dimanche 25 décembre 2016

طيور تاونات

طيور تاونات les oiseaux de taounate

قد يفاجئ البعض و هو يسمع أسماء طيور محلية كانت تتواجد بغابات بني زروال خاصة و اقليم تاونات عامة، لكنها سرعان ما اندثرت او رحلت...
هذه الطيور لم ترحل سوى لندرةالماء و اكتساح الإنسان للغابة، سنحاول ، بصحبتكم، جرد أسماء طيور اقليم تاونات بأسمائها المحلية مع ذكر مميزاتها و نشر صورها إذا توفرنا عليها، و هكذا سنحاول معرفة المتبقي منها من المهاجر، و كذا الوفي منها رغم التغيرات المناخية و الظروف البشرية...
إذن المطلوب من الأصدقاء ذكر الطيور التي يعرفونها في التعليق مع معلومات عن الطائر إن أمكن .
سأعطي أمثلة:
_ سقساقة : طائر أسود ذو منقار أصفر 
_ ستيتو حراث : طائر صغير يحضر عملية الحرث...
_ سبيو : هو بطل المثل الشعبي القائل : شكون عراف سبيو فاي بات....
_ أزطوط ....السمين....شرقراق...
قد يكون هناك اختلاف في نطق الأسماء و هذا أمر طبيعي ، فلا ترددوا في المشاركة في هذا الجرد لثروات طبيعية لا نعرف قيمتها الا عند فقدانها...
مع تحيات صديقكم
المودن أحمد


                               
لكي تتمكنوا من قراءة التعاليق التي فاقت المائة المرجو النقر أسفله:

 

vendredi 23 décembre 2016

مذكرات التجاني:" حيلة فاشلة "

مذكرات التجاني:" حيلة فاشلة "

بقلم المودن أحمد .

بعد ليلة ممطرة استفاق التجاني على هدوء تام و برد قارس أرغمه على مغادرة فراشه لإفراغ مثانته...كان المنظر غريبا...بياض يغطي اﻷرض و القصدير و اﻷشجار...إنه الثلج و قد زار جبل ودكة بعد غيبة طويلة...


استمتع بمنظر مائه الدافئ وهو يذيب الثلج...ثم أخفى شيئه الصغير بسرعة وهرع إلى فراشه من جديد...
فكر جيدا في حيلة لكي لا يذهب إلى المدرسة التي تبعد عن حومته كثييرا...إنه يتابع سنته الثانية ابتدائي بها...و قد مل قطع كل تلك الكيلومترات أربع مرات في اليوم...
ما أن أحس بدفء الفراش حتى نادته اﻷم كعادتها:
- التجاني نوض أولدي غسل وجهك باش تمشي للمدرسة...
رد عليها و هو يتألم :
- أنا مريض أيما ممنمشيشاي...
- شنو أيحرقاك الحبيب ؟!
- بطني أيما أدقطعني بالحريق...
غابت اﻷم بضعة دقائق ثم عادت تحمل قدرا به زيت دافء...ثم خاطبته:
- عري بطنك ندهنها لك بالزيت البلدية سخونة...راها بحال سمية الله...
دهنت له مقدمة بطنه...كان الزيت يزيل اﻷوساخ التي كانت تحيط بسرته...و هو يفكر في ورطته...
سألته اﻷم بحنان :
- أمندرا دبا الحبيب؟ شويا  ؟
- وحد الشويوش دبا...
لم يجد جوابا غير هذا فهو لم يكن يتوقع هذا الفعل من أمه التي باغثته قائلة :
- إيوا نوض أولدي فطار باش دمشي للمدرسة، راه مشى الحال عليك...
كان الفطور عبارة عن طبسيل مليئ بأشرود...أعطاه قوة ومناعة ليقاوم البرد القارس ، و على مدى الطريق الرابطة بين الدار و المدرسة كان منظر الثلج الذي غطى كل صغيرة و كبيرة ينسيه الرعد السائد بأمعائه خاصة وأنه يخاف افتضاح أمره عند تواجده بالقسم...



 
                               

jeudi 22 décembre 2016

التاوناتيون ينسون بسرعة!

التاوناتيون ينسون بسرعة!

بقلم : المودن أحمد من المشاع بغفساي.

تاونات المنسية بين جبال مقدمة الريف، تنسى بسرعة ...
إنها الحقيقة التي لا غبار عليها...
سقطت أمطار الخير فنسينا عطش الصيف...ما عدنا بحاجة لخدمات المكتب الوطني للماء!!!
يأتي الصيف فننسى القناطر المكسرة و الطرق المقطوعة و حجرات المدارس التي تشققت أسقفها...و الغيس و أبروط و معاناة أطفال المدارس...
تمر اﻹنتخابات فننسى وعود المنتخبين و البرلمانيين و نصبح مجرد أرقام و أصوات انتهت صلاحيتها...
الحالة دائما هي هي و المعاناة تتجدد...لا صحة و لا تعليم ولا أمن نفسي مادام أغلب السكان متابعون...و كأني بتاونات سجن كبير تتفاوت فيه اﻷحكام الموقوفة التنفيذ أو يقطنه الهاربون من السجن الحقيقي...
ستنتهي سنة و تبدأ أخرى...و طرق تاونات محفرة منسية...مدارسها آيلة للسقوط...مستشفياتها - على قلتها - مجرد مكان يوجه منه المواطن الى المصحات أو إلى فاس...مستوصفاتها حيطان بلا ممرضين ولا دواء...
تاونات تنسى بسرعة لأنها مهملة و منسية...الشكوى للواحد القهار...ما دامت شكوانا للمسؤولين لا تجد آذانا صاغية...
 
 
                               

mardi 20 décembre 2016

دردورة، الشياخة، المنقوبين،الطانجير، أولال، البقعوز، بيبو ؟؟؟

دردورة، الشياخة، المنقوبين،الطانجير، أولال...البقعوز، بيبو ؟؟؟

توصلت بهذه الرسالة على الخاص من الصديق المويني محمد علي، ولأهميتها فأنا أشارككم إياها لإبداء الرأي و المناقشة:

"
تحية للاخ احمد.هناك بعض المفردات جاءت صدفة لعقلي من الممكن طرحها لاحقا للتعرف عليها وهي كالتالي: دردورة:وهي اكلة الفول دالرقاق ينتفخ في الماء ليلا ثم يطبخ غدا بالماء والملح والبصل وزيت الزيتون .مثل المنقوبين وتطبخ غالبا في الافراح لكثرة الزوار ليستعينوا بها مع اللحم .والمنقوبين هي اكلةالفول الغليض المسمى بالفول دالشامي.ينتفخ ثم يقلع جلدته من الرأس ليصبح الفول المنقوب ويطبخ مغايرا عن دردورة.يطبخ بالماء والبصل والقزبر اخضر والبزار والتصفيرة وسكين جبير والزيت مختلطة ويطبخ ليصبح جاهزا للوجبة الحبلية وربما المغربية . ثالثا: الشياخة Echyakha وهو الفول دالشامي ينتفخ ليلا ثم غدا يوضع في البرمة ويصب عليه الماء والزعتر حتى يطبخ ولا يسحق يكون سالما من الكسر .ويصفى عنه الماء ويصبح جاهزا للاكل كأكلة الزريعة او كاوكاو ولو خارج المنزل يرش بالملح وقليل من الكامون.ويسمى بالشياخة. رابعا : الطانجيرEttanjir وهو عبارة عن طنجرة نحاسية كان يوضع دائما في المساجد يبقى رهن إشارة الجماعة لطبخ اللحوم في الافراح والاعراس او في صدقة موسمية يقوم بها السكان كصدقة متضرعين لله بطلب الغيث مثلا.وتسع حمولته إلى 100 كلغ. خامسا: أولال Awellal وهي خابية من الطين لها يدين عن اليمين واليسار ليتم حملها وكان قديما يحملنها النسوة فوق رؤوسهن لسقي الماء وأولال الجديد دائما يوضع في مكان غائب عن انظار العموم ويملؤ بالماء ويغلف بقماش مثل طرف الكاشة او الحاييك مقطع مبلل بالماء ليبقى باردا خلال حرارة الصيف محل الثلاجة التي لم يكن لها وجودا آنذاك. تحياتي وساطلعك عن بعض المصطلحات لاحقا.
أما الصديق المفضل من فرنسا فقد اختار لكم مصطلحات لا تقل ندرة و أهمية فهو يسألكم عن "بايبو " و " بشاق عينو " و البقعوز ...
إذن هل هذه المفردات تحمل نفس المعنى في كل المناطق الجبلية أم هناك اختلاف ...مشاركتكم تحفزنا للبحث و التنقيب أكثر مع تحيات صديقكم المودن أحمد.


