممازحاً: " لم لا تترشح أنت كذلك ؟"

أجبته مستهزئا: " الحمد لله أن جدتي رحمها الله لقحت لي ضد النفاق ".

ركبت في سيارة راجعاً إلى المدينة...أثار انتباهي بطء السيارة...سألت صاحبها عن السبب ، فأخبرني أنه يراوغ الحفر...كانت الطريق كثيرة الحفر...وهنا سألت أحد الركاب :" بالله عليك لم يترشحون إذن؟" ...لم يرد علي ...نظرت إليه...كان نائماً ...

وصلنا إلى دوار تامسنيت...وجدنا طريقاً مرقعة...سألت السائق عن سر توقف "الترقاع" عند ذاك الحد ، فاخبرني أن عامل الإقليم سيدشن طريقاً عند نهاية "الترقاع"!!!

و هنا فهمت سبب الإصلاح عفواً "الترقاع".

حكاية أبي مع الطائرة



حكاية أبي مع الطائرة

حكى لي ابي رحمه الله أنه خلال فترة الإستعمار حدث ان بدأت الطائرات ترمي بقنابلها على المنازل دون رحمة ...و دون تردد بدأ الناس يهربون نحو الغابة ...كان الجوع يضرب أطنابه ...الناس يأكلون خبز البلوط وأرگيل و فجأة ضربت الطائرة قرب منزلنا... قرر أبي ال
هرب بسرعة ...فلاحظ أن " الديابة ديال البصار ة " توجد فوق الكانون ...حملها في يده و فر هاربا...وصل إلى الغابة فنظر الى " الديابة " فوجد البيصارة لازالت " تطخطخ " !!!
بأي سرعة كان يجري أبي؟
وإن كان الخوف يقاس بالدرجات ، فأي درجة سجلها مقياس " خوفشتر "؟
هذا الخوف ورثناه للأسف...مات ابي و لكن الخوف لم يمت ...فنحن نرتعد لمجرد رؤية دركي، ولو أننا لم نرتكب اي جريمة أو مخالفة ...
أبناء المسؤولين يرثون عن آبائهم المال والجاه والسلطة ...ونحن نرث الفقر والخوف!
فمتى سنلقح لأبنائنا ضد الخوف...ما دام الفقر لا لقاح له في بلدنا؟!
مع تحيات المودن أحمد

صور دوري المشاع 2009












قصة قصيرة واقعية بعنوان : " هذه أمي "

قصة قصيرة واقعية بعنوان :

" هذه امي " 

بقلم احمد المودن

كان الفصل صيفا...حرارة شديدة في الخارج...فجأة رن الهاتف ...على الطرف الآخر من الخط صوت المصطفى و هو يستغيث:" ارجوك أخي أحمد انا في ورطة...ضروري ان تنزل عندي حالا،انا بباب دارك، ولا وقت عندي للصعود"
حملت رأسي فوق كتفاي و نزلت ...
_ ما الأمر يا هذا؟ لقد افزعتني...
_ لا شيء اتبعني وسأحكي لك...
تبعته مستغربا طيش هذا البدوي الذي سلطه الله علي في وقت القيلولة...وبدأ الحكي ثم الشكوى:
- لقد اشتريت منزلا بحي شعبي لكني فوجئت انه مرهون...و الراهن يرفض تسليم المنزل"
كان علي ان أستعمل مخزون حيلي لأحل هذه الإشكالية التي لم يدرسونا مثلها من قبل.
التحقنا بالمنزل المشترى ...دق خفيف على الباب ليطل علينا و جه امرأة جميلة...رحبت بنا و طلبت منا الدخول دون ان تستشير أحدا...فحسبتها عازبة يتيمة أو ارملة لم يكمل زوجها بصحبتها عاما واحدا...و دخلنا حاملين أسئلتنا، لأفاجأ برجل يرحب بنا!!!
قدم لنا نفسه...ثم فسرت لنا المراة سبب عدم تسليمهم المنزل لصديقي المصطفى....شربنا شايا ثم ضرب لي الزوج موعدا في المساء ...لكن في حي راق هذه المرة.
وفعلا التقينا ...ولم أرغب في شىء باستثناء معرفة سر صمته...
كان في الموعد ...فطلب مني ان أتبعه...صعدنا في سلالم رفيعة ثم فتح بابا من الخشب الرفيع، لاجد نفسي بمنزل واسع ذو فراش رائع...مجمل القول منزل من الطراز الرفيع
وهنا سألته:" أهذا منزلك؟" فرد بهدوء وثقة بالنفس :" نعم انني أقطن فيه منذ سنوات لوحدي...فقد رفضت زوجتي العيش معي فيه...و طلبت مني ان ارهن لها بيتا كيفما كان...وهذا ما فعلته."
ناقشنا موضوع طلباته واتفقنا على كل شيء ثم طلبت منه السماح لي باللانصراف...وعند وقوفي أثار انتباهي جسد يتحرك في سرير...فسألته ممازحا : " ألك امرأة اخرى؟
فرد علي ببرودة دمه المعهودة: " نعم انها أمي ...إنها لا ترى و لا تسمع و لكن زوجتي لا تريد العيش معها..."
اخفيت دموعي و خرجت ...وبسرعة قصدت بيت امي ...قبلت رأسها و بكيت.


                                                                  

التجاني وأحداث باريس

خاطرة بقلم المودن أحمد ، المشاع، غفساي، تاونات

التجاني وأحداث باريس

اتصل التجاني بصديقته الفرنسية فأجابته :
_ أنا حزينة جدا يا تجاني ...
فقاطعها مستفسرا:
- ولم الحزن يا عزيزتي؟
_ باريس يا تجاني...باريس...لقد فجرها الإرهابيون ...
_ انا أيضا حزين أكثر
_ على ضحايا باريس ؟
_ نعم على ضحايا باريس و فلسطين و العراق و ليبيا و سوريا...با حتى على بني زروال...
فتقاطعه صديقته الفرنسية قائلة:
_ بني زروال ...اعرفها فقد كانت ضمن نطاق الإستعمار الفرنسي
_ نعم يا عزيزتي فالإرهاب لا لون له ولا و طن ، فهم يرهبون أهلنا ببني زروال بحثا عن ضحايا الشكايات المجهولة ...
ثم يستطرد التجاني :


.
_ وما الجديد عندكم يا عزيزتي؟
_ لقد اكتشفوا أن المفجر فرنسي الأصل...
_ و ماذا عن السلاح؟
_ السلاح من صنع أمريكي و آخر من صنع فرنسي...
_ يا للصدفة حتى في العراق وليبيا و سوريا...يجدون أن السلاح من صنع غربي!!!
وهنا ابتسمت الصديقة الفرنسية و قالت:
_ اسمع يا تجاني إذا كان كل أهل بلدك يفكرون مثلك ...فمن حقكم ان تحتفلوا بعيد استقلال بلادكم يوم الثامن عشرنونبر من كل سنة.


                                                              

وثيقة يرجع تاريخها الى سنة 1307 ه الموافق. ل 1889 م

وثيقة يرجع تاريخها الى سنة 1307 ه الموافق. ل 1889 م

 ...و جدتها بالصدفة و انا أقوم ببحث لإجازة ...