                   

vendredi 16 décembre 2016

مذكرة " اﻹرهابي التجاني "

مذكرة  " اﻹرهابي التجاني "

بقلم المودن أحمد من المشاع بغفساي.

عاد التجاني من الغابة يحمل غصنا كبيرا من شجرة أسملال...لقد رأى قبل أيام أخاه خلوق و هو يصنع "كابوسا "...نعم سيفعل مثله...
فكر في توفير المواد اﻷولية فاختار الحل اﻷسهل...سيستعين " بالقرص و الحاضي" اللذان سبق له أن صنعهما بموسه وكذا "الربايط " ببقايا القصدير و" الجعبة " سبق له أن قايضها مع  المفضل الذي لم يعلن بعد عن مكان حصوله عليها...
ظل اليوم كله ينجر " السرير " بالقاضوم دالنجير حتى أصبح جاهزا ليحمل في تجويفه "الجعبة "...
طيلة و قت عمله كان التجاني يتخيل عدد الطيور التي سوف سيصطادها بكابوسه...من حسن حظه فقد كان المنزل فارغا...ففي البادية الكل يعمل و الكل فقراء...فالراعي في مرعاه و الفلاح في حقله و الأم تجلب الحطب من الغابة...و التجاني هو "مول الدار"...
أكمل التجاني عمله و حمل الكابوس كما يحمل البواردية بنادقهم و هو يردد :
- والبارود هذا حالو...و اهي لولاذ...
رمى بنظره الحاد إلى " زعبولة " اﻷب،ففيها يوجد ما يبحث عنه...أدخل يده فيها فخرجت سوداء، ليبتسم ابتسامته الماكرة و هو يردد مع نفسه :
- إذن البارود موجود لا ينقصني سوى الرش...
استولى على " رش " أخيه خلوق المخبأ بعناية بين أكياس الزرع و قرر القيام بتجربة ...
الخوف يسيطر عليه، فهو لم يسبق له أن تجرأ على فعل كهذا أبدا...ولكنه سرعان ما تشجع، بعدما اهتدى لطريقة ذكية في تجريب كابوسه...
وضع قليلا من البارود بجعبة الكابوس ثم أدخل قليلا من الصوف خلفه أو ما يسمى "السجنة " وضغط بسلك على الصوف لتدخل الى اﻷعماق...
وضع الكابوس على الأرض ثم وضع رأس وقيدة في ثقب الجعبة...اتجه صوب الكانون و حمل "أصفط دالنار " وأحرق رأس عود الثقاب ليخرج دخان طفيف من مكان اﻹحتراق دون أن يسمع أي دوي ولا صوت بارود !!!!!
استغرب التجاني من هذا اﻷمر، فساد لديه اعتقاد راسخ بأن كمية البارود غير كافية، فقرر أن يضيف مقدار "حثوتين " ثم سجن بكومة كبيرة من الصوف...بعدها وضع " حثوة " من الرش ، ثم كومة صوف.
 حمل الكابوس بيده اليسرى و مؤخرته أو "الراية " عند  الكتف اﻷيمن...رأس الوقيد في الثقب ...اليد اليمنى تمسك بالحاضي و القرص طالع ...و القلب يخفق بسرعة...ولكن لابد من اكمال التجربة...
سمى الله ثم جر الحاضي ليحدث انفجار اهتزت له اركان البيت...في حين حدث ثقب بالحائط الطيني و حدثت ثقب ببدونات الزيت كما سقطت الأواني و الكؤوس وكل ما خف وزنه...
الدخان يعم المكان...و الزيت يسيل،  و كلاب الدوار تنبح ، والدجاج في حالة استنفار قصوى...و التجاني ممدد على كيس زرع لا يعرف ما يقدم ولا ما يؤخر مع ألم حاد بكتفه...
حاول اصلاح ما يمكن اصلاحه محاولا إخفاء معالم الجريمة ثم قصد كدية الجامع ليستطلع رد فعل أهل الدوار ...
هنالك كان بعض الرجال يطرحون كل الإحتمالات...قال أحدهم دون أن يعير اهتماما للتجاني الذي أخذ مكانا قرب الرجال:
- ربما أن أحدهم قد قتل كلبا...ولو أن "العمارة كبيرة بزاف !"...
فنطق التجاني مؤكدا كلام عمي عبد السلام:
- يمكن الكلاب كانوا أيْطَرْكُّو أعمي وَخْلاَ فيهم شِ واحد ...
فسخرمنه العم عبد السلام قائلا :
- عندك يكونوا خْلَاوْ فيك انتنا التجاني...أَنْشَمْ فيك الريحة دالبارود...هههه
 
 
                               

jeudi 15 décembre 2016

ما معنى : - الكابوس- قرو - السمقليل - حنطالو - سحترو ؟

 ما معنى : - الكابوس- قرو  - السمقليل  - حنطالو  - سحترو ؟


ماذا سيكون رد فعلكم لو عرفتم أن التجاني كان إرهابيا ...نعم جميع مواصفات إرهابيي هذا العصر كانت متوفرة فيه، لكن لحسن حظه فقد قام بعملياته قبل أن تضع القوى العظمى تعريفا للإرهاب و الإرهابيين...
في الحلقة القادمة ستتعرفون على مغامرة من أخطر مغامرات التجاني...لكن قبل ذلك أريد منكم تعريفا لكلمة كابوس عند العامة...لا تقولوا لي كابوس اﻷحلام فالكابوس كان يصنعه الرعاة الجبليون...و لمن لا يعرفه بتفاصيله الدقيقة أدعوه لقراءة المذكرة القادمة من مذكرات التجاني...
و كم أتمنى كذلك أن تساعدونا في شرح الكلمات الآتية :
- قرُّو
- السمقليل
- حنطالو
- سَحْتْرُو
مع الشكر الجزيل لكل من تواضع و شارك معنا.


 
                               

mardi 13 décembre 2016

خاطرة : سأحتسي قهوتي وأودع

 خاطرة : سأحتسي قهوتي وأودع

بقلم المودن أحمد

سأحتسي قهوتي وأودع...
أنا لا أتقن النفاق وبيع الوهم ...
سأخرب تماثيلكم و أستمتع...
فأنا لست شهما و لا ابن شهم...
سأسلط عليكم حبرا كالسم،
فأنا لا أملك سوى كبريائي والقلم...
تجار أنتم وإن اختبئتم وراء ربطات العنق...
بالأمس كنتم أعداء...و اليوم أحباء...
سبحان خالق الحرباء...
تتقاسمون الغنيمة...
وتجتمعون على النميمة...
تركبون على ظهور المساكين...
وتفوزون بالملايين...
وتدعون الفضيلة...
لم يعد لكم سوى ظهور البؤساء...
فاركبوا ما شئتم فأنتم النجباء...
ويكفينا فخرا أنكم أغنياء...
والبلد سائر، إلى الوراء، نحو النماء...
ملحوظة:
هذه الحروف كتبت بعفوية حينما اجتمع برلمانيونا على مائدة واحدة بعدما فرقوا قبيلتنا الى طوائف...


 
                               

mercredi 7 décembre 2016

مذكرات التجاني : "حينما يتصادم الجبلي مع الشركي"

مذكرات التجاني 

حينما يتصادم الجبلي مع الشركي

بقلم المودن أحمد

في بداية الثمانينات و بعد بداية الموسم الدراسي فتحت داخلية ثانوية اﻹمام الشطيبي أبوابها...أطفال من مختلف القرى و المداشر بل و من قبائل بعيدة كالحياينة و شراكة...
يجد التلاميذ صعوبة في التعارف بسبب اختلاف اللكنات و اللهجات...
في أول يوم سيتناول التلاميذ فطورهم بالداخلية فتح التجاني الخبز و قبل أن يمرر الزبدة و المربى فاجئه شاب كبير الجثة، طويل القامة بصراخه قائلا أمام اندهاش الجميع و هو ينادي على الحارس العام:
- أستاد...أستاد شوف هدا كَيَكّْلَعْ اللّْبَابَة!
عرف باقي التلاميذ المتواجدون بالطاولة أن رفيقهم هذا شركي اﻷصل من لكنته...لكنهم لم يفهموا كلامه نهائيا...
جاء الحارس العام و تجمهر حول الطاولة المستديرة باقي الحراس أو ما كان يسمى ب " les maitres d' internat "
 سأل التلميذَ الشركي عن شكواه، فأجاب مرة ثانية بثقة زائدة بالنفس :
- أستاد هاد الولد كَيْلُوحْ اللْبَابَة ديال الخبز ...
وهنا ابتسم الحارس العام و قد كان جبلي الأصل، ثم قال مخاطبا التجاني :
-عْلاشْ كَتْحَيَّدْ تَلَقَة من الخبز أ التيجاني ؟
وقبل أن يجيب كان الفتى الشركي  ينفجر ضحكا وهو يحاول اغلاق فمه بكفيه، ليسأله الحارس العام موبخا :
- علاش ليماك كتضحك انتيا ؟!
فيجيبه فورا :
- كيقول " تَلَقَة " ...شَنْهِيَّا هَادْ تَلَقَة ياأستاذ؟
وإلى حلقة قادمة من مذكرات التجاني مع تحية خاصة للأعزاء من شراكة و جبالة.
 
 
                               

vendredi 25 novembre 2016

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

حذاري من اللعب بالنار و البارود و التعليم

بقلم المودن أحمد

 طلبت مني زوجتي أن نقسم منزلنا البسيط إلى قسمين...
استغربت من طلبها معتقدا أنها مجنونة أو ناقصة عقل...
فألحت على الطلب لأسألها عن سر هذا " البلان " الجديد...لأكتشف أنها ذكية جدا...و أنني أغبى خلق الله!
زوجتي تقترح أن نخصص الصالون لتدريس التلاميذ بالمقابل...
سخرت من أم أبنائي و أنا أشرح لها أن المدارس العمومية هي المخصصة للتدريس...
ابتسمت زوجتي و هي تسألني :
- ألم تقرأ أخبار أمس؟ ألا تعلم أن التعليم سيصبح بالمقابل...اقرأ هذا الخبر...
مسحت نظاراتي و قرأت" المجلس اﻷعلى يؤشر على إلغاء مجانية التعليم الثانوي و العالي"...
و أخيرا عرفت أنني تزوجت بامرأة نابغة!
وداعا لمجانية التعليم الجامعي و الثانوي و قريبا سينضاف اﻹبتدائي...
وهذا يعني أن اﻷغنياء فقط  وذوي الدخل المرتفع هم من سيُدرِّسون أبناءهم؛ أما محدودي الدخل و الفقراء فسيعملون على إغراق البلد بالمنحرفين والأميين...
هم لا يعلمون أنهم سيصنعون قنابل موقوتة قد تقلب الأوضاع و تبعثر أوراق الحكومة و راعيها صندوق النقد الدولي الذي يعطي اﻷوامر خلف الستار...
إنهم يضيقون الخناق على الشعب ليحكموا وحدهم و يلتهموا خيرات هذا الوطن دون حسيب أو رقيب...لأنهم اكتشفوا أن وعي الشعب يسحب البساط من تحت أرجلهم...و لكنهم ربما لا يعلمون أن الجاهل و اﻷمي أخطر مائة مرة من المثقف...
اعلموا أيها المنضرون، الساكنون في أبراجكم، أنكم تشحنون البؤساء بالبارود...والقضاء على حقوق الضعفاء بالتدريج قد يكون لعبا بالنار...فحذاري من النار و البارود...

 
                               

mardi 22 novembre 2016

وقف حمار الشيخ في العقبة

خاطرة: وقف حمار الشيخ في العقبة

بقلم المودن أحمد

بصراحة أنا لم أكن أعلم سوى شيئا واحدا ورثته عن أبائي و أجدادي، و هو أن استهلاك التين أيام الشتاء فيه فائدة كبيرة...
سقطت الأمطار، و لله الحمد، فقلت مع نفسي لماذا لا أستهلك القليل من قوت الأجداد لأعيش التجربة بنفسي، وأتأكد من نتائجها...
كانت طرية و " معسلة " ...سوادها ككحل فوق رموش عروسة في يومها الاول...
أكلت منها حتى ثملت...و هنا خطرت ببالي جملة سبق أن درستها في الابتدائي خلال السبعينات " وقف حمار الشيخ في العقبة..."
في الحقيقة لقد نسيت حيثيات و ظروف تواجد هذه الجملة بمخيلتي...
حاولت أن أتخيل لماذا و كيف...وعن ماذا قيلت...لأجد نفسي بالرباط أتسائل ككل المغاربة:
- الانتخابات مرت ونوبر قريبا سيودع بعدما ودعنا أكتوبر...فأين هي الحكومة يا مسؤولي الوطن؟...البرلمانيون - مساكن - عاطلون و يأخذون أجرهم تماما كما تفعل الدول المتقدمة مع عاطليها...
والحمد لله على نعمة التين...فما ان استهلكت بضع حبات اضافية حتى جاء الجواب :
- وقف حمار الشيخ في العقبة...  

 
                               

samedi 19 novembre 2016

مستملحات احميذو: "أيطيرو فيها "

مستملحات احميذو: " أيطيرو فيها "

بقلم المودن أحمد

وأخيرا أصبح احميذو مرجعا جبلياً يعود إليه سكان الحي كلما استعصى عليهم فهم كلمة أو جملة ذات نسق جبلي قح...
أقسمت له زوجته بأغلظ اﻷيمان لو أنه تحدث مع إحدى بنات الجيران فإنها لن تشتري له التين أبدا، ولن تطهي له البصارة مرتين في اﻷسبوع كما جرت العادة ...
هي تعرف أنه قد يصبر لأي عقاب إلا هذا...فالبيصارة تجري له في الدم و كأنها نيكوتين لابد منه...أما التين فيعطيه قوة و حيوية تعجز عن تحقيقها أغلى اﻷدوية...
اليوم وجد نفسه أمام حالة مستعجلة فاحتار في أمره...
بنت الجيران تدق في الباب و تصرخ :
- عمي احميدو...أرجوك ما معنى " مْعَلاَشْ " m3alach ؟
فتح الباب مقدار سنتمترين ورد لها السؤال:
- ما سياق الكلمة يا فتاة ؟
فأجابته و هي تتنفس بصعوبة :
-محماد...ذاك الشاب التوناتي الذي يدرس معي بالجامعة، اتصل بي وطلب مني أن نلتقي لننجز ببعض التمارين معا...ولما اقترحت عليه اللقاء بحديقة جنان السبيل فاجئني بسؤال قائلا :"مْعَلاَشْ ؟" ...فما معنى "مْعَلاَشْ "؟...
ابتسم احميذو وهو يجيب:
 - انه يسألك عن وقت اللقاء يا فتاة...يعني " فوقاش...امتا...شمن ساعة ؟...
أغلق الباب وعاد إلى زوجته ليثبت لها احترامه لقراراتها، ذلك أنه لم يفتح الباب كاملا رغم أن الفتاة كانت تريد الدخول...
غضبت زوجة احميذو المدللة ...فسألها مستغربا :
- ياك لباس؟!
فردت عليه و الدمع ينهمر من عينيها و كأنه زيت زيتون فوق بيصارة دافئة:
- إنك تشرح للجيران فقط...أما أنا فلا تهتم بي رغم أني لا أفقه لهجتكم!
- لا يا نور عيني لو أردت أن أحضر لك معجما جبليا لأحضرته، فأنت كل شيء بالنسبة إلي...امري...
يحاول احميذو برده هذا أن يلطف الأجواء ويدفعها لطرح سؤالها...و فعلا أفرجت عما يدور بخلدها:
- أتتذكر ذاك الدكتور الذي ذهبنا عنده إلى مختبره بوسط المدينة؟
- نعم إنه صديقي حسن...
- لقد كان يتحدث مع شخص ما في الهاتف فسمعته يقول له " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " فما معنى هذه الكلمة؟
ابتسم احميذو وهو يعيد نطقها بزهو:
- " أيْطِيرُو فِيهَا" الحبيبة ديالي هي كيتخاصموا...
ابتسمت زوجة احميذو وهي تقول :
- يعني كيدابزو ؟...سبحان الله دكتور درس في فرنسا سنين عديدة و لزال يقول " رَاهُمْ كَيْطِيرُو فِيهَا " !!!
- تماما يا عزيزتي...
يؤكد احميدو مضيفا:
- ياك الحبيبة أنا صْبِيبَحْ ...عمري مَاطِرْتْ فيها معاك ؟
 