" الحمد لله تلقى الشهادة من الرجال وهما محمد ولد الوريا..التينزي المكاوي الزروالي و الثاني محمد بن محمد بن أحمد المدن التسفتي البراهمي الزروالي وهما مكلفين بأمور شيخ الكسابة مصدرين في قبيلة بني زروال بأحكام على الكسيبة ، وهما ممن تقبل شهادتهم و نقضي بها في اﻷحوال الكسيبة و غيرها، فحكم للسيد أحمد بن محمد المدن التسفتي البرهمي الزروالي أن لا يغرم الكسيبة التي كانت عنده يسرحها بالنصف في التليد لربها سي حمد الزبار التورطي اليدمي الزروالي .......ونزل عليها القضى وتودرت في الجبل لاجل الغابة و بلاد الوعار ووقت الشتاء ووقت البلوط و الضباب في الجبل ؛ و هذه عادة البلاد ﻷربابها لا يغرم أحد منهم سلفا عن خلف وبقيؤذلك العرف لهم و لمن دخل معهم..........
في يوم ثلاثة عشر يوما من شهر الله صفر عام سبعة و ثلاثمائة و ألف .

صوت حنة البنت الجبلية


 حنة البنت الجبلية

هدية متواضعة لمتتبعي مذكرات التجاني ولو أنني وجدت صعوبة في تحميلها...

                                                    

من نوادر الدوار في عهد التيجاني.

من نوادر الدوار في عهد التيجاني.


سمع اشهارا لتحديد النسل بالمذياع...الإشهار يدعو للإلتحاق بأقرب مركز صحي لأخذ أقراص منع الحمل مجانا...اغتنم فرصة تواجده بمركز غفساي...تشجع وقصد المستشفى ثم طلب نصيبه من الغنيمة...
سلمته الممرضة أقراصا عليها أيام اﻷسبوع...قالت له : " اسمع يجب شرب حبة كل يوم مع كأس ماء ابتداء من أول يوم في العادة الشهرية..."
حمل الأ قراص و قصد الدوار سعيدا...فقد كره " الفرخين و الزلط "...
بعد أربعة أشهر عاد الى المستشفى حزينا...سألته الممرضة عن سر حزنه فأجابها " ديك الكينة اللي عطيتوني مكدير والو ...مراتي حاملة...كنت كنشربها كل نهار و هكداك والو..."

الحياة جميلة

الحياة جميلة  

 
كنت أسير وحيدا...بل و حزينا...
كنت أحمل هما لا أستطيع وصفه...
فجأة رأيت كلبا و قد اتخذ من مرتفع مكانا لاسترخائه...مكان كان يسمح له برؤية المدينة بأكملها!!!
حسدته...فهو رومانسي أفضل مني ...
أحسست وكأنه يقول لي أن الحياة جميلة ، فقط نحن من نغطيها بكل هذا السواد...
ابتسمت...ثم ضحكت...
كلب يتقن فن الحياة أفضل مني!!!
ابتعدت عنه قليلا ...ثم اخترت ربوة عالية غير بعيد عنه...كانت المدينة جميلة و خلفها كان هناك قوس قزح...
مع تحيات المودن أحمد
‫#‏أحمدالمودن‬

مستوصف المشاع...حلم جيل بأكمله.

مستوصف المشاع...حلم جيل بأكمله.

يعتبر دوار المشاع من أكبر المداشر بجماعة ودكة ، موقعه المتميز بجبل ودكة يجعله حلقة و صل بين مداشر الركيبة ، تسوفة ، تاورطة ،العزيب، تاينزة و مداشر أخرى...
ينقسم الى أربع حومات ...به سوق الثلاثاء اﻷسبوعي...وكذا مخيم سياحي؛ كما ينظم به دوري متميز في كرة القدم...
هذا المدشر إذا مرض أهله فعليهم إلانتقال الى مستوصف جماعة و دكة الذى يبعد بحوالي 30 كلم ، أو إلى مستشفى غفساي الذي يبعد بأكثر من 40 كلم ...
إن معاناة ساكنة المشاع و المداشر المجاورة تقتضي تشييد مستوصف قرب السوق و المخيم ليحل معضلة الصحة بتلك البوادي التي يموت أهلها بأمراض لا يعرفونها إلا لما تنتقل مضاعفاتها الى مرحلة الخطر ، خاصة مرض السكر و الضغط الدموي و أمراض القلب و الكولسترول ...ناهيك عن حالات الولادة العسيرة التي تفقد على إثرها الأمهات حياتهن...
في اعتقادنا ، يجب نهج سياسة تقريب الصحة من المواطنين...على غرار تقريب اﻹدارة منهم...عوض الإكتفاء بحملات موسمية تكتفي بإعطاء أدوية يستعملها السكان بعشوائية قد تزيد من حدة المرض....
و من جهتنا،كمجتمع مدني غيور على تلك البقاع المنسية بين أشجار غابة جبل ودكة ، فنحن مستعدون للقيام بدراسة ميدانية للمنطقة تهم الجانب البشري و الجغرافي - مجانا - كمساهمة منا في تيسير مهمة من يريد أن يساندنا في مطلبنا البسيط و العاجل.
كما أطلب من كل أبناء المنطقة و الغيورين عليها تزويدنا بمعطيات دقيقة كعدد السكان و أنواع الأمراض المنتشرة بالمنطقة، والصعوبات التي يصادفها السكان لتلقي العلاجات...
لنساهم جميعا في إيصال صوت مرضانا الى المسؤولين، حتى لا يقولوا لنا ذات يوم :" لم نكن نعلم بهذا ".
نحن نحلم فعسى أن يتحقق الحلم ...
‫#‏أحمدالمودن‬

غفساي مدينة أبروط



" غفساي مدينة أبروط "


اغتنم المسؤولون بغفساي فرصة هطول أمطار الخير ليقيموا متاريس و حواجز واقية من " أبروط " لإفشال المسيرة التي أتمنى ألا تنقلها إحدى القنوات المغربية ...فنحن لا نريد شوهة أكبر...يكفينا شوهة أن " مدينتنا" تستحي البغال أن تسير بشوارعها...
أرصفة تدفعك للسير بالشارع ...و الشارع يدفعك للسباحة ببركه و بروطه...
يقولون عنك ياغفساي - كذبا - أنك مدينة !!!
صدقيني أنني رأيت مداشرا بمغربهم النافع أفضل منك ...
عشت بك طفلا ...وغبت عنك ثلاثين عاما ...ولما عدت إليك زائرا ...إكتشفت أنك لازلت مدشرا !!!
كل بلاد الناس تتغير و تتطور ... و أنت يا غفساي تحافظين على تراثك " البروطي " و حفر شوارعك ...و عبوسك ...فهل تزوجت في غيابي برجال مفسدين ...أم أنك تلدين المفسدين ؟؟؟؟؟
فهنيئا لك يا بلدتي ببروطك و مفسديك ...
والحمد لله الذي جعلنا لا نراك سوى في الصور...ولو أن بروطك فاض و خرج لتتسخ الصور...
#أحمدالمودن

ذكاء سلالة التجاني

ذكاء سلالة التجاني


فاجئتني بنتي ذات التسع سنوات بسؤال عند عودتي من العمل:
- أبي أتحب الله؟
قلت لها : " نعم أحب الله"
فأردفت و هي تبتسم:
- إذا كنت تحب الله فاعطيني درهمان.
فابسمت و...
للإشارة فأنا كنت أعطيها درهما واحدا كل صباح...و على ما يبدو فهي تناضل من أجل الرفع من " الأجرة " ...