                               

mercredi 16 novembre 2016

مذكرات التجاني الحلقة 85 " ذكريات من الزمن الجميل "

مذكرات التجاني الحلقة 85

" ذكريات من الزمن الجميل "

بقلم المودن أحمد

كانت سعادة التجاني كبيرة حينما أمره أبوه بطلب البغل من العم الطيب...فقد عرف أنه سيكون يوم درس الزرع بالبيدر المطل على دار الحبيبة...
- سيكون يومُ حُبٍّ و حَبٍّ...
هكذا اعترف التجاني لنفسه وهو يقتلع نبتة " العطاسة " لتحنيك "النادر " بما اجتمع من روث البقر...
حمل لفافة العطاسة ومر على دار العم الطيب...جرَّ البغل بعدما شكر صاحبه ، ثم قفز فوقه و أمر بصوت عال:
- أرا زيد أرا...
وما أن دخل العم الطيب إلى بيته حتى نزل التجاني عن البغل و ربطه،  فقصد دالية  وملأ حِجْرَهُ عنبا، ثم عاد لقيادة البغل...
اشتدت حرارة شمس الظهيرة، فاجتمع اﻷب و اﻷبناء  وربطوا البهائم لتبدأ عملية الدرس...
يمسك خلوق بالحبل ويبدأ بالقول :
- باسم الله وتوكلنا على الله...أرَّا دور أرَّا...
تجد البهائم صعوبة في تخطى "غُمور" الزرع الذي يُلقي به التجاني و المجاهد و اﻷب من "أَفَشْقَارْ "باتجاه البيدر...ولكن باستعمال خلوق " للمْصيوطة " تتخطى البغال الحواجز لتتساوى جنبات "الدَّرْسَة " ...حينها فقط يمسك التجاني بالحبل وهو يردد بزهو:
- عايد عايد عايد
ولأنه يحق لمن يمسك بحبل القيادة أن يرفع صوته إلى درجة أن يسمعه كل سكان المدشر، فقد كان التجاني ينظر الى دار الحبيبة و يخاطب البهائم :
- على لطراف الحبيبة على لطراف...
وكأنه يرسل لها رسالة عبر الأثير...فيكون جوابها على الفور بالقاء اطلالة من شرفة منزلها...
يتناوب الحاضرون على المسك بحبل البغال في حين يدفع الآخرون التبن بالمذرة ومنهم من "يشطب " ما تناثر من زرع وتبن بشطابة من العطاسة اليابسة.
ينتهي الشوط الأول، فيتناول الأب و اﻷبناء ما جاد به مطبخ اﻷسرة من شاي و خبز و زيت...وبعدها يتم قلب "الدرسة "...ثم تكرر عملية الدرس...
اﻷب وحده من يملك حق إعلان نهاية العملية...إذ ما أن ينطق بجملته المحبوبة "صافي راها طابث " حتى يبدأ الشباب في جمعها على شكل تلة...
الشمس تقترب من مغربها و الرياح غربية...إنه الجو الناسب لتصفية الزرع...
يغيب اﻷب للحظات ليؤدي صلاة المغرب بالمسجد الذي تحيط به البيادر من كل جهة...فيغتنم الشباب الفرصة للدعابة و السخرية وذكر المستملحات و هم يُصَفُّونَ بالمذرات إلى أن يُعزل التبن الكثيف وتطل حبات القمح، وهم يغتنمون هبوب الرياح التي تنقطع من حين لآخر...
حين يمر شخص قرب البيدر يخاطب الشبان قائلا :
الله إيعاون ألولاذ ...الله يحضر البركة و يقوي العشور...
مباشرة بعد مجيء اﻷب " يتعقل" اﻷبناء ويطبقون قرارات اﻷب التي تأمر باستعمال اللوح عوض المذرة...
حمل عبد السلام "لامبة " للإضاءة...فالمفروض إنهاء العملية ليلا ما دامت الحبوب قد أصبحت ظاهرة...
يستمر اﻷبناء في عملهم دون كلل، و بين الفنة و الأخرى يتدخل اﻷب لينهر أحدهم لأنه دخل إلى البيدر بحذائه...
صمت رهيب يسود وقت ملإ اﻷكياس...
سأل التجاني أباه عن سر هذا الصمت و هما يحملان الحبوب إلى المنزل، فأجابه بثقة :
- باش كتحضر البركة...

 
                               

mardi 15 novembre 2016

مفردات جبلية في طريق الإنقراض: تَحْنِيكْ النَّادَرْ

 تَحْنِيكْ النَّادَرْ

سيطل عليكم التجاني بحلقة جديدة من مذكراته ...
حلقة تتضمن مفردات جبلية عديدة أغلبها في طريق الإنقراض...
لذا ولكي نسهل على بعض القراء الذين لا يفهمون اللهجة الجبلية، بما فيهم الجيل الجديد، مأمورية فهم محتوى المذكرة؛ أطلب من أصدقائي اﻷعزاء مساعدتنا في شرح هذه الكلمات التي سترد في المذكرة :
- تحنيك النادر
- الدَّرْسَة
-العطاسة
- أفشقار
- المْصيوطة
- الغْمُور دالزراع
- المَذْرَة
-طابَثْ الدَّرْسَة.
وشكرا لكم مسبقا.
 