و لكني بعثرت أوراقها، تماماً كما يفعل مشغلي معي...
إذ سألتها : " و أنت أتحبين الله ؟"
فردت ببراءة :" نعم أحبه ".
فقلت لها بلغة الإقتصاديين: " إذا كنت تحبين الله فلا تطلبين الدرهمان بعد اليوم ، لأن درهمان في اليوم تعطي 720 درهماً في السنة...نضيف لها 3 دراهم ثم نؤدي بها الضريبة السنوية على السيارة (لافنيت ) "...

مذكرات التجاني. الحلقة العاشرة 10




مذكرات التجاني. الحلقة العاشرة 10. بقلم المودن أحمد.


ينظر التجاني الى أصدقائه فيرى منهم اهتماما بوصفه لهذه الأرض التي اكتشفها قبلهم ...ثم ينظر الى الأعلى ...الشمس في كبد السماء ...إنه موعد العودة الى المنازل لتناول الغذاء ، ثم السباحة في "أفرط" ...يمتطي حمارته، ويهش من فوقها بعصا على غنمه ...قاصدا منزل أهله...
........ً.................
..........
عند عودته يجد جدته بانتظاره ... طاجين سلاوي تفوح منه رائحة بيصارة بزيت زيتون تتساوى مع التجاني في السن...إنها الأكلة المفضلة عند أهل المنطقة ...يتناول وجبته مسرعا...ففي الخارج ينتظره اصدقاءه للقيام بجولة صيد " بالجباد" كما جرت العادة ....
انتشر الأطفال في الغابة ، التجاني لا ينظر في الأرض إلا قليلا ...عيونه على الطيور والأشجار...فجأة رآى هدهدا يدخل ثقبا بشجرة...وهنا تذكر وصية أحد "العارفين" بالدوار..فقد قال له صاحبنا أنه اذا ابتلع تلميذ قلب هدهد حي وهو ينبض، فهو سينجح السنة تلو الأخرى...
اغتنم التجاني فرصة الهدوء السائد بالغابة ثم تسلق الشجرة بحذر...أدخل يده بصعوبة في الثقب ليخرج الهدهد...أخرج سكينا صغيرا من جيبه، ثم شق صدره...نزع قلبه وهو ينبض...ابتلعه...كان دافئا الى درجة أحس به وهو يعبر حنجرته في اتجاه معدته...ثم حمل الهدهد الميت ليحنطه ...فقد قالت له إحدى العجائز أن ريش الهدهد يصلح "لعين الحسود"...
تابع التجاني المسير ليجد نفسه على حافة مجرى مائي يسمونه " الخندق " ...تنفس الصعداء وهو يتذكر قصة غرقه في هذا المكان ذات يوم ...
فقد كان الفصل شتاء...وكان التجاني يرعى الغنم صحبة أمه وعمره لم يتجاوز الخمس سنوات...أمطار غزيرة كانت تهطل...التجاني يلبس سلهاما من البلاستيك شأنه شأن أمه ...الى درجة لا يكاد أحدهما يسمع الآخر...يبتعد رويدا رويدا عن أمه...يثيره حجم المياه التي تجري بالخندق...يقترب أكثر من الماء ...ينزلق...ثم يغرق...يسحبه الصبيب المائي المرتفع معه، صحبة أغصان الأشجار ، و الفلين و الأحجار...
نادى التجاني أمه بأعلى صوته، لكن الأمطار الغزيرة وما تصدره من ضجيج على سلهامها البلاستيكي حال دون سماعها لصراخه...
فجأة التفتت الأم لتجد نفسها وحيدة ...نادت بأعلى صوتها :" التجاني...التجاني..." ...فلم يجبها سوى صدى الصوت ...وخرير المياه الغاضبة...يتبع

وللقصة بقية. . مع تحيات صديقكم المودن أحمد من المشاع،غفساي تاونات

#أحمدالمودن

عام اللفت و عام البصل

عام اللفت و عام البصل ... بقلم أحمد المودن من و دكة


القليل منكم من سبق له أن سمع بعام اللفت...فقد سمعتم بعام الفيل و عام الجوع...إلا عام اللفت غاب عنكم أمره...
فقد كان لأب التجاني " عرصة " يزرع بها خضرا كل صيف...فماء السقي موجود بكثرة بالدوار ، يتفرق عبر سواقي إسمنتية يستغل سكان الدوار ماءها بنظام " النوبة " فيأكلون و يبيعون مما تجود به أرضهم ...
ذات سنة اشتكى التجاني لأبيه مبديا قلقه من كثرة اللفت الذي يعطى لقاطني داخلية ثانوية اﻹمام الشطيبي...فحدث ما لم يكن بالحسبان، إذ قرر أبو التجاني زرع اللفت بعرصته...فكانت النتيجة أن نجحت فلاحته فأصبح اللفت هو الأكلة الدائمة لأهل التجاني...بل وأغرق اﻷب السوق المحلية باللفت...
انتبه الناس لنجاح هذه الزراعة فعزفوا في السنة القادمة عن غرس الفلفل و الباذنجان...و زرعوا اللفت...وكان كل واحد منهم يعتقد أنه الزارع الوحيد لهذه النبتة آملا أن يربح منه ما ربح أبو التجاني...
ولما جاء موعد بيع المنتوج، أغرق الناس السوق باللفت فبيع بنصف درهم " للربطة ".
أما أبا التجاني فقد غير زراعته خلال تلك السنة ليزرع البصل...و هكذا باعه بالثمن الذي أراده...
فسمى الناس عامهم ذاك بعام اللفت و سمى التجاني و أهله عامهم بعام البصل...


‫#‏أحمدالمودن‬

عاجل...حزب جديد سيتخذ من " حميدو الزنزان " رمزا له.

عاجل...حزب جديد سيتخذ من " حميدو الزنزان " رمزا له.



تخيلوا معي لو اتخذنا " احميذو الزنزان " كرمز لحزب جديد ننشئه - نحن معشر المنسيين بالجبال- لنقارع به أصحاب الهضاب و السهول...فما عساه سيحدث إذن ؟!
احميذو الزنزان يصنع من الروث كرة...يداعبها...يراقصها و لما يكورها تكويرا، يدعها و يطير...تماما كما يفعل سياسيونا...وهذا ما يسمى في علم السياسة " كور و عطي لعوار" .
فمن سيصوت منكم على " حميدو الزنزان " إذن؟
ثم أليست فكرة رائعة ننال بها نصيبنا من الدعم المهدى للأحزاب بمناسبة الإنتخابات البرلمانية القادمة، خاصة و أننا سنحول الروث الى كرات؟!
‫#‏أحمدالمودن‬

vendredi 25 mars 2016

مذكرات التجاني ، الحلقة 72

مذكرات التجاني الحلقة الثانية و السبعون بقلم المودن أحمد من ودكة بتاونات. 

                                           ...أول قصة غرام بفاس ... 