                               

lundi 14 novembre 2016

قصة قصيرة "وداعا للزلط "

وداعا للزلط 

قصة قصيرة أغلب أطوارها واقعية 

بقلم المودن أحمد من المشاع بتاونات

عاد احميذو من رحلة بحثه عن عمل حزينا مهموما...فمنذ حصوله على شهادته وهو يدق اﻷبواب و يشارك في المباريات...ويضع طلباته بعدد من الشركات...دون جدوى...
ركب دراجته العادية و انطلق في رحلة العودة إلى البيت الصغير الذي يكتريه بحي شعبي بمدينة فاس...إقترب موعد أداء الكراء والماء و الضوء، و جيوبه فارغة إلا من دريهمات يحركها لتصدر صوتا يؤنسه...
قرر أن يبيع دراجته...هذا هو الحل اﻷخير...أحلامه تتكسر بهذا البلد الذي لا يعترف بالفقراء و البسطاء...
من كثرة ذهابه و إيابه بين مسكنه و المدينة الجديدة بحثا عن العمل، فقد أصبح يقود دراجته دون وعي و لا انتباه...و كأنها أصبحت تعرف الطريق مثلما تعرفها حمير البادية...
عند منتصف الطريق رأى حافظة نقود على الأرض...لم يصدق عيناه !
أوقف دراجته...حمل الحقيبة و انطلق...كانت مملوءة ...إنها حقيبة نساء صغيرة...حجمها يوحي بذلك...
أوقف الدراجة مرة ثانية و أسندها على جانب الطريق، ثم قصد كرسيا إسمنتيا حيث سيفتح حافظة النقود...و كانت المفاجئة...الحقيبة مملوءة عن آخرها بأوراق من فئة مائة و مائتين درهم...بالإضافة لبطاقات وأوراق دُوِّنَتْ عليها أرقام كثيرة...
كانت فرحته لا توصف...هذه نقود كثيرة ستحل مشاكله الحالية و سيحتفظ بالباقي...
على طول ما تبقى من الطريق كان احميذو يخطط للطريقة المناسبة لصرف هذه النقود...
لما وصل إلى بيته أعاد عدَّها ثم أخفاها داخل السرير، و قرر التخلص من البطاقات و الوثائق الأخرى...
وثائق تحدد هوية صاحبة المحفظة بوضوح...جميلة...حي الزيتون...الرقم ...الزنقة...مكناس...
وعلى ورقة عادية وجد أرقام هاتف ﻷشخاص أكيد أنهم من معارف صاحبة المحفظة!!!
رويدا رويدا بدأت الوساوس والشكوك تنتابه: " أحلال أم حرام هذا المال؟..كيف هو حال صاحبته اﻵن؟...والكراء و الماء و الضوء...كيف السبيل لأدائه إذا أعاد النقود لصاحبتها؟!
و لكنه سرعان ما يتذكر حاجته الماسة للمال فيقرر الاحتفاظ بهذه النقود الكثيرة و التي لا عهد له بها...
احتار احميذو في أمره...بل قضى ليلة بيضاء لم يعرف فيها للنوم معنى...
يوم غد قام  باكرا وقصد أقرب هاتف عمومي...طاف على أغلب الأرقام الهاتفية ليتمكن أخيرا من التواصل مع قريب لصاحية المحفظة...
حوالي الساعة الواحدة زوالا جاءت المرأة الى حيث سقطت منها المحفظة...مد لها احميذو أمانتها و طلب منها التأكد من محتواها...
عدت المرأة خمسمائة درهم ثم قدمتها له قائلة :
- خذ هذه البركة...اشرب بها قهوة...
الا أن احميذو كان له رأي آخر ...فقد رفض أخذ ما أعطته...اعتذر لها بلطف ثم ودعها...و قد سمعها تردد:
- الناس بحالك أخويا قلال...
في الطريق وجد دموعه تنهمر...احساس غريب سيطر عليه للحظات...
بعد ثلاثة أيام حمل له ساعي البريد رسالة لا عهد له بمثلها...فتحها بسرعة...
لم تصدق عيناه حروفها"...يسرنا أن نخبركم أنه قد تم قبول طلبكم...."
سجد لله حامدا و شاكراياه...ثم ابتسم و هو يقول : " وداعا للزَّلْطْ "    

                  
           
                                                                                

vendredi 11 novembre 2016

التجاني و البوطاغاز

مذكرات التجاني - حلقة مستدركة -

" التجاني و البوطاغاز "

بقلم المودن أحمد

عاد التجاني إلى المنزل منهوك القوى، فقد كان المفضل قاسيا و هو يوجه له ركلاته في أقسى لعبة يمارسها الأطفال فيما بينهم...إنها " ركيلة "...
انتظر عودة أبيه من سوق أحد بني زروال، لكنه تأخر كثيرا ...و ما أن أذن الفقيه السي أحمد لصلاة العشاء حتى كان مكان النوم جاهزا...بطانية مفروشة على الأرض و أخرى كغطاء رغم برودة الجو ...وحده الشيميني يبعث بدفئه لمن حوله...التحق الأطفال بأماكنهم، في حين بقيت الأم تنتظر عودة الزوج من السوق...
وأخيرا نبحت الكلبة...نباحها القصير يعني أن القادم من الأهل...و فعلا جاء الأب...قام الأطفال وهم يصرخون :
- بابا جا...بابا جا...
تم انزال " الشواري "  عن البغلة ، ليحمل كل طفل شيئا من المشتريات ...أرگاز ...السردين...الحلوى بالقرابط...ملابس مستعملة ..." كوردة " و سكة للحرث...ثم قارورة زرقاء غريبة لا عهد للأسرة بها....
حمل التجاني القارورة ليقرأ حروفا كتبت عليها: بوطا غاز !
طلب الأب من الأطفال التنحي جانبا، في حين تكلفت الزوجة بقلي الحوت...
دفأ الأب أنامله الباردة ثم قام ليركب رأس البوطاغاز ...و بين الفنة و الأخرى كان يضيف الحطب للمدفئة...
أعناق الأطفال تشرئب لترى هذا الشيء العجيب الذي تفوح منه رائحة الغاز رغم تركيب الرأس بمكانه...طلب الأب من الزوجة أن تأتيه بصندوق الوقيد الذي أشعلت به الكانون، ففعلت ثم جلست بقرب الزوج لتكتشف طريقة الإستعمال...
فجأة امتدت النار لأسفل " الكسكاس " ...فصرخ الجميع ...كانت صرخة الأم صادمة للتجاني و إخوانه:
- والعداو أعباد الله البوطة بدطرطق فينا ....
قذف الأب قنينة الغاز إلى " المستحام " لكنها ظلت مشتعلة ...أفرغ عليها الماء فلم تخمد نارها...
في هذه اللحظات كانت الأم تحمل أبناءها إلى الخارج الواحد تلو الآخر ...في حين كان الأب يجرب كل شيء...
وجد التجاني نفسه ملقى به في " أمجري " و بجانبه المجاهد والحساين و كانهم قد ألفي بهم من الطائرة...
عادت الأم بعد رمي آخر طفل بالخارج لتجد زوجها يبتسم وهو يمسك بالقنينة ملفوفة في بطانية مصنوعة من الصوف...
أحكم إغلاقها من جديد ، ثم طلب من زوجته صندوق الوقيد، ولكن الأخيرة " أنزلت عليه العار " طالبة منه تأجيل إشعالها إلى يوم غد...
نام الجميع بالداخل...وحدها قنينة الغاز قضت الليل بالخارج...في حين كان التجاني يستغرب لشجاعة أبيه...متسائلا صحبة اخوانه عن مصير السمك الذي لم يتم قَلْيُه بعد...

وإلى مذكرة قادمة بحول الله.
مع تحيات المودن أحمد من المشاع بغفساي.
  
                                                                          

jeudi 10 novembre 2016

منطقة غفساي - القرية تطالب بنصيبها من العَكَّارْ

 منطقة غفساي - القرية تطالب بنصيبها من العَكَّارْ

بقلم المودن أحمد

يحكى أن بدويا من تاونات اشترى له ابنه الذي يعمل عسكريََّا بالصحراء مذياعا كبيرا...
كانت فرحة البدوي لا توصف بهذا الجهاز الذي يعلم حتى ما يجري بالهند الصينية ( لاندوشين ) ...فبعد وصلات موسيقية وعلى رأس كل ساعة كان يبث أخبارا عن الحرب في الصحراء وعن الفياضانات بالفلبين و البراكين بأندونيسيا...
كان البدوي - من شدة فرحه بمذياعه - يرفع صوته إلى أقصى حد...بل ولم ينم إلا في وقت متأخر من الليل...
في الصباح قام البدوي بجولة حول الدار ليكتشف أنه تمت سرقة ثوره اﻷسود!!!
دخل مسرعا إلى حيث يوجد المذياع...ثم بدأ يضربه عرض الحيطان و هو يردد :
- تعطيني أخبارا عما يقع بالهند ولا تخبرني بأنهم يسرقون الثور...
هذه الحكاية تنطبق على بعض المواقع المغربية وبعض المغاربة بل وكذلك بعض مرشحينا بناحية غفساي...
نتصارع حول من فاز بأمريكا و ننسى أن فقهاء اﻹرث وسماسرته و مقتسموه قد احتاروا في اقتسام حقائب الوزارات ببلادنا !
نفرح و نهلل لمؤتمر المناخ و ننسى أن غاباتنا تندثر، في حين يغتني المسؤولون عن حمايتها...إلى أن تصبح منطقتنا صحراء قاحلة...وأنهارنا ملوثة من أولاي الى ورغة ثم سبو
! 
يدافع بعضنا عن حق منطقة غفساي القرية في أن تصبح إقليما، و ينسون أنه ما يجب الدفاع عنه هو تبليط الطريق و بناء المستوصفات والمستشفيات و المدارس و ربط الساكنة بالماء الصالح للشرب...هذه الأولويات في إعتقادنا...أما تقريب الادارة من المواطنين فهذا شعار أكل عليه الدهر و شرب...فيكفينا أن الادارة تتقرب منا الى درجة أن يمتص موظفوها دماءنا بشتى الوسائل، حتى و ان اقتضى الأمر الاستعانة بالشكايات الكيدية...