كانت سعادة التجاني كبيرة جدا و هو يلج الجامعة و يشنف أسماعه بصوت مرسيل خليفة عند مروره قرب المطعم الجامعي ، و هو يتمتم " منتصب القمة أمشي ، مرفوعة الهامة أمشي، في كفي غصن غصن زيتون و على كتفي نعشي...و أنا أمشي ، و أنا أمشي..." ، طبعا و حدها أسطوانات الأغاني الملتزمة كانت تباع داخل الحرم الجامعي...وهكذا بقي التجاني يمشي ، و يمشي إلى أن إهتدى إلى كلية الآداب ليجد صديقه عبد الله قد ٱختار نفس الشعبة مثله، فكان هذا كافيا ليساعده على تحمل غربته عن غفساي...
 اختار التجاني مكانا رسميا له بقاعة الدرس الكبيرة بجوار عبد الله، و ذلك في آخر صف... كان أول اكتشاف تعيس بالنسبة إليه هو أن بصره ضعيف جدا ، فهو لا يتمكن من قراءة ما يكتبه الأستاذ على السبورة، و هكذا اعتمد على صديقه عبد الله في نقل ما يكتب، إلى أن جاء الفرج ... فقد ترجل يوما إلى أن و صل إلى باب الملاح... و هناك و جد شخصا يبيع نظارات مستعملة، و بعد عملية الفرز ، ثبت لديه أن إحداها مناسبة له ، و هكذا اشتراها من دون زيارة طبيب عيون و لا نظاراتي!!!
 عبد الله كان طالبا غير مواظب على الحضور إلى قاعة الدرس...فكان التجاني يضع دفترا على كرسيه في انتظار حضور صديقه حتى لا يجلس طالب آخر على الكرسي... لكن حدث أن جاءت طالبة متأخرة يوما و لم تجد مكانا تجلس فيه...حز في نفس التجاني وقوف الطالبة ، فأخذ دفتره عن الكرسي لتجلس عليه ... و مع الأيام أصبحت عادة التجاني أن يحجز للفتاة الكرسي عوض أن يحجزه لعبد الله...
 مرت الأيام على هذا المنوال مدة طويلة، فاستغرب التجاني كيف أنه لكل طالب رفيقة تسير بجانبه، إلا هو !!!
 و بدأت الأسئلة تراوده : " لماذا اختارت الجلوس بقربه في كل حصة مع أن القاعة تتسع لأربعمائة طالب و طالبة؟ " لماذا تتأخر يوميا لتجد الأماكن ممتلئة ، فتجلس بقربه؟ ثم لماذا هو يحجز لها الكرسي و يظل ينتظر قدومها؟ بل لماذا قلبه يخفق عند قدومها؟ "
 نقل كل هذه الأسئلة و غيرها لصديقه عبد الله الذي أكد له أن الفتاة الفاسية قد سقطت في شباكه، و أنه عليه أن يقوم بخطوة يؤكد لها من خلالها أنه معجب بها، بل و ربما يحبها !!!
 تردد التجاني كثيرا في القيام بأي خطوة قد تفسد كل شيء، خاصة و أن حديثه معها لم يتعدى يوما التحية ، و طلبها لدفتره من أجل نقل ما فاتها من الدرس بحكم تأخرها المتكرر...
 و بعد أيام خطرت بباله فكرة ذكية جدا طبقها بعد استشارة صديقه ...
 و إلى حلقة الغد إن شاء الله.



 #‏أحمدالمودن


ثلجنا و ثلجهم !

" ثلجنا و ثلجهم !!!" بقلم أحمد المودن من ودكة


حينما سقط الثلج بجبال اﻷطلس و تحديدا بإيفران و نواحيها هب الناس من كل حدب و صوب ليلعبوا في الثلج و يضربون بعضهم البعض...فوقع اﻹكتظاظ و توقفت حركة السير لساعات بسبب ازدحام الزائرين...فنشطت السياحة هناك و انتعشت التجارة المحلية و المطاعم و المقاهي وووو...
و حينما سقط الثلج بجبال الريف و تحديدا بجبل ودكة توقفت الحركة و عم البرد و تشققت الطرق و مات الدجاج و غابت التغطية...و مرض الأطفال و الشيوخ...و لم يزر ثلجنا أحد !!!
فما لثلجنا المنحوس لا يزوره أحد؟!
أوليس ثلجا يستحق أن يلعب فيه الزوار؟!
ألا يستحق طريقا لائقا تصل الناس به و تشجعهم على زيارة تلك البقاع المنسية؟!
أم أن ثلجنا من النوع الرخيص..."صنع بالصين" ؟!
أم هو ثلج " السعيان " الذين لا يستحقون سوى جلابيب تقيهم برودة الثلج و كفى ؟...
تخيلوا معي لو حمل أحدنا رجل الثلج الودكي على زجاج سيارته - كما يفعل العائدون من إيفران - ماذا سيحصل له؟
طبعا سيفتتونه في مدخل فاس بحثا عن الحشيش الذي قد يكون بداخله!!!
نعم فهم يبحثون في زيتنا و زيتوننا عند اجتيازنا لحدود المغرب النافع ، فكيف لا يشكون في ثلجنا إذن!؟


jeudi 24 mars 2016

وعاد " الزلط " ...فطلب الناس حقوقهم





وعاد " الزلط " ...فطلب الناس حقوقهم


يحكى أنه في عهد التجاني كان هناك راعي " مقطع من شجرة " إسمه " بو نطار "...
" بونطار " هذا رحمه الله إن كان ميتا، كان يفتخر بأن له أحسن الجلابيب بالدوار ، لذا فقد كان يلبس جلبابين ، الواحد فوق الآخر...
و كان لأب التجاني ، رحمه الله ، من الغنم ما يوفر له صوفا كثيرة...كان يصنع منها جلابيب عدة...
كان الفقر هو عنوان المرحلة ...
و مرت الأيام ...وغير الناس زراعتهم ....فأصبح " الكيف " هو السائد ...
ثم دارت الأيام...وعاد " الزلط " ...فطلب الناس حقوقهم...فجاؤوهم بجلابيب تقيهم قساوة البرد !!!
نحن ياسادة لسنا " سعيانا " لتتصدقوا علينا...
نحن مواطنون مثلكم...نريد طريقا...نريد مستوصفا...نريد تعليما لائقا...
نحن لسنا أطفالا لتعطوننا " لهايات "....بل رجال و نساء لهم كرامتهم ...
تفقروننا لتعطونا المساعدات...فتصوروننا و تربحون الملايين على ظهورنا...أو تزينون بنا أخباركم...
ارفعوا عنا رجالكم الذين يسلبونا أموال أهلنا بالباطل...و حينها لن نكون بحاجة لا لبوط و لا لجلباب ولا لألبسة...
وإني لأتحدى تلفزة الرباط ان تبين لنا في قصاصة الأخبار صورة الطريق التي مرت منها قافلة التضامن...لعل قلب وزير التجهيز يحن على هذا الجزء من المغرب الغير النافع...
إننا لسنا ضد العمل الإجتماعي و التضامني ، و لكننا ضد استغلاله من جهة ، و ضد التمييز بين الدواوير من جهة ثانية ...فبني زروال حبلى بالفقراء المهمشين...
#أحمدالمودن

فوق قبر عمي سلام " بشيقو

مذكرات التجاني - حلقة طائشة بقلم المودن أحمد.

......... فوق قبر عمي سلام " بشيقو" .......