 
                               

mardi 8 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...- القصة الكاملة -

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...

--- الجزء الثاني ---

تسائلت الأم عن سر قدوم اﻷغنام لوحدها فلم تجد جوابا...فقالت مع نفسها ربما ذهب ليلعب مع أقرانه...
أدخلت ماشيتها إلى الحضيرة و تفرغت لتهيئ الطعام...
بعد صلاة العشاء عاد اﻷب...فخاطبته زوجته وهي تخفي وساوسها:
- عبد الحي لم يأتي بعد...وحدها اﻷغنام جاءت ...
فرد عليها بهدوء وثقة :
- اﻷطفال يحبون اللعب كثيرا...ربما هو يلعب مع أقرانه...
نادت اﻷم من الباب بصوت مرتفع:
- عبد الحي ...أااااعبد الحي...
لم يجبها أحد...ثم نادت على أخيه محمد الذي يكبره بسنتين...
حضر محمد وأخبرهم أنه لم يرى عبد الحي منذ الصباح...
شيء ما زعزع قلب اﻷم ولكنها صمدت...
طلبت من ابنها محمد أن يعطي خبزا للكلب، ودخلت في متاهة اﻹحتمالات صحبة زوجها...فجأة عاد محمد مضطربا و هو يصرخ:
- الكلب غير موجود يا أمي!!!
حمل اﻷب مصباحه و بدأ يطوف على منازل الدوار يسأل أبناءهم عما إذا كانوا قد شاهدوا عبد الحي خلال هذا اليوم...
الجواب الوحيد الذي كان يتلقاه: " والله مشوفتو أعمي..."
كان ليل الشتاء أكثر ظلمة...زادت من قتامته سحب سوداء حجبت ضوء القمر...و كلاب تعوي على غير عادتها كالذئاب...
كانت ليلة اﻹنتظار...انتظار قدوم عبد الحي وانتظار الفجر...
في الصباح تفرق سكان الدوار في الغابة...يبحثون عن أثر أو دليل وهم ينادون بأعلى صوتهم : " عبد الحي ...آااااااعبد الحي..."
حوالي الساعة العاشرة رن هاتف اﻷب...حدثه رجل يدعى عبد الرحمان أنه سمع نباح الكلب، وعندما حل بالمكان فر اﻷخير بعيدا...وعند بحثه وجد سلهام عبد الحي وحذاءه...
بسرعة حضر اﻷب واﻷم وسكان المدشر الى عين المكان، وكلهم لهفة لمعرفة سر اختفاء الطفل...
كان المكان عبارة عن خندق فيه عشرات الحفر، منها المغطاة ومنها المكشوفة...اقتنع اﻷب أن إبنه يوجد بإحداها...لكن كيف لهم أن يعرفوا!
وعاد الكلب لنباحه...وبالضبط فوق الحفرة التي شهدت غرق عبد الحي، وكأنه يسهل مأمورية الباحثين عن المفقود...
بسرعة أمسك أحد الشبان حبلَ دلوِِ و نزل إلى أسفل البئر...في حين بدأ الناس يعزون الحاج محمد الذي فاضت عيناه حزنا وألماََ...
كان الناس يطلون على الشاب المتطوع وهم يتسائلون:" أَمَنْدْرَا ؟ أَمَنْدْرَا؟"
فكانت المفاجئة...صوت الشاب يخرج من البئر مدويا:
-إنه لازل حيا...عبد الحي لازال حيََّا ...جُرُّوا الحبل...ساعدوني لأصعد...
لقد كان عبد الحي محظوظا إذ سقط بالبئر وفي نفس الوقت سقط معه بعض الحطب الذي كان يغطي البئر...فتمسك به إلى أن حل الفرج...
حمدا لله وإلا لكان التحقيق سيبقى مفتوحا ككل التحقيقات السابقة... خاصة وأنه ليس هناك سوى شاهد وحيد لا يتكلم...
ملحوظة:
القصة تبقى مجرد انذار لكل حفاري الحفر...وآخذي الرشوة والأجر...والصامتين من المسؤولين الذين غَرَّقُوا الحيوان و البشر...
 
              
                                                                

lundi 7 novembre 2016

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

حينما يكون الكلب هو الشاهد الوحيد...

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد...

--- الجزء الأول ---

عبد الحي طفل في الثانية عشر من عمره...لم يكن محظوظا كباقي أقرانه، إذ لم تطأ قدماه المدرسة سوى لسنتين ثم ودعها بسبب فقر والديه...أصبح بعدها راعي اﻷسرة...
تعوَّد على قطع المسافة الرابطة بين الدوار و الغابة و هو يتبع غنمه صحبة كلبه الصغير " ميغو "...نعم فهذا كل ما تعلم من معلمه : لوشيان ميغو...لوشا ميكي.
في يوم من أيام فصل الشتاء، لبس عبد الحي جلبابه الصوفي وسلهامه و حمل عصاه و" جباده " ثم تبع غنمه صوب الجبل...
الغيوم تمر مسرعة بالسماء فتتداخل ليزداد سوادها...
-أكيد ستمطر علي أن البس سلهامي البلاستيكي...
هكذا تحدث عبد الحي مع نفسه و هو يتخذ مكانا آمنا تحت صخرة كبيرة تغطيها شجرة سنديان ضخمة...
وضع تِينَهُ وماءه بقربه وتاه في أحلام يقضته الجميلة...فتخيل نفسه عريسا وسط شباب المدشر...كان يفرح و يبتسم كلما سمحت الغيوم لأشعة الشمس باﻹطلالة و لو للحظات...ثم يمرر بيده على " ميغو " الذي نام بقربه...
فجأة حط طائر صغير فوق الشجرة...دس عبد الحي يده في جيبه فأخرج " جباده "...أكيد أنه صيد في المتناول...
تحرك الفتى قليلا، فقفز الطائر إلى غصن أبعد...بل و طار بعدها إلى شجرة مجاورة ...وهنا عرف عبد الحي أن الحذاء و السلهام البلاستيكي يفسدان اللعبة...فقرر خلعهما ووضعهما جانبا...
تبع الطائر من شجرة إلى أخرى دون أن ينظر أين يضع رجلاه...لون الطائر أشبه بلون اﻷوراق الصفراء الذابلة...مما يحتم عليه مراقبة تحرك الطائر دون النظر إلى حيث يضع قدماه...
فجأة وجد نفسه يهوى وسط حفرة عميقة من مخلفات عمليات الحفر و التنقيب عن الماء وسط الغابة...
حاول الوقوف على رجليه، فلم يجد قعرا ولا تراب...صارع بكل قواه ليبقى فوق سطح الماء...كان نباح الكلب وهو يطل عليه يعطيه شحنة أكبر ليقاوم الغرق...
عادت الأغنام وحدها إلى المنزل مساء...ووحده الكلب استرسل في نباحه ليتبعه بعويل حزين ...