حفر الناس قبر عمي سلام الملقب قيد حياته ب " بشقو" ، ثم رجع رجال و شباب إلى الدوار لحمل الميت الى قبره الذي بقي بالقرب منه مجموعة من الرجال يحكون مغامراتهم و يضحكون...
فضل التجاني أن يبقى غير بعيد عنهم...و جه صحنيه المقعرين صوب المجموعة و بدأ يسرق السمع دون أن يثير انتباههم لتواجده...
أغلب المتواجدين قرب حفرة القبر هم من معاصري عمي سلام...حكوا نوادره و هم يضحكون...
قال أحدهم أن عمي سلام لم يترك " هجالة " إلا دق بابها...و أضاف آخر أنه يعشق الزنا...وإنما أصابه العمى من كثرة فساده...
وهنا تذكر التجاني كلمة كان يرددها عمي سلام باستمرار...إنها " بشيقو "...
سأله التجاني يوما عن معنى هذه الكلمة فرد عمي سلام :
- "حتى تكبر أولدي و تعرفو" .
اشتهر عمي سلام بحبه للنساء خاصة بعد أن هرمت زوجته...ثم مات لتتحدث عنه النساء، قبل أن يتحدث عنه الرجال...فقد كان ذئبا يهابه الرجال خوفا على نسائهم...
انتقل الجالسون على شفا حفرة القبر من الحديث عن مغامرات عمي سلام ليفتحوا باب اﻹعتراف بمغامراتهم...
كان عددهم خمسة...هبة ووقار سنهم و لباسهم كسره اعتراف أحدهم بأنه ما أن باع محصوله من القنب الهندي حتى اشترى سيارة فأصبح يقضي يومه بالدوار و يبيت ليله بخنيفرة!!!
أما أحدهم فقد اعترف بأنه كان يزيل الجلباب بغفساي، و يغير ملبسه ليقيم سهرة علي شرف فتاتين بالحاجب...
و يحكي الثالث كرمة و سخاءه مع " البنات" بعين اللوح...حتى أنه لا يترك فاكهة إلا و حمل منها زوجين " للحاجة"...
وعلى طول مدة الإعترافات كان التجاني يتذكر حالة هؤلاء قبل حلول زراعة القنب الهندي...
كان أغلبهم لا يملك سوى جلبابا واحدا يلبسه شتاء و صيفا...
تزوجوا وخلفوا...ومنهم من تزوج أولاده...ولما أقترب أجلهم تشببوا و لبسوا الجديد و ساقوا "الحديد " ليعيشوا مراهقتهم المتأخرة...
استفاق التجاني من شروده على صوت الناس يكبرون و هم قادمون إلى المقبرة حاملين جثمان عمي سلام " بشيقو " .
و إلى حلقة قادمة. مع تحيات أحمد المودن من غفساي بتاونات

مذكرات التجاني الحلقة الواحدة و السبعون. 71

مذكرات التجاني الحلقة الواحدة و السبعون. 71 

بقلم أحمد المودن من المشاع غفساي بتاونات.

.... الأيام الأولى لبدوي بالجامعة .....

وصل التجاني و خلوق الى " ظهر المهراز " حيث يوجد منزل بنت العم...ثلاث بنايات من طابقين محاطة بمساكن عشوائية عبارة عن "براريك " ، وغير بعيد توجد ثكنة عسكرية...
استقبلت بنت العم و زوجها الضيوف أحسن استقبال، ثم حكى خلوق ما صادفه من مصائب في حين أحس التجاني بالإهانة فخرج قاصدا سطح المنزل...ليفاجئ بمساكن كثيرة و عمارات شاهقةعلى مرآى عينيه، فقال لطفل كان يطوف حوله:
_ " المذينة كبيرة بزاف أخاي، أنا إيلا خرجت بحدي ننتلف..."
فرد عليه الطفل :
" اعطيني ش درهم "
فابتسم التجاني وهو يقول مع نفسه " هاد ولاد المدينة مطورين على صغورهم"...
شاهد التجاني بناية يعتليها " قرمود " فسأل الطفل عنها ليخبره أنها الجامعة،
ففرح لأن منزل العائلة لا يبعد عن المؤسسة الجامعية سوى بأمتار، على الأقل هذا سيسهل من مأموريته...
يوم غد ذهب خلوق و التجاني إلى الجامعة قصد التسجيل...إختار شعبة التاريخ و الجغرافية ...أثار انتباه الوافد الجديد شساعة الجامعة و كثرة الطلاب.
في المساء خرج البدويان صحبة زوج بنت عمهما إلى المدينة الجديدة ، ليكتشف التجاني أن مدينة فاس تحتوي على متناقضات كثيرة...أناس يسكنون بالبراريك و آخرون بالعمارات أو الفيلات!!!
مرت الأيام الأولى طويلة على التجاني الذي كانت أحلامه كلها حول غفساي و الدوار...المدينة رهيبة...أخوه يطلب منه تغيير لكنته الجبلية ب "المدينية "...نعم عليه أن يغير الخاء كافا...فعوض أن يقول " قلتلخ " عليه أن يقول " گلتلك "...وهكذا دواليك!!!
لم يجد التجاني مكانا بالحي الجامعي لظهر المهراز، بل كان حظه تعيسا، إذ كان نصيبه سرير بغرفة بملحقة الحي الجامعي بعين قادوس...
رجع خلوق إلى الدوار ليبقى التجاني وحيدا بمدينة فاس، يتخذ لكل زنقة علامة و يرى في كل شاب لصا...تذكر وصايا أخيه: " إذا نادى عليك أحدهم فلا تستدر وجهك جهته...النقود دائما في الجوارب...غير لهجتك..."
ثم وصايا أبيه: " أقرا مزيان...باش دتوظف...و عندك تتعلم دتكيف الگارو..." و دعاء أمه:" سير أولدي الله يكون منك الزرع و الزريعة "...
أحس بوحدانية قاتلة و كأنه في جزيرة لا يعرف عنها شيئا، ولا عن أهلها...فلا هم يردون السلام كما في الدوار، وإن سألتهم عن مكان قالوا لك " سير شد الطاكسي"!!!
أجمل ما في المدينة نساءها، فهن فاتنات عاريات تلتصق مؤخراتهن عادة به أثناء ركوبه في الحافلة، فيولد عنده ذلك متعة مجانية لا عهد له بها....
وكم كانت مفاجئته كبيرة عندما اكتشف أن أغلب أصدقاءه بغفساي أصبحوا رفاقا له بنفس الشعبة ، فوجد امريزق، أغوثان، المرابط، النميلي...بل أن سعادته كانت أكبر و هو يطأ قاعة الدرس لأول مرة ، خاصة و أنها تتسع لأكثر من أربعمائة طالب..
و إلى حلقة قادمة مع تحيات صديقكم المودن أحمد

مذكرات التجاني الحلقة - 70 - حينما اعترض اللصوص سبيل التجاني

مذكرات التجاني الحلقة - 70 -

بقلم المودن أحمد من غفساي بتاونات

..... حينما اعترض اللصوص سبيل التجاني ....



اقترب موعد الامتحانات فاختار التجاني وادي الرحي كمكان مناسب للاستعداد...فكان كل شيء يمر على أحسن ما يرام باستثناء مادة الفلسفة، فقد اختلطت الأمور عنده، فاشتبك أرسطو مع ديكارت لينتصر الأخير بشكه، لذا قرر التجاني " نقل " مادة الفلسفة، و هكذا كتب " حرزا " و أمسكه ب"لاستيك" من جهتين و تدرب على استعماله...أدخل الورقة تحت قميصه و أخرج " لاستيك " من فوق و ربطه حول عنقه، ثم أخرج الطرف الآخر من جهة سرواله...و هكذا يجر من أسفل لتخرج الورقة فيقرأها و إذا أحس بالخطر يكفي أن يطلق " لاستيك " لترجع الورقة أوتوماتيكيا إلى مكانها الأول تحت القميص...و من طبيعة الحال فقد غلف الورقة بقطعة بلاستيك شفاف لضمان عدم تمزيقها...
لم يبقى للامتحان سوى يوما واحدا...اختار التجاني عدم المبيت في الداخلية ليلة الأحد، فقد غرر به بعض أبناء مدشره ليطلبوا منه قضاء الليلة معهم بحومة بوشيبة...
طال سمرهم وهم يلعبون " الروندة " لتكون النتيجة صادمة...لم يستيقظ التجاني باكرا ىوم غد الاثنين، و هكذا وصل متأخرا إلى الثانوية ليتم منعه من اجتياز الامتحانات!
صدم و لم يصدق أن حلمه قد تبخر ...فأصبح يتنقل بين الداخلية و جنان المظلي كالأحمق...ثم عاد عند الحارس العام ليتأكد إن كانت سنته الدراسية قد ذهبت في مهب الريح...
سأل الحارس العام عن مصيره، فطلب منه الأخير الانتظار، ليزف له خبرا سارا:
_ لك الحق في اجتياز الدورة الاستدراكية...
كان هذا كافيا ليزرع الأمل من جديد في قلب التجاني الذي كان أول تلميذ يستفيد من هذا الحق بثانوية الإمام الشطيبي....
نجح التجاني رغم كل هذه الظروف ليحصل على شهادة الباكالوريا...فرحته كانت كبيرة، و كذا فرحة أسرته...
سيلتحق إذن بالجامعة حيث يتواجد أبناء مدشره خاصة الحشادي و التاليدي...ليصبح التجاني طالبا جامعيا !!!
مر الصيف سريعا و جاء شهر شتنبر ...اختار الأب " خلوقا " ليصاحب التجاني الى مدينة فاس قصد التسجيل بالجامعة و كذا بالحي الجامعي...و لكن قبل ذلك عليه أن يوصله إلى ظهر المهراز حيث تقطن إحدى بنات عم التجاني صحبة زوجها ب "ديور العسكر"، و ذلك في انتظار الحصول على سرير بإحدى غرف الحي الجامعي...
"خلوق" سبق له أن زار مدينة فاس مرات و مرات، بل سبق له أن عمل بمدينة الحاجب عندما هرب من المنزل ذات يوم، كما أنه يميل إلى الافتخار بنفسه ، و هذا ما يجعله يشتري اللباس الجديد، عكس التجاني الذي لم يجد اللباس المناسب لسفره، فلجأ لأخيه المجاهد ليعطيه "جاكيطة " تتشابه في اللون و الحجم مع " جاكيطة خلوق" ...
وصلت الحافلة إلى " بوجلود " بعد أربع ساعات من السير... نزل التجاني و خلوق ليقرر الأخير عدم الركوب في سيارة أجرة صغيرة بدعوى معرفته الجيدة للطريق الرابطة بين بوجلود و ظهر المهراز...و هكذا سار الإثنان على الأقدام...و ما أن توغلا بين أسوار عالية عرف فيما بعد أنها أسوار حديقة جنان السبيل، حتى اعترض سبيلهما ثلاثة لصوص...كان خلوق يضع " جاكيطته " على كتفه و كذلك كان يفعل التجاني بسبب الحرارة المفرطة...
طلب اللصوص من خلوق مدهم بسيجارة فأجاب خلوق بشجاعة :
- "مالي أنا صاكة ..."
ثم أخرج سكينا كان بجيبه يسمونه " بونقشة " ، و قبل أن يفتحه ضربه أحد اللصوص ليده حتى طار السكين بعيدا ...ثم جر أحدهم " جاكيطة " خلوق و هرب بها، في حين جر لص آخر " جاكيطة " التجاني و لكنه لم ينلها بسبب تمسك التجاني بها...و دون تردد هرب الأخير تاركا خلوق كفهد بلا مخالب وسط كلاب وحشية...
كان التجاني يزيد من سرعته كلما سمع كلمة " أوقاف ، أوقاف " ...مر بأزقة ضيقة ، لينتهي به المطاف بمتاجر كثيرة ...الشخص الذي يلاحقه لازال يطالبه بالتوقف، ليركض التجاني أكثر...
المشكلة العويصة أنه لا يعرف أحدا بمدينة فاس، و ليس معه نقود، و لا يعرف عن هذه المدينة سوى الإسم!!!
فجأة سمع صوتا يناديه:
_ "أوقاف...أوقاف...التجاني...وا التجاني...أوقاف..."
ليطمئن قلبه عند سماع إسمه ، و يعرف في آخر المطاف أن الذي كان يركض وراءه طيلة هذا الوقت ما هو سوى خلوق الذي خاف أن يفقد التجاني إلى الأبد ففضل الركض و راءه عوض محاولة استرجاع ما سرق منه...
توقف أخيرا التجاني و قد كاد يفارق الحياة من كثرة الجري و الخوف...و لحسن حظهما أن النقود و الأوراق لم تكن ب " جاكطة خلوق" ...و أن التجاني كان يمسك بقوة على الملف الذي يحتوي على شهادة الباكالوريا و باقي الوثائق الأخرى...
أخبر خلوق التجاني أنهم بمكان يسمئ "الملاح" ليركبوا في سيارة أجرة صغيرة نقلتهم في أمان إلى " ظهر المهراز " .
وللقصة بقية إن شاء الله.
مع تحيات صديقكم : أحمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال
‫#‏أحمدالمودن

mardi 22 mars 2016

مذكرات التجاني. الحلقة 9.

مذكرات جبلي. الحلقة 9. " وصف غفساي " بقلم أحمد المودن

 