 
                                                                         

dimanche 6 novembre 2016

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة

الفتنة والحمارة والنعجتين والنوالة!

 قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

استغرب العم احميذو وهو يستمع لخطبة الجمعة كيف أن الخطيب يقرأ ورقته دون شرح أو تفسير على غير عادته!
بل أنه ردد عدة مرات عبارة " الفتنة نائمة، لعن الله من أيقضها"...
ومن كثرة التكرار فقد حفظ احميذو هذه الجملة حتى أصبح يرددها لا إراديا مع نفسه...
صلى الناس وقصد كل واحد بيته...إلا احميذو قرر أن ينفرد بالفقيه ليشرح له معنى هذه الجملة التي كررها دون أن يشرحها بالدارجة كما جرت عادته في كل خطبة جمعة...
كانت إجابة الفقيه مقتضبة :
- هذه خطبة من وزارة اﻷوقاف...عمت الفتنة حسب ما يقولون...
مر يوم الجمعة وجاء السبت، لكن احميذو أصبح أكثر ترديدا لجملته بل وزاد خوفه حينما أكد له الحاج علال أن البلد مهدد بالفوضى كما هو عليه الحال في سوريا و ليبيا و اليمن!!!
بعد صلاة الظهر أصبح احميذوا يحدث الصغير و الكبير عن الغد المظلم الذي يهدد البلد إذا استمرت المسيرات المطالبة بالحقوق، مستشهدا بحديث الحاج علال...
قصد احميدو مجموعة من الشبان يمسك كل واحد منهم بهاتفه فخاطبهم :
- ما الجديد يا شباب.؟ فقد سمعنا أن الفتنة قد عمت...
نظر إليه أحد الشبان باستغراب ثم سأله:
- بالله عليك يا عمي احميذو ماذا تملك أنت حتى تخاف من الفتنة؟!...عندك حمارة و نعجتين و نوالة...وتخاف من الفتنة!...هههههه
ضحك باقي المتكئين على حائط المسجد، مما شجع الشاب على اﻹسترسال في حديثه:
-الفتنة يا عمي احميذو هي أن يسيطر اﻷغنياء و السياسيون على خيرات الوطن لوحدهم...الفتنة هي أن يصبح الظلم عادة و القهر هواية و فرض المزيد من الضرائب أسهل حل...الفتنة يا عمي كلمة يخيفونا بها لأنهم يخافون على أملاكهم ومناصبهم...

فجأة التحق الحاج علال بالجماعة...ودون وعي منه ردد على مسامعهم : " الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها..."
فرد عليه العم احميذو :
- الهم همك يا حاج علال...أنت الذي تملك شاحنات و تستفيد من مقالع الرمال...مع منصب...أما أنا فلا أملك سوى حمارة و نعجتين...ونوالة.

jeudi 3 novembre 2016

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

رأي متواضع بخصوص التوظيف بالكونطرا

بقلم المودن أحمد.

الكثير من المغاربة لا يعطون أهمية لموضوع خطير يهدد مستقبل أبنائنا...إنه التوظيف في سلك التعليم بالتعاقد...
يعني أن تعمل معنا عامين...إيلا عجبتنا نعاودو معاك الكونطرا ...معجبتيناش، ارجع للبطالة!!!...هههه...
المشكلة هي إيلا عجبتينا في العامين اﻷولى و عَوَدْنَا معاك العقد...طبعا انت غادي تْوَلَّفْ...و غادي تخطب وتتزوج...و تشري دارك بالكريدي ...ومن بعد الكونطرا الثانية مبقيتيش عاجبنا!!!
إيوا كيف غادي تدير مع المرا و الدراري و الكريدي؟!
لب المشكل ليس هو هذا...بل الخطير هو أنهم يطلبون أصحاب اﻹجازة حتى و إن كان سنهم 47 سنة...وهذا يعني أنه سيتقدم للمبارة مرشحون حصلوا على اﻹجازة في بداية التسعينات...و إن نجحوا في المبارة، سيلتحقون مباشرة بالتدريس !!!!
ما هذا الغباء؟!
أنا على سبيل المثال عمري 45 سنة حصلت على اﻹجازة سنة 1993 شعبة التاريخ و الجغرافية...لو نجحت سَأُدَرِّس اﻹجتماعيات...
والله لن أكذب عليكم لم أعد أفرق بين طارق بن زياد و عقبة بن نافع! ههههههه
بل أنا في حاجة لمن يعيد تدريسي!!!!
النماذج التي تشبهني كثيرة...و ستكون هي الحل لو رفض اﻷساتذة المتدربون اﻹلتحاق بالمبارة ، و حينها لنستعد لصلاة الجنازة على التعليم بوطننا...
على ما يبدو إذا أنشأ العاطل دكانا بسيطا سيكون مستقبله أكثر أمانا من ولوج هذه المغامرة التي تكبله بإمضاء التزام يحمل كل معاني الإستعباد...
بصراحة بدأت أفكر في مستقبل بناتي و قررنا أنا وزوجتي إعادة تدريسهم بالمنزل...على أن نجد لهن عريسا و لو بالكنطرا ما دام هذا البلد بدأ يقتل في أبنائنا حتى القدرة على الحلم...
سألت إحدى بناتي :
- ماذا تريدين أن تصبحي لما تكبرين؟
 فأجابت ببراءة :
- أريد أن أصبح عروسة...
فقلت مع نفسي : ونعم اﻹختيار...
مع العلم أنها كانت تحلم دائما أن تكون أستاذة...
 
 
                                                                                            

mercredi 2 novembre 2016

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

مفردات جبلية : طَرَّحْهَا أو طَرْحَا...

أحيانا نقول كلمات جبلية - ونحن خارج منطقة جبالة - فيَسْخَرُ الآخرون منا بل قد يضحكون ...كلماتنا تبدو لهم غريبة و غير مفهومة.
سأسألكم اليوم عن معنى " طَرْحَا " ...كأن يقول أحدهم : " ضْرَبْهَا لْكَرْشْهَا وْ طَرَّحْهَا"...أو " البقرة طَرْحَتْ "...
جارتي قالت لي : " واش زعما طَرْحَتْ الخبز ؟!!! "
فضحكت كما ضحكت ...

مع العلم أن المفردة تستعمل للدلالة عن أشياء أخرى كأن يقول أحدهم : " مْشِينَا للعرس و طَرَّاحْنَا فخيرات ربي "
 وأنتم ما قولكم؟
 
                                                                  

mardi 1 novembre 2016

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي إقليم تاونات.

تنبيه و إعلام للمسؤولين بودكة وغفساي، إقليم تاونات.

 المودن أحمد من ودكة بتاونات



قبل شهرين كنت أتجول بجبل ودكة، فأثارت انتباهي حفر عميقة منها ماهو مغطى و منها ما هو عاري و منها ما هو في طور الحفر...تساءلت مع نفسي: 
- ألا تشكل هذه الحفر و الآبار خطرا على الأطفال و الحيوانات خاصة اذا امتلأت بماء الأمطار؟
- هل إدارة المياه و الغابات لا علم لها بما يقوم به السكان من أعمال حفر فوق أراضي الدولة؟
-هل القائد و المقدم و الشيخ و الباشا و العامل و رئيس الجماعة لا يعلمون بهذا الخطر الذي يهدد البشر و الحيوان ؟!


حملت أسئلتي و كذا صور هذا الترامي الخطير على أراضي الدولة ، و رجعت لحال سبيلي بعدما نصحني كل من طرحت عليه فكرة التشهير ب " حفاري القبور" ، بنصيحة واحدة وهي : " دخل سوق راسك ، ماشي شغلك "
لكن حينما حدثت فاجعة غفساي، رجعت إلى تلك الصور لأكتشف أنه هناك تساوي في مستوى الخطورة، وربما أن الأمر أفضع لأن تلك الآبار متقاربة و مغطاة تماما كتلك الحفر التي تستعمل في الحروب !!!


المهم ها أنا أريح ضميري و أنشر هذه الصور لِحُفَرٍ تمتد على طول الشريط المحادي للطريق الرابطة بين باب مَرَّاكْلُو وسوق ثلاثاء المشاع...و أخطرها توجد بمكان يدعى " القصيبات " ...فاللهم إني قد بلغت...حتى لا يقول المسؤولون أنهم لم يكونوا يعلمون...



 
المرجو منكم مشاركة هذا التنبيه لعل من يهمهم أمر سلامة البشر و الحيوان يتحركون ويغمرون هذه الحفر ، و شكرا.

 
                               

احتجاج أم فتنة؟...

احتجاج أم فتنة؟

قصة قصيرة بقلم المودن أحمد

سمعت صراخا بدربنا...ثم امرأة تنادي بأعلى صوتها و هي تنظر إلى أعلى مخاطبة كل القاطنين بالطوابق العليا:
- إيوا هبطوا الرجال...فاينكم...الوحلة غ فالطلان من السراجم...
أحسست و كأنها تخاطبني...فقررت النزول إلى الشارع، لأستطلع الأمر و " أثبت رجولتي "...
كان اﻷمر يتعلق بدعوة للإحتجاج على تردي اﻷوضاع اﻷمنية بحي باب السيفر بفاس...
أطلقت العنان لعيني لتراقب...و لأذناي لتسمع ما لذ و طاب من كلام ساقط، تفنن بعض السكارى في إسماعه للحاظرين في تحد سافر لكل القيم واﻷخلاق...فلم يحترموا لا شيخا ولا امرأة و لا أب مع أبنائه...
هؤلاء السكارى تعودوا على المرور كل ليلة بدربنا و إسماعنا آخر اﻹبداعات في فن السب و استعراض السيوف و الكلام الساقط...ورغم مناداة المواطنين على اﻷمن الوطني فإنه يتأخر في الحضور ...وبالتالي يعطي فرصة لهؤلاء المتهورين ليستعرضوا عضلاتهم وخبثهم...
ضاق الناس ذرعا فقرروا تنظيم مسيرة إلى مديرية اﻷمن...وهذا هو الغرض من صياح تلك المرأة...
اجتمع الناس وكثر الهرج ...ولما قررنا القيام بمسيرتنا بدأت اﻹنقسامات....
فريق يقول بأن القيام بمسيرات يعتبر فتنة...
وفريق ذهب إلى أن كتابة شكاية للوالي مع إمضاء كل سكان الحي هو الحل اﻷمثل...
وفريق ثالث فضل أن تتم مواجهة السكارى والدخول غي صراع مباشر معهم...
فجأة أطل أحد المنحرفين ليقصده متزعم الفريق الثالث...حاول ضربه فتدخل الناس...لكن الرجل الضخم لم يتراجع إلا بعد أن جاءت امرأة فجرته وهي تقول :
- والله وما دخلتي بحالك عيلا شبعت فيك صقل هاد الليلة...
صدمت وأنا أسمع هذا الكلام...وزادت صدمتي حينما رأيته ينصرف إلى بيته...و ابتسمت حينما عرفت أن المرأة المهددة ليست أمه بل هي زوجته...
جرى السكير نحو بيت أهله ليحمل سلاحا أبيضا...نظرت حولي، فوجدت قليلا من النساء تتوسطهن امرأة مسنة وهي تقول:
- لا تنزلوا بعد اليوم للدرب فتجمعكم هنا فتنة...


 
                               

lundi 31 octobre 2016

ندين الطحن و الانفصال

 ندين الطحن و الانفصال

بقلم المودن أحمد



بشجاعة قلنا لا لِطَحْنِ البشر...
وبشجاعة أكبر نقول لا للركوب على طاحونة البشر ...
من له رايةٌ غير رايةِ الوطن، فليبحث لها عن كفن...
شهيدنا دُفن...ووطننا يبقى دائما وطن...
نرفض البلقنة...
نهجر الخونة...
ندين الظلم و القهر، و نُوَحِّدُ الوطن...
أعلامُ اﻷقزامِ أكفانٌ...
فمتى كان الناس يمسحون الدمع بالكفن؟!
إن طحنونا انتفضنا ضد الطحَّان...
وإن رُفِعَ علم الخونة، لعنَّا البلقان...
فبئس الطَّحْنُ و بئس اﻹنقسام.


 
                               

samedi 29 octobre 2016

اغتصبتني فرنسية

اغتصبتني فرنسية

بقلم المودن أحمد

لأول مرة في حياتي أحس بالشَّمْتَة...فأنا لم أكن أعرف أن القانون الفرنسي بهذه الصرامة كلها...بصراحة كنت أعتقد أنه يشبه ما يُعملُ به في محاكم بلدنا...
المهم سِرُّ الشمتة أنني تعرضت لعملية اغتصاب من طرف امرأة فرنسية و إليكم الحكاية :
جلست بقربها وهي تسوق بالطريق الرابطة بين غفساي وفاس...حكت لي عن باريس وعن الحرية والعدالة المساواة و كل ما يتعلق بالفرنسيس...حينها كنت أنا أحسب، من نافذة السيارة ، عدد الحميرالمتواجدين على جانب الطريق والصابرين لحرارة الصيف وعطشه...
غابت الشمس...و أسدل الظلام ستاره...فجأة أحسست بيدها تمر فوق فخذاي!!!
اعتقدت في البداية أنها أخطأت مسك مبدل السرعة...
بدأت دائرة "التهلاس " تكبر وتكبر إلى أن اقتربت من "منطقة الخطر"...اكتفيت حينها ببلع ما اجتمع من لعاب بفمي...فأنا لم أتوقع أن تكون نيتها سيئة...فقلت مع نفسي ربما في بلادهم هذا أمر عادي !!!
المهم " كْبَارْ الشْغَالْ " وارتفعت حرارة جسمي، بل أحسست أن أحد الشرايين قد انفجر في مخي...أو هكذا بدا لي اﻷمر...فبدأت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم...و أقرأ المعوذتين...
لما نفذ صبري قلت لها منبِّهاً:
- madame, moi je suis marié!
  فردت علي بصوت عذب :
- moi aussi je suis marié, et alors ?!
وبينما أنا أحدثها عن عذاب القبر و منكر و نكير...كانت هي تبكي...فَرِحْتُ و أنا أعتقد أنها تخشَّعت وبكت، لكنها سرعان ما انفجرت في وجهي، عند وصولنا قائلة :
-  Toi tu n'as pas de coeur, tu es méchant et unitile...
   ثم ركنت السيارة و خرجت قاصدة مكان إقامتها، ولم تودعني، بل لم تعطيني حتى الخمسين أورو التي اعتادت تسليمها لي بعد كل لحظة وداع!!!
عادت لبلدها، في حين قصدت أنا الطبيب لأكتشف أني أصبتُ على اثر ذلك بمرض السكر و ارتفاع الضعط الدموي...
المهم فكرت في متابعتها قضائيا و لكني احترت في أمري...فلو رفعت الدعوى بالمغرب لقالوا عني أحمقاً أو اتهموني بإغْضَابِ السياح و عدم تسهيل مأموريتهم، بل و قد يتهمونني باغتصابها فأصبحُ أنا المجرم...نعم فالفرنسيات قد يُغْتَصَبْنَ بسهولة...
لكنني اليوم اكتشفت أنني لم أكن ذكيا كتلك الفرنسية التي راودت سعداً ثم تمنعت...وها هي اليوم ستجمع له " الحصيصة " ...
اني أعترف بخطئي في عدم رفعي للدعوى بالسائحة الفرنسية بمحاكم فرنسا، حينها كان سيُغنِّي عني "سعدٌ " : انت معلم ومنك نتعلم "
للأسف الشديد فلا أنا " طلعت " معلم ولا هو تعلم مني...
 
  
                                                                                        

Be Our Fan!لمشاركة الصفحة اضغط هنا