يوم غد استفاق أهل الدوار على خبر غريب...لقد اختطف ثلة من شباب المشاع " الشيخات " ...
اثنى عشر شابا يختطفون فتاتين ...ولما انتهى بهم الأمر بمنزل أحدهم ...اتفقوا على ان يجعلوهن " وسادات" تحت رؤوسهم في انتظار حلول النهار والنظر في كيفية اقتسام الغنيمة...
قام أحدهم ليلا بسحب الفتاتين من تحت الرؤوس مغتنما فرصة عياء أفراد المجموعة ، والتجأ الى حيث اعتقد أنه آمن.
انتشر الخبر سريعا في كل المداشر المجاورة ...ثم تكلف الدرك الملكي بالباقي...تم القاء القبض على أغلبية شباب المدشر...ففازوا بسبع سنوات سجنا وأكثر...
التجاني لا يعبأ بمثل هذه الأخبار...يتبع غنمه ممتطيا حمارة...يلتحق به أقرانه...تختلط المواشي فيما بينها...ويلعب الأطفال " التورة" ...قطعة فلين مستيرة الشكل ، يضربها الأطفال بالعصى الى ان يضعوها في حفرة ، هي أشبه بلعبة الگولف ...وحين يصيبهم العياء ، يجتمعون حول التين واللبن...
" عاودنا على غفساي التجاني، كيفاشني؟ " يتسائل المفضل و هو يزيل زريعة التين من بين أسنانه ...لقد كان للمفضل فما يستطيع من خلاله أقرانه أن يعرفوا غذاءه وعشاءه...
جلس التجاني مزهوا فوق حجرة ، والأطفال حوله ينتظرون بلهفة لمعرفة مميزات هذه القرية التي لا يعرفون عنها سوى أنه بها سوق الأحد...
" غفساي قرية بسيطة ...فيها شامة وفاطمة و القناني وجمال وغريبة"...يصمت التجاني قليلا وكأنه لم يعرف عن غفساي سوى حمقاها...ثم يستطرد:
" أحسن ما في غفساي "الجردة دياب" ففيها ثانوية الإمام الشطيبي التي درست فيها...وبها داخلية نأكل فيها بالمجان...وغير بعيد عنها هناك خيرية...وجنان المضلي...نحن كنا نلعب الكرة في مرجة قرب المقابر...كما أني كنت كثير التنقل بين الجردة و الديوانة مرورا بالگراج...كثيرا ما تستوقفني رائحة الخبز الصادرة من فران " مايندا" ثم امر مرور الكرام على مكتبة العمراني ...اقرأ عناوين صحيف الاتحاد الاشتراكي أو العلم ، أو كيخ كيخ...أنا لم أشتري يوما جريدة ...ولكني كنت أجمعها من المزابل وأقرأها...
كنا نذهب الى الگراج لنشرب من عين هناك ثم نطل على اعدادية كانت في طور البناء...وأحيانا نذهب الى سور قريب من محكمة غفساي وقيادته ، لعلنا نفوز بلقاء أحد أبناء الدوار الذين يهوون الدعاوي و " البروسيات " ...وقد نصعد الى " القشلة " ...بل ونصل الى " بوشيبة او الزريقة " لما لا ندرس مساء..."
يتوقف التجاني قليلا ليزيل دودة تتوسط حبة تين، ثم يضيف :
" غفساي لا تختلف عن الدوار سوى ببعض المباني الإسمنتية المتناثرة ...وأخرى مغطاة بالقرمود على شاكلة " الدار دبوغابة " ..."
ينظر التجاني الى اصدقائه فيرى منهم اهتماما بوصفه لهذه الأرض التي اكتشفها قبلهم ...ثم ينظر الى الأعلى ...الشمس في كبد السماء ...إنه موعد العودة الى المنازل لتناول الغذاء ، ثم السباحة في "أفرط" ...يمتطي حمارته، ويهش من فوقها بعصا على غنمه ...قاصدا منزل أهله...
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : أحمد المودن من المشاع، ودكة ببني زروال

مذكرات التجاني الحلقة الثامنة 8

مذكرات التجاني ... الحلقة الثامنة 8 بقلم. أحمد المودن

تذكر التجاني آثار الضرب على وجه أمه ، و تقاذفته احتمالات حياة او موت أخته...ثم غرق في نوم عميق...
...ً.......................ً...........
جاء الصباح...استفاق التجاني على خبر وفاة الطفلة...بكى كبقية اخوانه ...حملها أبوه فوق قطعة فلين مستطيلة الشكل ، واتجه بها صحبة رجلين الى مقبرة سيدي عبد الكريم...
التجاني يخاف كثيرا من سيدي الكريم فقد أخبرته جدته أنه عليه ألا يتبول جهته...وألا يحلف به إن كان كاذبا...هو يتذكر أنها كانت دائما تردد على مسامعه : " سيدي عبدكريم الله يعطينا بركتو أيفلس...أيعمي العينين..."
أهل الدوار يعطون أهمية كبيرة لهذا الولي الصالح، يقسمون به ويطوفون حوله طلبا للغيث...يذبحون عليه الذبائح ...يعلقون على أشجاره ثيابهم البالية ...بل ويجتثون الأشجار حيثما وجدت ما عدا "غابة السيد " فلها هيبة عظيمة...
ترك التجاني المدشر بما فيه وقصد الغابة صحبة اخيه الأكبر ...فهو من اليوم سيصبح راعي الأسرة ...أربعون رأس غنم عليه أن يطوف بها الغابة صباحا، ثم يعيدها الى المنزل زوالا...يتناول الخبز والزيت وما لذ وطاب من القطاني، ثم يسرع صحبة أقرانه الى ضاية يسمونها "أفرط" يسبحون ويمرحون ثم يقسمهم كبيرهم مثنى مثنى...الصغير مع الصغير والكبير مع الكبير...يختبؤون عن بعضهم البعض وراء الأحجار...يتبادلون المواضع...ثم يعود بعدها الجميع الى السباحة لازالة " النجاسة " ...يتكرر هذا طيلة أيام الصيف وبالتراضي...
تمر الأيام على هذا النحو ...الى أن جاء موسم الأعراس...جاءه صديقه علي بخبر يثلج الصدر..." كاين وحد العرس غدا فالمشاع الفوقي ...والشيخات واعرين..." يقول علي وهو يمسح ما تبقى من غبرة الحليب التي كان بعض السكان يتوصلون بها كمساعدة، فقد كان يتناولها كما هي دون ذوبان...
انتظر التجاني الغد بلهفة ليلبس جلبابه ويسير وسط حشد من أبناء حومته قاصدين دار العرس.
"وشالي المعلم شالي" ...هكذا يخاطب أبو العريس المعلم الغياض طالبا منه اعطاء إشارة الإنطلاقة حتي يأتي أهل المدشر جميعا...
وبعد هنيهة يتجمع القوم من كل حدب وصوب...من كتامة ، النقلة، أفوزار، تينزة ، تسوفة ، تورطة، الركيبة....اما أهل الدوار فيأتون نساء ورجالا ، صغارا وكبارا...
تتجمع النساء في جهة والرجال في الجهة المقابلة ...يتحرك الحشد انطلاقا من المسجد في اتجاه منزل العريس...يردد الشباب المحيطون بهذا الأخير نشيدا تعجز الجن عن تفسيره " به مسوفو لهي جلالال...يا عزيز يا ربي..."!!!
يصل القوم الى "دار العرس" يبدأ الجوق في الغناء ...الطقطوقة الجبلية أولا...ثم يغير " المعلم الكوامنجي " الإيقاع ليتيح الفرصة " للشيخات " ليرقصن و يجمعن الغرامة ...أقصى ما كان يعطى للشيخة مائة ريال...
التصقت عيون التجاني بثنايا جسد الشيخات...وليس التجاني وحده بل كل رجال الدوار حتى المسنون منهم ...
بدأ النوم يداعب جفني التجاني ...إلا أن قوما يستمتعون بإيذائه ...يلقون عليه احجارا صغيرة ،يسمونها " طويبة " كان هذا من اختصاص صبيان وشباب حومتي الريف و الدار دالشيخ...
أزعج هذا التصرف التجاني و أصدقاءه ، فغادروا المكان...
يوم غد استفاق أهل الدوار على خبر غريب...لقد اختطف ثلة من شباب المشاع " الشيخات " ...
اثنى عشر شابا يختطفون فتاتين ...ولما انتهى بهم الأمر بمنزل أحدهم ...اتفقوا على ان يجعلوهن " وسادات" تحت رؤوسهم في انتظار حلول النهار والنظر في كيفية اقتسام الغنيمة...

وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : أحمد المودن من ودكة ببني زروال

mardi 1 mars 2016

مذكرات التجاني ...الحلقة 7

مذكرات التجاني ...الحلقة 7
بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي..
خرج التجاني مسرعا قاصدا بيت جدته...تبعته " لويزة " وكانها تشد بأزره...ففي البادية كل شيئ يخيف ليلا...الجن،الضفادع، البوم...كانت ليلة مقمرة سهلت مأمورية التجاني في هذا العبور الخطير ...يدق الباب وهو ينادي : " العزيزة...العزيزة ...يما أدقولك أجي...يمكن بدولذ..."
حملت الجدة أدواتها وأغلقت وراءها بابا خشبيا أوثقته بقفل قل نضيره...
وبسرعة تم ربط الحبل في "القسامة" ( قطعة خشب غليضة تربط بين حائطين متقابلين، وفوقها توضع قطعة خشب أخرى صغيرة ترفع "السهام " من الوسط )
يدخل التجاني جحره وسط اخوانه ...يغطي الجميع وجوههم متظاهرين بالنوم...
" ازحم...ازحم...ازحم...ساين ندير الزيت ..." تكررت هذه الكلمات كثيرا...كان جسد التجاني يقشعر عند صراخ أمه...بل خاف أن تموت كما حدث في السنة الماضية لحليمة...
ماتت حليمة وهي تلد ...حاولت عائلتها انقاذها...وضعوها فوق بغل...وقصدوا الطريق الرابطة بين كتامة وغفساي...وفي الباب دالهواري جلس الجميع ينتظر شاحنة أو بيكوب...قد تاتي او لا تاتي...عدد الشاحنات بالمنطقة كلها لا يتعدى الأربع وكلهم لأناس من كتامة أو تاينزة...كان يوما ممطرا...صعد العياشي الى كدية ليستطلع...وفجاة صرخ " نوضو...نوضو...الكاميو دقبوش ماجي ..."
بعد نصف ساعة وصلت الشاحنة ...ركب العياشي وزوجته في الخلف...وانطلقت رحلة القفز والتزحلق...المطر يزداد تساقطا ...وفجأة تتوقف الشاحنة ...يستفسر العياشي ، فياتيه الجواب صادما ...
" راحنا وصلنا للنقلة...ورا الكاميو وغل في الغيس...نزل تدفع معانا..."
ينزل العياشي تاركا زوجته وهي تنزف دما...
تطلب الأمر جر الشاحنة بالدواب...لم يتردد سكان مدشر النقلة في مد يد المساعدة...خرجت الشاحنة من الوحل...صعد العياشي ليبشر زوجته، فوجدها جثة هامدة ...
التجاني لا يريد هذا المآل لأمه...
يطول الانتظار...وفجأة صراخ مولود جديد ...كشف الجميع وجهه...لكنهم لم يبرحوا أماكنهم...يدخل الأب الذي ظل طيلة هذا الوقت في الخارج مستفسرا :
- " طفلة أو طفل؟"
- " طفلة...ولكن ممكمولاشي ...انتنا طرحتي مراتك... محال واش دعيش."
تذكر التجاني آثار الضرب على وجه أمه ، و تقاذفته احتمالات حياة أو موت أخته...ثم غرق في نوم عميق...

وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن من ودكة ببني زروال.
‫#‏أحمدالمودن‬

مذكرات التجاني. الحلقة 06.

مذكرات التجاني. الحلقة 06. بقلم المودن أحمد.

مرت السنة الدراسية الأولى على هذا المنوال .و جاءت العطلة الصيفية... حمل كتبه وقصد حومة الزريقة صحبة بعض أبناء مدشره...هنالك كانت شاحنة قديمة تستعد للذهاب الى أربعاء المشاع ...تعلقوا بها ...كان الغبار يتطاير من خلفها وهي تسير ببطء ...طريق تتناسل بها الحفر كما يتناسل الجراد ...
وما أن تقترب الشاحنة من المدشر حتى يتغامز الأطفال ، فيغتنمون أول منحدر أو مرتفع تخفف فيه الشاحنة سيرها لينزلوا متسللين ...ثم يعطون الفرصة لأرجلهم لتسابق الرياح ..

قصد التجاني منزل أهله وهو يتخيل ردة فعل إخوانه و أقرانه الذين لم يحصل لهم شرف الوصول الى غفساي...وما أن أطل على المنزل حتى استقبلته " لويزة " بنباح المشتاق...خرج أحد إخوانه يستطلع سبب النباح ، ثم انقلب مسرعا نحو الداخل وهو يصرخ:
" التجاني جاء...التجاني جاء "
خرج الجميع للقاء التجاني ...ضمته أمه ...قبل يدها ...كانت بطنها منتفخة و على وجهها اثار ضرب...لم يعر التجاني ذلك اهتماما ، فقد تعود أن يرى أباه وهو يضرب أمه باستمرار، وأمام الملأ، بل أنه كان يصاحب أمه ان هي قررت الهرب من المنزل في اتجاه بيت أهلها الذي يبعد بحوالي عشرين كيلومترا...
...تراكمت الاسئلة على التجاني ...يدخل متوسطا الموكب...يقبل يد أبيه الذي لم يتزحزح من أمام صحن مليئ بالبصارة موضوع باتقان فوق كانون ...
انهالت الاسئلة على التجاني...الكل يريد ان يكتشف غفساي من خلاله...
كان التجاني مزهوا ، كيف لا و هو من بين القلائل الذين حصل لهم شرف متابعة الدراسة بغفساي ...تلك القرية التي كانت تجمع تلاميذا من كل المداشر المجاورة ...بني يزو، القلايع ، النقلة، اللبابنة، المكمل، تامسنيت، الرتبة، بابت البير، عين باردة، أولاد صالح...بل ومن مولاي بوشتى والقرية...وتازغدرة...
تازغدرة وما أدراك ما تازغدرة ...عا نى التجاني من احتقارهم وعنفهم...أشرس صنف من التلاميذ كانوا...
ينتظر التجاني ارتفاع منسوب بطن أبيه، لعله يفوز بما سيبقى في الصحن...أبو التجاني لا ياكل مع أبنائه في نفس الصحن... هذه عادته ...
تذكر التجاني جدته التي تسكن لوحدها على بعد أمتار...
" أنا بنمشي عند العزيزة رحمة..." بهذه الكلمات ودع أسرته على أمل العودة في الليل...
يدق الباب ...تجيبه جدته التي ألفت أن يدق بابها لأنها مولدة، و " طبيبة " و تزيل العين: " شكون ؟ "
_" غ أنا العزيزة..."
_" سيدي أحمد التجاني بجنيحاتو غطاني...ادخل الحبيب" ترد الجدة مدللة حفيدها المحبوب...
يودع النهار شمسه...عشاء متميز احتفالا بعودة " الأستاذ" التجاني ...دجاجة بلدية ريشها أكثر من لحمها، فاز الأب بصدرها، وما تبقى تم اقتسامه بالتساوي...
اتخذ الأب مرقده قرب المدفئة التي لا تبرح مكانها لا شتاء ولا صيفا...في حين اتخذ الابناء الحصير فراشا والبطانية غطاء ...يسود صمت رهيب يكسره نباح الكلاب ،او شخير الام...وفجأة ينادي أحدهم شاكيا: " أيما...يما...هاهو أيدير علي رجلو..."
وعد ووعيد ثم صمت فشخير...وبعدها يبدأ الاطفال الخمسة في حرب الغطاء ...الكبيران يتواجدان على الأطراف ، والصغار في الوسط مع الغالب...
فجأة يسمع صراخ الأم : " أبطني...ابطني...سيرو قولو للعزيزة تجي..."
وللقصة بقية انشاء الله
مع تحيات صديقكم : احمد المودن
‫#‏أحمدالمودن‬

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا